أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين القزويني - المُرْتَد… (قصة قصيرة)














المزيد.....

المُرْتَد… (قصة قصيرة)


حسين القزويني

الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 16:53
المحور: الادب والفن
    


سنه 400 بعد النبوة …
تشتهر مدينة هندباد بزراعة البرتقال ، المحاصيل كثيرة وأكبر من استهلاك السكان المحليين ، ولما كان صاحب المزارع هو أحد افراد الاسرة الحاكمة المتدينة، قرر أن يبحث عن طريقة لبيع المحصول …
-اعرف طريقه يا سيدي ستجعلنا لا نبيع البرتقال فحسب ، بل ستجعلنا نستورده من المدن المجاورة !
هكذا قال المستشار “مكار” لسيده .
-وما الطريقة ؟!
-إنك تحتاج الى لقاء الشيخ “الكذاب المُصّدق” …
——————————————————
إلتقى السيد بالكاهن وقال له :
-أُريدك في خدمة يا شيخنا ؟ خدمة ستدر خيراً على المدينة ، وعلى كل المؤمنين !
-وأنا بخدمتك يا سيدي !
-اريد أن أبيع محصول البرتقال لهذه السنة ، فالرزق وفير والشكر للاله ، لكننا لا نبيع الا النصف ، اما الباقي فسيتلف ، وهذا كما تعرف يا شيخنا تبذير بالنعمه يزعج الاله ، لابد من حل ؟
-لا تخف يا سيدي ، سيباع المحصول بإذن الاله ، التبذير عمل مشين ، لابد أن نحافظ على الرزق الذي أهدته السماء لنا …
-إذا حصل ونجحت في مهمتك ، لك الحلاوة !
——————————————
في صلاة الاثنين ، جلس الشيخ “الكذاب المُصّدق” على المنبر وراح يخطب في الناس :
-بإسم اله السماء والارض والماء ، الذي خلق كل الاشياء ، وبالصدفة هو قد جاء ، و بإسم نبينا أفضل الأنبياء وأنبغ الأذكياء ، قاهر العلماء وأشعر الشعراء ، فارس الفرسان ، وحامل الفرقان ، صاحب الوجه الأجمل والخلق الأكمل والدين الأمثل ، نبينا الصنديد ، آيه الاله الحميد ، النبي طرزان !
قال الإله في كتابه المحكم الواضح “ ولكم في الليمون حلالاً طيباً أيها التابعون” ، والآية هنا لا تقصد الليمون فقط وانما كل الحمضيات ولكنها بلاغه كتابنا العظيم .
سأحدّثكم اليوم عن فوائد البرتقال ، هذه الثمرة العظيمة التي يهديها الإله فقط للأقوام الخيرة المفضلة لديه ، فأنتم يا إخوتي شعب الإله المحبوب ، والاله أهداكم البرتقال لانّه يحبّكم ، البرتقال ثمرة النبي طرزان المفضلة ، أكتشفت هذا وأنا أبحث في أمهات الكتب التاريخية ، أن للبرتقال فوائد كثيرة ، فهو يساعد على طرد الارواح الشريرة ويمنع الجن من تلبس الجسد ، والبرتقال يحافظ على عفة المرأة ، هكذا قال السلف ، وانها لعمري حكمة عظيمة من الاله لا نعرفها نحن ؛ فعقلنا نحن البشر محدود ، لكن النبي طرزان عرف عنه انه كان يوزع البرتقال على اهل بيته ، هل منكم من يكره ان يتبع خطى النبي طرزان ؟!
لذا سافتيكم اليوم : علي ضرورة تناول البرتقال في الوجبه الاولي كل يوم ، وشراب عصير البرتقال واجب في شهر “طوباوان” ، ولأن الإله يمنحنا حرية الإختيار ، فلكم أن تختاروا الفطور أو السحور في شرب العصير …
———————————-—
بعد الف سنة …
قاعة المحكمة تغص بالحضور ، على الحائط المقابل للحضور ، عُلِق ميزان مصنوع من النحاس ومكتوب تحته: “الإله يحقق العدل ، حتى لو كان ظلماً” ، تحت الميزان يجلس القضاة الثلاثة ، وعلي اليسار يقف المدعي العام وعلى اليمين القفص الذي وضع فيه المتهم .. سأل القاضي المتهم :
-هل صحيح بأنك شربت عصير “الكوكتيل” على السحور بدل عصير البرتقال ؟!
-نعم يا سيدي ، لقد فعلت ولكني نادم أشد الندم ، لقد أغراني إبليس وزين في وجهي إرتكاب المعصية ؛ لقد لعب بعقلي فجعلني أشعر أن عصير الكوكتيل أطيب من عصير البرتقال ، كلنا بشر يا سيدي ومعرضون للخطأ !
قاطعه المدعي العام موجها الكلام الي القاضي :
-يا سيدي هذه معصية كبيرة ، هذا الرجل قد أخلّ بإحدى اهم الاركان من أركان الأيمان المليون ، لابد أن نطبق عليه حد الردة ونقطع رأسه ليصبح عبرة لغيره ، فان عفونا عنه سينشر الفتنة والعياذ بالاله ، لابد للجميع ان يعرف أن شرب عصير البرتقال في رمضان واجب مقدس ، عن ابو “الهنابل الجحش” قال : “ذهبت والنبي طرزان الى رجل يتلبسه الجن ، فقام النبي طرزان بسقيه شيئا من عصير البرتقال واذا هي لمحه بصر والارواح الشريره تخرج منه و تعود له الابتسامة والنضارة والقوة ، وبعدها وقف البني طرزان وقال : اوصيكم بشرب عصير البرتقال فهو دواء للأمراض ، حامي للشرف ، يطرد الجن !” وهذا الحديث مثبت في صحيح العلامه الشيخ الجليل الفاضل “الكذاب المُصّدق” رحمهُ الاله وهو احد اكبر العلماء وأهمهم منزلة …
وعليه يا سيادة القاضي أُطالب بقطع رأس هذا الكافر تحت الفقره 37 من القانون التي تنص على عقوبة الإعدام للمرتد وفقا للمادة 15 من قانون حفظ الايمان والذي يعد فيه الانسان مرتدا اذا خالف أي ركن من أركان الإيمان المليون !
———————————
بعد بضعة إيام صدر حكم الإعدام على الرجل المرتد ، وقطع رأسه في الأسواق العامه أمام الجميع ، ليصبح عبره لغيره .. لكن أحد الصحفيين الشباب والذي ينتمي الى إسرة مكار العريقة ، حيث كان أجداده موظفون لدى الأُسرة الحاكمة لمئات السنين ، قام هذا الصحفي بنشر خبر مفاده إن الحديث ملفق وإنه لا يوجد حديث للنبي طرزان عن البرتقال ، وأن هذه الفتوى قام بها الشيخ الكذاب قبل الف سنة تقريبا تملقاً للسلطة ، ليبيعوا البرتقال الذي كان يملأ الأرض والمخازن ولا يشتريه أحد ، يقول انه عرف القصه من خلال أحد الكتب التاريخيه التي كتبها احد أجداده قبل مئات السنين ، لكن الكتاب غير معروف او منتشر علي نطاق واسع .. بعد فتره تم اعتقال الصحفي الشاب بتهمة إهانة رجل الدين الطاهر الشريف العفيف “الكذاب المُصّدق” ، وبتهمة تحريف سيره النبي الطرزان ، وتم اعدامه بحد الردة كذلك لانه خالف أحد الأركان المليون للإيمان !



#حسين_القزويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام واحد .. وربع قرن
- أوصيك يا صاحبي
- قارئة الفنجان 2
- لواعجٌ في القلب انت مبدعُها
- صديقي الحزن …
- أنا شاعرٌ ...
- إنوثة الرجل وذكورة المرأة*(الجزء الاول) …
- الطِلَسْم (قصيدة للكبار فقط !)
- أختاه .. يا ناقصة عقلٍ (قصيدة داعشيه)
- في احدى الليالي (قصيده)
- اداهن الحزن (قصيدة)
- أُحبُّكِ .. يا رايةَ رشدٍ (قصيدة)
- شعبٌ رضع الجهل رضاعاً (قصيدة)
- الى متى الحال يا عراق ؟! (قصيدة)
- أتعلمُ ؟! (قصيده)
- كأس الخَمْرِ ! (قصيده)
- مالحب ؟! (قصيده)
- ديانه -الرئاسه الدائمه-
- مذكرات تلميذ


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين القزويني - المُرْتَد… (قصة قصيرة)