أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حكاية رب جديد _ قصة قصيرة














المزيد.....

حكاية رب جديد _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 13:14
المحور: الادب والفن
    


حكاية رب جديد

قرر زعيم الجزيرة أن يصعد قمة الجبل لإكمال مراسيم تنصيبه إله للجزيرة وما حولها حسب النبوءة المتوارثة عند الشعب ,أستدعى وزيره وسلمه مقاليد الحكم نيابة لحين العودة وأختار أول ساعات الفجر ليبدأ رحلة الصعود .....أشرقت شمس الصباح وطبول القلعة تدوي علامة الأجتماع أمام قصر الزعيم , من عادة الشعب إطاعة الأوامر فقد منحهم رب الجزيرة أجمل الأحلام وحياة مرفهة , أطل الوزير من نافذة القصر مخاطبا شعبه أنه سيكون في رحلة أستجمام على الشاطيء وعلى جميع فتيات المدينة ونساءها الجميلات أن يرافقن الرب في هذه الرحلة , كل شيء يوحي بالجمال فقد تزين المدينة بأحلى مهرجان للألوان والعطور والصدور المنتفخه شبه العارية وهي تسير نحو البحر برفقة الوزير العجوز .
في غيابه سلم مفاتيح القصور والخزائن لرئيس الحرس وطلب منه أن يعمل بسيرة الزعيم لحين عودته وأن رحلته للبحر هي تعويضا عن جهد سنين من الخدمة بلا إجازة أو راحة , خرج الرئيس وقد جمع كل البغال وحمل خزائن القصور وكل ما يملك الشعب من حلي ذهبية وجواهر ومضى يبحث عن مكان أمن يحرس فيها المال وهو يستمتع بتلئلؤ الذهب والفضة وأمر كل المكاريه أن يبتعدوا عن البغال وساق الركب لوحده , فيما سلم المفاتيح إلى كبير العبيد والخدم في قصر الرب وأوصاه الحفاظ على الشعب وإدارة الدفة بإتقان , أصبحت الشمس تقريبا تتوسط السماء والأميرة الجميلة ملكة الشعب نائمة في سريرها الحريري وقد كشفت عن كل مفاتنها التي سالت لها لعاب سيد الخدم وكبير العبيد الذي لم يمتلق غاسقه الذي وقب فوقع عليها وأستسلمت له بعد ذاقت منه العسل .
في غياب رئيس الحرس وسيد الخدم لم يجد موظفوا القصر ولا قوة الشرطة من يراقبهم فذهبوا إلى الأسرة والأفياء يبحثون عن ساعات قيلوله يعوضوا فيها سهر الليالي الطويلة فيما كان الناس لا يعرفوا ما حدث وكل عاد لبيته ينتظر أمرا ما أو حدث سيقع ,جاء المساء وقد خلت الشوارع إلا من الكلاب والبقر والخراف التي عادت من حقولها دون أن يقودها أحد لمكان ما ,كانت أبواب المعبد مفتوحة والبرد والمطر أخذ بغزو جو الجزيرة فهرعت الحمير والكلاب لكل مكان مفتوح ,هكذا أمتلأ المعبد بالمزيد منها حتى أخره .
خرج العبيد من قصر الرب يبحثون عن سيد يقودهم أو عن سوط يشفي غليل جلودهم فقد مرت ساعات وساعات ولم يتذقوا شيئا ما من مراسيم العبودية , لا شيء يوحي أن أحدا يتحرك أو فيه أمل بحراك ,ذهبوا ناحية المعبد حيث كانوا يستمعون للأدلة على جمال الإستمتاع بعبودية السيد لهم لم يجدوا غير أكداس الحمير والكلاب والبقر يتزعمهم خروف مخرف ذو قرنين كبيرين كأنهما علامة النصر , سجد المساكين له ظنا أنه ربهم الأعلى وهم يطوفون حوله في أحتفال مهيب حتى أن الخروف ظن أن جنون البقر قد أصاب القوم فدخل غرفة الكاهن ليستريح من هذا المزيج من الضوضاء والغباء المجنون .
عاد الرب فجر اليوم التالي وهو يحمل بشارة الخلود والمجد وبيده عصى اللوز التي فيها أسرار الحكمة ومنبع السلام أذهله حال البلد ,قد يكون ذلك من غضب الألهة الكبيرة أم أن دين جديد غزا الجزيرة , صاح بالناس يا أيها الذين ....... أنا ربكم وهذه براهين مجدي والخلود ,لم يعره أحد من أنتباهة ولو صغيرة , صاح بالحرس لم يعد أحد يسمع شيئا الجميع أصابهم الصمم ,لم يكم أمامه إلا حل واحد أن يذهب للقصر ويقرع الطبول ويسأل عن وزيره المؤتمن ,دخل غرفة الأميرة وجدها بين أحضان عبده الكبير وهي مستمتعة بما منحه الله من نعمة تكاد تتلاشى نعمة زوجها أمام ما يمنحها من دفء ولذة ,نادى بأعلى صوته كيف لك أن تخون سيدك أيها العبد الأثم ... من كثرة ما فعل العبد أرتخت عضلات أسته فأطلق ريحا قوية مصحوبة بنقرات متقطعة من أصوات متضخمة كانت متحشرجه في أمعائه الدقيقة والغليظة .
خرج ينادي على رئيس الحرس وقائد القوات من غرفته لم يجد غير بعض القطط والقرود وبعض الدجاج قد أفترشن غرقة القيادة ولا شيء يوحي أن أحدا ما في القصر ,وقف طويلا من على شرفته ليرى اللعنة التي أصابت قومه وقرر أن يقرع الطبول ليوقظ الناس من غفلتها , مسك العصا الغليضة التي بالكاد حملها وهوى على الطبل الكبير ,ذهبت الضربة كهواء في شبك فقد مزقت الأنواء الجوية الجلد ولم يعد يصلح لشيء .... عندها علة الرب الجديد أن محاولاته بإحياء العظام وهي رميم مجرد وهم وما م حل غير أنتظار ما لا ينتظر , الموت شعار قديم.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوابط السلوك وقيمها ح 2
- ضوابط السلوك وقيمها
- أمُنا تنشد السلام وتتوجس الخطر
- من يصنع القيم الفوقية
- من مشكلات الفكر الإسلامي , الضياع بين حدود النص والهوية
- العقل الإسلامي وخرافية التسليم
- هم وأنا والمعبر
- ثورة المؤمن عبد النار _ قصة قصيرة
- (حدث هذا الصباح) _ قصة قصيرة
- بذرة لعينة من شجرة العري
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح7
- خلف جدران بكة _ قصيدة نثر
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح6
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح5
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح4
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح3
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح2
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح1
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح2
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح1


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حكاية رب جديد _ قصة قصيرة