أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المعانيد الشرقي - مفهوم الشغل من منظور ماركسي















المزيد.....

مفهوم الشغل من منظور ماركسي


المعانيد الشرقي
كاتب و باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 22:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




يحدد كارل ماركس مفهوم الشغل من خلال كتابه المشهور " رأس المال " في إطار العلاقة المزدوجة للإنسان و الطبيعة و بين الإنسان و المجتمع من جهة أخرى، ففي هذا الإطار يقوم الإنسان بتحويل الطبيعة و منتجاتها الخامة الى كيفيات للوجود تبدو عليها فاعلية الإنسان بشكل جلي و واضح، و بتعبير آخر يبذل الإنسان طاقة جسمية و فكرية لتحويل الأشياء المادية و جعلها في صورة تتلاءم مع حاجات الإنسان الحيوية: مثل المأكل و المشرب و أدوات أو وسائل الإنتاج...
فبتحقيق الإنسان لهذه الحاجيات الحيوية يكون بذلك قد حقق بالمقابل قواه الذاتية الكامنة فيه، أي تحويل الذات و تنمية قواها و تطويرها و تجسيد إمكاناتها في منتوجات اقتصادية مادية و أخرى فكرية نظرية أيضا، كما يمكن أن نخلص في هذا التحديد الأولي لمعنى العمل الإنساني أنه فعل ( أو مجموعة منظمة من الأفعال ) يحول به الإنسان الطبيعة و يؤنسنها لتلبية حاجاته البيولوجية، و ذلك ضمن علاقات اجتماعية محددة. غير أن العمل يكتسب بفضل بعده الاجتماعي قيما أخرى اجتماعية و نفسية و أخلاقية تتجاوز قيمته النفعية البيولوجية الأولى.
ففي العمل يتحقق البعد الاجتماعي للفرد الانساني كما أشار إلى ذلك عبد الرحمان بن خلدون في مقدمته حينما أكد على أن الاجتماع البشري ضرورة لا محيد عنها بالنسبة للنوع الإنساني، و باجتماع الانسان مع بني نوعه ينسج علاقات عمل يتم بموجبها التحرر من الضعف و قهر الزمان و التمكن من سهولة العيش أيضا، كما تتحقق ماهية الإنسان أي إمكاناته الذاتية و قدراته الخلاقة والمبدعة عبر أفعال إرادية واعية هادفة يصنع بها الإنسان عالمه و يصنع بها ذاته باستمرار، أي أنه ينفيهما و يتجاوزهما تجاوزا دياليكتيكيا جدليا، و هذا ما نجد له صدى و ترديدا في فلسفة جورج فلهلم غوتفريد فريدريك هيجل و بالتحديد جدلية العبد و السيد.
كما يمكن تحديد الشغل تحديدا عمليا ( التحديد الاقتصادي الاجتماعي) و دائما من خلال كتاب كارل ماركس رأس المال و الذي يعد من بين المؤلفات التي أحدثت زلزالا انطولوجيا في تاريخ الفكر الإنساني ( مجاوزة الميتافيزيقا ) من محاولات التفسير و التنظير للعالم إلى تغيير هذا الأخير يقول ماركس:" الفلاسفة قبلي فسروا و نظروا للعالم، لكن العالم يجب تغييره . فالشغل بهذا المعنى و من منظور ماركسي هو كمية العمل اللازم اجتماعيا لإنتاج سلعة أو بضاعة و يتضمن هذا التحديد لمفهوم الشغل عناصر و مفاهيم تحتاج الى شرح مفصل و هي: البضاعة - و القيمة الإستعمالية و القيمة التبادلية للبضاعة.
فالبضاعة هي شيء طبيعي أو مصنوع يمتلك صفات و خصائص ، تجعله كفيلا بأن يشبع إحدى حاجات الانسان. أما القيمة الإستعمالية فتتحدد بمنفعتها الاجتماعية ، الشيء الذي يجعل من كل سلعة أو بضاعة ثروة. أما بخصوص القيمة التبادلية فتتحدد بعلاقة التساوي أو التعادل بينها و بين بضاعة أخرى مخالفة لها كيفيا.
على ضوء شرح هذه المفاهيم نستطيع أن نضع تحديد الشغل في صيغة أخرى: الشغل هو كمية العمل اللازم اجتماعيا لخلق القيم الاستعمالية و التبادلية ، و معنى هذا أن العمل يضيف إلى الأشياء كيفية جديدة هي قيمتها الاستعمالية و التبادلية ، بحيث يصبح مفهوم العمل هو: مقدار الجهد المجسد في منتوج العمل : و الذي يكتسب بفضله هذا المنتوج قيمة استعمالية و قيمة تبادلية. و مادمنا قد بينا البعد الاجتماعي للعمل الانساني فإن علينا الآن أن ننتقل إلى تحديد المفهوم النظري العلمي للشغل ، و كذا إلى دراسة الشغل في إطار التطور التاريخي للمجتمع أو في إطار التشكيلات الاجتماعية التاريخية.
تقسيم العمل و توزيعه : إن الطابع الجماعي الانساني يتضمن بالضرورة توزيع العمل بين أفراد أو أعضاء المجتمع ( أمثلة: حدادة ، نجارة ، ....إلخ) . غير أن الانقسام الطبقي للمجتمع حول هذا التوزيع الطبيعي للعمل إلى تخصص قسري ، و إلى فصل العمل اليدوي عن العمل الفكري. لهذا الشكل الطبقي الأخير من تقسيم نتائج اجتماعية و اقتصادية نكثفها في صيغة واحدة: استغلال (استلاب) العمل أو بضاعته: نذكر نماذج و أمثلة للعمل المستغل: العمل العبودي – المجتمع اليوناني و الروماني أنذاك ، العمل القناني – نسبة إلى عمل الأقنان في أراضي الإقطاعيين العصور الوسطى، ثم العمل المأجور الذي ارتبط بالإنتاج الرأسمالي، و فائض القيمة.
فبتحليل العمل المأجور كنموذج للعمل المستغل في إطار نمط الإنتاج الرأسمالي يكون لزاما علينا شرح نظرية فائض القيمة و تفسير استغلال العمل المأجور. فالبرغم من التطور التكنولوجي الذي عرفته أوربا ما بين القرنين 18 عشر و 19 عشر في المجتمع الرأسمالي و مع ظهور الآلات ( وسائل الإنتاج ) أضحت معها القوانين المتحكمة في نمط الإنتاج الرأسمالي و في تطوره تحتم داخل هذا النمط الانتاجي الزيادة المستمرة في الانتاج و مضاعفته، و يترتب على ذلك الزيادة في الأرباح ، و بالتالي الزيادة في استغلال العمل عن طريق زيادة فائض قيمة قوة العمل.
و مع التطور التكنولوجي المتلاحق لوسائل الانتاج يترتب على ما سبق أن العمل أو الشغل يفقد في المجتمع الرأسمالي معناه و دلالته الانسانية لأنه تحول هو نفسه إلى بضاعة تباع و تشترى، و يشكل مصدرا لتراكم الربح الرأسمالي عن طريق استغلاله ، و لم يعد يحقق ماهية الإنسان بل أصبح يحقق فقط بعض حاجاته البيولوجية ولكن في ظروف نفسية و اجتماعية تحول فيها الشغل إلى مصدر لشقاء الإنسان و وسيلة لقتل طاقاته الجسدية و الفكرية و إهدارها.
غير أن هذا الوجه السلبي الذي كشف عنه التحليل الماركسي لنمط الانتاج الرأسمالي يزدوج بوجه آخر ايجابي يفتح آفاق مجتمع جديد يتجاوز مشاكل الشغل المطروحة في المجتمع الرأسمالي. هذا الوجه الإيجابي هو أن : تراكم الربح أو فائض القيمة و تزايد استغلال العمل المأجور( استغلال العمال ) ينتج تناقضات طبقية يؤدي نموها حتما إلى إلغاء المجتمع الرأسمالي و قيام المجتمع الاشتراكي الذي يحررا لإنسان و يعيد له قيمه الاجتماعية و النفسية و الأخلاقية. و هذا ما تؤكده الأزمات و الضربات الموجعة التي هزت جل اقتصاديات العالم الرأسمالي. يقول كارل ماركس: إن الرأسمالية ستدق آخر مسمار في نعشها بيدها..."



#المعانيد_الشرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإشكالية النظرية - لنمط الإنتاج - في الفكر الماركسي ( الجزء ...
- الإشكالية النظرية لمفهوم -نمط الإنتاج- في الفكر الماركسي ( ا ...
- الإشكالية النظرية لمفهوم -نمط الإنتاج -في الفكر الماركسي ( ا ...
- التصور المادي التاريخي لبنية الأسرة
- نيتشه وأبيقور


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المعانيد الشرقي - مفهوم الشغل من منظور ماركسي