قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 10:22
المحور:
سيرة ذاتية
خَرابُ حَلَب ..
- "تقول كتبُ التاريخ " ...أو "التاريخ يقول " ..!! كانت هذه جملة مُحببة على زوج أُختي الكُبرى ، في سياق "تنبؤاته " لمستقبل المنطقة ، وتحديدا بلاد الشام ..
والمقصود بكتب التاريخ في هذا السياق ، ليس تاريخ ما مضى ، بل تاريخ ما هو آت. ومن هذه الكتب التي تؤرخُ لما هو آتٍ ، كتابٌ منسوبٌ للإمام علي ، بإسم ، "كتاب الجفر " أو جفر الإمام علي " ..!!
رأيتُ هذا الكتاب وتصفحتُه ، عندما سنحت لي الفرصة وأنا صغير ... فقد طلبَ مني والدي المرحوم بأن أُحضره له من عند أحد أصدقائه ..!!
لا أذكرُ الآن شيئا من فحوى هذا الكتاب ، لكن ما أذكره ، بأن ، في هذا الكتاب تنبؤات مستقبلية ، رواها الإمام على عن النبي محمد .
وما زالت أمهاتنا وجداتنا والمُسنات ، يُرددن عبارة تقول : "يا خراب ديارك يا حلب .. يا أم القصور العاليات ..!! "، في إشارة الى نبوءة وردت في كتاب الجفر أو كتب التاريخ ، والتي تقول، بأنه سيأتي زمان ، يقول الناس فيه : هنا ومكان هذه الخرائب ، كانت بلاد الشام ..!! ستصبح بلاد الشام ، قاعاً صفصفا ، ..!!
وحسب ما رواه زوج أُختي عن أبيه ، الجندي والضابط في جيش الإمبراطورية العثمانية ، فقد حدثهم بهذه التنبؤات جندي من الأناضول ..
وقد سمعتُ شخصيا من والد زوج أختي ، نتفا من ذكرياته عن حربهم ضد الأرمن .. ومما رواه ، سمعتُ قصصا تقشعر لها الأبدان ، وتُفقدُ الحليم صوابه ، عن بقر بطون الأُمهات الحوامل وذبح الأطفال ..!!
وكان أن أصبح هذا الجندي "ملحدا" ..!! ولم يُخفِ أراءه عن الناس .
ما علينا ، كان هذا الجندي يُردد بأن ما رآهُ من أهوال في حروب الامبراطورية العثمانية ، ليس بالشيء الكبير ، مُقارنة بما سيأتي ..
لم يطُل بهم العمر ، بكل هؤلاء، بأبي ، أُختي وزوجها وحميها ، لكي يكون شهداء على ما يجري في أرض الشام .. وليتحققوا من صدق "نبوءة " كتب التاريخ .
لا أذكر ، إذا ما أشارت النبوءات ، الى الأيادي التي ستهدم الشام وتتركها أكواما من الحجارة ، لكنني عِشتُ لأرى بأُم عينيّ ، ذوي الرايات السود ، يهدمون "بمعاولهم " شواهد حضارية ، نجت وقاومت عوامل البِلى آلاف السنين ..
قبل أُسبوع فقط ، كررتْ زوجة أخي عبارة : يا خراب ديارك يا حلب يا أم القصور العاليات .. !! والتي تعني فيما تعنيه ، أنْ لا شيءَ دائمٌ ..
لنعرفَ.. بأن بعض النبوءات تتحقق ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟