أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الفساد لا يقل خطورة عن الاحتلال














المزيد.....

الفساد لا يقل خطورة عن الاحتلال


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 22:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


الدعوة لمحاربة الفساد وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني ليست حديثة العهد بل تعود للسنوات الاولى لقيام السلطة ،حيث ارتفعت أصوات مواطنين شرفاء وبعضهم من داخل حركة فتح ومن السلطة تحذر من خطورة الفساد وأوجه الخلل في إدارة السلطة ، ومع أن الفساد آنذاك كان محدودا بل وكان الحديث عن الفساد مبالغا فيه وأكبر من الفساد ذاته ،إلا أن الشعب ادرك أنه لا يمكن مقاومة الاحتلال حتى بالوسائل السياسية والدبلوماسية مع وجود أشخاص فاسدين في المؤسسات العامة وفي الاجهزة الأمنية ، كما أدرك الشعب مبكرا أن الفساد لا يقل خطورة عن الاحتلال وخصوصا مع وجود تنسيق وتعاون ما بين الفاسدين وسلطة الاحتلال .
إلا أن بعض رموز الفساد في السلطة ركبوا موجة المطالبة بالإصلاح ليس لهدف الإصلاح بل ليبيضوا صفحتهم وليبعدوا التهمة عن أنفسهم وليوظفوا الدعوات الطيبة للإصلاح لتصفية حسابات مع الرئيس أبو عمار ونهجه الوطني ، وخصوصا بعد فشل قمة كامب ديفيد 2000 ، وبالفعل تمت تصفية ابو عمار سياسيا ومن خلال التآمر الداخلي قبل أن تُصفيه إسرائيل جسديا بتواطؤ مع البعض ممن حاربوه تحت عنوان إصلاح السلطة والنظام السياسي .
ما بعد ابو عمار انشغل الفلسطينيون بموضوع خلافته وبالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وبالانتخابات والانقسام ، الأمر الذي سمح لنخب الفساد القديمة ونخب فساد تشكلت في ظل الانقسام في غزة والضفة ،لأن تتغول وتعيث فسادا وكان الانقسام خير معين لهؤلاء.
الفاسدون اليوم يستقوون بمالهم الذي جنوه من الفساد ومن أموال الشعب ،وبمواقعهم السلطوية التي تجعلهم فوق المحاسبة و فوق كل السلطات وخصوصا منهم الذين يستمدون الدعم من الاحتلال ومن جهات خارجية ، أيضا من شبكة التحالفات العائلية وعلاقات المصاهرة فيما بينهم . وإذا كانت السياسة والايدولوجيا تفرق أحيانا بين المثقفين ،فإن الفساد يزيل الفوارق الايديولوجية والسياسية والطبقية ويُوحد الفاسدين في السلطة والمعارضة لمواجهة كل مَن من يجرؤ على الحديث عن فسادهم وتلاعبهم بمصير الشعب .

صبرنا كثيرا وتحملنا كثيرا على ما يُمارَس من فساد وأخطاء في السلطة ، وما تتعرض له منظمة التحرير وحركة فتح من تهميش وتدمير ممنهج ، ولم يكن صمتنا طمعا في منفعة او منصب أو خوفا من الفاسدين بل حتى لا يتم تفسير انتقادنا بأنه يُضعف السلطة ومنظمة التحرير في مواجهتهما للاحتلال. وكان وما زال الفاسدون مُهيَئين للرد على أي منتقد للسلطة أو كاشف لفسادهم بتحويل الانتقاد من انتقاد لشخصهم إلى انتقاد للرئيس ولحركة فتح ولمجمل المشروع الوطني ، وكان من السهل عليهم توجيه اتهام مضاد بالعمالة إما لإسرائيل او لحركة حماس أو لمحمد دحلان ، مع أن المنتقدين أكثر وطنية منهم وأكثر ولاء لحركة فتح وللرئيس وللمشروع الوطني .
طوال سنوات الانقسام ونحن وغيري من المثقفين الوطنيين ندافع عن المشروع الوطني الفلسطيني وعن الشرعية الفلسطينية ، ونتجنب الانسياق وراء الأحاديث الكثيرة حول الخلل في اداء السلطة وحول فساد يتعاظم في بعض وزاراتها ومؤسساتها ،وهو الفساد الذي بمقتضاه تم توقيف بعض الوزراء بتهمة الفساد ،وتم تشكيل هيئة مكافحة الفساد برئاسة السيد رفيق النتشة . كان سبب صمتنا وصبرنا على ما نسمع ونشاهد انحيازنا للمشروع الوطني وتفهمنا للتحديات التي يواجهها الرئيس أبو مازن وتواجهها السلطة الوطنية وحالة الحرب التي تشنها إسرائيل عليهم .
ولكن وحيث إنه طفح الكيل ، والفاسدون باتوا يزحفون لمراكز القرار ويتحكمون بمصير الشعب من خلال تموقعهم في مراكز حساسة ، أيضا لقناعتي بأن الفساد يدمر الأوطان بما لا يقل عن الاحتلال ،فإن من الواجب الوطني على كل مواطن ومثقف محاربة الفساد والفاسدين بنفس ضراوة محاربة الاحتلال ، فالطرفان وجها عملة واحدة . ومن هذا المنطلق كتبت مقالي حول ما يجري في مكتب وزارة الشؤون المدنية في قطاع غزة .
إن كان النظام السياسي الفلسطيني ،وخصوصا السلطة الوطنية ، وصل لدرجة أن المؤسسات العامة أصبحت رهينة بيد أشخاص محددين لا يخضعون لأي محاسبة أو رقابة ،كما هو الأمر في الشؤون المدنية في قطاع غزة حيث وصلت الأمور ببعض الفاسدين لأن يعطلوا مصالح المواطنين لأنني انتقدت الخلل في أداء الوزارة وطالبت بوجود آلية واضحة للتعامل مع المواطنين ،في محاولة منهم لتحريض الشعب على شخصي ،وكأن شعبنا جاهل لا يعرف الحقيقة ، وأن يصل الانحطاط في المؤسسات العامة أن كل من ينتقد شخصا ما أو مؤسسة أو فاسدا ما ،تُرفع عليه دعاوى أمام القضاء - وكأن النائب العام والقضاء الفلسطيني ألعوبة بيد السلطة التنفيذية أو تحت تصرف بعض الفاسدين - فهذا مؤشر على الحالة المتردية التي وصل لها النظام السياسي والسلطة الوطنية الفلسطينية بشكل خاص .
وما دام مَن كتب بيان وزارة الشؤون المدنية يريد أن يرفع دعوى قضائية ضدي فأتمنى أن تصل الأمور للقضاء الذي نحترم موضوعيته حتى تتاح لي ولغيري الحديث مباشرة عن التجاوزات التي تحدث في الشؤون المدنية وتحديدا في مكتب قطاع غزة .
وأخيرا أشكر من أصدر لي تصريحا بالمرور من معبر بيت حانون بعد 24 ساعة من منعي يوم 22 من هذا الشهر قائلا تفضل بالسفر غدا ، وأقول له أنني لم اكتب ما كتبت لغرض شخصي بل من أجل المصلحة الوطنية ودفاعا عن ما تبقى من وجود وشرعية للمشروع الوطني ، وهناك كثيرون من أهلنا في غزة أحق مني في الحصول على تصريح مرور، وتستطيع أسرتي في الخارج أن تنتظرني لعام وتستطيع ابنتي أن تؤجل زواجها لعام آخر .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان توضيحي ردا على بيان وزارة الشؤون المدنية
- الانقسام لا يبرر الفساد ولا يُسقط المسؤولية
- اكثر من اتفاق نووي واقل من مؤامرة
- خطورة المراهنة على ثورة او تمرد على حماس
- إدراك متاخر أم تواطؤ مُسبق؟
- السياسة لا تعرف الفراغ
- تحديات ومخاطر علم الاستشراف في العالم العربي
- من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته
- هل غزة مقبلة على الانفجار بالفعل ؟ وفي مواجهة من ؟
- التباس الموقف المصري من القضية الفلسطينية
- حركة فتح : شرعية وديمومة الفكرة وتعثر التنظيم والممارسة
- صحوة خليجية متاخرة : الاتفاق النووي سينقل (الربيع العربي) إل ...
- اللاجئون الفلسطينيون من الريادة إلى التهميش والتصفية
- ما بين د.عصام السرطاوي ود.احمد يوسف : عقلانية الفكرة ومنزلقا ...
- مبادرات تتوالى ، فهل نحن مستعدون؟
- هل تعي حركة حماس ما تفعل ؟
- حكومة الوفاق وضريبة حماس
- استهداف مخيم اليرموك استهداف لحق العودة وللكرامة الفلسطينية
- فلسطين بوابة العرب لاستنهاض مشروعهم القومي
- القادة العظام يصنعون أمجادا والقادة الصغار يبددون حقوقا وأوط ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الفساد لا يقل خطورة عن الاحتلال