أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل تركيا على خطى سوريا؟














المزيد.....

هل تركيا على خطى سوريا؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا نتصور إن من يضع الشعب ثقته به لا بد وأن يتمتع بقدر كاف من المعرفة والذكاء والحكمة والحنكة السياسية بحيث يجنب شعبه من الكوارث التي هي من صنع البشر، فيتعلم من أخطاء الآخرين، إذ كما قال الحكماء: "العاقل يتعلم من أخطائه، والأعقل يتعلم من أخطاء غيره". ولكن من ينظر إلى ما يحدث من كوارث بسبب الإرهاب يصاب بخيبة أمل من هؤلاء الحكام، ويستنتج بأنهم لم يستخلصوا أي درس أو عبرة من التاريخ، ولا من أخطاء غيرهم من معاصريهم، ولا حتى من أخطائهم.

فأمريكا، والسعودية وباكستان قاموا بتشكيل المنظمات الإرهابية الإسلامية، بأموال السعودية والدول الخليجية الأخرى، والعقيدة الوهابية، من أجل محاربة الشيوعية في أفغانستان. وبعد أن تحقق لهم ما أرادوا، انقلب السحر على الساحر، فعاد الأفغان العرب إلى بلدانهم ليمارسوا الإرهاب ضد شعوبهم وحكوماتهم، ومن ثمارها المرة كارثة 11 سبتمبر 2001 في أمريكا.

وبعد تحرير العراق من أبشع نظام همجي فاشي عرفه التاريخ، لجأ بشار الأسد إلى جعل بلاده ساحة لاستقبال وتدريب وتمويل وتسليح الإرهابيين من السعودية وليبيا وتونس وغيرها من البلدان العربية والإسلامية و أوربا، وإرسالهم إلى العراق لقتل شعبه، وتدمير مؤسساته الاقتصادية وبنيته التحية. وأخيراً أنقلب السحر على الساحر ثانية، ونفس الإرهاب الذي احتضنه و رعاه بشار الأسد أنقلب عليه وأحال بلاده إلى خرائب وأنقاض، وأكثر من مليونين من شعبه مشرد في الشتات، وثلاثة ملايين مشرد في الداخل، ونحو 300 ألف قتيل، وأضعاف هذا العدد من المعوقين والأرامل واليتامى.

ومن المساهمين بدعم الإرهاب في سوريا والعراق هو الرئيس التركي رجب طيب أردغان، الذي شارك بشار الأسد في تدمير العراق. وقد حذرت الحكومة العراقية، ومعها الكتاب المتنورون أن الذي يشعل الحرائق في بيت جاره لا بد وأن تصله النيران لتحرق بيته، فالإرهاب من أخطر وأشر وأسوأ الوسائل لتحقيق الأغراض السياسية. ولكن أردوغان أخذه الغرور كما بشار الأسد والقذافي وغيرهما من قبل.
فقد لعب أردوغان دوراً كبيراً في دعم الإرهاب بجعل بلاده حاضنة لمكاتب تنظيم داعش ورفدها، وجسراً يمر منه الإرهابيون الوافدون من أوربا وشتى أنحاء العالم إلى سوريا والعراق. كما وجعل أردوغان بلاده ملجأً للإرهابيين البعثيين والطائفيين العراقين، حيث سهل لهم، ومازال، عقد مؤتمراتهم وترتيب مخططاتهم لإثارة الفتن الطائفية، وضرب العملية السياسية في العراق. كما ولعب دوراً مفضوحاً فيما يسمى باحتلال الموصل من قبل داعش، حيث قام الدواعش وبتدبير مسبق من أردوغان، بلعبة اختطاف 50 موظفاً من القنصلية التركية في الموصل ليقولوا للعالم أن لا صلة لتركيا بداعش، وأن تركيا هي أيضاً ضحية الارهاب!. واتخذت الحكومة التركية مسرحية اختطاف موظفيها مبرراً لعدم التعاون من التحالف الدولي لضرب داعش بحجة الخوف على موظفيها "المختطفين". وبعد أشهر قليلة، تم إطلاق سراح هؤلاء "المختطفين"، وهم في أحسن حال، وكأنهم عائدون من سفرة سياحية. بل ورفض أردوغان السماح لطيران التحالف الدولي بضرب الدواعش وجبهة النصرة حتى بعد إطلاق سراح موظفي قنصليته في الموصل.

ولكن كما حذرنا مراراً وتكراراً، وصل أخيراً حريق الإرهاب إلى تركيا نفسها، إذ أفادت الأنباء العالمية بقيام انتحاري من داعش بتفجير نفسه داخل المركز الثقافي في مدينة سروج التركية التي تبعد بعِشرة كيلومترات عن مدينة كوباني (عين العرب)، على الحدود السورية، وكان يتجمع فيه ما يقرب ثلاثمائة شخص ممن يعملون على ايصال المساعدات الى مدينة كوباني، وقتل ما لا يقل عن 30 شخصا، وأصيب عشرات آخرون. وأعلنت داعش مسؤوليتها عن هذه الجريمة. وأغلب الضحايا كانوا من الكرد، و من بينهم محسوبين على حزب العمال الكردستاني (PKK). وكرد فعل، ونظراً لدعم الحكومة التركية لداعش، قام أنصار PKK بقتل شرطيين تركيين، الأمر الذي دفع الحكومة التركية بعمليات انتقامية، فقام الطيران التركي بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مخترقة بذلك اتفاقية السلام المعقودة بين الطرفين قبل عامين ونصف. وبذلك فقد أعلن العمال الكردستاني أن اتفاقية وقف النار بين الطرفين قد انتهت بهذا العدوان التركي.
ونتيجة لقيام داعش بأعمال إرهابية في تركيا، اقتنع السلطان أردوغان بأن شعبه وعرشه مهدد بالإرهاب الداعشي الذي هو ساهم في تأسيسه ودعمه ونشره في المنطقة لزعزعة الوضع في العراق وسوريا. وعندئذ فقط، سمح أردوغان لطيران التحالف الدولي باستخدام مطار "إنغرليك" الجوية الأمريكية في شرق تركيا لشن ضربات جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". (داعش)، بل وقام سلاح الجو التركي بقصف مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. وهذا تطور كبير في موقف تركيا لصالح شعوب المنطقة التي عانت كثيراً من الإرهاب، ومن سوء سلوك بعض قادتها من أمثال أردوغان الذي لم يتعلم من كوارث اشعال الحرائق في دول الجوار، ولا يعرف مغبة جريمته إلا بعد أن يصل الإرهاب إلى بلاده. وهذا مصير كل الدول الحاضنة للإرهاب.
وعليه، فأردوغان، ولعبثية سياساته العدوانية قد فتح النار على بلاده من تنظيمين: تنظيم داعش، وحزب العمال الكردستاني. وهذا مصير كل من يأخذه الغرور، والعزة بالإثم، ولا يتعلم من دروس التاريخ، فهذه بضاعتكم رُدت إليكم، وكما يقول المثل العربي القديم: (وعلى نفسها جنت براقش).
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات المالكي وغضب السعودية ومرتزقتها؟
- حول الاتفاق النووي الإيراني
- تحية لذكرى ثورة 14 تموز المجيدة
- المعضلة العراقية والحلول المقترحة
- الوهابية، حركة فاشية دينة يجب تجريمها
- الإسلام والغرب والإرهاب (متابعة)
- وثائق ويكيليكس تفضح مملكة الشر
- الإسلام والغرب والإرهاب
- لماذا يحتاج الغرب إلى عدو دائم؟
- داعش ذريعة لتغيير النظام في العراق
- مؤتمر باريس لدحر الإرهاب أم لدعمه؟
- أزمة الشرق الأوسط وعلاجها!
- جدل حول أسباب الإرهاب
- السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها
- سقوط الرمادي كسقوط الموصل، تم من الداخل
- تفحيرات الأعظمية مقدمات لشكيل قوات طائفية
- دروس من الانتخابات البريطانية 2015
- مشروع القرار الأمريكي، هل هو بالون اختبار؟
- حول إشكالية التعامل مع الماضي
- لكي لا ننسى الهولوكوست البعثي الداعشي


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل تركيا على خطى سوريا؟