أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - ذكريات لا تنسى عن أسرة اتحاد الشعب














المزيد.....

ذكريات لا تنسى عن أسرة اتحاد الشعب


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأول مرة بعد مضي ربع قرن من صدور الصحافة الشيوعية بصورة السرية، تظهر الصحيفة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (اتحاد الشعب) الى العلن، بعد ان اجازتها حكومة ثورة تموز المجيدة. كان ذلك في كانون الثاني من عام 1959، بعد ان عرقلت المجموعة القومية في حكومة الثورة بقيادة عبد السلام عارف من اجازتها، وقد اجيزت بعد تنحية عبدالسلام عن الحكم واستقالة المجموعة الانفة الذكر.
صدرت جريدة اتحاد الشعب بثمان صفحات، بالحجم الصغير، (نصف حجم الجريدة الحالية) لكون قياسات ماكنة الطبع التي تطبعها، كانت بهذا الحجم. فمن اول يوم لصدورها، تلقفتها جماهير الشعب بلهفة، وما كادت توزع على باعة الصحف والمكتبات حتى تنفذ بعد ساعات من توزيعها.
كلفت من قبل المسؤول الحزبي لمتفرعة التنظيم الحزبي لعمال المطابع والتي أصبحت عضوا فيها بعد ثورة تموز مباشرة، بالقيام بمساعدة شغيلة المطبعة التي تطبع الجريدة بعد نهاية عملي، كان ذلك في اواسط عام 1959 ، وفعلا اديت ذلك الواجب متطوعا بدون مقابل، لقد كانت المطبعة التي تطبع فيها جريدة الحزب تعود ملكيتها الى الشخصية الديمقراطية، المهندس الراحل فريد الاحمر وسميت المطبعة بأسمه، كانت المطبعة تقع في بناية بشارع الشيخ عمر، ولم تكن بناية المطبعة بعيدة عن دارنا التي كانت تقع في محلة فرج الله القريبة من ذلك الشارع.
بعدما كنت انهي دوامي في المطبعة التي كنت اعمل فيها، وهي مطبعة الاهالي، أأخذ قسطا من الراحة في البيت، ثم اقوم بتأدية واجباتي الحزبية، بعد ذلك اتوجه الى المطبعة بحدود الساعة التاسعة مساءً، حيث أقوم بمساعدة شغيلة المطبعة في مجالات التنضيد والطبع، كمساعد للطباعين والمنضدين وينتهي دوامي بحدود الثانية عشر ليلا واعود الى البيت.
لأول مرة تعرفت عن قرب على بعض قادة الحزب المسؤولين عن تحرير الجريدة، الذين كانوا يداومون او يترددون على المطبعة، اذ كنت في السابق اسمع بأسمائهم فقط، هاهو الرفيق الفقيد زكي خيري المشرف على التحرير، يقطع قاعة المطبعة ذهابا وايابا دون ان ينبس بكلمة الا ماندر، كان الرفيق ابو يحيى مثقفا بارعا بالاخص في مجال الصحافة، لكنني لم اكن افهم سبب تجهمه في معظم الاحيان ولا تجد الابتسامة طريقا الى محياه، ربما من آثار السجون التي كان مقيما دائما فيها، الا انه بالرغم ذلك كان يداعبني احيانا ويسألني بعض الاسئلة عن الطباعة، أما الشخصية التي كانت محببة الى نفوس العاملين جميعا، وكان مقيما دائما في الجريدة، فهو الرفيق الشهيد الخالد، عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) صاحب العامود الساخر على الصفحة الاخيرة، (كلمة اليوم) كان أبو سعيد شخصية قريبة الى النفس، بسيطة، متواضعة، وكاتب ساخر قل نظيره في الصحافة العراقية، اللهم الا، الفقيد الخالد شمران الياسري (أبو كاطع)، كان الرفيق أبو سعيد يرتدي بدلة العمل الزرقاء، تراه يتنقل بين شغيلة المطبعة، يداعب ذاك ويسلم المواد المراد نشرها على الآخر، مع توزيع الابتسامات واطلاق النكات الشعبية بشكل يثير البهجة في نفوس العاملين، وقبل نهاية العمل يعطي بعض النقود للعامل الكهربائي في المطبعة، الراحل عبد الستار، ليجلب لنا (اكلة الباجة) من مطعم باجة الحاتي المشهورة، ولم يكن يبعد عن المطبعة كثيرا، ويقوم بنفسه في فرش الاوراق التالفة على الارض ونجلس جميعا، عمالا ومحررين، لنتناول الباجة المصحوبة بنكات أبو سعيد، فهو معين لا ينضب للنكات، في معظمها مستقاة من الموروث الشعبي، وتتناول قضايا سياسية واجتماعية احيانا، بشكل ساخر كعاموده المنشور في الجريدة يوميا.
ولا انسى الشهيد الخالد عبد الرحيم شريف، رئيس التحرير الفعلي للجريدة والذي كان يترد على المطبعة بين فترة واخرى، كان الشهيد أبو رائد، هادئ الطباع، متواضعا لابعد الحدود، يصافح العاملين فردا فردا عند مجيئه، كما انه كان كاتبا لامعا، كان من بين ثلاثة، زكي خيري، عامر عبد اللة وهو، الذين يتناوبون على كتابة الافتتاحية التي تعبر عن سياسة الحزب الرسمية، ولا انسى الشاب الوسيم، الشهيد الخالد عدنان البراك، مدير التحرير الذي هو الآخر كان يتردد على المطبعة، كان هو الآخر يتسم بالتواضع والطباع الهادئة.
بعد استيقاضي من النوم وقبل ان اذهب للدوام، أمر على مركز توزيع الجريدة الذي كان يقع في احدى البنايات في محلة السنك، لأخذ حصة منظمتي الحزبية من المركز، وقد خصصت 25 نسخة للمنظمة، وكانت قليلة، حيث طالبت مرارا من مدير التوزيع الرفيق عزيز سباهي بزيادة الكمية الا انه كان يقول ان الاعداد المطبوعة لا تكفي، وكان رفاق المنظمة يتداركون الامر بقراءتها واحدا بعد الاخر ثم يناولونها للعمال الاخرين من غير الحزبيين اللذين كانوا يتلهفون لقراءتها لما فيها من مواضيع تمس حياتهم اليومية، لقد كانت عدد النسخ المطبوعة، عشرون الف نسخة! في ذلك الزمن الذي لم يكن يتجاوز نفوس العراق الـ سبعة ملايين نسمة، كانت اتحاد الشعب تنفذ من الاسواق والباعة بعد توزيعها بساعات قليلة.
هكذا كان شغيلة اليد والفكر في اتحاد الشعب يشكلون أسرة واحدة، تسودها الالفة الرفاقية.
انها ذكريات لا تنسى.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المظلومة
- اضاءة على اضراب سواق السيارات عام 1962
- رسالة من مواطن عراقي الى السيد البرزاني
- حقيقة موقف عبد الكريم قاسم من الشيوعيين
- نحو حل جذري للمعضلة العراقية
- مثال الالوسي يترحم على نوري السعيد !!
- هل انحسرت شعبية الحزب الشيوعي العراقي في الشارع فعلا؟
- هبوا ايها العمال لانتخاب من يدافع عن حقوقكم بقوة
- الانتهازيون يشكلون خطرا على الديمقراطية في العراق
- الديمقراطيون لا يستجدون المشاركة في ولائم أمراء الطائفية وال ...
- عام الاخفاقات والفضائح والازمات
- ونحن نحتفل بالاول من ايار.. لنستذكر النقابيين الرواد الاوائل
- نحو تحالف اوسع واشمل للتيار الدمقراطي
- ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة الاخيرة
- ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة السابعة
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة السادسة
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الخامسة
- ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة الرابعة
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الثالثة
- ذكريات سياسية - عشت أحداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الثانية


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - ذكريات لا تنسى عن أسرة اتحاد الشعب