أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ايدن حسين - زمن السقوط - للكاتب اسامة اسحاق















المزيد.....

زمن السقوط - للكاتب اسامة اسحاق


ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 12:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اسامة اسحاق

زمن السقوط - عندما تصبح الشعائر الدينية أهم من القيم الإنسانية
(عندما يكون ترك الصلاة أخطر من الكذب وسوء الخلق)

القيم الإنسانية كــ بر الوالدين والصدق والأمانة والحب والعدل والمساواة وطلب العلم وحسن الخلق وإحترام الوقت وعدم الغش والتزوير وهي صلة العبد مع أفراد مجتمعه , والشعائر الدينية كــ الصلاة والصوم والصدقة والحج والعمرة والتسبيح والتهليل والتكبير وهي صلة العبد مع ربه , فقد يغفر عز وجل الإنتهاكات الشعائرية لأنها بينه وبين عبده ولكن ماذا عن الإنتهاكات القيمية والتي هي بين العبد ومجتمعه !؟ ...

يجب أن ندرك أن المجتمعات تهوي الى منحدرات خطيرة جدا عندما تتحول القيم الإنسانية الأخلاقية الى مجرد أوهام وأضغاث أحلام وحبرعلى الماء وحروف متناثرة على أرصفة الشوارع يدوسها عابري السبيل وتصبح الشعائر الدينية هي الركائز الأساسية التي يجب الحفاظ عليها والدفاع عنها ومعاقبة منتهكيها , وتصبح في زماننا هذا الشعائر هي واجهة الإسلام وعموده المتين بدلاً عن القيم الإنسانية الأخلاقية الأساسية والتي نزلت من أجلها الأديان وبعث من خلالها الأنبياء والرسل لإيصالها الى عقول وقلوب البشر...

زمن السقوط الذي نعيشه اليوم هو بسبب تقديم الشعائر الدينية على القيم الإنسانية الأخلاقية الأساسية, فيصبح ترك الصلاة أخطر من الكذب, وإفطار يوم في رمضان أخطر من التزوير , وإختلاط الرجال مع النساء أخطر من الغش , والأكل باليد اليسرى أخطر من الرشوة , ودخول الحمام بالرجل اليمنى أخطر من سوء الخلق , وترك الحجاب والنقاب أخطر من عقوق الوالدين , وزيارة القبور أخطر من عدم زيارة المحارم , وترك التسبيح والتهليل والتكبير أخطر من إنتهاك مال اليتيم والأوقاف , وإعفاء الشنب وحلق اللحية أخطر من الحقد والحسد , وترك صلاة التراويح والتهجد أخطر من الدعوة الى العصبية والطائفية , وحفظ القرآن أهم من حفظ الأعراض , والدعوة الى أرضاع الكبير وزواج الصغير أهم من الدعوة الى عدم سلب الحريات وإنتهاك الحقوق , والحث على إستعمال السواك وتكحيل العينين ً أكثر من الحث على العدل والمساواة , و الدعوة الى التناسل والتكاثر أهم من الدعوة الى تنظيم النسل , والحث على الطواف حول الكعبة أهم من الحث على طواف المسلمين حول مبدأ وشعار وكلمة واحدة , وقتل النفس البشرية (الإنتحاريين) هو طريق الفوز بالجنة والنجاة من النار , وتصبح عبارة البغض والكره في الله دروس وتعاليم نغرسها في عقول شبابنا بين صلاة المغرب والعشاء ,ويصبح خريجوا الكليات والجامعات والمعاهد غالبيتهم دراسات شعائرية دينية فقهية وليس قيمية او علمية , وعندما يكون المحافظ على الشعائر وتارك القيم من ورثة الأنبياء ودمه مسموم ويكون المحافظ على القيم وتارك الشعائر زنديق وكافر ودمه حلال زلال , زمن السقوط هو زمن أسكت وأسرق وأنهب وزور وأفتن وأكذب وأرشي ثم قم وصلي ركعتين لتحس بعدها بمخدر كاذب يشعرك بالطمأنينة وبأنك أديت واجبك الديني الإسلامي على أكمل وجه ولم يعد بينك وبين الفردوس الأعلى سوى قيد أنملة , وكل ما تحتاجه للفوز بسبعين حورية ونهر من لبن وخمر وغلمان هو حزام ناسف يفجر مجموعة بريئة من البشر لكي يقرب المسافة والزمن بينك وبين ما تم تخديرك عليه ...

القيم الإنسانية الأخلاقية السابقة واردة نصاً في القرآن الكريم وهي التي شدد عليها إسلامنا العظيم وقد خضعت تلك القيم الى التراكم الى زمن رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام , فقد بدأت بمجموعة قليلة الى أن أصبحت في ذروتها مع الرسالة المحمدية , فمثلا الأيفاء بالكيل والميزان لم تبدأ تلك القيمة الإنسانية الا من عند نبي الله شعيب فلم يكن هناك مثلاً تبادل للسلع أيام نبي الله نوح , قال تعالى : "والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدو الله ما لكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين الأعراف :85 , والناظر للتاريخ يدرك انه كل ما تطور الإنسان على مر التاريخ كل ما جائته قيم جديدة حسب معطيات الحياة ومستحدثاتها, وقد اُغلق باب تلك القيم مع الرسالة المحمدية فاليوم لم يعد هناك قيم جديدة ولكن الحياة لم ولن تخلوا من الحكمة والحكماء فالحكمة لا تنقطع على لسان البشر حتى تقوم الساعة , فمثلا لقمان الحكيم لم يكن رسول ولا نبي ولكن أتاه الله الحكمة فأدى رسالة الحكمة على أكمل وجه...

إن من أهم ما يميز القيم الأخلاقية على الشعائر الدينية هو أنها إنسانية وهي القاسم المشترك بين كل من يحمل بطاقة كتب على عنوان حاملها إسم "إنسان" دون النظر الى دينه ولونه وعرقه وثقافته , والقيم هي التي يجب أن نخاطب بها العالم من خلالها ونحاورهم بها وليس من خلال الشعائر الدينية , فكل دين له شعائره الدينية الخاصة به فالصوم في اليهودية ليس هو الصوم في المسيحية كما ليس هو الصوم في الإسلام وكذلك الصلاة وغيرها من الشعائر , فكلاً له خصوصياته الشعائرية ولا يجب أن ندعوا غير المسلمين بداية من خلال الشعائر الدينية ولكن من خلال القيم الإنسانية الإسلامية , وهنا نستعرض نماذج من القيم الإنسانية في قرآننا العظيم : "قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين احساناولا تقتلوا أولادكم من امق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ماظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون" الأنعام : 151 , "ولاتقربوا مال اليتيم الا بالتى هى احسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لانكلف نفسا الا وسعها واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون" الأنعام : 152 , "وان صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" الأنعام : 153 ...

العرب في يومنا هذا أصبحوا يستهلكون ما مقداره 5 في المائة من إنتاج العالم وينتجون ما مقداره 3 في المائة أي أننا نعيش عبأ على العالم بسبب منهجيتنا المغلوطة , فلو نظرنا نظرة سريعة لأهم الأسباب التي أدت بحال مجتمعاتنا الى ما نحن عليه من تخلف وجمود مقارنة بمن ينسجون حضارة اليوم وبمن غاصوا الى أعماق المحيطات وأسرار الجسد البشري وغزو الفضاء وروضوا التكنولوجيا التي تسود العالم اليوم , فليس إطلاقاً سبب تراجعنا عن مواكبة الألفية الثالثة هو البعد عن ممارسة الدين والشعائر , فالمساجد ما زالت معبأة بالمصليين والملايين كذلك يحجون سنوياً الى بيت الله والدعاة المسلمين يجوبون الأرض شرقاً وغرباً ويتربعون على عرش عشرات القنوات الفضائية , والفتاوي الدينية من قبل مشائخنا لم تعد تغادر صغيرة ولا كبيرة الا وأفتوها , والحجاب أصبح حتى فوق رؤوس بنات الروضة والأبتدائية , ومنع الأختلاط بين الذكور والأناث طال حتى مدراس الأطفال , وأصبح هناك العشرات من المؤسسات والإتحادات والمذاهب الدينية , فنحن على مستوى تطبيق الشعائر الدينية الظاهرية نتسطر الأمم ولكن على المستوى القيمي والأخلاقي والتي تبنى الأمم من خلالها لا يوجد أدنى شك أننا نتذيل العالم , أصبح الدين البسيط والظاهري والأهتمام بالقشور هو عمود إسلامنا ومقصده فأدى ذلك الى تفريغ الإسلام من معنى إقامته الى معنى تأديته ...

والله من وراء القصد

..



#ايدن_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب الالحاد ج2
- بائع الفجل و بيع الاسلحة
- اسباب الالحاد ج1
- كيف نستفيد اكثر من الحوار المتمدن
- روبوت متطور . للكنس و الطبخ فقط
- كيف نتاكد من صدق الاديان
- بين تحقيق الاحلام و تحقق الاحلام
- فتش عن السعادة
- لا تصدقوا اذا قيل لكم
- الوطن الخائن
- قيل و قال
- قطع الاعناق .. و لا قطع القلفة
- قصيدة هايكو - المهرجون
- بائع الفجل و سر المادة
- بائع الفجل و العاب الكومبيوتر
- من اكبر الكبائر .. قتل النفس
- قصة قصيرة - بائع الفجل
- بالرغم من كل شيء .. فكرة الاله سوف تلاحقكم
- بين السيرة الذاتية و السيرة النبوية
- احاديث شريفة -1


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ايدن حسين - زمن السقوط - للكاتب اسامة اسحاق