أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - يامن بقيتم هناك ( أذكرونا )














المزيد.....

يامن بقيتم هناك ( أذكرونا )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 12:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الظلال التي خلفنا ، هو عطاس حياتنا وهي تشم غبار الذكريات المحمل بذرات فاكهة الخريط وهو ينفض عن صفرته اللامعة كما قمصان الصيف من بين البردي وسط مياه الاهوار.
تلك الظلال الأثيرة في عاطفتها وما تمتلك من كنوز تيجانها ومخشلاتها وتحفها الأثرية هي تلك الوجوه الطيبة لمن كانوا معك ركابا من غير وجهة محددة للسفر كما نوح في قدره مع المياه ، أصدقاء الطفولة والمدرسة والوظيفة ، وأخيرا هناك القلة من تجمعهن قطارات البلد البعيد لكن ابدا تكون بطعم المؤانسة السريالية مع من بقوا هناك وعليك وعليهم أن يفترضوا وقتا روحيا للتواصل بعدما تعطل بريد المكاتيب ولم يعد هناك من يكتب لصديقه رسالة بورقة شفافة زرقاء مخطط تحتها وفي الطرف الايسر باقة ورد ملونة مطبوعة لتذكرَ من ينهي قراءة وكتابة تلك الرسائل أن الأنسان اكتشف المظاريف والبريد حتى يعرف أن قلبه يسافر قبل جسده .
صورة من هناك ، هي صورة الجفن الذي هنا ، وبين الهنا والهناك تختارُ واحدة من اللوحات الكثيرة على جدار حياتكَ لتستعيد معها عاطفة تشبه الغرام في موسيقاه وهو يدندن لك بمتعة الشوق الى تلك الأيام التي ترتدي أناقة المعلم وهو يدلفُ الى الصف ليجد صغارا يجلسون على حصيرة ( البارية ) لا تريد مديرية التربية أن تبدلها بحجة أنها استهلكت قبل عمرها الافتراضي وهو ثلاث سنوات .
أضحك واتخيل الالمان هنا حين يضعون سنتان عمرا افتراضيا لأرائك غرف الضيوف ، فيما كراسي الحديقة عمرها عاما واحدا ، ولو كانت عندنا مثل هذه الاثاث لبقيت معنا معمرة ومعتزين بها عشرات الاعوام .
تلك الصورة التي ترتدي قمصان الحنين والنقاشات المتعمقة حول كل ما نقرأه وتقع عليه عيوننا ، وأظن أن عالما تصنعهُ فطرة المكان الذي تولد فيه لن تعوضه اي حضارة ومدنية متقدمة ، فهناك المشاعر تولد بفطرتها بأخيلة الصباح الذي تمتعكَ بسير موسيقي لقطيع جواميس بيت ( منسي دوحان ) الذي يمتلك اربعين جاموسه وكنا نطلق عليها (جيش الاسكندر المقدوني ) وكان منسي يضع على جبهة كل جاموسة خضرمة زرقاء خوفا عليها من الحسد.
تدخل الصف وفي انتظاركَ دهشة سريالية تشبه تماما دهشتك حين صادفت الممثلة الفرنسية كاترين دينوف في واحدة من متاجر الازياء في الشانزليزيه ، وقتها تسمرت كما جذع شجرة جوز التي كنت تكتب تحت ظلها قصائدك يوم كنت جندي احتياط فوق رواقم بنجوين الشاهقة.
ترتجف امامها ، ومثل أي سندباد يروي لانتظار تلاميذه في قرية من قرى الاهوار حكاية السندباد مع المدن والتضاريس وبغال الرحالة والمغامرين. تتقدم اليها وتمد لها دفترا سطرت عليه بحروفك العربية خواطر اشتياقك لمن هم هناك وتتمنى أن يتذكروك وانت في غربتك لا تمل كل صباح من مزج البيض بالطماطم.
تنظر اليك بابتسامة وتقول لك بذات اللهجة الباريسية التي يحب فكتور هيجو التكلم بها : مسيو انا لا اوقع أوتوغرافاً إلا إذا كان يحمل صورتي.
قلت : سيدتي صورتك مختبئة بين هذه الكلمات.
اعجبها الرد وقالت :بالرغم من انني لا اعرف معنى الكلمات المكتوبة في هذا الدفتر ، ولكني سأوقع .
اليوم وأنا احتفظ بتوقيع دينوف على دفتر كنت اشتاق فيه من هنا الى الذين هناك ، اعيد صدى عبارة الجنود في رسائلهم الى ذويهم وحبيباتهم : صباح الخير أن كان صباحا ومساء الخير أن كان مساء ،.....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرارية أثينا
- دشداشة لحية ابن صباح
- العيد وأرجوحة ارمسترونغ
- الإسكندر ينتظرُ البرابرة
- عمتي لميعة توفيق
- خرافة نهاية العالم
- ملح وسمك وغاندي
- دشداشة الملك
- مواويل البادَم والچِرك
- زمزم الغزلان
- الطبيخ والمريخ
- نزهات نوبخذنصر
- جويريد وملك السويد
- جلجامش في شوارع روما
- نوايا مصور الغارديان
- حفريات توفيق التميمي
- رسومات بيوت أصيلة
- تغريدة جعفر في تويتر
- بلدية باريس وبلدية الجبايش
- طفولة السميسم الله


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - يامن بقيتم هناك ( أذكرونا )