أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - براغيث قطار طوروس














المزيد.....

براغيث قطار طوروس


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 12:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


براغيث قطار طوروس
نعيم عبد مهلهل

للحجاج بن يوسف الثقفي عبارة تحمل عمقا كبيرا في مقولته ( لو فرحة الإياب لعذبت أعدائيَ بالسفر ) ، ولكن يبدو أن هذه العبارة لن تشمل المعلمين الذين امضوا خدمتهم نُحات لحفر الحرف ومشتقاته في عقول خام بريئة حملتها رؤوس اطفال مناطق الاهوار ، فقد كان الإياب بالنسبة لهم حزن أنهم سيعودون الى البراغيث والحرمس ولسع البعوض في العنق ( حصريا ) وقد ترك مواسم قبلات النساء البلغاريات على ساحل فارنا والهمس البولوني على سرير عذب في شقق وارشو أو عناق ( مخدات ) بودابست أو لذة ( حلقوم ) اسطنبول الأحمر.
كل تلك المواسم الصيفية التي تخالف ما كان يصرح فيه الدكتاتور القاسي ( الحجاج ) ، يدرجها المعلمون قصصا في شتاء الاهوار بعد أن ينتهي دوام المدرسة فيتسابقون على التباري والزهو في ( دون جوانية ) ذلك السفر ، فيما يحاول البعض ان يسجلوا تلك الايام السندبادية قصصا ذات عطر ايروتيكي لا يزعجها شيء سوى تذكر لسع ( براغيث قطار طوروس )
وحين لا أصدق قصة أن تكون هناك براغيث في عربات قطار الشرق السريع الذي يسجل تواريخاً مهمة عن آخر ازمنة السلطنة العثمانية في العراق ، أضحك واقول ربما بسبب اللون الاسود والقاتم بين لون عربات القطار والبراغيث تكون حميمية اللسع هو ما يزعج الركاب عندما يبدأ الإحساس بوجودها حالما يدخل القطار مدينة (غازي عنتابا) التركية. أضحك أنا ولا اصدق حكايات البراغيث في قطار كان واحد من الاساطير الالمانية في الشرق العربي والذي نسجت فيه الروائية اجاثا كريستي أهم رواياتها البوليسية ( جريمة في قطار الشرق السريع ) ، والذي بنى عليه السلطان عبد الحميد آمالا كبيره في نقل السلطنة الى قلب اوربا من اجل الحضارة والحداثة ،لهذا اعلن عدم تصديقي بوجود براغيث في القطار الذي تبدأ أحلامه من البصرة وتنتهي بمحطة شمال باريس ( نورد باريس ).
قلت : لدي نية للسفر في العام القادم ، وسيكون القطار واسطتي لأرى اوربا التي احلم بالتجوال على ارصفة ليلها وسأرى أن كانت هناك براغيث ، وهذا يعني أن ليل الاهوار لا يفارقنا حتى في القطار .
ضحك احدهم وقال : حين تسافر لاتدعْ أمكَ تعملْ لكَ ( كليجة في الطريق ) لأن معظم الذين يشاركوك غرفة القطار لديهم صررا منها والجميع يقول لكَ : تفضل ، ويصر أن تأكل معه .وأعتقد أن جوع المسافرين يبدا عند دخول الاراضي التركية ، وفي تقديري ان البراغيث المختبئة في المزارع على جانبي السكة تشم رائحة الجوز والتمر و( اللب غراش المبروش ) داخل الكليجة فتشتهي وتهاجم العربات.
ضحكنا لهذا التفسير السريالي ، ولكني اعلنت اني لن اصدق قصة وجود براغيث في قطار ، وقلت هناك فقط رائحة القهوة في مطعم القطار وعبوس قاطع التذاكر ( التيتي ) والنوافذ الزجاجية العريضة التي تتأمل فيها الحقول والجبال والمدن التي تمتد الى جانب السكة الحديدية .
قالوا : ستذهب وسترى .
وهكذا قطعت بطاقتي من المحطة العالمية في بغداد في أول سفرات الذهاب الى ابعد من قرى الاهوار ،مغادرا شرح فصول كتاب الجغرافية الى متعة جغرافية الاجفان الحقيقية وهي تتمنى بالتقاط صورة رومانسية جنب قطة فرنسا برجيت باردو ، وزيارة الكنيسة البيزنطية فيا صوفيا في منطقة سلطان احمد بإسطنبول ، وربما يصادفني تمثالا للينين أو ماركس في دولة اشتراكية فألتقط معه امنية التصوير الى جانب رجال احلامنا اليسارية في الليل الذي لم يمنعنا فيه البعوض من قراءة الكتب التي تطبعها من اجلنا دار نوفيستي الروسية.
وهاهو القطار يغادر اراضي الموصل ويدخل ديار حلب ثم بلاد السلطان سليمان .
ومثل الذي ينتظر موعدا غراميا كنت انتظر البراغيث ، وعندما اقترب القطار من عينتاب تهيئت لها لاكتشف صدق او كذب اصدقائي .
لكنني لم احس بشيء حتى بعد مغادرتنا المدينة ، فقلت : مع نفسي أنهم يكذبون ، دقائق حتى صرخت فتاة بغدادية جميلة :ما هذا اكاد اموت من لسع البراغيث ، اين نحن في غابة .؟
ضحكت ، واقتنعت ان البراغيث موجودة ولكني بسبب تعودي على لسعها في ليالي الاهوار لمْ اشعر بلسعها .




#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يامن بقيتم هناك ( أذكرونا )
- فرارية أثينا
- دشداشة لحية ابن صباح
- العيد وأرجوحة ارمسترونغ
- الإسكندر ينتظرُ البرابرة
- عمتي لميعة توفيق
- خرافة نهاية العالم
- ملح وسمك وغاندي
- دشداشة الملك
- مواويل البادَم والچِرك
- زمزم الغزلان
- الطبيخ والمريخ
- نزهات نوبخذنصر
- جويريد وملك السويد
- جلجامش في شوارع روما
- نوايا مصور الغارديان
- حفريات توفيق التميمي
- رسومات بيوت أصيلة
- تغريدة جعفر في تويتر
- بلدية باريس وبلدية الجبايش


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - براغيث قطار طوروس