أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صلاح شعير - الاستخدام الأمريكي للصورة في الميديا والإعلام















المزيد.....

الاستخدام الأمريكي للصورة في الميديا والإعلام


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 18:29
المحور: الصحافة والاعلام
    




قراءة مختصرة لكتاب صدر عن المركز القومي للترجمة في القاهرة 2015 بعنوان "الإعلام الأمريكي بعد العراق: حرب القوة الناعمة" للكاتب "نثين جردلز ومايك ميدافوي" وقد ترجمته الأديبة العراقية بثينة الناصري بصورة جيدة تعكس مدي الوعي وحسن الاختيار . إذ حملت علي عاتقها هموم الأمة لتبصر القارئ العربي بخطورة وأهمية الصورة في التأثير علي الوعي العام من أجل قراءة الماضي والحاضر والمستقبل بصورة صحيحة .

وتقول المترجمة : "صدر الكتاب في وقت تلعب فيه القوة الناعمة دورا كبيرا في احتلال العقول والقلوب ، حيث تكسب وسائل الميديا المعركة قبل نشوبها على الأرض.ومما يستدعي التأمل إذ نجد أن مؤلفي الكتاب قد استخدما في النص وصولا إلى الاستنتاجات الأخيرة، تعبيرات عسكرية: الحرب – الصدمة والترويع – القصف – الصراع – القنبلة – الذخيرة وغيرها مما يستخدم في وصف قوة السلاح الخشنة، وصفا لقوة الإعلام الناعمة"

أمريكا استخدمت القوة ومازالت لصالح تحقيق مصالح الإمبراطورية : السلاح للسيطرة على الأرض وما فوقها وتحتها من موارد، والإعلام للسيطرة على العقول. واحتلال الأرض الذي يبدأ من احتلال العقول، واحتلال العقول يبدأ من احتلال اللغة وهذا آفة الأمة العربية التي يعتقد أنصاف المثقفين بها أن مزج الكلمات الأجنبية بالعربية يعد نوعًا من التمدن .

"هوليوود" كما يقول الكتاب– أكبر منتج للصور في تاريخ العالم، وساهمت بالصورة في كتابة التاريخ الأمريكي والعالمي أيضًا، فقد نشأت أجيال العالم التي وصلتها الأفلام الأمريكية طوال القرن العشرين على اعتبار الهنود الحمر قبائل متوحشة، بدائية ، هوايتها القتل وسلخ رؤوس أعدائها، وأن الإنسان الأبيض الذي – في الواقع نهب أراضيها وعمل على إبادتها- قد جاء لتمدين هؤلاء المتوحشين. كنا ونحن نتابع أفلام الغرب الأمريكي ، نتمنى كلنا أن ينتصر الأبيض الطيب النبيل على الهندي الأحمر الشرير. وحين نضجنا وقرأنا وفهمنا وعشنا التجربة، اكتشفنا أننا كلنا – في الحقيقة- هنود حمر.

و أشد تأثير للتلاعب بالصور هو في إظهار القلة من الناس وكأنهم حشد كبير أو العكس، باختيار زوايا التصوير أو إعادة تصوير لقطات لمجموعة محددة من الناس ثم طباعة اللقطات معا، وبشيء من التمويه تبدو الصورة وكأنها لمئات الأشخاص. من أشهر أمثلة التلاعب بالمجاميع في عالمنا العربي هي الصورة الشهيرة لإسقاط تمثال الرئيس صدام حسين في ساحة الفردوس ببغداد في 9 أبريل 2003، وقد أرادت القوات الأمريكية إنتاج صورة كرمز يبقي في ذاكرة الشعوب لضمان شدة التأثير .

رأى الجميع كله هذه الصور، وسمع التعليق المصاحب والذي يعبر عن فرحة العراقيين وخروجهم بشكل عفوي إلى الشارع لإسقاط التمثال. وبعد قليل تبين للعالم أن الصورة كانت سيناريو هوليودي، وأن جموع الناس وحشد الجماهير لم يكن سوى الصحفيون ومجموعة من العراقيين المعارضين لم يزد عددهم على 100 شخص ، كانوا قد نقلوا بالمروحيات الأمريكية مع الغزو، وأن الدبابات الأمريكية كانت تحيط بالساحة لحراستهم حتى لا يجرأ أي عراقي في ذلك اليوم أن يخترق الصورة المراد تسويقها . بسبب هذا التلاعب لم تعد الصورة المرئية انعكاسا حاسما للحقيقة. فقد تداخل الواقع بالافتراضي، وامتزجت الحقيقة بالخيال، وتبدو المعضلة في أن يميز البشر بين هذا وذاك؟

ومما لاشك فيه وحسب العقلية الأمريكية أن صور تسريب التعذيب والانتهاكات الجنسية للمعتقلين في سجن أبو غريب قد جاءت برغبة أمريكية من أجل بث الخوف في نفوس العراقيين والعرب وإيران ، بيد أن الصور صارت وبالا على أمريكا في عيون الآخرين إذ أوضحت للعالم مدي زيف دعاوي الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان فلا يمكن لسفاح أن يدعي رعايته للقيم الإنسانية .

أدرك مؤلفا الكتاب أهمية القوة "الناعمة" في كسب قلوب وعقول الناس في كل مكان وخاصة داخل أمريكا ذاتها. أما في خارج أمريكا فإن قراراتها السياسية هي التي تقرر الصورة التي تعكسها للرأي العام العالمي، فلا يمكن لأي قوة ناعمة أن تلطف أجواء قرية قصفتها وقتلت أطفالها ونساءها وخيرة رجالها، بطيارات أمريكية بدون طيار، أو مروحيات أباتشي، أو صواريخ كروز وهي تنطلق من فوق حاملات الطائرات في خلجان العالم.

ويلاحظ المؤلفان ظاهرة عجيبة: مهما ازداد نفور الشعوب من السياسة الخارجية الأمريكية فإن شباك التذاكر في كل مكان يسجل أكبر مشاهدة للأفلام الأمريكية . ما هو السرّ يا ترى؟

ولكنهما في نفس الوقت يشعران بأنه مع تقدم تقنيات وسائط الإعلام وتقلص العالم إلى قرية صغيرة بسبب العولمة ، فإن الشعوب تزداد تمسكا بهوياتها وتنوعها، وإنها بدئت تنتج أفلامها وتروي قصصها على الشاشات والوسائط الأخرى، منافسة بذلك هوليوود. لم تعد القصة من جانب واحد هي الجديرة بالمشاهدة والإنصات.

ويقترح المؤلفان أن تسارع هوليوود – بالمقابل- بالانفتاح على روايات العالم لتستطيع الاحتفاظ بمشاهديها في عالم قادم متعدد الأقطاب. ويرسم المؤلفان خطة لاستعادة التأثير الأمريكي في العالم، أو ما يطلقان عليه وصف "بريق أمريكا الآخذ في التلاشي".

ولعل أهم ما في هذه الخطة هو قولهما " بسبب انتشارها العالمي، فإن الثقافة الشعبية الأمريكية هي لاعب في الشئون الدولية بقدر المؤسسات الأمريكية للسياسة الخارجية" واقتراحهما تشكيل مجلس للعلاقات الثقافية الخارجية أسوة بمجلس العلاقات السياسية الخارجية، "يمكن تسميته - منتدى التبادل المعلوماتي والثقافي- ويكون هيئة مستقلة"

ويدعو المؤلفان أمريكا إلى التواضع والتخلي عن الغطرسة، والى التعاطف مع الآخرين والاستعداد لمنافسة شديدة مع الأفلام والمسلسلات الصاعدة من أمريكا اللاتينية وآسيا خاصة الهند والصين واليابان وكوريا أيضا.

من المثير للانتباه في الكتاب ، التركيز الشديد على السينما الصينية، وليس الهندية ، فهل كان هذا التركيز نابعا من التخوف من أن تتمكن الصين وهي تصعد (اقتصاديا وسياسيا كمركز قوة عالمية) من منافسة أمريكا في إسماع رسالتها وخطابها إلى العالم ؟

واللافت للانتباه أن العالم العربي مع كل هذا التطور في استخدم الصورة للتأثير السياسي والاقتصادي مازال غائبا عن الوعي ولم يستخدم التطور الحديث في الميديا والإعلام سوي في استقبال الصور التي يريد الآخرون بثها في الوجدان العربي من أجل أهداف تتعلق بمصالح القوي المهيمنة والصاعدة ! تري هل سيأتي اليوم الذي ينهض المارد من نومه العميق ؟ ومن الواضح أن الكتابة بثنية الناصري تحركت لترجمة هذا الكتاب من منطلق قومي لإيقاظ الضمير العربي حتى لا يخدع بالصورة التي تبث عبر الميديا الأمريكية لتحث الجميع نحو التحرر من الهيمنة الأمريكية من أجل اللحاق بركب الحضارة العالمية من جديد.



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب والفخ الإيراني السعودي
- أزمة البروتين العربي و الثروة السمكية
- سقوط النائب العام بمصر نذير شؤم
- حُلم التكامل الاقتصادي بالعالم العربي
- العدو الأول لمصر
- المسرح والحرية
- غلق قنوات القمار الفضائي مسئولية الحكومات العربية
- أدب الخيال العلمي والفتيان
- صناعة المستقبل تحتم ضرورة الاهتمام بالطفل
- الدراما المصرية والفساد السياسي
- صاحبة الجلالة و الأقزام
- مبدأ تكافئ الفرص وحقوق الإنسان
- الطائفية والتقسيم وأخطار الصراع الطائفي علي مصر والعالم العر ...
- أخطار انهيار السد العالي وسبل إنقاذ مصر
- كل البشر أمام رهبة الموت سواء
- وزير العدل بمصر يؤسس للطائفية
- حرية المرأة العربية والمشاركة السياسية
- ترشيد استخدام الطاقة بالعالم العربي ضرورة اقتصادية وقومية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صلاح شعير - الاستخدام الأمريكي للصورة في الميديا والإعلام