أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - الاتفاق النووي الايراني وتأثيراته على المنطقة!














المزيد.....

الاتفاق النووي الايراني وتأثيراته على المنطقة!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 23:50
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ان الاتفاق الاخير بين ايران والغرب حول البرنامج النووي الايراني، هو خطوة مهمة في عملية التغيير في توازنات القوى في منطقة الشرق الاوسط برمتها. ان انهاء عقد من الزمن من الصراع بين ايران والغرب حول البرنامج النووي، اختتم اخيرا بأتفاق حول تحديد دور كل من ايران من جهة وامريكا والغرب من جهة اخرى. ان فشل سياسات امريكا والغرب في المنطقة وفشل مساعيها بأشعال الحروب من اجل حل وفصل الصراعات في الشرق الاوسط عن طريق ابراز الدور الامريكي من جهة. وأغراق ايران في ازمة سياسية داخلية نتيجة فرض الحصار الاقتصادي عليها وتدخلها بالصراعات في دول المنطقة، العراق وسورية واليمن ولبنان وتحمل اعباء اقتصادية ضخمة لهذا الصراع من جهة اخرى، هو محتوى الصراع الاصلي. ان كلا الطرفين قد انهوا الصراع المباشر عن طريق الاتفاق والاعتراف بمكانة ودور احدهما على الاخر.
لم يكن الغرب وامريكا موفقا في تحجيم دور ايران في الصراعات السياسية في الشرق الاوسط. ان التهديد المستمر من قبل الغرب بضرب ايران ومحاولة قطع اضافرها في تدخلاتها في الصراعات الاقليمية وكذلك فرض الحصار الاقتصادي ومنع الشركات والمؤسسات المالية من التعامل مع ايران، لم يستطع الغرب بما فرضه على ايران من أن تتنازل، بل زاد دور ايران بما تلعبه في الصراعات في المنطقة. رأينا كيف تدخلت ايران في العراق وصراعاته وكذلك في سورية كيف تلعب دور مهم في دعم نظام الاسد وابقائه واقفا على قدميه. وكيف تدخلت في اليمن واستطاعت ان تلعب دور اساسي في الصراع اليمني. ولبنان لا تخطو اي خطوة الا بموافقة ايران عن طريق دعمها القوي لحزب الله. ليس هذا وحسب بل استطاعت ايران عن طريق تحالفها مع روسيا والصين ان تلعب دور مهم في أفشال سياسات امريكا والغرب في المنطقة وان تساعد في ابراز دور القطب الروسي - الصيني وان تواجه القطب الامريكي والغربي بقوة.
تحاول امريكا والغرب بكل قوتها ان تخرج ايران من فلك القطب الروسي واعطاءها دور مهم لمصلحة الغرب. ان اخراج ايران من الفلك الروسي والصيني يعني اضعاف هذا القطب في الشرق الاوسط وبدوره يضعف روسيا في صراعات اوروبا الشرقية ايضا. اذا استطاع الغرب من اقناع ايران ان تلعب دور شرطي الخليج من جديد كما فعله نظام الشاه من قبل، فان ايران سوف ترجع الى المحافل الدولية وتقوم في تعزيز الحماية على المنافع السياسية والاقتصادية الغربية في الشرق الاوسط. على الرغم من ان هذا الاحتمال ضعيف جدا بسبب تركيبة وتكوين نظام الجمهورية الاسلامية وتناقضاته، والتي ربما تؤدي الى نهاية محتومة ايضا لهذا النظام، بسبب ايدولوجيته والتي تعكز عليها اكثر من ثلاث عقود من العداء للغرب. ولكن كل ما تريده امريكا والغرب من ايران في الوقت الحاضر هو ان تكون مع الغرب وعدم الوقوف بوجهها في عبور ازمتها الاقتصادية الخانقة وخاصة في الشرق الاوسط.
ان الاتفاق مع الجانب الايراني تعني محاولة مستميتة من اخراج ايران من اعباء اقتصادية ضخمة نتيجة الحصار الاقتصادي، وكذلك استرجاع قوة ايران في قمع السخط الجماهيري المتزايد من سلطة الملالي وتزايد الاحتجاجات العمالية في السنوات الأخيرة. تحتاج ايران الى أن تتنفس الهواء الطلق من اجل مواجهة الاحتجاجات العمالية والجماهيرية المتزايدة يوم بعد يوم، ومحاولة قمعها واحتوائها من اجل تراكم رأسمال اكثر بيد الدولة وتوحيد صفوف الطبقة البرجوازية الايرانية المتشرذمة منذ اندلاع الثورة الايرانية عام 1978. وكذلك تحاول ايران أن تسحب اعتراف الغرب بقوتها ومكانتها السياسية في الشرق الاوسط. ان هذا الاعتراف يعني بالنسبة لايران تقليل من مكانة الدور السعودي والخليجي في تركيبة رؤس الاموال المتحركة في الشرق الاوسط كمنافس وحيد امام الرأسمال الايراني في المنطقة. ان الاعتراف بايران كقوة اقتصادية كبيرة يعني جذب الراسمال الغربي واستثماره في ايران، ان هذا ما يحتاجه طرفي الاتفاق في ظل الازمة الاقتصادية العالمية. وهذا ما يؤدي الى خوف كل من السعودية واسرائيل من تنامي دور الرأسمال الايراني وسياساته في الشرق الاوسط بعد الاتفاق.
ولكن يبقى السؤال هو كيف يؤثر هذا الاتفاق على الحركة العمالية سواء في ايران ام في المنطقة بأكملها؟ ان رفع الحصارالاقتصادي عن ايران هو خطوة ايجابية وتؤثر مباشرة على مستوى معيشة الطبقة العاملة والجماهير المحرومة في ايران. وبدورها تفقد البرجوازية الايرانية الحجة لاستثمار قوة الطبقة العاملة بوحشية وتخلق جو مناسب لنضال العمال في ايران بوجة البرجوازية في ظل اللاحصار. ومن جهة اخرى تفتح باب تنشيط العلاقة بين الطبقة العاملة الايرانية ونظيراتها في المنطقة عند تقليل الصراع بين الغرب وايران. في الوقت الحاضر انقسمت الطبقة العاملة في المنطقة بين قطبي الصراع وفقدت افقها المستقل واصبحت وقود وضحية لهذا الصراع. ولكن كل هذا متوقف على دور ومكانة الطبقة العاملة وصراعاتها مع البرجوازية واستعدادها الطبقي وقوتها التنظيمية، في تحويل هذا الاتفاق الى اتفاق من اجل انهاء معانات الطبقة العاملة. ان الطبقة العاملة الايرانية هي طليعة الطبقة العاملة في المنطقة وبرزت حركتها بأستمرار طوال النصف قرن الماضي واصبحت في مقدمة كل احتجاجات جماهيرية، وان ميلها الشيوعي اقوى من نظيرتها في المنطقة وصاحبة تقاليد نضالية شيوعية كما اثبتت في الثورة الايرانية. وان الميل الشيوعي داخل الطبقة العاملة الايرانية قوي بدرجة اثرت على حركة اليسار بأكمله وكذلك على المجتمع رغم وحشية ورجعية النظام الاسلامي.
اذا بأستطاعت الطبقة العاملة الايرانية ان تأخذ دور قيادي في المنطقة وتقطع يد التطاول للجمهورية الاسلامية في الشرق الاوسط، وتفشل سياساتها الرجعية في نزاعاتها الطائفية وبأستطاعتها ان تقف بوجه سياسات الغرب ايضا حسب الموقعية المهمة لايران وقوتها الاقتصادية.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلح -الشعب- و-الطبقات-!
- حركتنا.. والسير بالأتجاه المعاكس !
- الارهاب والدفاع عن المدنية
- الدولة ومفهومها الطبقي
- ماهي المصالح الطبقية في الانتخابات التركية؟
- الطبقة العاملة وحق الانفصال في كردستان العراق
- المفهوم الشيوعي للتحزب
- الخبز بالسلام!
- هل يمكن أنقاذ المجتمع العراقي؟
- في ذكرى اغتيال الرفيقين شابور وقابيل!
- حول فن الدعاية
- قلب الثوري في الاوضاع الراهنة في الشرق الاوسط!
- احداث اليمن وصراع الاقطاب!
- ما الذي يجب ان يتغير في نمط عملنا الشيوعي؟
- في ذكرى الحركة المجالسية في كردستان
- حول تحرر المراة!
- نتائج تدخل حلف الناتو في ليبيا!
- انتخاب اليسار اليوناني وحل الازمة الأقتصادية!
- اين يكمن خوض الحرب العادلة ضد داعش؟
- كيف نحارب داعش والداعشية!


المزيد.....




- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1793 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- “حالًا استعلم” .. رابط الاستعلام عن وضعية منحة البطالة في ال ...
- مكافأة مع مع القبض لبعض الموظفين .. بشرى سارة.. مواعيد صرف م ...
- “زيادة فورية 20.000 دينار“ موعد صرف رواتب المتقاعدين 2024 با ...
- تبليسي.. طلاب الجامعات يتظاهرون ضد قانون العملاء الأجانب في ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - الاتفاق النووي الايراني وتأثيراته على المنطقة!