أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز 1958















المزيد.....

وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز 1958


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع مرور ذكرى الانقلاب الثوري في 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية العراقية يتجدد الجدل وتوجيه الاتهامات لهذه الثورة ولقائدها الأبرز عبد الكريم قاسم. من ذلك مثلا، أن قاسم هو من أسس للانقلاب العسكرية في العراق، وأنه هو من قتل أو قاد عملية قتل عدد من أفراد الأسرة الهاشمية المالكة ومنهم الملك الشاب الشهيد فيصل الثاني، والكثير من الافتراءات والأكاذيب التي اكتسبت قوة البداهة بفعل التكرار الذي دأبت عليه الأوساط السياسية والإعلامية المعادية للثورة سواء كانت ملكية أو قومية بعثية أو كردية أو طائفية شيعية وسنية وكذلك بفعل بؤس وغفلة وكسل الإعلام الذي يصف نفسه بالوطني واليساري الذي انشغل أغلبه في السنوات الأخيرة بالتصفيق للاحتلال و نظام المحاصصة الطائفية الذي جاء به.
هذه مجموعة من الحقائق والوقائع المسكوت عنها أو المهملة قصدا حول تلك الثورة وقادتها وتحديدا حول وقائع ذلك الصباح الدامي في الرابع عشر من تموز 1958، نحاول من خلالها دحض افتراءات الأعداء الطبقيين والسياسيين وهي ليست كاملة وشاملة بل مجرد رؤوس أقلام وإشارات تحتاج إلى تطوير ومتابعة من قبل الجيل الجديد من الشباب الوطني العراقي بهدف معرفة أو مقاربة الحقيقة وإعادة الاعتبار لهذه الثورة التي تكالب ضدها الأعداء من شتى المشارب السياسية والفكرية والطائفية ولم يمحضها الوفاء والاحترام سوى الكادحين والفقراء العراقيين الذين شعروا للمرة الأولى ولمدة خمسة أعوام عاصفة بعدها بأنهم مواطنون متساوون وأحرار قولا وفعلا قبل أن تغدر بها وبهم قوى الظلام والرجعية. أود التأكيد منذ البداية أن مساعيَ الشخصي، حين قررت أن أكتب في هذا الموضوع، هو مقاربة الحقيقة بشكل نقدي وتحليلي، وتقديم قراءة مختلفة حوله لجيل الشباب الوطني العراقي الجديد قبل غيره، ولا أزعم لنفسي حيادا مطلقا، خصوصاً وأنني شخصياً منحاز وبعمق للثورة الجمهورية ( أو لانقلاب 14 تموز الثوري إن شئنا الدقة والتمييز الاصطلاحي ) ولقيادتها وبرنامجها الذي طبق خلال أعوامها الخمس العاصفة التي لم تكتمل ما يجعل حيادي صعباً و لكنني حاولت، في العديد من الكتابات أن أنصف الأطراف التي تضررت قصدا أو من دون قصد من هذه الثورة فدعوت علنا قبل سنين لإعادة الاعتبار للملك الشهيد فيصل الثاني ولجدته الملكة نفيسة وخالته الأميرة عابدية وتقديم اعتذار رسمي من الدولة العراقية ومن الشعب عبر مؤسسات المجتمع المدني للعائلة المالكة الهاشمية وللشهداء الثلاثة التي سبق ذكرهم وإدانة المتسببين المباشرين بتلك المجزرة، كما كتبت عن أحداث كركوك الدامية والتي كان ضحاياها من العراقيين التركمان وأحداث الموصل بعد محاولة انقلاب عبد الوهاب الشواف وإعادة الاعتبار لهؤلاء وأولئك ولذويهم وتعويضهم وإدانة المتسببين بتلك الأحداث المأساوية، وأترك الحكم على محاولتي أو قراءتي هذه للقارئ الكريم. وأعود إلى تفاصيل صباح الرابع عشر من تموز 1958 لأوجز اهمها في الآتي:
1- لم يكن عبد الكريم قاسم محمد بكر عثمان الزبيدي ورفاقه هم مَن أسسوا للانقلابات العسكرية لأن أول انقلاب عسكري حدث في العراق ( والبعض يقول في العالم الثالث) كان بتاريخ 29 تشرين الأول 1936 عندما قام الجنرال بكر صدقي بانقلاب عسكري و أطاح بوزارة ياسين الهاشمي(الثانية) وشكل وزارة ترأسها حكمت سليمان، وأمر بقتل وزير الدفاع جعفر العسكري الذي جاءه مفاوضا، وتلاه انقلاب قاده رشيد عالي الكيلاني سنة 1941 هذا عراقيا أما عربيا فقد سبق انقلاب 14 تموز الجمهوري في 1958 انقلاب 23 تموز/ يوليو 1952. 2

2- لم يتفق عبد الكريم مع عبد السلام محمد عارف على الانفراد بالثورة والقيام بها من وراء ظهر رفاقهم في تنظيم الضباط الأحرار، بل كان غالبية الضباط الأحرار يتلكأون ويترددون في القيام بالتحرك العسكري وحسم الوضع، ويطالبون دائما بتأجيله حتى تم الاجتماع الشهير لهم قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع من حدوث الانقلاب، وهو الاجتماع الذي هدد فيه عبد السلام المجموعة المترددة بأن استمرارهم في التردد والعرقلة سيدفع الآخرين للقيام بالعمل الحاسم بعيدا عنهم، وحتى قبل الثورة بعدة أيام أتفق عبد الكريم مع عبد السلام على منح المترددين فرصة أخيرة فذهب اليهم الأخير بمفرده وأخبرهم بقرار القيام بتنفيذ الانقلاب و قال لهم عبارته ( إن عدم مشاركتكم معنا في الثورة يعني هذا حدنا و ياكم ).
3- إن عبد السلام لم يكن من الأعضاء المؤسسين لتنظيم الضباط الأحرار و أن عبد الكريم حين اقترح اسمه على قيادة التنظيم رفض البعض اسمه وقدموا استقالاتهم ومنهم نائب رئيس التنظيم محيي الدين عبد الحميد وناجي طالب وعبد الوهاب أمين ولكن قاسم أقنعهم بسحب استقالاتهم لاحقا، وتكرر الرفض حين اقترح عبد الكريم أن يكون عبد السلام عضوا في لجنة فرعية لشؤون ما بعد الثورة فرفض بعض القادة ومنهم رجب عبد المجيد الاقتراح وقدم استقالته وظل متمسكا بها.
4- إن عبد الكريم قاسم لم يشارك مباشرة أو بشكل غير مباشر في عملية الاستيلاء على بغداد والقصر الملكي "قصر الرحاب والذي سيحوله نظام البعث لاحقا الى معتقل رهيب لتعذيب اليساريين وعامة المعارضين وأطلق عليه اسم قصر النهاية تحت إدارة الجلاد الدموي ناظم كزار" ولا علاقة له – لعبد الكريم شخصيا- بمقتل الملك الشاب وعدد من أفراد أسرته ومن مسؤولي النظام الملكي ولكنني أكرر بأنه يتحمل المسؤولية عما حدث بوصفه قائدا أولا للانقلاب الثوري واليكم هذه الحقائق التاريخية الموثقة عن وقائع ذلك الصباح:

5- كان عبد الكريم قاسم مكلفاً بقيادة غرفة عمليات سرية تشرف وتقود العملية العسكرية عن بعد، وبالتحديد من مقر قيادة القطعة العسكرية التي يقودها في معسكر "منصورية الجبل" في محافظة ديالى، على مسافة 95 كم من بغداد وكانت مهمته الرئيسية هي حماية ظهر القوة الرئيسية وهي مؤلفة من الكتيبتين اللتين ستقتحمان بغداد بقيادة عبد السلام عارف ولطيف الدراجي، و كانت مهمة عبد الكريم هي التصدي لأي إنزال بريطاني متوقع لحماية العرش الهاشمي، أي أن عبد الكريم لم يدخل بغداد في صباح الثورة ولم يأمر أو يشارك أو يشهد مجزرة قصر الرحاب، بل كان بانتظار حسم السيطرة على مركز القرار في بغداد ليتحرك بقواته من المنصورية وهذا ما حدث.

6- عسكريا حدثت الأمور في بغداد على الشكل التالي وسنتابعها ساعة بساعة نقلا عن مرجعنا الرئيس ( ثلاثية العراق لحنا بطاطو / الكتاب الثالث: الشيوعيون والبعثيون والضباط الأحرار ):

7- عند الساعة 2100 من ليل 13 على 14 تموز تحرك لواء المشاة العشرون بقيادة الزعيم الركن أحمد حقي ( لم يكن من الضباط الأحرار) بناء على أوامر حكومية باتجاه الحدود الأردنية مرورا ببغداد في عملية إعادة انتشار روتينية كما نعتقد، وكان عبد السلام يقود كتيبة ضمن هذا اللواء.

8- عند الساعة الثانية والنصف صباحا توقف اللواء العشرون في منطقة خان بني سعد ( على مسافة 10 كم من بغداد)، وهنا بدأ العقيد عبد السلام الذي كان آمر الكتيبة الثالثة في هذا اللواء بالتحرك، وبشيء من الحيلة أقنع آمر اللواء أحمد حقي بالسفر هو شخصياً إلى الفلوجة على أن يلحق به عبد السلام وقوات اللواء الأخرى لاحقا.

9- حاول عبد السلام إقناع قائد الكتيبة الثانية ياسين محمد رؤوف بالانضمام اليه ولكنه فشل فاعتقل ياسينَ وتقدم هو بكتيبته ومعه كانت الكتيبة الأولى بقيادة زميله لطيف الدراجي (كان من الضباط الأحرار) نحو بغداد وكان الاثنان قد سيطرا عمليا على كافة قوات اللواء العشرين.

10- عند الساعة الرابعة والنصف فجرا دخلت كتيبة العقيد الدراجي بغداد، وتوجهت نحو القصر الملكي وطوقته وأطلقت بعض الرصاص المتفرق فلم ترد عليه قوات الحرس الملكي في البداية. وهنا اندفعت الكتيبة الثانية بقيادة فاضل محمد علي الذي حل محل قائدها المعتقل وسيطرت على جانب الكرخ من بغداد، وعبرت كتيبة عبد السلام نفسه وسيطرت على دار الإذاعة ودار رئيس الوزراء نوري السعيد والقصر الملكي ( المقصود دائما قصر الرحاب لأن قصر الزهور كان مهجورا من قبل العائلة المالكة آنذاك) كما أرسل عبد السلام قوة عسكرية أخرى للسيطرة على معسكر الرشيد واعتقال قياداته الموالية للنظام الملكي.

للحديث صلة في الجزء الثاني من هذه المقالة.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا حرَّم الصدر حفلات شباب - بغداد بارتي- ؟
- تجريم التكفير الديني دستوريا ضرورة ماسة
- فؤاد معصوم و أحكام الإعدام
- العرب السنة بين الإبادة أو التهجير
- مطلب إعادة كتابة الدستور في مبادرة الكبيسي
- قرارتقسيم العراق : أوامر الكونغرس والتنفيذ للطائفيين العراقي ...
- فيلم عن إبادة الأرمن: مزرعة القبرات
- ماذا حدث في الثرثار ياحكومة المحاصصة؟
- متابعة يومية للتجاوزات الإجرامية في تكريت
- مع وزيري النقل والخارجية.. بصراحة
- جريمة ضرب الأطفال في المدارس العراقية
- نحو بغداد : نيران أميركية وإيرانية -صديقة-
- تهويلات وأكاذيب واشنطن بوست ومن يترجم عنها
- الحق مع دعاة التريث .. مركز تكريت
- لماذا تسكت القيادة العليا وماذا يحدث في مركز تكريت
- دلالات معركة تكريت
- موضوعان مشهديان من عراق اليوم
- دماء بروانة: القتيل واحد والقاتل أيضا!
- انتصار كروي آسيوي ثمين ولكن!
- أونفيري ومساواة التكفيريين-الجهاديين- بعموم المسلمين


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز 1958