أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موفق نيسكو - كيف سَمَّى الانكليز السريان النساطرة بالآشوريين ج 2















المزيد.....

كيف سَمَّى الانكليز السريان النساطرة بالآشوريين ج 2


موفق نيسكو
(Mowafak Nisko)


الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 22:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف سَمَّى الانكليز السريان النساطرة بالآشوريين ج 2

ذكرنا في ج1 أن الاسم الآشوري حديث ولا علاقة له بالآشوريين القدماء، وهذا الاسم أُطلقه الانكليز على السريان الشرقيين النساطرة بعد الاكتشافات الأثرية التي قام بها الانكليزي لايارد من سنة 1845م حيث راج الاسم الآشوري في انكلترا، مما جعل رئيس أساقفة كارنتربري إرسال بعثة إلى النساطرة سنة 1876م باسم بعثة رئيس أساقفة كارنتربري إلى الآشوريين، فتلقَّف السريان النساطرة الاسم الآشوري وأعجبوا به خاصة البطريرك بنيامين ايشاي الذي كانت له آراء وتطلعات قومية، يساعده على نشر الاسم وتعزيزه المبشرون الأنكليكان.
اُغتيل البطريرك بنيامين سنة 1918م على يد إسماعيل سامكو بطريقة غادرة، وخَلَفهُ شقيقه بولس إيشاي الذي كان مريضاً وتوفي سنة 1920م، فخَلَفه ابن أخيه البطريرك إيشاي داؤد، وكان صغيراً جداً لم يتجاوز عمره 12 سنة، (مواليد 1908م)، فأصبحت عمته سورما خانم وصيَّةً عليه، وعلى إثر اغتيال البطريرك بنيامين بطريقة غادرة تنامى الشعور القومي الآشوري لدى رعيته وأخذ الاسم الآشوري الجديد منحىً قومياً عندهم محاولين ربطه بالآشوريين القدماء.
كانت سورما ذكية ومثقفة وأصبحت تُدير شؤون النساطرة واتخاذ القرارات كنسياً وسياسياً، فحضرت مؤتمر باريس سنة 1918م، وجنيف 1925م لعرض قضية شعبها، وذهبت إلى انكلترا (1919–1920م) وحلَّت ضيفة على جمعية أخوات بيث عنيا وحضرت في الكنيسة الأسقفية في لندن، والتقت بعدة مسؤولين وحضرت مناقشات مجلس اللوردات البريطاني، وكان أسلوبها وخطابها بالانكليزية مؤثراً جداً نال إعجاب الحاضرين، بحيث صرح رئيس أساقفة كارنتربري Randall Davidson (1903–1928م) في ك2، 1919م مخاطباً المسؤولين الانكليز بخصوص النساطرة قائلاً: هل تنتظرون أن يُرفع العلم التركي فوق مناطقهم؟، وخلال زيارتها لانكلترا اهتم بها الإعلام وكانت صورها بالزي التقليدي موضوعاً رئيساً لبعض الصحف تحت عنوان كبير هو (آشور)، ووصفت بأنها حفيدة الملكة الآشورية شميرام، وخلال وجودها في لندن ألَّفت في نيسان 1920م كتاب (الكنيسة الآشورية وتقاليدها واغتيال مار شمعون، 114 صفحة) عدَّت فيه أن النساطرة هم آشوريين، وهذا أول كتاب من رمز نسطوري يقول إنهم آشوريين، وكَتبَ تمهيد الكتاب رئيس أساقفة كارنتربري دافيدسن بعد تقديم ابتدائي كتبه ويكرام، وطبعته مطبعة Faith Press واستقبلت الجماهير البريطانية الكتاب باهتمام كبير وخاصة دافيدسين الذي عدَّه وثيقة للتعريف بالكنيسة النسطورية الآشورية للبريطانيين، ووصف سورما بمستشارة الكنيسة الأنكليكانية وصديقتها الوفية (سورما خانم ص172–173)، وأعيد طبعه سنة 1983م في نيويورك مطبعة Vehicle ف100 صفحة)، ثم أطلق ويكرام على الآنسة سورما لقب "الخانم" (ويكرام، مهد البشرية ص 356)، وهي كلمة تركية معناها السيدة أو ذو السيادة المطلقة أسوة بلقب السيدة lady الذي أطلقه المبشر الانكليزي بروان عليها، وأيَّد هذا اللقب ملك بريطانيا جورج الخامس (1910–1936م) بناءً على طلب زوجته ماري منتيك (1867–1953م).
وعندما عُيَّن الكولونيل الانكليزي جيرارد ليجمان حاكماً للموصل سنة 1919م تحدث إلى سكان الموصل العرب قائلاً: إنكم من أصول الآثوريين وأنا مستغرب من عدم علمكم بتاريخ أجدادكم ومعرفتكم أنكم أحفاداً الآثوريين الذين شيدوا مجد نينوى، فردَّ عليه أهل الموصل: إنه منذ زمن قدومنا في عصر الإسلام لم نجد فيها إلاّ الفرس والمسيحيين الجرامقة (أقوام آرامية)، ثم أوعز ليجمان إلى رئيس تحرير جريدة الموصل التي كانت تهتم بأخبار البلاد أن يطلق على الآنسة سورما لقب صاحبة السمو الأميرة الآثورية سورما، وأن صاحبة السمو موجودة الآن في لندن لزيارة المراجع البريطانية بشأن إنشاء وطن قومي للآثوريين والكلدان في شمال العراق، فاستغرب رئيس التحرير وأخذ يشرح لليجمان أنه لا يوجد قوم باسم الآشوريين، ولا يوجد أميرة لهم، وأن هؤلاء هم نساطرة ليس لهم علاقة بالآشوريين وغالبية أهل الموصل يعدّونهم أكراداً مسيحيين، لذلك فطرح هذا الاسم سيشكل شقاقاً بين أهل الموصل بين المسلمين والمسيحيين وبين المسيحيين أنفسهم، لكن ليجمان أصرَّ على ذلك، وفي 3 ك 2 سنة 1966م وعندما كانت سورما منفيَّة في أمريكا منحها رئيس أساقفة كارنتربري آرثر ميشيل رامسي (1961–1974م) وسام "صليب القديس أوغسطين" تثميناً لمكانتها وصداقتها.
أمَّا البطريرك إيشاي داود فتم إرساله إلى انكلترا للدراسة في مدرسة القديس اغسطينوس تحت إشراف رئيس أساقفة كارنتربري دافيدسن، وعاد سنة 1929م وهو في ريعان شبابه وكله حماس واندفاع لتكوين الأمة الآشورية الجديدة مطالباً الحكومة العراقية بالسلطتين الدينية والدنيوية وتشكيل حبيسة آشورية (ارض محصورة) لتكوين الأمة الآشورية الجديدة تمتد من مدينة كفري جنوب كركوك إلى ديار بكر، وتشمل مناطق دهوك، زاخو، عقرة، العمادية، وغيرها، ودخل في مشاكل مع الحكومة العراقية، وفي رد البطريرك إيشاي على برقية وزير الداخلية العراقي حكمت سليمان المرقمة 1104 في 28 أيار 1933م قال: إن سلطة بطريركيتي تاريخية عظيمة واستعمالها موروث عن تقاليد الشعب والكنيسة الآثورية، وإنني لم ادَّعِِ بالسلطة الزمنية وإنما ورثتها من قرون مضت كتخويل قانوني من الشعب للبطريرك، وكان معترفاً بها من قِبل الملوك الساسانيين القدماء والخلفاء المسلمين ومغولي خان وسلاطين عثمان، (عبد الرزاق الحسني، تاريخ الوزارات العراقية ج3 ص271–272)، علماً أنه لا يوجد أي اعتراف تاريخي باسم الكنيسة الآثورية من قِبل الساسانيين والمسلمين والمغول والعثمانيين إطلاقاً، بل هناك اعتراف بكنيسة المشرق السريانية التي عُرفت بكنيسة فارس من قِبل الساسانيين وباسم النساطرة من قِبل الخلفاء المسلمين، وهو اعتراف كنسي ديني فقط لا دنيوي، والبطريرك إيشاي داود وسورما يعترفان بذلك، ففي الرسالة التي وجهها البطريرك إيشاي في 15نيسان 1952م إلى السفير البريطاني في واشنطن يقول: الآن لا بد أن نقول وكما تعلمون أن كنيستنا عريقة وعُرفت في التواريخ الإسلامية بكنيسة النساطرة، وفي الرسالة التي وجهتها سورما خانم بتاريخ 17 شباط 1920م إلى وزير خارجية بريطانيا اللورد جورج كورزون George Curzon (1919–1924م) تطالب فيها حماية شعبها وتقول: لقد سمحت لنفسي أن أكتب هذه الرسالة وأوجهها لسيادتكم بكوني ممثلة للآشوريين الذين عُرفوا رسمياً في السابق "بملّة النساطرة". (سورما خانم ص117).
وفضلاً عن المشاكل مع الحكومة العراقية حدثت للبطريرك مشاكل سياسية واجتماعية مع رعيته وبعض السياسيين مثل أغا بطرس البازي (1880–1932م) وملك خوشابا (1877–1954م) وغيرهم من رؤساء العشائر، وأخيراً فإن خروج العراق من الانتداب البريطاني سنة 1932م، أعطى مبرراً وفرصة ذهبية لقيام بعض المتعصبين في الحكومة العراقية ممثلاً بالأمير غازي ووزير الداخلية حكمت سليمان والقائد العسكري بكر صدقي بالهجوم على الآشوريين بالرغم من عدم موافقة الملك فيصل الأول، فنفَّذت في آب سنة 1933م مذبحة مروعة في مدينة سيميل راح ضحيتها آلاف الآشوريون، فضلاً عن تشريد آلاف آخرين وتدمير قراهم، ويقول الكاتب اللبناني يوسف إبراهيم يزبك (1901-1982م) الذي كان معاصراً للأحداث والذي يعتبر أن الآشوريين هم أكراد لأنهم يسكنون كردستان: أن الانكليز قاموا بعد احتلالهم العراق بإهداء هؤلاء الأكراد اسم آشور مستغلين سذاجتهم وانحطاط مستواهم الثقافي تمهيداً للاستفادة منهم في تنفيذ مخططاهم الاستعمارية في العراق، فتقبلوا هذا الاسم، وفاخروا بأنهم من سلالة الآشوريين الذين انقرضوا، وعمدوا بعد ذلك إلى تسمية ابناهم أسماء آشورية كسنحاريب وسرجون وآشور، كما أخذت الصحافة الانكليزية تروج ذلك، فأطلقت لقب صاحبة السمو على سورما خانم عمة مار شمعون الحالي (ايشاي)، وعمد بعض الانكليز إلى ترديد نغمة ما يُسمَّى بالوطن القومي للاثوريين في شمال العراق، ويشير يزبك إلى أن الرحالة بوجولا قام بزيارة الأكراد خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، فكتب فصلاً مسهباً في مؤلفه (رحلة باجولا في الشرق الادنى ج1 طبعة بروكسل 1841م ص 180)، وأوضح أن قسماً من هؤلاء الأكراد نساطرة يخضعون لبطريركين وراثيين، يُطلق على احدهما دائماً اسم مار شمعون. ويُعلّق كاهن كاثوليكي التقى مع يوسف يزبك على موضوع الآشوريين قائلاً: إن الانكليز جعلوا من هؤلاء المسيحيين البسطاء حطباً لموقد مطامعهم، وصوروا للعالم تلك القبائل التيارية النسطورية بأنها أُمة ذات تاريخ،في حين لم تكن تلك القبائل يوماً من الأيام بوارثة الأمة الآشورية، وفي إشارة إلى المذابح التي ارتكبت بحق النساطرة جراء قيام الانكليز بتسميتهم آثوريين يضيف الكاهن قائلاً ليزبك: إن الانكليز "أثَّروها حتى ثوَّروها"، أي أن الانكليز جعلوا من النساطرة آثوريين إلى أن ثاروا. (يوسف يزبك، النفط مستعبد الشعوب، بيروت 1934م، ص 232 236–238).
وبعد أن أصبحت مسألة الآشوريين في العراق مشكلة سياسية على إثر مذابح الآشوريين في سيميل سنة 1933م، شجب كثير من الباحثين والسياسيين والمثقفين على اختلاف انتماءاتهم تسمية رئيس أساقفة كارنتربري النساطرة بالآشوريين وإحداث هذه المشاكل، إذ لا علاقة لهم بالآشوريين القدماء، وقد تندَّم الانكليز أنفسهم بإطلاق هذا اللقب عليهم وإراقة هذه الدماء، فتنكّ!روا للاسم الآشوري وتراجعوا عن وصفهم بأحفاد الآشوريين.
1: يقول كتاب سري من سفير بريطانيا في العراق فرنسيس همفريز إلى سايمون في الخارجية البريطانية في 18 ت1، 1933م:
The name Assyrian witch came to applied to them later, is misnomer, it is a church and a nation, that should be described.
(إن تسمية آشوريين التي أُطلقت مؤخراً على النساطرة هي تسمية مظللة، لذا يجب وصفهم كطائفة دينية كنسية وليس كأمة). سجلات وزارة الخارجية البريطانية (Oct.18,1933 6229 (Fo371–1684/E.
2: تقول مذكرة سرية في وزارة الخارجية البريطانية في 12 شباط 1934م بعنوان ملخص تاريخي للقضية الآشورية:
The Assyrian of Iraq are a religion rather than a racial a minority, it would be more correct to refer to them as Nestorian.
إن آشوريي العراق هم أقلية دينية وليست عرقية، لذلك فمن الأصح تسميتهم بالنساطرة. (سجلات وزارة الخارجية البريطانية ((Fo371–17834/E1035Feb12,1934.
3: إلى نهاية الدولة العثمانية لم يرد اسم الآشوريين كملَّة حيث كان عدد الملل سنة 1918م (12ملَّة) هي: الرومية، الرومية الكاثوليكية، الأرمنية، الأرمنية الكاثوليكية، السريانية القديمة (الأرثوذكس)، السريانية الكاثوليكية، الكلدانية، البروتستانية البلغارية، الموسوية، قارائي الموسوية، واللاتينية.
4: يقول المستر جون أدمونز (1889–1979م) مستشار وزارة الداخلية في العراق (1932–1945م) بأن النساطرة المسيحيين سَمَّتهم انكلترا حديثاً باسم الآشوريين قائلاً: إن المسيحيين النساطرة في إقليم هكاري يُعرفون في انكلترا باسم (الآثوريين). سي. جي. ادمونز، كرد وترك وعرب، ترجمة جرجيس فتح الله، بغداد1971م، ص7.
5: تقول المس غيرترود بيل: كان الفرنسيون يساعدون الكاثوليك، وكانت سياستنا تُبدي ميلاً لحماية الكنيسة النسطورية ضد المتفرعين عنها وهم الكاثوليك الكلدان، ومن أسباب ذلك وجود هيئة تبشيرية صغيرة بين النسطوريين تُدعى "بعثة رئيس أساقفة كارنتربري للنسطوريين" (فصول من تاريخ العراق القريب ص161–162)، وعندما زارت بيل النساطرة في مخيم بعقوبة سنة 1918م كتبت لأبيها "هوكي بيل" تقول: لقد قمتُ برفقة الجنرال "لوببسك" بزيارة مخيم اللاجئين النساطرة في بعقوبة، ثم تقول بوضوح: إن النساطرة أصبحوا يفضلون إطلاق اسم الآثوريين عليهم. (كليرويبل يعقوب، سورما خانم، تحقيق الأب يوسف توما ص 189).
6: يقول مارك سايكس (1879–1919م): إن النساطرة في أيامنا هذه أخذوا يطرحون وبكل تأكيد الرأي القائل أن أصلهم "آشوريون"، ويفترضون أنفسهم أحفاداً حقيقيين لأولئك الساميين الذين دوخوا العالم بانتصاراتهم قبل الميلاد، لكن هذا الطرح لا يشكل من الحقيقة شيئاً، وكل ما هنالك أنه تقليد متوارث وأسطورة متباطئة ذات أصول ذكية دعمها وساندها الأنكلو– سكسون (الانكليز). (ميشيل شفالييه، المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية ص167).
7: يقول كل من المؤرخ والسياسي البريطاني في بداية العهد الملكي ستيفن همسلي لونكريك الذي أصبح مفتشاً إدارياً في الحكومة العراقية وعمل في مجال النفط وكذلك فرانك ستوكس مدير مركز الدراسات الشرق أوسطية في لندن: أما الآشوريون، فهم طائفة نسطورية مسيحية، سريانية في لغتها، واسم الآشوريين الذي أُطلق على هذه الطائفة لا يثبت انحدارهم الفعلي أو تواصل نسبهم من ومع الملك سرجون أو آشور بانيبال. (همسلي لونكريك وستوكس، العراق منذ فجر التاريخ إلى سنة 1958م، ص25).
8: بعد أن أُعجب السريان النساطرة اكليريوساً وعلمانيين بالاسم الآشوري الذي أطلقهُ الانكليز عليهم معتقدين أنهم ينحدرون فعلاً من الآشوريين القدماء، شكَّلوا مراكز سياسية وثقافية آشورية قوية وكثيرة، بل تركوا كل شي من كتابات دينية وتاريخ كنسي ولاهوتي وطقسي ولغوي وركزوا على الآشورية فقط، وهنا برزت مشكلة الاسم، إذ بما أن الآشوريين هم بالحقيقة سريان، فهذه مشكلة، وللخروج من هذه المعضلة بدء المثقفون الآشوريين البحث والاستناد إلى اشتقاقات لغوية لربط كلمة سوريا التي تدل على السريان بكلمة آشور، لتبرير التسمية الآشورية، واخترع لأول مرة ميرزا مصروف في أروميا سنة 1897م كلمة أخرى بالسرياني هي آسور (ܐ-;---;-----;---ܣ-;---;-----;---ܘ-;---;-----;---ܪ-;---;-----;---)، وعنه اخذ الباقين استعمال هذه الكلمة التي لا توجد في التراث السرياني إطلاقاً. (سنتناول موضوع الاشتقاقات وكلمة آسور و، ولأول مرة، وبالتفصيل الموثَّق لاحقا).
9: يلخِّص الأستاذ جون جوزيف وهو نسطوري في كتابه بالانكليزية the modern Assyrians of the middle east (الآشوريين الجدد في الشرق الأوسط ص 17–20) قائلاً (للاختصار لم أُدرج النص الذي قمتُ بترجمته من الانكليزي): عندما كُشفت الحفريات الآشورية بقايا العاصمة الآشورية القديمة في نينوى وضواحيها جذبت اهتمام العالم على النساطرة وأخوتهم الكلدان، وبطل هذه الحفريات هو أوستن لايارد الذي سارع إلى الإعلان عن هذه الأقليات التاريخية واللغوية والدينية بالاعتماد على ما تبقى من أكوام وقصور مدمرة من نينوى وآشور، وفي خضم ذلك كتب JP فليتشر أن الكلدان النساطرة هم صفوة الناس الباقية على قيد الحياة من أشور وبابل، وبينما كان اسم الكلدان بالفعل موجود ومخصص لأولئك النساطرة الذين اعتنقوا الكاثوليكية الرومانية، اعتُمد الاسم اللامع التوأم للكلدان وهو الآشوريين في نهاية المطاف للدلالة على النساطرة واتخذوه اسماً لهم، ومنذ عام 1870م تم استبدال النسطورية بالآشورية في المفردات الانجليكانية الرسمية، ومن المثير للاهتمام أن لايارد وهرمز رسام استمرا باستخدام اسم الكلدان الأقدم والأكثر دراية وتطبيقه على كل من الكاثوليك الكلدان والنساطرة، وقد لاحظ كوكلي أن الخلاف كان قائماً بين هرمز رسام وجون ماكلين من البعثة الانكليكانية في قوجانس سنة 1889حول اسم "السريان" و"الآشوريين" عندما أعلن ماكلين انه ضد مصطلح "الآشوريين قائلاً:" لماذا ينبغي لنا أن نخترع اسماً عندما يكون لدينا اسم مريح جداً ومفهوماً ومستخدم لعدة قرون في يدنا، وكان مفهوماً أن الذي يعيش على مقربة من أنقاض نينوى سوف يتحمَّس لاسم آشور القديم، ولكن هذا الحماس سيُلقي جانباً الاسم الذي كان يُستخدم من قِبل الناس أنفسهم وهو(suraye) سورايا (السريان) نتيجةً لابتكار اسماً آخر لهم مشكوك فيه جداً، وكان موقف رسام أن تسمية "سريان" خاطئة والشكل الصحيح هو الآشورية، لكنه فضَّل استعمال الكلدان ، وحتى لايارد والى ما قبل سنوات قليلة فقط من الحفريات الآشورية كان دائماً يشير إلى النسطورية باسم الكلدان أو الكلدان النساطرة من أجل تمييزهم عن تلك الفئة المتحدة مع روما، وقبل الحرب العالمية الأولى أعطت البعثة الأنكليكانية المعروفة رسميا باسم "بعثة رئيس أساقفة كانتربري إلى الآشوريين" إلى تسمية النساطرة بالآشوريين زخماً جديدا وربطت بين النساطرة والآشوريين القدماء، والمسيحيين الآشوريين والتي بالأصل كان تعني فقط "المسيحيون من جغرافية آشور"، وسرعان ما أصبحت تعني "الآشوريين المسيحيين"، وبحلول أواخر القرن التاسع عشر قام بدء عدد قليل من المتعلمين والواعين سياسيا من النساطرة وخاصة أولئك الذين هاجروا إلى أمريكا، باستخدام كلمة Aturaye (الآثوريون) في كتاباتهم. (يتبع، ج3)
وشكراً
موفق نيسكو





#موفق_نيسكو (هاشتاغ)       Mowafak_Nisko#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف سمَّى الانكليز السريان الشرقيين (النساطرة) بالآشوريين ج1


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موفق نيسكو - كيف سَمَّى الانكليز السريان النساطرة بالآشوريين ج 2