أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من بيع السلاح والنفط إلى علاقة اقتصادية أقوى توجت بإدارة مستقبلية على المنطقة















المزيد.....

من بيع السلاح والنفط إلى علاقة اقتصادية أقوى توجت بإدارة مستقبلية على المنطقة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحديداً ، خلال وعند انتهاء حرب التى سميت في حينها بالتدخل السوفيتي في افغانستان والتى دامت عشرة سنوات 1979 – 1989 م ، انتجت الحرب بلا شك ، وبالطبع ، مثلث بات يتضح معالمه ، أكثر ، في السنوات الأخيرة ، بل ، أنني لا أُرجح بقدر أنني أعتقد ، أنه اُفتضح أمره ،خصوصاً ، بعد تمكين الاحتلال الأمريكي لأدواته من العراق ، فعلاً ، انتشر وبسرعة الفكر الشيعي في العراق والمنطقة ، عموماً ، كامتداد للحرس الثوري في إيران ، في المقابل ، ضاعف تواجده الفكر اليميني الجهادي المتمثل في تنظيم القاعدة / السلفية الجهادية ، وأيضاً ، بات اليمين المسيحي اليهودي المتمثل بالمحافظين الجدد الحزب الجمهوري الأمريكي والصهاينة التقليدين من أمثال شارون وخليفته نتنياهو ينادوا بشكل علني بالدولة اليهودية ، على الأخص ، بعد خطبة الرئيس الأمريكي دبليو بوش الصغير ، المكان ،الكنيست الإسرائيلي ، عندما صرح علناً ، بأن العد التنازلي لعودة السيد المسيح ، بدأ ، تماماً ، عندما أعلنت إسرائيل دولتها عام 1948 م ، وبالرغم ، من اتضاح المربعات وخلفياتهم الفكرية الذي يظهر للمرء العادي ، بأن التقاطع بينهما مستحيل ، لكن ، التجارب تعلمنا ، بأن المستحيل ممكن وأن ما جرى ،سابقاً ،ويجري ، الآن ،من تقاطعات وانتقالات من حليف إلى آخر ، يشير بدلائله ، بل ، يزيح ذاك الغموض ويفسر في آن ، معاً ، تلك البراغماتية التى تتبنها الجهات المؤثرة .
إذا شاء المرء أن يقطع الشك باليقين ، فأن الرابح في النهاية ، جميع الأطراف باستثناء العربي ، بالطبع ، اسرائيل تركيا إيران ، وقد أبلت الدول الكبرى بلاء حسن عندما إشتغلت بعد الحرب العالمية الثانية على زج تدريجياً المنطقة بنزاعات قومية وأخرى مذهبية وغيرها من الحدودية ، وهكذا ، استطاعت أن تجعل من ينوب عنها بالفعل ، قيام ما اخفقت في قيامه عبر سلسلة محاولات أرادت بها السيطرة على المنطقة ، وقد يكون الوقت ليس بصالح العرب في اعادة تقيم خلافاتهم الداخلية أو حتى تلك الملفات التى تتعلق بالإخوان وأيضاً الجماعات المسلحة التى انفلت عقالها وباتت خارج قبضة الدول الداعمة لها تاريخياً ، وبالتالي ، كان من المفترض أن تُسارع الأطراف إلى تذليل جميع الخلافات جانباً ، حتى يرتقى العمل إلى المستوى الذي يستطيع التصدي للانهيار الجارف .
لم يبدو عجيباً ، أن تنقض جميع السكاكين على الجغرافيا العربية ، كان الأمر متوقع ، وطالما أخفق العرب عدة مرات في احياء العمل العربي المشترك على المستوى الأنظمة وحتى الأحزاب ، وأيضاً ، المعارضة التى تحولت جزء منها إلى جماعات مسلحة ، تُقاتل وتُسيطر على مناطق شاسعة ، تُسجل ،أيضاً ،الأمة العربية اخفاق أخر في جانب حساس ، هو ، تطوير علاقاتها الدولية والإقليمية والمحافظة على ارثها التاريخي وكيانها الوطني من خلال تدعيم قواعدها ببناء مشاريع قادرة على ربطها بالكرامة الوطنية العربية على غرار المشاريع التى امتلكتها إيران التسليحية وتركيا الاقتصادية ، حيث ، تشهد المسألة العربية منعطفاً خطيراً ، قد يكون الأول من هذا النوع الذي يهدد هذه المرة ، هويتها ، ولأن الفكرة القومية الغربية التى ولدت فيها الحركة الصهيونية ، هي فكرة أوروبية في الأصل ، لهذا ، ليس مدهشاً بقدر أنه طبيعياً ، أن يتغير موقف الغرب في لحظة ، حتى لو تعهد ، سابقاً ، بالدفاع عن مصالح الخليج ، وقد يكون التضليل الأمريكي والإسرائيلي ، دائماً ، مكرور ، يستهدف العربي ، فقط ، عندما يرتفع اعلامياً الخلاف بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة البيت الأبيض حول الملف الإيراني ، بالطبع ، وظيفته ايهام وإعطاء انطباع معاكس للحقيقة القائمة منذ عقود طويلة ، لكنها ، تظل العلاقة طي الكتمان ،لهذا ، لا بد للمملكة العربية السعودية وبذات القدر لدى جمهورية مصر العربية أن يستيقظوا من هذا الاستغراق الذي يعطل تقيم العلاقة التاريخية والمستمرة بين الجانبين ، الإسرائيلي والإيراني ، خصوصاً ، بعد أن تضاعفت الحديث عن تقارب بين السعودي والإسرائيلي حول ملف الإيراني النووي .

للمرء هنا ، أن يقدم ملاحظة حول هذا الجدل ولا بد من الإشارة إليه للحفاظ على صحة الرد التاريخي ، أن سياسة نتنياهو التى يظهرها ، على الأقل ، اتجاه عِدائه لإيران ، بحاجة إلى مراجعة دقيقة ، وكما هو الحال أيضاً ، في الجانب الأخر ، فهناك جملة تورطات غربية في هذا الصدد تعتبر ماركة مسجلة بحقها ، فكيف يكمن للإسرائيلي قبل الإيراني أن يفسر لنا التعاون النفطي بين البلدين ، كان قد توقف قيلاً عند الفترة الانتقالية التى شهدتها البلاد ما بين الشاه رضا والإمام الخميني الذي سيطر على الحكم بعد الثورة ، لم يستمر التوقف كثيراً ، لكن ، إسرائيل فرضت صيغة جديدة للتعاون وبشكل الذي يتماشى مع مصالحها ، النفط مقابل السلاح وبعد مدة قليلة تطورت العلاقة إلى أن أصبحت إيران تمتلك مع إسرائيل خط انبوب من ايلات إلى اشكلون ، حيث ، يعود الملكية للحكومتين وعلى الأراضي الإسرائيلية .
هناك تطور أخطر وأكثر ادهاشاً ، مربك حقاً ، وهذه المرة يظهر تواطؤ أوروبي ، وخلال فترة قصيرة ، اضطر رجل أعمال إيراني زيارة تل ابيب ، التقى داخل فندق الانتركونتال كل من يهود شاع مئير رئيس جمعية العلاقات الاسرائيلية العربية ومستشار الرئيس الإيراني لشؤون الإسرائيلية شبا رزاند وخلال الاجتماع اتفق الطرفين على أن تنقل ناقلات إيرانية النفط إلى ميناء ايلات جنوب اسرائيل ومن ثم تقوم الحكومة في تل ابيب بنقله عبر الانبوب إلى مدينة أشكلون ، حيث ، ستسوق بمعرفتها من هناك إلى الدول الأوروبية ، هكذا وبهذا الفعل ، تكون جنبت عبور قناة السويس وفي هذا التجنب ، خففت التكلفة المالية ووفرت من الأسابيع قبل وصولها لوجهتها النهائية ، هنا نلاحظ ، وبعد سلسلة من التعاون العسكري ينتقل أعداء الظاهر إلى تعميق العلاقة من خلال تقوية الاتصال ، وهذه المرة من البوابة ، الاقتصادي الاستراتيجي ، حيث كشفت في 2007 م اوساط سياسية النقاب عن مشروع نقل الغاز الطبيعي من إيران إلى إسرائيل عبر تركيا ، هو ، بمثابة طموح لكنه استراتيجي ، يمتد ذاك الأنبوب تحت البحر بطول 610 كيلو متر بين الشاطئ الجنوبي الشرقي لتركيا ، المشروع في النهاية ، ثمرة افكار مشتركة ، لكن ، للتاريخ ، يعود الجهد الأكبر ، بالطبع ، لوزير البنية التحتية ، آنذاك ، بنيامين بن اليعيزر ولكي تبدي إسرائيل حسن نواياها باتجاه النظام الإيراني الجديد ، أبدت رغبتها ، مؤخراً ، وبشكل حاسم ، عن دفع تعويضات مالية نتيجة مستحقات نفطية كانت قد تراكمت لإيران أبان حكم الشاه وهي أموال ليست بقليلة ، لأن إسرائيل استوردت لسنوات طويلة النفط الإيراني عبر أوروبا وكانت قد شهدت العلاقات قبل الثورة الخمينية 1979 م ، مستوى عالي ، حيث ، أسست الحكومتين شركة مشتركة تحت أسمfrans hsiaticoil.ltd مُهمتها نقل النفط الإيراني إلى إسرائيل مباشرة ، وتقدر الديون بمئات الملايين ، عُقدت اجتماعات بين الطرفين في عدة دول ، بتحديد سويرا وهولندا بهدف ترتيب تسديد الديون .
أخيراً ، الخلاصة ، أن العرب تكفلوا بإسقاط نظام صدام ، هذا واقع لا يمكن انكاره أو التملص منه ، باعتبار أن النظام البعثي هدد استقرار دول الخليج ، على وجه الخصوص ، لكن ، من المفترض أن تكون المدة المقطوعة كافية لتثمين ومراجعة ما حصل ، كأن العرب كانوا مجرد واجهة للإسقاط ، أي لعبوا دور الكومبارس ، أما المُسقط الفعلي ، هو ، نظام الإيراني ، وهذا ، ما كشفت عنه الأيام بعد رحيل البعث عن العراق ، فمن كان على دراية بالأسباب الحقيقية للسقوط ، كان على علم بالبديل القادم ، لهذا من الأهمية ، وقد يكون من الأولويات أن لا يتعرض مفهوم الإرهاب إلى التدليس والاجتزاء ، وأيضاً ، للمزاجية ، فإيران والولايات المتحدة والنظام السوري والجماعات المسلحة بما فيهم دولة داعش يتحملوا جميعهم المسؤولية لما وصل إليه الحال في سوريا والعراق ، لكن ، للمرء أن يتصور ، مدى خطورة الافراز الأمريكي والإيراني خلال سنوات احتلال العراق ، من مليشيات مسلحة تابعة لإيران ، وبالإضافة ، للتمدد الحديث خلال السنوات الأربعة الأخيرة في سوريا ، مارس النظام والجماعات الحليفة جميع أشكال القمع والقتل لدرجة لم تعد عربية ، وهي أعوام حاصل جمعها ، حتى الآن ، ذهب ما لا يقل عن 2 مليون إنسان ، فإذا ، كان الحرب على صدام ، أولاً ، والتنظيمات المسلحة ، ثانياً ، يتطلب الأمر قتل مليونين عربي ، كيف سيتعامل العرب ، لاحقاً ، مع نظرية الذئب المنفرد التى وضعتها الولايات الأمريكية مؤخراً كتهمة جديدة ستلاحق كل مسلم عربي في المرتبة الأولى ومسلمين العالم ثانياً .



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطعان ينتظرون الذبح
- من ابتكارات الحداثة غسل الماء قبل الشرب
- إبادات قانونية وأخرى اجرامية
- القضاء السويدي يبعث من جديد رسالة جديدة للقضاء العربي
- غونتر غراس
- لو كان الأوكسجين والماء قرار بشري ، لكانت المأساة اكتملت ...
- الكتاب والحذاء
- محاصرة مصر وتلغيم أمنها القومي
- تحويل الشهيد إلى بئر بترول
- إليسا تُعيد طوقان من قبره
- بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب
- تعاون يكشف عن حجم وأهمية العلاقة القائمة .
- طاعنون باللجوء والهجرة، لهم الله .
- تعاون يقطع الشك باليقين لأي عداء
- الوطنية المتعثرة
- اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات
- عراقة الأمة ،، بلغتها
- بين التفوق الإسرائيلي بالتكنولوجي والتميزّ الإيراني بالتشيع ...
- كتاب ،، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات
- اختلاف ايديولوجي عقائدي بين ايران وإسرائيل يقابله تقاطع مصال ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من بيع السلاح والنفط إلى علاقة اقتصادية أقوى توجت بإدارة مستقبلية على المنطقة