أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - تجليات الإمبريالية الراهنة















المزيد.....

تجليات الإمبريالية الراهنة


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تُشكل الإمبريالية إحدى مراحل الرأسمالية، وتتجلى كما حددها لينين بتمركز رأس المال، واندماج رأس المال البنكي مع الرأسمال الصناعي، واندماج القطاعات الصناعية، وتصدير الرساميل والقطاعات والفروع الصناعية، وارتباط المؤسسة العسكرية ومصانع السلاح بحركة رأس المال. تلك المحددات وإن اختلفت تجلياتها، ما زال بعضها يُشكل جوهر الرأسمالية في طورها المعولم. فنرى ازدياد حدة تمركز وتركّز رأس المال في الشركات العابرة للقومية والحدود.
تلك الشركات إضافة إلى الأشكال التي ينشط فيها رأس المال المالي، فإنها تميل بطبيعتها وبنيتها التنافسية والاحتكارية إلى التمدد الأفقي، والعمودي/ الرأسي. وفي السياق المذكور تبتلع كل ما تستطيع هضمه من شركات أخرى. ولا تتوقف عند تلك الحدود، لكنها تتجاوزها إلى الهيمنة على اقتصاديات العديد من الدول، مسبّبة حدوث أزمات اقتصادية وانهيارات اجتماعية وإنسانية تتجاوز الأطر والحدود القومية.
ــ في ما يتعلق بالترابط الوظيفي بين المؤسسة العسكرية ومصانع السلاح من جهة، ورأس المال المعولم من جهة أخرى، فإنه يعود إلى هيمنة منطق الربح. وإذا كان تحقيق ذلك يفترض التوسع والاحتكار والهيمنة من قبل رأس المال، فإن ذلك يتكامل مع افتعال الحروب وإدارتها. وهذا بدوره يفتح لمصانع السلاح أسواق تصريف جديدة، ويسمح لها بتجريب وتطوير صناعتها الحربية. وهذا نلحظه جلياً في الحروب التي تقودها الرأسمالية في دول عربية ومناطق أخرى. وتبرّر الدول الكبرى سياساتها التدخلية ـ الاحتلالية بمواجهة الإرهاب الذي أسهمت في تكوينه ونشره. هذا في وقت تمارس فيه وسائل الإعلام العالمية سياسات التعمية والتضليل، وذلك عبر الترويج لنشر القيم الديمقراطية والليبرالية. وهذا يستدعي ظاهرياً ونتيجة أسباب إشكالية تتعلق بتلك الجهات «إسقاط أنظمة الاستبداد». وجميع تلك الأهداف تُستخدَم لخدمة مصالح رأس المال وصنّاع الحروب والسلاح في الحكومات الرأسمالية التي تشتغل على فرض هيمنتها العابرة للقومية لتحقيق مزيد من الاحتكار والسيطرة والنهب. وذلك في سياق يترابط مع اشتغالها على إعادة تقسيم ثروات العالم وأسواق العمل والتصريف. ويتم الاشتغال لتحقيق ذلك بالتزامن مع تهديم كيانية الدولة الوطنية، وإعادة توضيب الخرائط الجيو سياسية على أسس إثنية، طائفية، عشائرية.
ــ يصبُّ في السياق ذاته رفض دعاة النيو ليبرالية لدور الدولة التي شكلت لسنوات طويلة الحاضنة لرأس المال والمدافعة عنه وعن آليات اشتغاله على المستويين القومي، والعابر للحدود والجنسية. لكنَّ تضخم رأس المال وارتفاع معدل الربح إلى مستويات غير مسبوقة وتحوّله إلى قوة طاغية، يدفعه إلى تطويع الدولة الحاضنة له، ذلك في سياق ميوله التوسعية الهادفة بجانب منها إلى تحطيم الحدود السياسية والجغرافية والسيادية والقيمية. ويتزامن ذلك مع اشتغاله على الهيمنة على صناعة القرار الدولي. وليس هذا وحسب، لكن بلحظة معيّنة فإنه يحطّم القوانين التي وضعها لحماية ذاته. عند ذلك يدخل في طور الجنون الذي يقوده إلى الانتحار، وأسس لتلك التحولات زعيم المدرسة النيو ليبرالية ميلتون فريدمان وجسّدها سياسياً واقتصادياً رونالد ريغان، ومارغريت تاتشر. وكان ذلك في سياق تحجيم السياسات الكنزية التي حمّلها هؤلاء وغيرهم من المنافحين عن النيو ليبرالية أسباب أزمات الاقتصاد الرأسمالي. وكان من مضاعفات التحولات المذكورة، تعميق الطابع الطبقي للدولة وتحويلها إلى برغي في ماكينة رأس المال.
أسهمت ثورة الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية في تغيير بنية رأس المال
وكانت السياسات النيو ليبرالية بجانب منها نتيجة الفائض السلعي والمالي، تتمسك بأولوية تصدير الرساميل وفروع من الشركات إلى خارج الحدود، بشكل خاص إلى بلدان صناعية ناشئة يتوافر فيها عمَّال مهرة، بنية تحتية وفوقية محفزة للاستثمار، أجور منخفضة، قدرة شرائية، أسواق تصريف، نقابات ومنظمات حقوقية وإنسانية ضعيفة... ذلك في سياق تحطيم الحواجز والحدود القومية، وتعميق اندماج رأس المال العالمي وإخضاع تجلياته الطرفية تمهيداً إلى ابتلاعها. ويجب التذكير بأن استهداف بنية الدولة يتمحور بنحو رئيسي حول تفريغها من دورها الاجتماعي وتحويلها إلى خادم لرأس المال الحر ومدافعة عنه وعن جرائمه ضد الإنسانية. ونُذكّر بأن تصدير الفائض من الرساميل والسلع من الدول الصناعية إلى الدول الطرفية لا ينحصر فقط في أزمة رأس المال، لكنه يهدف إلى ربط تلك الدول بنيوياً بحركة رأسمال العابر للقومية، واستنزاف الموارد والأموال. ومن المعلوم أن حجم المبالغ النقدية والمالية التي تُخرَج من الدول الطرفية وتحديداً النفطية، إلى مصارف وأسواق الدول الرأسمالية المركزية، أكبر بكثير من المبالغ التي تصدِّرها الدول الصناعية على شكل قروض إلى دول طرفية أخرى.
ــ تحوّل آليات اشتغال رأس المال الصناعي إلى رأس مال مالي مضارب يجوب العالم بقوة السلاح لتحقيق أعلى معدل من الربح. ويتجلى ذلك في الابتعاد عن توظيف الكتل النقدية في القطاعات الاقتصادية الإنتاجية التي تُعتبر المصدر الأساسي للحصول على القيمة الزائدة.
ـ أسهمت ثورة الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا الرقمية، في تغيير بنية رأس المال، وآليات اشتغاله وفي زيادة التمركز وارتفاع معدل الربح إلى مستويات جنونية، والميل إلى الاحتكار، وأيضاً خفض ساعات العمل «العمل الجزئي»، وذلك لمواجهة أزمة البطالة الناجمة عن الاستغناء عن أعداد كبيرة من العمّال نتيجة التطور التكنولوجي، وبسبب إحلال الروبوت مكان العمّال في كثير من مجالات العمل. فتغيّرت نتيجة ذلك آليات إنتاج فائض القيمة، وانتقلت من حقل الإنتاج السلعي إلى حقل الاستثمار في الأوراق المالية والبورصات والسندات والمضاربات... وكان لذلك دور كبير في تراجع دور قانون القيمة.
ــ إن التحولات في بنية وآليات اشتغال رأس المال المعولم إضافة إلى التطور التكنولوجي والثورة الرقمية فرضت تحولات عميقة في بنية وتركيبة الطبقة العاملة وطبيعة وعيها وآليات اشتغالها. هذا في وقت تزداد فيه الحاجة إلى قوى عاملة تمتلك مؤهلات علمية عالية.
ــ زيادة مستوى التشابك والتداخل العالمي وتراجع الخصوصيات الوطنية والقومية، يقابله نتيجة اختراق الحدود القومية والتحولات الناجمة عن الثورة الرقمية، وتغيير آليات اشتغال الرأسمالية المعولمة التي تميل إلى الغطرسة والفوقية لفرض شروطها، مزيد من التمسك بالذات الوطنية ـ القومية. ويتجلى ذلك أحياناً بأشكال ومستويات تتجاوز حدود الدولة القومية «بريكس، آسيان، آبك...». ومع ذلك لم يعد للحدود الجغرافية في ما يتعلق بالتبادل «السلعي ـ وسائل الإنتاج» والإنتاج والعلاقات الاقتصادية، ذات المعاني السابقة.
ــ تراكم رأس المال (فائض نقدي) + انخفاض معدل الربح + التطور التكنولوجي + وصول القطاعات الإنتاجية إلى درجة الإشباع = تصدير الرساميل إلى خارج الحدود القومية.
إن تلازم التحولات التي طرأت على بنية الإمبريالية وآليات اشتغالها في سياق عولمة الرأسمالية، مع تحولات في بنية وتركيبة ووعي الطبقة العاملة والمجتمعات عموماً يدل على أن أبواب التاريخ مفتوحة أمام التغيير والتطور على كافة المستويات والأشكال.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السباق إلى الهاوية
- حروب على الحضارة والتاريخ
- من تجليات الأزمة السورية
- المشهد السوري في سياق التحولات العالمية
- مقدمات أولية إلى نهضة
- في سوريا: دافعوا الضرائب هم الأفقر
- الترابط بين اليمن وسائر الإقليم
- تحولات عربية: اليمن ليس وحيداً
- خرائط تُرسم بدماء السوريين
- أربع سنوات من الصراع السوري: الحداثة التخلف
- سوريا: في النموذج الطائفي؟!
- في أسباب وتجليات انخفاض سعر النفط
- المرأة السورية... سنديانة في لهيب الصراع
- آفاق المشروع الطائفي في سوريا
- الهدم الديموقراطي: قراءة في المشهد السوري
- الأسرة السورية بين تآكل قيمة الدخل وارتفاع قيمة الاستهلاك
- السياسة بين العصبية والعقائد الأيديولوجية
- في مأزق الحوار السوري
- ماذا يحمل أطفال سوريا إلى المستقبل؟
- من جنيف إلى موسكو: ما جديد الأزمة السورية؟


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - تجليات الإمبريالية الراهنة