لا إله إلا الشعب ، حمضين صباحى رسول الشعب !!?

ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 19:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لا إله إلا الشعب ، حمضين صباحى رسول الشعب !!?

بقلم : ديانا أحمد

أكتب هذه المقالة بمناسبة المقالة الأخيرة الطويلة جدا كالكتاب التى كتبها فريق وألاضيش حمضين صباحى ونسبوها له مع أنه لا يعرف الكتابة ويستحيل أن يتمكن أحد من كتابة مقالة بمثل هذا الطول .. على الأقل يحتاج إلى شهور ليكتب مثلها بهذه الضخامة وهذا التفصيل ووقت فراغ لا ينتهى وخدم وحشم يلبون طلباته ليل نهار.

خلاصة المقالة الأخيرة لصباحى "سيدنا الشعب" هى نفخ الشعب ونفاقه ومراءاته وكأن الشعب إله معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، مع تعبيرات خشبية متعفنة أكل عليها الدهر وشرب وغير صالحة للعصر وكأنه يتكلم عن شعب آخر من الماضى السحيق، أو كأنه لا يعلم أن من يعيش فى مصر الآن قوم بدو خليجيون عرب متعصبون إخوان وسلفيون حجابيون ونقابيون وسهارى وفوضويون وعشوائيون، وكأنه لا يعلم أن الشعب المصرى مات منذ عدة عقود بملابسه الغربية السافرة المتبرجة وأفكاره الاشتراكية وعقيدته الشيعية السنية الصوفية الفاطمية المسيحية اللادينية العلمانية التنويرية ، وأن الشعب الذى يحيا الآن على أرض مصر مصر تلعنه وتدعو ليل نهار لمن يخلصها منه، الشعب الذى يحيا على أرض مصر الآن أوبامى داعشى نصرتى "نسبة لجبهة النصرة" ربيعى "نسبة للربيع العربى المجرم" خليجى تركى أردوغانى سعودى ملبساً ومأكلاً ومشرباً وعادات وسهراً وتعصباً وديناً وعباءة وقرآناً إلخ ، شعب يكره مصر الفراعنة ويلعنها ويعشق الكبسة وآل سعود وشيوخهم وقراءهم وسلفيتهم وإخوانهم ..

خلاصة المقالة الأخيرة لصباحى "سيدنا الشعب" هى نفخ الشعب ونفاقه ومراءاته وكأن الشعب إله معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، مع تعبيرات خشبية متعفنة أكل عليها الدهر وشرب وغير صالحة للعصر وكأنه يتكلم عن شعب آخر من الماضى السحيق .. يقول صباحى أو بالأحرى الفريق الذى كتب ونسب المقال لصباحى : الشعب المعلم !! والقائد !! والثائر !! والعظيم -على طريقة بيانات السيسى والجيش الطنطاوى- والمحق فى كل اختياراته وحماقاته وربيعاته ونكساته المسماة ثورات خلال السنوات الثلاث الماضية.

الرجل - صباحى نسيب الإخوان - مجازاً وتجاوزاً منا نسميه رجلاً - لم يعى الدرس من هذه السنوات العجاف الثلاث الماضيات ، بل يستمر فى شتم مبارك والسيسى ومدح الإخوان بشدة ولذر الرماد فى العيون يهاجم مرسى بشكل طفيف ، ولا يزال مستمراً فى وصف الوطن مصر بأنه له دين "وطن مسلم" أى دولة مسلمة أى دولة دينية ثيوقراطية وهذه المرة يتلقف كلمة من نفاقيات مكرم عبيد - نفاقيات نصرانية وليست مسيحية فالمسيحى الحقيقى لا ينافق ولا يتأسلم بل يؤمن بمصر الفرعونية وليس الإسلامجية"- .. واليوم يهاجم أيضاً ثواره الشباب لأنهم خذلوه يا حرام .. والرجل كان يحلم وهو يتغوط كل صباح باعتلاء كرسى رئاسة مصر ليمارس خنوثته وطراوته ومياصته وانبطاحه ويسلم مصر للإخوان والسلفيين والبرادعى والفاروقيين إلخ بيضة مقشرة.

الرجل - لا مؤاخذة ومع الاعتذار للرجال الحقيقيين - لم يعى أن التاريخ تجاوزه هو وحليم قنديل وبارى عطوان وبلال فضل وعمرو حمزاوى ونوارة نجم وأسماء محفوظ ووائل غنيم وعلاء الأسوانى وأيمن نور والبرادعى وبقية الإخوانوسلفيين المتظاهرين بالناصرية أو الليبرالية أو العلمانية والذين ساعدوا وتلامذتهم اليوم يساعدون فى التهجم على الرئيس العظيم بشار الأسد وعلى الجمهوريات العربية العلمانية ورؤسائها الذين كانوا قبل الربيع المزعوم. الرجل ينفخ فى الشعب الذى يقيم اليوم فى مصر لسوء طالع مصر ويسمونه كذباً بالشعب المصرى العظيم ، ينفخ فى هذا الشعب حتى أصبح الشعب كالبالون. ينفخ فى الشعب وثواره ويمدح كل من ينتمى لهذا الشعب من جهلاء ومجرمين ومنحطين وحثالة وعشوائيين وفوضويين ومزعجين ومتخلجنين ومتمسلفين ومتأخونين وسهارى ومتعصبين ومؤهلات متوسطة وأسر مفككة بولاقية وإمبابية ورشيدية وزوجات متسلطة واجتماعية بغيضة وورثة طماعين إلخ ، شعب بالله عليك بدلاً من والنبى ، شعب الحجاب والنقاب والعباءة الخليجية والسروال الخليجى وكل شئ فى الحياة خليجى .. مدح الكل مثل ذم الكل كلاهما خطأ يا صباحى ..

ألم يتعلم صباحى بعد أن الزعيم السياسى الحقيقى لابد أن يكون علمانياً متحرراً مؤمن بالحريات الكاملة التامة وبالعلمانية وبكافة الأديان الفارسية والهندية والإبراهيمية وباللادينية أيضاً ، ومؤيداً للفنون كلها كاملة ولتجسيد الأنبياء وللسينما حتى البورن منها وللرقص الشرقى ومؤيداً للحضارات القديمة "التى يسميها إخوانه وسلفيوه وثنية" والغربية الحديثة ، ومؤيداً ونصيراً لتنظيم الأسرة ومعادياً للانفجار السكانى ولهوس الإنجاب المصرى، وأن يكون ناقداً للأديان وعلى رأسها دينه الإسلامى السُنى وفاضحاً لتعصبها ورافضاً للحجاب والنقاب والإخوانية والسلفية والخليجية ومؤيداً لمصر الفرعونية الحقيقية العلمانية الأوروبية السافرة المتبرجة، وأن يكون مصلحاً اجتماعياً ضد قائمة الأثاث الزوجية والمهور الضخمة وتسلط الزوجات المصريات على الرجال واليوميات يوميات زوج مفروس جداً المسكوت عنها فلم يعد فى مصر رجل لديه الشجاعة للاشتكاء ولفضح زوجته وتسلطها، أن يكون مصلحاً اجتماعياً ضد الديجيهات والسهر والعباءات الخليجية والحجاب والنقاب والحدود والخلافة والرق وضد التعصب الدينى وضد الربيع العربى المزعوم وضد خلجنة ومسلفة وأخونة مصر والجمهوريات العربية ، ومؤيداً لقيام جمهورية الحجاز ونجد العلمانية المتنورة ... لابد أن يكون هذا كله قبل أن يكون زعيماً سياسياً .. وأن التصرف الصحيح يا صباحى هو تنبيه الشعب لسوء تصرفاته فى شتى المجالات كى يصلحها ويصلح نفسه بدلاً من كيل المدح والتأليه له دون استحقاقه لذلك .. يا من تتكلم باسمه وتدعى لنفسك رسالته وتدعى له ألوهية وعصمة وفوقية.

والأولى بصباحى أيضاً أن ينقد مهزلة عطلات الأعياد الضخمة الفطر بعد رمضان وخلال عيد الأضحى أيضا لدى شعبه وتعطيل الأعمال واختفاء العيش الفينو والصوابع والمعجنات والعيش البلدى والخضار والفول المدمس والبقالة والأدوية وإغلاق الصيدليات وكافة أنواع المحلات والمستشفيات والعيادات والمستوصفات لأيام وأسابيع متواصلة خلال العيدين وبعدهما لأسبوعين تاليين. ومهزلة نوم شعبه طيلة الصباح والنهار فى الصيف ورمضان والعيدين.

#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات