أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بشار رضوان الزيود - دفاعا عن الثورة الكوبية















المزيد.....

دفاعا عن الثورة الكوبية


بشار رضوان الزيود

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 02:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


دفاعا عن الثورة الكوبية
,قبل يومين شهد الجميع عودة العلاقات الامريكية _الكوبية بعد انقطاع دام لاكثر من نصف قرن , وخلف هذا ردود فعل متباينه ، فالبعض كان فرحا بانتصار كوبا ،خاصة مع تأكيد اوباما على ان سياسة الحصار الامريكي على كوبا كانت فاشلة بالمطلق، والبعض الاخر، وبكل سذاجة بدأ يولول ويبكي هزمت كوبا ، اعلنوا وفاة تشي جيفارا مع شتائم نابية للاخوين كاسترو وللقيادة الثورية في كوبا
قبل الثورة الكوبية كانت كوبا واقعة تحت حكم عميل من الطراز الاول يدعى فولغينسيو باتيستا ،والذي وصل للحكم بفعل انقلاب عسكري مدبر من دوائر الـ CIA عام 1952 ،وكانت كوبا في عهده البائد لا تصنف إلا كوكر دعارة للامبريالية الأمريكية ، وكان باتيستا قد ربط مصالحه مع مافيا أمريكية، تخصَّصت في تجارة المخدرات، وكازينوهات الميسر والدعارة؛ لدرجة اشتهرت معها كوبا في تلك الفترة كأكبر ماخور في نصف الكرة الغربي. إضافة إلي استثمار أمريكي قائم علي احتكار 75% من أخصب الأراضي لزراعة قصب السكر.
نفي الأخوين كاسترو إلى المكسيك بعد سنتين قضاها فيديل في السجن عقب محاولة فاشلة لإسقاط باتيستا عام 1954 حيث أسسا مع "تشي جيفارا " وعدد من الثوار لم يتجاوز عددهم 82 شخص حركة 26 يوليو ومنذ عام 1957 بدأت الثورة الكوبية في الجبال ،حيث لاقت الأفكار الثورية رواجا بين الناس؛ خاصة مع ما كانت تعانيه كوبا من جهل ، وفقر ،وأمية ،وجوع.
لامست الثورة هموم الجماهير وطرحت بدائل ثورية لانتشال كوبا مما هي فيه حيث وعدت بالإصلاح الزراعي ، والقضاء على الفقر، وبالمساواة وبغيرها من المبادئ الإنسانية العظيمة
خاضت الثورة معارك مشرفة متلاحمة مع فقراء كوبا فتوج ذلك بانتصار الثورة وسقوط باتيستا عام 1959 في بلد لا يبعد سوى 90 ميلا عن الولايات المتحدة إضافة لتأميم المصارف الأمريكية. كما تمت مصادرة أرصدة الذين أثروا فساداً من عناصر النظام السابق، وتصفية أوكار البغاء والقمار. خارجياً، تمت إعادة العلاقة، التي قطعها باتيستا، مع الاتحاد السوفيتي. وغيرها من القرارات الثورية التي مثلت صفعة تلقتها واشنطن على وجهها


واقتبس هنا ما قاله المفكر الامريكي نعوم تشومسكي "أن مجرد استمرار نظام الثورة الكوبية هو تحدٍ غير مقبول لأمريكا، وهي مثال لقطر استطاع في ظروف صعبة أن يحقق منجزات لا يستطيع الآخرين فعلها. ولا شك أن هذا أمر غير مرغوب للولايات المتحدة لأنه يرسل رسالة خطأ لبقية الشعوب، في نظرها، أي أمريكا، هي أن الأمم، مهما قلت مواردها، فبامكانها تحقيق منجزات دون الإعتماد علي العون الأمريكي، بل دون أن يكون لها أية علاقة مع "اليانكي." فأثار هذا الانتصار سعار الامبرياليين في واشنطن فأخذوا يحاولون بكل السبل اسقاط الثورة الكوبية تارة بغزو مباشر كما حصل عام 1961 في "خليج الخنازير " حيث تم انزال عدد كبير من المرتزقة تلقوا تدريبهم عن طريق المخابرات الامريكية .. وعقب معارك استمرت 3 ايام تم سحق المحاولة وتم شنق ضابطين من الCIA واسر جميع من قاموا بالهجوم .. لقد تلقت الامبريالية صفعة على وجهها حيث لم تتمكن من تكرار ما فعلته مع مصدق في ايران او باتريس لوممبا في الكونغو وتارة بما يعرف "بازمة الصواريخ الكوبية " وهنا حدث كارثة ارتباكها خروتشوف ادت الى الاساءة الى هيبة الاتحاد السوفييتي وحركة التحرر العالمية حيث وصف فيديل كاسترو تلك التسوية قائلا " تلك التسوية بالخاطئة جداً؛ وتحدث عنها بمرارة، قائلاً أنه كان من المفروض أن تكون كوبا طرفاً في المفاوضات والتسوية. في هذه الفرضية، يضيف كاسترو، كان بالإمكان أن تشمل التسوية إعادة السيادة الكوبية علي غوانتينامو. "
اضافة الى الاف محاولة الاغتيال لفيديل كاسترو وعدة محاولات انقلابية في محاولة بائسة لاستنساخ ما حصل مع سيلفادور اليندي وتنصيب الفاشي بينوشيه في تشيلي او ما فعله سوهارتو في اندونيسيا او
دعم حركة معارضة من بقايا نظام باتيستا ، ، هو قيام سلاح الطيران الأمريكي بأعمال عدوانية كحرق المحاصيل الزراعية، وتخريب منشآت كبرى كمصفاة النفط والمصانع، وزرع ألغام بحرية لتفجير السفن المتجهة من وإلي كوبا وبفرض حصار شامل على كوبا شمل كل مناحي الحياة حيث تم تجميد الارصدة الكوبية ومنع شركات ودول العالم من عمل أي علاقة اقتصادية او سياسية مع كوبا مما ادى الى ازمات كبرى في كوبا تمكنت بالتغلب عليها بقرارات ثورية جذرية للصمود بوجه اقذر الاعمال العدوانية عبر التاريخ لقد ركع العالم ذليلا امام الامريكي وارادته بلا أي مقاومة تذكر ففي عام 1960، قال وزير الخارجية الاميركي كريستيان هيرتا: «ينبغي استخدام أية وسائل ممكنة وعلى نحو سريع بغية إضعاف الحياة الاقتصادية في كوبا والتسبب بالجوع واليأس والإطاحة بالحكومة». لكن ارادة الكوبيين اقوى فانتصرت كوبا .. وعاد الامريكان واذيالهم خائبين مهزومين
وعلى الصعيد الوطني تمكنت كوبا من تحقيق قفزات مذهلة علميا واجتماعيا

إضافة للإصلاح الزراعي، أعلن النظام الجديد عن ثورة التعليم، التي قضت علي الأمية في فترة قياسية لم تتعدَّ الثلاث سنوات. (نفس الفترة قضتها قيادتنا الخائبة في جدل عن قوانين سبتمبر 1983 الإسلامية بين إلغاء وإبقاء وقوانين بديلة لدرجة لم تجد وقتاً لتمحُ أمية مواطن واحد.) كما أعلنت الثورة عن مجانية العلاج والتعليم بكل مراحله. عن التعليم النظامي، قامت المدارس - وما زالت تقوم - بتوفير الزي المدرسي ووجبة مجاناً للتلاميذ والطلاب. صاحب إنجاز ثورة التعليم والإصلاح الزراعي أمر آخر هو ردم الهوة بين الريف والمدن، وهو أمر لم تنجزه حتي الآن دول نالت استقلالها قبل الثورة الكوبية كالهند والسودان ومصر. أيضاً، قامت الثورة بالقضاء علي الأمراض الاجتماعية، كالتسوّل، والبطالة، والتمييز العنصري ضد السُّود والمرأة، بحيث أصبح النساء يُشكِّلن نصف قوة العمل خلال بضع سنين. في تلك الحقبة، كانت كوبا أول دولة تحررت من هيمنة الولايات المتحدة في إقليم أمريكا اللاتينية والكاريبي، "حديقتها الخلفية" التي كانت تسيطر عليها اقتصادياً وسياسياً، وتستغل مواردها، لأكثر من نصف قرن، وبأبخس الأثمان.
كوبا تقدمت علمياً وطبياً وثقافياً على نحو مذهل. انتجت أدوية وعقاقير لمعالجة أمراض السكري والكولستيرول وما لا يقل عن 13 مرضاً معدياً يصاب بها الأطفال اضافة للقاحات السرطانات ومنع انتقال الايدز للاطفال مؤخرا ، طورت أول لقاح ضد الصرع، و تصدر أدويتها إلى أكثر من 40 بلداً. ويوجد بها افضل نظام للرعاية الصحية في العالم وحسب مؤشر مستوي الحياة، الذي أعده مجلس تنمية ما وراء البحار ، عام 1991، ومعياره وفيات الأطفال، متوسط العمر، جائت كوبا في المركز الرابع على مستوى العالم
ازدهرت كوبا في الثقافة والسينما والغناء وشتى مناحي الحياة فلقد كانت مثالا ثوريا يحتذى بحق
.

وكان اثر الصمود الكوبي مبهرا لقد ارسلت كوبا رسالتها لباقي الشعوب اللاتينية فتلقفتها فنزويلا وبوليفيا والارجنتين والبرازيل والاكوادور والبيرو لقد شكلت حركات التحرر هذه املا بعالم جديد بعيد عن الامريكي وادواته واذياله مستهلمة الارث الثوري العظيم لسيمون بوليفار ومعولة على شعوبها وقواها الحية التي عانت ما عانته بسبب اليانكي الامريكي وادواته من فقر وجهل وضياع وتبعية ولقد بددت اوهام الامبرياليين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بان عجلة التاريخ توقفت وانهم القوة المسيطرة الجبارة والتي لا يجب ان تفكر ان تقول لا بوجهها والا مصيرك السحق لقد شقت امريكا اللاتينية طريقها بوضوح تحرر وطني وفك تبعية للخارج، اقتصاد قوي، فاستقلالية سياسية فوحدة قومية وكل هذا لم يكن ليحصل لولا وجود كوبا
ويذكر في هذا الصدد مساعدة كوبا لفنزويلا ب 80 الف طبيب نهضوا بالقطاع الصحي في فنزويلا واكدت التعاضد الرفاقي بين دول امريكا اللاتينية ورغم حصارها قدمت كوبا المساعدة الاممية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ودعمت الجزائر اثناء عدوان حرب الرمال عليها بسفينة سلاح كاملة ودعمت حركات التحرر في افريقيا واسيا . ويذكر بهذا الخصوص دعم كوبا لثوار انغولا ضد نظام موبوتو ودعمت سوريا بخبراء عسكريين في حرب تشرين التحريرية

وفي ناميبيا، روديسيا، وحزب المؤتمر القومي في جنوب أفريقيا. إضافة إلي مساندة حركات التحرر في المستعمرات البرتغالية في قويانا وتيمور الشرقية.
وفي العالم العربي، أرسلت كوبا عتاداً عسكرياً لجبهة التحرير الجزائرية أثناء كفاحها لنيل الاستقلال، وتدريبها مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واتخاذها موقفا عدائيا جذريا من الكيان الصهيوني تمثل بقطع العلاقات معه نهائيا ..

واكملت كوبا هذا الدور الإنساني حيث ، قامت بالتوظيف الخلّاق لإمكانياتها، لدرجة أنها أصبحت تساهم بدور إنساني يفوق دول العالم الأول. وحقيقة تجاهُل الإعلام الغربي لهذا الدور الكوبي قد أشار لها ريتشارد قوت، محرر سابق بالقسم الخارجي ومختص بأمريكا اللاتينية بصحيفة الغارديان. أما تبادل الأطباء ك"مورد اقتصادي" فيتم بناءً علي اتفاقيات ثنائية، مع أكثر من ستين دولة، ينفذها فريق طبي (أطباء، ممرضين) يبلغ عدده 25 ألفا. ومما يجدر ذكره أن أهمها ثلاث اتفاقيات؛ الأولي، مع فنزويلا التي تقوم بموجبها بتزويد كوبا بالنفط مقابل الأطباء، الثانية، جنوب أفريقيا التي تقوم بتمويل مشروع تزويد الدول المجاورة بالأطباء، والثالثة، تزويد منظمة الصحة العالمية بأطباء. كذلك قامت كوبا بتسخير تجربة محو الأمية، فأرسلت معلمين متطوعين للقضاء علي الأمية في 15 دولة، ضمنها موزمبيق،جنوب أفريقيا، نيكاراغو، هايتي، فنزويلا، إكوادور، مما أهلها لنيل جائزة الملك سيجونق التابعة لمنظمة التربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 2006 ..




كوبا لم تهزم كوبا انتصرت لانها اكدت على حق الشعوب في اختيار خطها السياسي بمنأى عن الامريكي كوبا انتصرت لان صمدت في وجه حصار بربري وحشي كوبا انتصرت لانها غيرت معادلات الصراع في امريكا اللاتينية كوبا انتصرت لانها بقيت كما هي ماركسية لينية لم ترتهن للاجنبي فبادلت اسراها الخمس واجبرت اعدائها على الرضوخ لها لانها اعتبرت العالم باسرة ساحة معركتها كما قال كاسترو ولانها اكدت على حق الكوبيين بتقرير مصيرهم بانفسهم دون وصاية .. لقد قدمت كوبا درسا لكل شعوب العالم امتلك قرارك وسر بعيدا عن الفلك الامريكي حتما ستنتصر



#بشار_رضوان_الزيود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية المشوهة اذ تكون طريقا للتطبيع


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بشار رضوان الزيود - دفاعا عن الثورة الكوبية