أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دروست عزت - إن كان حزباً أو فرداً فهذا لا يجوز














المزيد.....

إن كان حزباً أو فرداً فهذا لا يجوز


دروست عزت

الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أستغرب من بعض الجهات ومن بعض الأفراد وهم يدّعون النضال والوطنية والقومية ويتصرفون كأناس ٍ وكأن ليس لهم أية علاقة بالسياسة عندما يردون على غيرهم بشكل ٍ مخجل للرد .. ويهبطون بمستواهم في محاربة الجهة الآخرى التي تختلف معهم في الرأي والفكر.
فتراهم يبررون لأنفسهم الهجوم والإنتقاد ويضخّمون المواضيع حسب مصلحتهم وأمزجتهم .. وينسون بأن تلك الجهة حليفةٌ إستراتيجيةٌ لهم في الحراك القومي والوطني في مواجهة عدو هم الرّئيسي...
فهل النضال الصحيح في العمل السياسي يستدعي الهجوم على الحليف ؟ أم أنّه خطأ فاحش ودمار لإستمرارية العلاقات والبقاء معاً في صف ٍ واحد في مواجهة الأنظمة والقوى الغير ديمقراطية التي تعيق التقدم والتطور والفكر ...

فهل ثقافة الهجوم اليومي على بعضنا البعض لها فائدة لشعبنا ؟ أم أنّها إفلاسٌ خفيٌ فينا حتى نقوّي أنفسنا في إلغاء الآخر, و دليلٌ على أنّه ليس لدينا ما نقدمه لمجتمعنا وبذلك نلهي جماهيرنا بثقافة الهجوم والإتهامات والتشويه وكل ذلك نهايته وخيمةٌ علينا .. أم أنّها ثقافة للتسلط والهيمنة على المجتمع وقمع الحلفاء الرئيسين في إستراتيجية القضية والنضال السياسي ؟
لأن مثل هكذا ثقافات يتربى عليها من يتبعونك ويتعلق في ذهنهم ما تعلّمهم , وبهذه الطريقة يتعلمون ثقافة الهجوم اللا عقلاني عوضاً عن النّقد البنّاء ونخلق فيهم كراهية الإتجاه الآخر الذي هو حليفٌ في مقاومة القمع والظلم ..

وعند أي خلاف ٍ أو إنشقاق ٍ تراهم يهاجمون من كانوا معهم ودون تقيّدٍ بالإحترام والقيم السياسية والوطنية والقومية نحو الجهة المنشقة عنهم ويكررون الهجوم على من كان رفيق دربهم بالأمس .. فمثل هكذا ثقافة تسمم اجواء المحبة والتعاون بين الاعضاء المنظّمين وجماهيرهم ..
ولهذا السبب لن يستطيع أي طرف ٍ النجاح والتقدم على الصعيد السياسي ولن يستطيع أي منهما خلق الثقة بينه وبين جماهيره كونها ثقافة المصالح والأنانية وليست ثقافة ثورةٍ أو تنظيم ٍ وفكر ٍ من أجل الحرية والخلاص ..

أوليس على كل مخلص ٍ من أي جهة كانت من الذين يكتبون عن قضايا ومآسي شعبهم أن يفكروا بما يكتبونه قبل أن ينشرونه في الصحف والصفحات والمواقع ؟
أوليس عليهم أن يسعون لخلق جو ٍ للتعايش بين شعبنا وإتجاهاته المتنوعة والتي يكون الإختلاف في الرأي من حقه ٌالشرعي كما هو متعارفٌ عليه في الأعراف السياسية والفكرية ؟

ولكن من غير الطبيعي عند الإختلاف بالرأي أن يكون هناك تخاصم وصراعات تزيد من الإنشقاقات والفتن والكراهيات بين الجماهير بسبب مصالح حفنة من أصحاب الغايات ونحن في زمن ٍ نسعى للخلاص من العدو الشوفيني والمتلسطين على رقابنا وأرضنا ..

ونستغرب من أمثال هكذا جهات ومثقفين بأنهم مستمرون في متعة التخاصم والصراع كأنهم يقدمون إنجازات كبيرة في هجومهم اليومي على قوى ً هي جزء من حركة تحرير نضالهم القومي والوطني دون أن يدركوا بأن من يقرأون لهم يشمئزون من كتاباتهم ومواقفهم التي تؤّجج الفتن وتزيد الخلافات حتى القَرَفْ ..

أوليس على المثقفين المحترمين والمخلصين لشعبهم في هذه القوى أو الأحزاب أو المستقلين عنهم أن يفكروا بالثقافة التي تجمع العقول والقلوب وتوحّد الصّفوف وتربى الاجيال على روح التعاون والتفاهم لا على ثقافة الشّقاق كما تفعله أحزابنا اليوم ؟
أوليست هذه هي ثقافة الجهل والتحزّب ؟

لُعِنَ قلم ٌ يخدم حقد صاحبه ومزاجه .. ولعنةٌ على كل من يستمتع بالخلافات ليظهر وجوده فيها .. لأنه ليس لديه غير الحقد والجهل ولا يهمّه الوضع والوجع بل العكس إنه يتاجر بها ..
فالأحزاب التي تستهتر بعقول جماهيرها وتحاول دوماً إلغاء الآخر بالإتهامات والتشويه في العمل السياسي بحجج ٍ تخلقها هي لتنفرد وتتسلّط على الساحة لوحدها ..

فالأحزاب التي تقوم بذلك فهي بالتأكيد أحزاب متخلفة فكرياً مهما تملك من إمكانيات وقدرات تنظيمية وفكرية.
فقوة الحزب في ترجمته لفكره بممارسةٍ صحيحة ٍ لبناء جيل قوي واعٍ في التعامل مع الآخر الذي يختلف معه في الراي والفكر والذي يكمله في النضال السياسي لتوعية الجماهير ومقاومة العدو المتسلّط على كيانهم وكما أنه شريك حقيقي سواء أراد ذلك أو لم يرد فالوطن يبقى للجميع ..
لأن التسلط نفسه هو أداة للدمار وهدم ما بني وأنجز ... فالفكر الحقيقي هو الفكر الحر الذي يلبي حاجة الفرد في التفكير والطموح في التخلص من نير مستعبديه ..

فلا نصر لحزب ٍ مهما كان له حضوره بين الجماهير إلا بقبول الآخر. مهما حاول الدعاية والنشاط لنفسه فيبقى هزيلاً في داخله كخشبة مدوّدة من داخلها .. ويفقد ثقة أعضائه وأنصاره يوماً بعد يوم ..

فلا خير في أقلام ٍ حبرها حقد وجهل وأنانية تخدم جهة على حساب جهة أخرى ونحن في صراع مع الغزاة والفكر الهمجي .. وكل هذا لا يستفيد منه إلا من يقودون أصحاب هذه الأقلام ,,
و مثالهم كمثال أئمة الجوامع اللذين يرشدون غيرهم وهم بحاجة إلى الإرشاد.
فالغرور والتسلط لا يجوز .

دروست عزت _ هانوفر /المانية
21/7/2015



#دروست_عزت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية والسلوك... وعاءا الفهم وتقويم الإنسان وليس الحجاب
- التشوش الفكري وعدم التميز بين السياسة و الحزبية
- لذكرى مجزرة الأرمن
- في رحاب الدكتاتور
- الجزء السابع: الإلحاد وإتهامه بالكفر(عصر موسى)
- و ماذا عن وجهه الآخر. ..؟
- الجزء السادس الإلحاد وإتهامه بالكفر :
- الجزء الخامس ....... الإلحاد وأتهامه بالكفر
- الإلحاد وإتهامه بالكفر..... الجزء الرابع
- الإلحاد وإتهامه بالكفر الجزء الثالث :
- الإلحاد وإتهامه بالكفر. ....الجزء الثاني
- الإلحاد وإتهامه بالكفر...الجزء الأول
- في رحاب الدين و السياسة
- المرأة والدين ونفاق ما يقال عنها من رجال الدين ...
- جدية العمل
- لعبة الدول وخبثها في قتل الأرواح .....
- إلى متى الغفلة .....؟
- من يعرف قيمة الوقت هو فقط من يعمل بالجد .....
- عقلانية التفكير وصواب الفكر في فهم الواقع المفروض
- من المسؤل عن العقوبات البالية التي يعاقب الأبرياء بها عند ال ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دروست عزت - إن كان حزباً أو فرداً فهذا لا يجوز