أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خليل كلفت - وظيفة الحزب السياسى














المزيد.....

وظيفة الحزب السياسى


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 5263 - 2016 / 8 / 23 - 10:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مقابل مئات الأحزاب الكبيرة الموجودة فى العالم، توجد آلاف الأحزاب الصغيرة. وقد رأينا فى المقال السابق حقيقة مختلف الأحزاب الكبيرة.
ذلك أن نظام الحزب الواحد بالتعددية الصورية حوله أو بدونها ليس حزبا حقيقيا، بل هو امتداد ثانوى للنظام وأجهزته ومؤسساته، ويعكس استبداد وجبروت النظام، ولا تعكس جماهيره الكبيرة دينامية حقيقية من تفاعل الوعى والعفوية، حيث تكثر الجماهير فى هذه الأحزاب خضوعا للنظام؛ خوفا من بطشه أو تلهُّفا على مغانمه.
ويفرض استبداد الدولة، وحالة المجتمع، تجريد الحزب الحاكم من محتواه كحزب سياسى؛ كما يفرض على الأحزاب الصغيرة والمتوسطة أن تبقى على حالهاعقودا من الزمن. وينطبق هذا على نسبة كبرى من الأحزاب الكبيرة.
وهناك، فى البلدان التى "تبدو" ديمقراطية، النظام الذى يقوم على حزبين كبيرين أو على ثلاثة أحيانا. وقد رأينا أن "حَيْوَنَة" البشر تحكم على هذه الأحزاب أيضا بأن تظل أحزاب كوادر؛ بعيدا جدا عن أن تكون أحزابا جماهيرية ( وفقا لتمييز العالم السياسى الفرنسى موريس ديڤيرچيه Maurice Duverger (1917-2014) بين حزب الكادر/النخبة والحزب الجماهيرى)، وإنْ ضمت مئات الآلاف أو الملايين فى عضويتها.
وهذه الملاحظات صادمة للغاية. غير أن إدراكنا لحقائق الحياة السياسية حتى فى بلدان الرأسمالية المتقدمة، ومنها حقيقة العلاقة الوثيقة والمتزامنة لقيام الأنظمة الدستورية والپرلمانية والانتخابات مع قيام الأحزاب الحديثة فى القرن التاسع عشر، يساعدنا على إدراك أننا إزاء ديمقراطية زائفة.
والحزب الكبير الذى يمكن أن يكون حزبا حقيقيا "نسبيا" هو الحزب المعارض الكبير.
وبالطبع فإن كل حزب كبير صار كذلك؛ إما من خلال تطوُّر تدريجى لحزب صغير، أو لأنه وُلِد كبيرا لأن سلطة دولة بدأت بتكوين حزبها من أعلى، أو لأن ظروف أزمة كبرى دفعت بحزب متوسط الحجم إلى تَوَلِّى السلطة فاندفعت إليه الجماهير الغفيرة.
والحزب البلشڤى الروسى مثال ملائم لهذا النوع الأخير، حيث استطاع حزب غير كبير أن يتولى السلطة فاندفعت الجماهير إلى عضويته فصار كبيرا، ليس من حيث دوره، بل فقط من حيث أعداده.
والاتحاد الاشتراكى العربى والحزب الوطنى الديمقراطى مثالان جيدان على "الحزب" الذى يولد كبيرا، من حيث الأعداد أيضا، على أيدى النظام الحاكم.
ومن خلال أزمة كبرى تُمسك بالمجتمع والدولة، يمكن أن يتطوَّر حزب صغير بالتدريج إلى حزب كبير. وفى هذه الحالة يتطور الحزب كحزب معارض تدفع الأزمة الجماهير إلى الانضمام إليه أملا فى قيامه بحلّ الأزمة بعد وصوله المحتمل إلى السلطة، وانجذابا إلى الأيديولوچيا السياسية التى يتبناها. ويكون مثل هذا الحزب الكبير الناشئ من حزب صغير بالتدريج حزبا معارضا، كما أنه يكون حزبا له دوره الحقيقى وفاعليته الحقيقية كحزب، تقدميا أو رجعيا، فى مرحلة ما.
وينطبق هذا على أحزاب ذات أيديولوچيات متناقضة: الحزب البلشڤى الروسى، الحزب الشيوعى الصينى، حزب الإخوان المسلمين، الحزب النازى الألمانى، الحزب الفاشى الإيطالى، إلخ.
وهنا تبقى غالبية الأحزاب الصغيرة والمتوسطة على حالها مع تذبذبات لا حصر لها.
والحزب السياسى مجموعة من الأشخاص المنظَّمين بهدف ممارسة سلطة الدولة بعد الفوز بها عن طريق الانتخابات أو الثورة.
وعند بقاء هذه الأحزاب على حالها دون الوصول إلى السلطة على مدى عقود طويلة، تطرح على نفسها سؤال مبرِّر وجودها، ووظيفتها.
وفيما يتعلق بحزب اليسار الماركسى (الشيوعى) فإنه يسعى إلى الوصول إلى السلطة ومن ثم ممارستها عن طريق ثورة اشتراكية، وليس إلى مجرد تغيير تدريجى وفقا لمفهوم أنطون جرامشى عن الثورة "السلبية" Passive revolution.
وهنا نجد أنفسنا أمام مرحلتين: مرحلة الطريق إلى السلطة ومرحلة ممارستها.
ونقف هنا عند مرحلة المعارضة بالانحرافيْن الممكنيْن أثناءها: انحراف التركيز من جانب واحد على التمهيد المباشر للثورة رغم كونها بعيدة، لأنها تشترط شروطا لا بد من أن تتحقق، وانحراف معارضة تهدف إلى تحسين شروط عمل وحياة الطبقة العاملة والطبقات الشعبية.
وعلى مثل هذا الحزب بالطبع مهام مباشرة تتعدد مستوياتها ومراحلها. وهو يعمل على ترشيد وتثقيف وتنوير وتطوير نضالات الطبقة العاملة. وهى نضالات نقابية وسياسية وفكرية، ويمكن أن تكون انتفاضات أو ثورات شعبية.
غير أن مهام اليوم لا ينبغى أن تستبعد مهام الغد. فهذا الحزب يناضل فى سبيل القضايا المطروحة وفى سبيل المستقبل، عن طريق رفع مستوى الطبقة العاملة والشعب، وهذا يشترط النضال الفكرى والثقافى الذى يرفع وعى الشعب بشروط حياته وآفاق مستقبله.
وقد تفرض قضية ما كقضية الاستقلال الوطنى نفسها بحدة، غير أنه لا ينبغى إهمال الجوانب المتعددة المترابطة لحياة البشر.
والنضال من أجل الاشتراكية إنما هو نضال من أجل سعادة البشر. والبشر هم الأصل والمرجع والمنطلق. ولهذا ينبغى أن يوطِّن المناضل نفسه على أنه "هنا" ليس من أجل أىّ قضية بالذات، بل فى سبيل رفع مستوى معيشة ورفاهية ووعى وسعادة الشعب، ومقاومة إفقاره واضطهاده وحرمانه.
ويحتاج هذا إلى مقالات عديدة، ولكن بعد مناقشة تطورات بالغة الأهمية فى منطقتنا وفى العالم.
19 يوليو 2015



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم الأحزاب الكبيرة
- تجربتى مع الفيسبوك
- عالم جديد الفصل 5 مايور: النساء يُحرِّكن العالم
- المثقفون آخر أجيال المتفائلين
- عالم جديد الفصل 4 مستقبل وسائل النقل الحضري: أكثر أمانا، أكث ...
- عالم جديد مايور و بانديه الفصل 3 تغيير المدينة يعني تغيير ال ...
- عالم جديد الفصل 2 فضيحة الفقر والحرمان مايور و بانديه
- أوقات عصيبة
- عالم جديد الفصل 1 السكان: قنبلة زمنية؟
- عالم جديد مدخل
- حدود الحروب الجوية
- سوريا: اللغز الكبير
- اليسار والجماهير والثورة
- مسارات تراجُع اليسار الماركسى
- الأبنودى معجزة لا تموت
- حروب الدمار الشامل
- أخيرا عاصفة الحزم
- صعود جِدُّوكاب وصعود النوبة للروائى يحيى مختار
- العراق إلى أين؟
- بورخيس كاتب على الحافة 11: بورخيس والأدب الأرجنتينى (فى فصول ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خليل كلفت - وظيفة الحزب السياسى