أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تاج السر عثمان - ذكريات من الأندية الرياضية والإجتماعية والثقافية















المزيد.....

ذكريات من الأندية الرياضية والإجتماعية والثقافية


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 13:47
المحور: سيرة ذاتية
    



شهدت فترة الحكم الإستعماري للسودان "1898-1956م" تحولات اإقتصادية مهمة مثل : قيام السسك الحديدية، ومشروع الجزيرة والمشاريع الزراعية الأري ي النيل الأبيض والنيل الأزرق ، والقاش وطوكر وجبال النوبا، وفي المديرية الشمالية، ومشاريع الزراعة الآلية..الخ، كما قامت مصلحة النقل النهري والمخازن والمهمات، والخطوط البحرية السودانية، والخطوط الجوية، وقيام بعض الصناعات الخفيفية التي انتشرتفي المناطق الصناعية بالمدن الرئيسية " الخرطوم بحري، ،الحصاحيصا، عطبرة ، بورتسودان..الخ"
كان من الطبيعي أن يلازم التطور الإقتصادي الذي حدث تطور اجتماعي وثقافي وفكري وسياسي ، وأدي انتشار التعليم الحديث إلى تطور واضح في حياة الناس الفكرية والثقافية والاجتماعية وقيام وعى جديد ، فكل تحول في قوى وعلاقات الإنتاج ( البنية التحتية للمجتمع ) يلازمه تحول في الوعي الاجتماعي ، وتظهر بنية فوقية جديدة تعبر عن هذا التحول ، ولكن هذه العملية معقدة ولاتتم بصورة آلية ، ولا يجوز التبسيط فيها ، فالوعى الاجتماعي الجديد الناتج من الوجود الاجتماعي الجديد يؤدى بدوره إلى التأثير في هذا الوجود نفسه ويعمل على تحويله وتغييره . وقد تستمر بنية فوقية قديمة تعبر عن علاقات قبلية وإقطاعية سابقة ، رغم زوال أساسها المادي والاقتصادي ، وقد تظهر بنية فوقية جديدة تعبر عن واقع جديد في شكله الجنيني داخل التشكيلة الاجتماعية المعينة وتتصارع أو تتعايش مع البنية الفوقية السائدة في هذه التشكيلة حتى تصبح هي السائدة .
فالتحولات الاقتصادية والسياسية التي تمت أدت إلى تفكك المجتمع القبلي ، وقامت المدن والأسواق وظهرت تنظيمات سياسية واجتماعية أرقى من رابطة القبيلة والطريقة الصوفية ، وبدأت الأشكال الجنينية للطبقات تظهر : الطبقة العاملة ، المزارعون على أساس الزراعة الحديثة ، التجار ، الرأسمالية . وحدثت خلخلة في البنية القبلية القديمة ، وازدادت موجة الهجرة من الأرياف إلى المدن ، كما ظهرت الصحافة .
وكل هذه التطورات كان لها الأثر في تطور وعى شعب السودان، وقامت حركات للتجديد والنهضة الفكرية علي مختلف المستويات. .
نتيجة للتطور الاقتصادي والاجتماعي الذي تم، ظهرت أساليب جديدة في الكفاح والصراع السياسي ضد المستعمر لم تكن موجودة منذ هزيمة الدولة المهدية ،وخاصة بعد القضاء على انتفاضات القبائل في جنوب السودان وجبال النوبة ، والانتفاضات الدينية في أواسط وشرق وغرب السودان والتي كانت مستمرة في السنوات الأولى للحكم الثنائي وبعد الحرب العالمية الأولى وحتى عام 1926 حيث تم إخضاع آخر القبائل الجنوبية المتمردة ( التبوسا ) ، وعام 1929 عندما تم قمع المعارضة نهائيا بقمع قبيلة الليرى في جبال النوبة ، وقبل ذلك كان إخضاع دار فور بهزيمة السلطان على دينار عام 1916 .
من هذه الأشكال والأساليب الجديدة :
_ إنشاء الجمعيات والاتحادات السرية ( جمعية الاتحاد السوداني ، وجمعية اللواء الأبيض )
_ تأسيس الأندية الاجتماعية والرياضية والثقافية مثل: أندية الخريجين واندية العمال ، واندية الجاليات الأجنبية.
_ ظهور وتطور الصحافة.
_ المظاهرات والمنشورات والكتابة في الصحف بأسماء مستعارة.
_ الخطب في المساجد وليالي المولد.
_ انتفاضات وتمرد الضباط والجنود ( تمرد ألا ورطة السودانية 1900، وثورة العسكريين المسلحة في 1924 ) .
_ ثورة 1924 .
_ الجمعيات الأدبية والثقافية التي تكونت بعد هزيمة ثورة 1924 ( جمعية أبى روف، وجمعية الفجر ) وظهرت مجلتا النهضة السودانية والفجر .
_ إضراب طلاب كلية غردون عام 1931 ، وإضرابات العمال، وتكوين مؤتمر الخريجين كتنظيم اجتماعي وإصلاحي .
_ظهور الأحزاب السياسية بعد الحرب العالمية الثانية وانفراط عقد مؤتمر الخريجين .
_ انتزاع الطبقة العاملة السودانية لتنظيمها النقابي في مصلحة السكة حديد عام 1947 ( هيئة شئون العمال ).
دخلت هذه الأساليب الجديدة بتأثير النهضة وظهور أجيال جديدة من المتعلمين والخريجين والقوى الحديثة التي عبرت عن نفسها وعن مطالبها بهده الأشكال الجديدة التي ابتدعتها من خلال تجربتها واحتكاكها بالعالم الخارجي ووصلت المواجهة إلى قمتها في الثورة المسلحة في عام 1924 .
ما يهمنا هنا هو ظهور الأندية كشكل جديد من الحداثة التي ظهرت في السودان مثل: الأندية الرياضية ، واندية العمال والخريجين، وأندية الجاليات الأجنبية، ودور النقابات والاتحادات والجمعيات التعاونية والمهنية، واندية وزوايا ابناء القبائل في المدن، واندية الشباب والصبيان..الخ.

اذكر أن مدينة عطبرة في الفترة التي عشت فيها (1952- 1973م) كانت تعج بالأندية الرياضية والإجتماعية والثقافية والتعاونية والزوايا ودور النقابات والاتحادات، وأندية الحرفيين، وتلك كانت السمات الأساسية لمدينة عطبرة كمدينة اجتماعية وحديثة.
وكان بعد مغيب الشمس( المغرب) يذهب أغلب المواطنين للنادي الذي ينتمون إليه ، حتي الساعة العاشرة مساءا حيث يمارسون الأنشطة المختلفة من لعب الورق أو الطاولة أو جلسات الإنس، أويستمعون للمحاضرات الثقافية والرياضية. هذا طبعا إضافة للذهاب للسينما أو دار الرياضة، او الحفلات،وبقية المناسبات.
أذكر أنني بحكم اهتمامي الثقافي وممارستي لرياضة الجمباز ارتبطت بعدة أندية منها:
1- نادي الصبيان ، وقد لخصت ونشرت تجربتي فيه في ذكرياتي عن نادي الصبيان بعطبرة.
2- نادي عمال السكة الحديد ، والذي لخصت ونشرت ذكرياتي عنه سابقا
3- نادي الهدف الرياضي الذي كان يقع شمال شرق حي امبكول، اذكر أننا كنا نتابع فيه رياضة رفع الأثقال التي كان من الماهرين فيها بدر الدين علي حسن وغيرهم. وظلت صلتي بنادي الهدف الرياضي مستمرة حتي بعد مغادرتي لعطبرة الي الخرطوم، وفي الإجازات دائما ما كنت أزور نادي الهدف ، حيث كنت التقي بالمرحوم الاستاذ عبد السلام سيقيرم الذي كان اداريا بالنادي وبقية الأصدقاء من أبناء امبكول.
4- من الأندية الرياضية بعطبرة التي مارست فيها التربية البدنية لفترة وجيزة نادي النسر الرياضي الذي كان يقع شرق عطبرة جوار المقابر، أذكر من الذين مارست الرياضة معهم: زروق ، صهري ، الياس طربوش..الخ.
5- من الأندية التي مارست فيها التربية البدنية كان نادي الخريجين الذي كان يقع غرب عطبرة في حي" السودنه" ، اذكر أنني كنت مدربا للتربية البدنية في النادي في العام 70/1971م،وكانت التمارين فيه تبدأ من الساعة الخامسة وحتي الساعة السابعة مساءا، من الذكريات التي عالقة في ذهني اثناء عملي في التدريب يوم الأثنين 19 يوليو 1971م ، جاءني اصدقائي من الزملاء وأخطروني بوقوع انقلاب قام به الرائد هاشم العطا، وأنه سوف يذيع بيانا فترقبوه، وقطعت عملية التدريب بعد الاعتذار للمشاركين، وذهبنا إلي منزل احد زملاءنا وانتظرنا طويلا حتي تم إذاعة البيان.
6- من الأندية التي ارتبطت بها ايضا كان نادي الشبيبة الرياضي الذي كان يقع جنوب شرق السوق الكبير جوار موقف "حاج الريح"، الذي ارتبطت مع اصدقائي من عطبرة الثانوية مثل: جعفر أحمد، عبدالله القطي أمين سعد، عادل محمد الخضر..الخ، واولادي السناري" محمد ، صلاح.." من امبكول ، وأولاد النور" عمر، عوض، ابراهيم.." من حي امبكول..الخ، الذي كنا نمارس فيه لعبة " البنق بونق"، اضافة للانشطة الأخري من لعب الورق ..الخ، وكنت مواظبا علي الحضور في النادي في الإجازات، أذكر من الاداريين في النادي بابكر أحمد محجوب " كروكر" من أبناء امبكول، وكنت مع الزملاء بابكر ، وعبد الله القطي، نصدر صحيفة حائط ثقافية.
7- كما ارتبطت بدار اتحاد الفنانين بعطبرة الذي تأسس عام 1951م بمبادرة من الفنان حسن خليفة العطبرواي، كنت مهتما بالغناء السوداني منذ الطفولة ، كان دار اتحاد الفنانين يقع بالقرب من السينما الجمهورية، اذكر من المواظبين في النادي كان: الشاعر حسب الباري ، والفنان حسن " بانجس"، وعبد القادر ، وحسن خليفة العطبرواوي..الخ ، اضافة الي فناني الحقيبة وغيرهم في عطبرة في ذلك الزمان، كنا نستمع للبروفات والتعليقات..الخ. كنت اغني وسط "الشلل" الا أنني لم اواصل في الغناء، وإن كنت قد واصلت اهتمامي بالإغنية السودانية، ووثقت لتطور الأغنية السودانية في بحث انجزته ولم يطبع عن : التاريخ الأجتماعي للفترة 1898- 1956م، كما انجزت دراسات قمت بنشرها عن: خليل فرح، ومحمد بشير عتيق، ومحمد ود الرضي ، ودراسة لم تنشر عن الشاعر الغنائي عبد الرحمن الريح.
بعد انتقالي الي الخرطوم واصلت ارتباطي بالاندية بعد التخرج في الجامعة في العام 1978م مثل :
1- نادي عمال السكة الحديد بالخرطوم الذي كان فيه عدد كبير من ابناء امبكول، اذكر من الاداريين النشطين فيه ، كان النقابي حسن كنترول.
2- بعد انتفاضة مارس – ابريل 1985م وانتزاع حرية تكوين الأحزاب والحريات الديمقراطية، تم فتح دور الأحزاب، ارتبطت بدار الحزب الشيوعي بمديرية الخرطوم الذي كان يقع في حي الشهداء بام درمان، كنت مسؤولا عن ادارة قيادة المديرية وعن ادارة الدار.
3- بعد خروجي من المعتقل في العام 1996م، وممارستي للعمل السري من علي السطح، ارتبطت بدار رابطة ابناء امبكول الذي كان يقع بالديم بالقرب من نادي المحس.
تابعنا في دار الرابطة مشاكل قرية امبكول بالولاية الشمالية مثل : توصيل الكهرباء ، وبناء المركز الصحي،وتوفير الكتب والمعينات للمدارس ، ..الخ، إضافة للسفر لزيارة امبكول بهدف ربط أبناء الخرطوم بالقرية الأم. هذا اضافة لعقد الجمعيات العمومية في الدار ومتابعة العمل الخيري مثل : توفير مستلزمات الأفراح والاتراح بأسعار تكلفة الترحيل التي يقوم بها العضو، وجلسات الانس والسمر ، وقيام مناسبات الأفراح والعزاء في الدار، ومتابعة النشاط الثقافي والاجتماعي والرياضي.
وبعد اتفاقية نيفاشا وفتح دور الأحزاب السياسية، ارتبطت بالمركز العام للحزب الشيوعي السوداني الذي يقع في الخرطوم (2).
تجربة العمل المبكر في الأندية الرياضة والثقافية والاجتماعية ساهمت في أن يكون الانسان اجتماعيا، وساعدت ايضا في الانتقال الي المساهمة في العمل العام في النشاط السياسي. كما ساعدت في تحسين وصقل منهج العمل الجماعي المفيد.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة لدراسة التاريخ الإجتماعي للسودان القديم
- المرأة في السودان القديم
- تجربتي في العمل الصحفي
- ذكريات من الحركة السياسية والوطنية بمدينة عطبرة
- تجربتي في دراسة التاريخ الإجتماعي للسودان
- 1989مالذكري ال 26 لانقلاب 30 يونيو
- ذكريات من مكتبات ونادي الصبيان بعطبرة
- الذكري ال 130 للثورة المهدية
- تجربتي مع مرض الفشل الكلوي
- الجمهوريون والماركسية (3)
- الصراع بين المتصوفة والفقهاء والكيد السياسي
- الجمهوريون وانقلاب مايو 1969م
- مصادر الفكر الجمهوري..
- إسهام ود الرضي في الحركة الوطنية وتجديد الأغنية السودانية
- -نداء السودان- وتوفر عوامل نجاح الإنتفاضة الشعبية
- الذكري ال 130 لتحرير الخرطوم.
- أين وصلت الخطوات في عملية زراعة الكلية؟
- الذكري ال 30 لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه..ما أشبه الليلة ...
- التعديلات الدستورية : هل تنقذ النظام؟
- عام جديد من القمع والحروب والافقار


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تاج السر عثمان - ذكريات من الأندية الرياضية والإجتماعية والثقافية