أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بير رستم - مفاهيم وقضايا (2) الإسلام.. واللغة.















المزيد.....

مفاهيم وقضايا (2) الإسلام.. واللغة.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 19:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إننا سوف نتناول في هذه الحلقة البحثية من موضوعنا، مسألة تأثير اللغة العربية على مجموعة اللغات والثقافات الأخرى، لتلك الشعوب التي خضعت للدولة والإمبراطورية الإسلامية وسنحاول أن نلقي الضوء على بعض النقاط والظلال المظلمة في المسألة. بدءً ذي بدء؛ علينا أن نعلم بأن الشعوب والأمم تعرف بلغاتها وثقافاتها.. وهكذا فإن قدرت على خنق تلك الثقافة واللغة فإنك تكون قد قمت بمحي تلك الأمة أو على الأقل وضعت ذاك الشعب على سكة الإندثار والفناء؛ حيث وإن عدنا إلى تاريخ المنطقة، فإننا سوف نلاحظ إندثار وفناء عدد من الشعوب، كأمثلة واقعية، تؤكد على هذه المسألة؛ حيث لم يبقى من أثرٍ لهم إلا أسمائهم في تلك الكتب التي تتناول أساطير وثقافة وتاريخ شعوب المنطقة، مع العلم كانت لهم _لتلك الشعوب المندثرة في البوتقة الإسلامية_ أكبر الحضارات في المنطقة.

القضية الأخرى والتي يجب أن نعرفها؛ هي أن الثقافة والشعوب العربية كإحدى المكونات الحضارية في المنطقة _قبيلة وأثنية متمايزة_ وكما يقولها الدكتور وديع بشور في مؤلفه "أساطير آرام"، لم يكن معروفاً إلى ما قبل الميلاد بمائة عام، حيث يقول المصدر نفسه؛ "..إن ذكر العرب ولأول مرة في التاريخ يعود لمائة عام قبل الميلاد" وذلك ناهيكم عن أن يكونوا لهم دور حضاري في المنطقة.. تلك القضية من جهة ومن الجهة الأخرى وكما تذكرها المراجع والأبحاث الأركيولوجية؛ بأن تاريخ المنطقة شهدت عدد من الحضارات الكبيرة والضاربة بجذورها في عمق التاريخ القديم ومن تلك الحضارات وعلى سبيل الذكر الحضارة الآرامية.

ويمكن لأحدنا أن يسأل؛ لما ذكرنا الحضارة الآرامية من دون الحضارات الأخرى وذلك على الرغم من توفر أكثر من مثال.. إن سبب ذكرنا للحضارة الآرامية يتعلق بنقطة جد مهمة يتعلق بالبحث والموضوع الذي بين يدينا؛ حيث الحروف والأبجدية التي تستخدمها، اليوم، مجموعة الشعوب العربية هي تلك الأبجدية الآرامية وذلك بعض التحوير وتنقيطها؛ (وضع النقاط عليها). وهكذا.. فإن المقولة التي تتبجح بها بعض النخب العربية، بإعارتهم لمجموعة الشعوب الإسلامية أو الخاضعة للإمبراطوية الإسلامية _من غير العرب مثل الفرس والكورد وكذلك الترك إلى ما قبل أن يبدل الحرف العربي باللاتيني مع تأسيس الجمهورية التركية من قبل مؤسسها مصطفى كمال_ وبأنهم يستخدمون الحرف العربي /وهو الآرامي الأصل/ وبأنها شعوب لا تملك تاريخاً حضارياً.. فإنهم ينسون أن يذكروا بأنهم هم من أخذوا حروفهم من الحضارة واللغة الآرامية.

وكذلك ومن الجهة الأخرى، فإن تلك الشعوب والتي خضعت وبقوة السيف _وليس الكلمة_ للإمبراطورية الجديدة؛ الإسلامية والتي أتينا على ذكرهم _وكذلك التي لم نأتي ذكرهم_ كانت أصحاب حضارات وثقافات ولغات متمايزة؛ حيث تذكرنا الأبحاث والدراسات التاريخية بأن منطقة ميزوبوتاميا أو ما يعرف بما بين النهرين، كانت مهد اللغات والحضارات القديمة وقد عرف تاريخ المنطقة ولادة أولى الأبجديات في العالم.. وهكذا فإن منطقة الشرق الأوسط هي التي عرفت الثقافات واللغات المختلفة وذلك حتى قبل أن يُعرف العرب كمكون عرقي مختلف في المنطقة.
وهكذا فإننا نجد بأن التأثير الأول والأهم للإسلام على تلك الشعوب كانت في الجوانب الثقافية واللغة؛ فهي من جانب قامت بهدم تلك التي سبقتها حضارياً وتاريخياً ولم تكتفي بذلك، بل ورثتها أيضاً كما في حال الحضارة الآرامية، حيث قامت بسلب كل الموروث الحضاري والثقافي لتلك الشعوب وقدمته لنا على أنها جزء من ثقافتها وتاريخها الحضاري، بل وأستطاعت أن تفرض ثقافتها الجديدة على كل الشعوب التي وقعت تحت الهيمنة الإسلامية.

وطبعاً لم يكن بالإمكان أن تنجح هذه السياسة؛ إستبدال اللغة والثقافة الوطنية /الأم/ بالثقافة العربية الإسلامية /الغازية/ لو إقتصر الأمر على مسألة القوة والإجبار وحدها، لكن مع قضية "المقدس" ودخولها ضمن حلقات التأثير، فإن تلك الشعوب وعلى تدرج المسألة، بدأت تأخذ بالثقافة الجديدة الغازية كهوية ثقافية عن هوياتها الوطنية، بل وتدافع عنها؛ بأنها هي هويتها الثقافية ونعلم كيف أن الكثير من الشعوب الإسلامية والتي ترفض التخلي عن الأبجدية العربية الآرامية، كونها لغة القرآن والإسلام ومنهم شعبنا الكوردي. وهكذا أستطاع الإسلام ومثل كل الأديان الكبرى والتي عرفتها تاريخ المنطقة والشعوب، أستطاعت أن تزرع مسألة "المقدس" في عقول المريدين و"المؤمنين" _إن كانت بالكلمة الطيبة في بدايات الدعوة أو من خلال السيف والغزوات_ بحيث بات ثقافة الغازي والمحتل ولغته وتراثه هو البديل عن الثقافة الوطنية.

واليوم.. ها نحن نجد الآثار المدمرة لهذه الحالة على ثقافات تلك الشعوب التي خضعت للإحتلال الإسلامي العربي وما تركتها من آثارها على تلك الهويات الثقافية؛ حيث وإبتداءً بأسمائنا وإنتهاءً بالأحرف واللغة التي ندون بها تراثنا وثقافتنا وصولاً إلى قواميس اللغة والمفردة والإصطلاحات المعرفية والتي نستخدمها، لسوف نلاحظ حجم الكارثة والهيمنة الفكرية والثقافية لما يمكن تسميته إصطلاحاً باللغة والثقافة العربية الآرامية. وهكذا ولكي تتحرر هذه الشعوب المستلبة ثقافياً لغوياً من قبل الثقافة العربية الإسلامية؛ عليها بدايةً أن تتحرر من هيمنة اللغة والحرف العربي الآرامي وذلك في خطوة أقرب إلى ما قام به كمال أتاتورك في بداية القرن الماضي، من إستبدال الأحرف العربية باللاتينية؛ حيث أن تحرير وإستعباد الشعوب تبدأ من لغاتها وثقافاتها.. وهكذا ومن خلال تحرير لغاتنا وثقافاتنا من هيمنة اللغة والثقافة العربية الإسلامية، تكون تلك الشعوب قد وضعت اللبنة الأولى في تحرير ذاتها وخطت الخطوة الأولى في طريق الإستقلال وإعادة صياغة هوياتها الوطنية والثقافية.

ونحن الكورد؛ مطلوب منا كمكون حضاري وشعب له خصوصيته الحضارية الثقافية، أن ننجز هذه الخطوة.. وإلا وبموجب الواقع الراهن والمنقسم ثقافياً لغوياً بين عدد من اللهجات والأبجديات وإختلاف القاموس اللغوي من لهجة إلى أخرى ومع حالة الإنقسام الجغرافي من قبل عدد من الدول الغاصبة للجغرافيا الكوردستانية، فإن المستقبل سيكون كارثياً على مستوى الرابطة الجمعية كمكون عرقي إثني، حيث يمكن أن تتبلور الهويات الفرعية لتشكل هويات ثقافية حضارية متمايزة بكل لهجة خاصة.. وهكذا وبدل أن يكون هناك شعب كوردي يحمل ثقافة ولغة وأبجدية مشتركة وله هويته الوطنية، يمكن أن يصبح لدينا عدد من الأبجديات والثقافات الحضارية، بل ربما شعوب مختلفة؛ كأن يقال الشعب الكورمانجي_الباديني والشب السوراني والآخر الظاظاي.. وبالتالي؛ فإن المطلوب منا كمثقفين وكتاب وقبلها من الحركة الوطنية الكوردية ومؤسساتنا الثقافية واللغوية، أن تنتبه لهذه الإشكالية والقضية والتي تشكل إحدى أهم العوائق في مسألة التواصل الثقافي بيننا وبالتالي تشكيل الهوية الوطنية الجامعة.. وهكذا فإن المطلوب مرحلياً وكخطوة تأسيسية؛ هو الإعتماد على اللغة والأبجدية الواحدة كشعب له ثقافته ولغته الحضارية الخاصة به ومتميزاً عن الشعوب الإسلامية الأخرى.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة العاشرة: الدخول إلى مرحلة العنف.
- مفاهيم وقضايا/ الله؛ هو وحده.!!
- الحريات الفردية .. هي الأساس لتحرر مجتمعاتنا!!
- لإسلام .. والعنف!! الحلقة التاسعة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثامنة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة السابعة: بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة السادسة _ تتمة مرحلة الجسر أو الإ ...
- قراءة .. في قضية التمديد الرئاسي.
- سوريا .. وتعدد المسارات والخيارات!!
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الخامسة _ مرحلة الجسر أو الإنتقال
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الرابعة _ تتمة بدايات الرسالة
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثالثة _ بدايات الرسالة
- الانتخابات البرلمانية
- صراع على السلطة أم اختلافٌ في الرؤى والبرامج
- القيادة.. هل هي سلطة أم مسؤولية؟
- لوثة الكتابة
- زمن الإنقلابات
- حزب العمال الكردستاني بين -دار السلم والحرب-
- المخاض والولادة(بعد 11 سبتمبر)
- الأوطان أم الأوثان


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بير رستم - مفاهيم وقضايا (2) الإسلام.. واللغة.