أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - التصوف وحركة التعمير فى مصر المملوكية















المزيد.....

التصوف وحركة التعمير فى مصر المملوكية


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 18:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب : أثر التصوف المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية
الفصل الأول : أثر التصوف في ازدهار العمارة الدينية والتعمير فى مصر المملوكية
فكرة عن كتاب : ( أثر التصوف المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية ).
سبق نشر كتاب ( اثر التصوف السياسى فى الدولة المملوكية ) من رسالة الدكتوراة التى نوقشت فى جامعة الأزهر فى اكتوبر 1980. وننشر أهم ما بقى من فصول تلك الرسالة فى هذا الكتاب: ( أثر التصوف المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية) ، ونتابع فيه ما سبق نشره ، أى كتاب ( اثر التصوف فى الحياة الدينية ) بأجزائه الثلاثة. وكتاب ( أثر التصوف السياسى فى الدولة المملوكية ). وستُضاف خاتمة لهذا الكتاب (أثر التصوف الثقافى والمعمارى والاجتماعى فى مصر المملوكية ).
مع ملاحظة أن هذا الكتاب بالذات تعرض لتفصيلات فى العصر المملوكى ، العلمية والتعليمية والأدبية والفنية والمعمارية والاجتماعية ، ولكن فى لمحة عامة تفرضها منهجية ذلك البحث الرائد فى تفسير العصر المملوكى دينيا وسياسيا وحضاريا وثقافيا من خلال التصوف . لذا فإن بعض هذه اللمحات فى تفصيلات هذا الكتاب تصلح ركيزة وأساسا لأى بحث علمى متعمق . ونرجو إستكمال نشر هذه الموسوعة لتكون فى متناول المتخصصين من باحثى التاريخ الدينى والمهتمين به . والله جل وعلا ولى التوفيق .
أحمد صبحى منصور : يونية 2015 .
التصوف وحركة التعمير فى مصر المملوكية..
كانت مؤسسات الصوفية تقام غالبا على اطراف المدن وبمرور الزمن يتم تعمير المكان وربما يتصل بالمدينة. وبجانب ضريح السيدة نفيسة أنشأت ام السلطان العادل الأيوبي رباطا ، ثم أنشأ الناصر محمد بن قلاوون جامعا بخطبة ، وصار الناس يتقربون اليها بالبناء حول ضريحها ، فأقيم فيها (قُبّة ) دفن فيها اول خليفة عباسي مات بالقاهرة ، وأقيمت بجواره مشاهد لجماعة من الاشراف ) ..
وأقام الشيخ حسن المسلمي بجامع الفيلة بالرصد، بعد ان كان مهجورا لا يأمن احد على الإقامة فيه، فلما اقام فيه الشيخ حسن عمّر المكان باجتماع الفقراء المسلمية فيه )
وأمر الشيخ المتبولي مريده محمد المنير بحفر بئر لزاويته على الطريق المهجور قبل عمارة البلد ، فأقام مدة يسقى عليها ، وبنى لزوجته خُصّا ، أى كوخا ، ثم عمرت الناس حول الخُص الى ان صارت بلدا سميت المنير... ) ، ولا تزال موجودة .
وأقيمت خانقاه سرياقوس في ارض سماسم في طريق القاهرة ويقول المقريزي : ( رغب الناس فى البناء حول خانقاه سرياقوس ، وبنو الدور والحوانيت والخانات حتى صارت بلدا كبيرة تعرف بمنشاة سرياقوس ، وتزايد الناس بها حتى انشأ بها سوى حمام الخانقاه عدة خانات ، وهي الى اليوم بلدة عامرة ، ولا يؤخذ بها مكس البته ما يباع من سائر الأصناف احتراما لسكان الخاناقاه ، ويُعمل بها يوم الجمعة سوق عظيم ترد الناس اليه من الأماكن البعيدة ، ويباع بها الخيل والجمال والحمير والبقر والطيور والغلات والثياب )
ويقول ابوالمحاسن عن خانقاه سرياقوس : ( ولم يكن حولها العمران الا القليل ثم عمر حولها ما هو موجود الآن ) ويقول أيضا ( وقد صارت الخانقاه مدينة عظيمة) .. والتدليل على كثرة السكان فيها أنه مات من سكانها طاعون سنة 864 ما يزيد على مائة نفس في اليوم (لم بلغ اكثر من ثلاثمائة،و يقول المُكثر اربعمائة في اليوم ) وهى تعرف الآن باسم الخانكة..
ويقول المقريزي عن خانقاه بكتمر، أنه ( انشأ بجانبها حماما وبستانا ،وعمرت تلك الخانقاة القرافة، وصار بها سوق كبير وعدد سكان، الا انه بخراب الخانقاه في سنة 806 خلت من السكان)
والقرافة بما فيها من قبور (الأولياء) وغيرهم من المشاهير حظيت بقدر أكبر من التعمير حتى أصبحت مدينة على حدود القاهرة ومصر تجتذب اهتمام الراحلة . يقول ابن ظهيرة من محاسن مصر "ما اشتملت عليه القرافة من مدراس وجوامع وأنواع من البر والصداقات ) ويقول العلوي عن القرافة ( وهى ما بين مصر والقاهرة ، مدينة منفردة بعيشها مستقلة بسوقها ومساجدها )
ويقول ابن شاهين الظاهري ( فى القرافة الكبرى عمائر كبيرة قيل انها في العمائر قدر ثغر الإسكندرية. والقرافة الصغرى وهي اعمر واحسن هيئة تضاهي مدينة حمص ) ..
وفى القرافة الكبرى اثنا عشر الف مسجد . وانشأ الناس بتربة باب النصر تربا وزايا ومساجد لا تحصى. وكان بها الى مطلع القرن العاشر من المساجد الجامعة سبع خطب ويقول السخاوى الصوفى صاحب كتاب ( تحفة الأحباب ) : ( وهذا لا يكون الا في بلد كبير ) وكثر عدد السكان في القرافة وفي طاعون 833 مات بالقرافتين من السودانيين فقط نحو ثلاثة ألاف انسان ما بين رجل وامرأة وصغير وكبير بالطاعون ) ..
وبسبب تضخم عدد سكانها تم تعيين والى لقرافة مصر العتيقة في سنة 786 وهو سليمان الكردي. ( وكان يتحدث على ولاية القرافة والى القاهرة فأخرجت عنه )
وفي سنة 871 قطع الطريق على جماعة من سكان القرافة في طريق الصحراء ) وبسبب المخاطر نودي يمنع السكن بالصحراء وبعدم المبيت في التربة ) وما لبثت القاهرة ان ضاقت بمن فيها فاتسعت شرقا نحو الشرقية خارج بإنشاء الكثير من المساجد والقباب ) وهكذا ..... فالتعمير جهد إيجابي في تاريخ صوفية العصر المملوكي حيث امتدت الحضارة والعمران في أماكن كان من الصعب الإقامة فيها لولا الصوفية وأتباعهم .
ولنتعرف الآن على أنواع المؤسسات الصوفية وأشهرها ..
مدخل عن تعريفات المؤسسات الصوفية :
للباحثين المحدثين اجتهادات في التفرقة بين مدلولات المؤسسات الصوفية المملوكية من الناحية التاريخية أو المعمارية أو الوثائقية وكلها انصبت على التفرقة بين الخوانق والربط والزوايا وأهملت ما عداها من ترب وقباب وغيرها . على أن المصادر المملوكية لم تفرق بين تلك المؤسسات ، لأنها جميعاً اتخذت منازل للصوفية : ففى المصادر التاريخية للعصر المملوكى نجد أن :
.الخوانق : اختلطت بالجوامع والزوايا والربط والقبة والتربة ,:
واختلط مفهوم الزوايا بالخوانق والمقابر والربط والقباب والجوامع
وتداخل مفهوم الربط مع الزاوية والخانقاه والمشهد أو القبة .
وأدت المؤسسات المجمعة إلى زيادة الخلط حيث كانت تضم مختلف النشاطات الصوفية بين الاعتكاف والتصوف والتعليم مع المدافن والقباب مثل مجموعة برقوق ( مسجد وخانقاه ومدافن ومدرسة وسبيل للشرب) ومجموعة برسباي (خانقاه وحوش للقبور وقبة ومصلى) ومجموعة قايتباي بالقرافة الشرقية ( مسجد ومدرسة وسبيل وكتاب وضريح) ومجموعة الغوري ( وكالة حمام ومنزل ومقعد وسبيل وكتاب ومدرسة وقبة) ومجموعة قلاوون (ضريح ومدرسة وبيمارستان)
ويقول النويري (اهتم ركن الدين بيبرس بعمارة خانقاه ورباط وتربة لدفنه ) .
وفي داخل القرافة تباينت القبور فاستحدثت لها الأسماء وحدث نوع آخر من الخلط بين التربة والمسجد والقبة والتربة وعرفت (الحومة) وهى مجموعة القبور والمساجد المتجاورة ومثلها تقريباً (الزريبة) (والجوسق) وهو " قبة بغير سقف وقد بنى على هيئة الكعبة " ويحوي داخله القبور الهامة .
هذا .
و( الخانقاه ) أو ( الخانكاه ) لفظ فارسى جلبه التصوف علما على مؤسسة صوفية يتفرغ فيها الصوفية للعبادة ( الصوفية ) ، ويقوم صاحب الخانقاة بالانفاق عليهم ، مقابل أن يدعو له وأن يشفعوا له يوم القيامة . وقد يضاف الى الخانقاة وظائف تعليمية للفقه والحديث والتفسير مع قراءة القرآن ، وقد تضم مكتبة وسبيلا لتعليم الأطفال . ويتم الانفاق عليه من مصدر دخل مستمر يوقف عليها مثل أرض زراعية أو محال تجارية . وظهرت مع الخوانق مؤسسات أصغر كالزوايا والأربطة ( جمع رباط ). ثم إتسع نشاط الصوفية بتأثير التصوف ليشمل المساجد والجوامع والقباب والتُّرب . وموعدنا مع بعض التفصيل .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاموس القرآنى : بين الاعتذار والتوبة : التوبة مطلوبة والاع ...
- القاموس القرآنى : عذاب الآخرة ونعيم الجنة بين الاسلوب المجاز ...
- القاموس القرآنى : غرام
- القاموس القرآنى : منذرون من غير الأنبياء
- القاموس القرآنى : القرآن الكريم بذاته منذر ومبشر
- القاموس القرآنى : خاتم المرسلين منذرا ومبشرا بالقرآن الكريم ...
- القاموس القرآنى : كل رسول هو نذير وبشير
- القاموس القرآنى : بشير ، بشّر ، يبشّر، مبشّر
- الصيام والعادة السرية ( الاستمناء )
- مُتعة الكفر فى هذه الدنيا
- العقاد ...وطه حسين : لمحة عن عصر ليبرالى مضى وانتهى .. فمتى ...
- القاموس القرآنى : الخزى
- حرصا على الجزائر، حتى لا تقفز الجزائر فى الظلام
- القاموس القرآنى : ظهر ومشتقاته
- الحرب في ( بلاد برة ) !!
- شريعة الدين السُّنّى الذكورى فى حداد المرأة
- فوازير رمضان : أحدث صيحة فى إغتيال رمضان ( 3 )
- فوازير رمضان الفقهية السمجة !! الصيام بين تيسير الاسلام ورذا ...
- فوازير رمضان الفقهية السمجة !! الصيام بين تيسير الاسلام ورذا ...
- القاموس القرآنى : لعن


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - التصوف وحركة التعمير فى مصر المملوكية