أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - يوم عادت الملكة القديمة














المزيد.....

يوم عادت الملكة القديمة


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 12:20
المحور: الادب والفن
    



أحببت هذا العمل البديع واستمتعت به كثيرا مثلما استمتعت من قبل بالكثير من أعمال صنع الله إبراهيم التى قدر لى أن أقرأها ، ولقد شعرت بالأسف أنى قد تأخرت عن قراءته ما يقرب من ثلاثين عاما، ذلك أنى لم تقع يدى من قبل على طبعته الأولى التى صدرت عام 1986 عن دار الفتى العربى طبقا للإشارة الواردة فى الغلاف الداخلى من الطبعة الجديدة التى أتيح لى أن أقرأها فى الأسبوع الماضى فقط (وهى الطبعة الرابعة الصادرة عن دار الثقافة الجديدة هذا العام 2015) ..أما الملكة التى عادت فهى ملكة لإحدى خلايا النحل ...فرقت يد الإنسان بينها وبين مملكتها ..فحين ضاقت الخلية بسكانها نتيجة لتزايد أعدادهم هجروها ومعهم مليكتهم بحثا عن ملجأ أرحب، وخلال رحلة البحث استقروا متكدسين على شجرة وارفة بعد أن أرسلوا فرقة من الكشافة تستطلع المكان بحثا عن الملجأ المرتجى، وحينئذ قام أحد القرويين من ذوى العلم بأحوال النحل وأقضل توقيتات افتناصه، قام بانتهاز الفرصة وكنس النحل بفرشاة ، ثم قام بإقراغه فى سلة كبيرة وإيداعه بعد ذلك خلية خشبية، وإذ لم تصل الفرشاة الكانسة إلى الملكة فقد ظلت فوق الشجرة ثم عجزت عن الإهتداء إلى مكان الخلية الخشبية الجديدة التى أصبحت الآن مملكة بغير ملكة !!..هذا النص البديع الذى يقدمه الروائى الموهوب صنع الله إبراهيم يمكن اعتباره نصا منتميا لأدب الطفل إذ أن فيه ما يمكن أن يستمتع به الأطقال وما ينمى به فى الوقت ذاته معرفتهم ومعلوماتهم عن عالم النحل الحافل والمثير، ويمكن اعتباره أيضا كتابا فى تبسيط العلوم موجها إلى الكبار بنفس القدرالذى هو موجه به إلى الصغار، إذ أن كل المعلومات الواردة به دقيقة وموثقة، استقاها المؤلف من خلال رجوعه إلى عدد من المراجع العلمية ذات المصداقية، لكنه قبل ذلك وإلى جانب ذلك نص فنى بديع محكم البناء يحكى دورة حياة كاملة سواء بالنسبة للملكة التى ضلت طويلا مكان مملكتها ثم اهتدت إليه، أو بالنسبة للخلية التى أقامت فى خلية طبيعية ثم نزحت ثم استقرت فى خلية صناعية ، دورة حياة كاملة توازى الحياة البشرية أحيانا وتتقاطع معها أحيانا أخرى وفى كلا الحالين تحفل بالمشاهد التى لا تنسى على سبيل المثال مشهد قائد الفرقة الموسيقية النحاسية الذى اعتاد على نهب أفراد الفرقة ووضع الجزء الأكبر من أجورهم فى جيبة وهو مضطجع على العشب مزهو بنياشينه اللامعة مسند بظهره إلى جذع شجرة جميز عتيقة غير منتيه إلى أنه يسنده إلى مملكة كاملة من النحل !! أو مشهد النحل الأصفر الذى كف عن العمل وعن جمع رحيق الزهور بعد أن اكتشف أن من الأسهل أن يسطو على عسل الآخرين، وهكذا راحت أسرابه تترصد الخلايا الأخرى حتى إذا اطمئنت إلى خروج سكانها إلى العمل هاجمت الخلية الخالية التى ليس فيها سوى أعداد محدودة من النحل الحارس ، وتدور معركة غير متكافئة بين جحافل اللصوص وكتائب الحراس التى يسقط أغلبها صريعا وهو يدافع عن ثمار كده وكدحه ..والواقع أن قائد الفرقة الموسيقية الجشع ما هو إلا النسخة البشرية من النحل الأصفر، وكأن الكاتب يحاول أن يوصل إلينا رسالة مؤداها أنها النواميس الطبيعية للأشياء التى تسرى على كائنات الطبيعة كما تسرى على عالم البشر : أن يكون هناك كادحون وأن يكون هناك دائما لصوص !! كذلك قمن بين المشاهد التى لاتنسى : مشهد تلقيح الملكة عندما تطير بأقصى سرعتها يتبعها الذكور حيث يتساقط الضعفاء منهم نتيجة لمجهود الطيران العنيف ولا يصمد إلا الأقوياء الذين يواصلون سباقهم المحموم نحو جسد الملكة ، ويبذلون جهودا جبارة تتطلب من كل منهم تنفسا عميقا فتتضخم قنواته الهوائية وتضغط على البطن فتنفصل الحلقة الأخيرة المحيطة بمؤخرته وتسقط كالكبسولة وتبرز أعضاؤه التناسلية ، وما إن ينجح أحدهم فى اللحاق بها حتى يغرس فى بطنها كل تلك الأعضاء بما فى ذلك الكيس الذى يحمل حيواناته المنوية وتستقر الأعضاء فى جسد الملكة ومعها جزء من أحشاء الذكر الذى يسقط بعد ذلك ميتا بعد أن أدى مهمته الوحيدة ، أما الملكة فإنها تعود إلى خليتها وهى تجر خلفها أحشاء الذكر البائس فى شكل سلخة من النسيج الأبيض معلقة فى نهاية بطنها . [email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنك يا -ابوزيت- ..ما قليت !
- رفاق الخيمة
- الذكرى ال 45
- أحمد مراد: خسارتك فى الهلس !!
- عن تأمين أبراج الكهرباء
- فى وداع الخال عبدالرحمن
- الأولى بهم أن يسكتوا
- من أجل (2) يورو
- عن الإبادة التامة لداعش
- أسيوط وسوهاج
- منتصر وعام 2015
- القصيدة التى قتلت شاعرا
- حكايات -أبوالجدايل-
- إسرائيل: داعش العبرية!
- ذلك المشروع: حقيقة أم خيال؟
- -مصر..س- مرة أخرى
- عن : -مصر س-
- سعد هجرس
- سقطة الدكتور: يونان
- جعيدى: درس من التاريخ


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - يوم عادت الملكة القديمة