أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الرعب الإسرائيلي المتجدد من التاريخ















المزيد.....

الرعب الإسرائيلي المتجدد من التاريخ


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن قولاً عبثياً .. أو زلة لسان .. ما وصف به " نتنياهو " اتفاق إيران وأعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين ، زائد ألمانيا ، وبحضور وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي " ميغريني " ، وبمشاركة دول وشعوب كثيرة .. غير مباشرة ..برغبتها بالاتفاق .. ومباركتها له ، أنه " خطأ تاريخي " .. وإنما هو قول نابع من عقيدته " الصهيونية " المبنية على التفوق ، والتوسع ، واستلاب حقوق الشعوب الأخرى ، ومن إدراكه أن هذا الاتفاق ، قد يجمد .. أو يلغي .. بقدر يتجاوز الاحتمالات .. مشروع الشرق الأوسط الجديد ، الذي كانت إسرائيل تعول عليه ، في تمزيق وتدمير الدول والجيوش العربية الرئيسية ، وفي مقدمها مصر وسوريا والعراق ، وتوجيه ضربة عسكرية أمريكية دولية ساحقة لإيران كأمر لابد منه ، تستهدف بالدرجة الأولى مفاعلاتها النووية ، بذريعة أنها تشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم ، لاسيما بعد تعثر ، أو احتمال فشل ، حرب الإرهاب الدولي ، رغم استعراض قواها الضاربة في مختلف الاتجاهات .

ورغبته بتوجيه ضره ساحقة لإيران ، لم يكن سراً يتداوله بوسط محدود من المعنيين بالأمر ، بل كان يجاهر به على الملأ ، ويلح عيه ويكرر ، رابطاً مستقبله السياسي ، ووجود إسرائيل بتحقيقه . وكان يوظف بلا كلل ، مخاوف .. وأحقاد .. عرقية ومذهبية ، في تركيا ن ودول عربية خليجية وغير خليجية ، في عملية الشحن والتوتر الطائفي والقومي ضد إيران ، وصولاً لهذا الهدف . أكثر ما أثار مخاوفه من الاتفاق الإيراني الدولي النووي ، هو أن الاتفاق وارتداداته المؤكدة .. يعزز المشروع الإيراني الإقليمي ، ويقوي دور لإيران الدولي ، ويحجم أو يسقط المشروع الصهيوني التاريخي في المنطقة .. ويعيد للذاكرة " الصهيونية " تعاطي الإمبراطورية الفارسية الشديد القسوة مع الكياني اليهودي ، أكثر من مرة قبل ألفين وخمسمائة عام ، ويجدد الرعب " الوهم " ، بسبب الإمعان في تحقيق المشروع الصهيوني العنصري التوسعي المعادي لكل شعوب المنطقة ، من أن يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى عبر إيران بصيغة معاصرة .

وبهذا المعنى استخدم " نتنياهو " التاريخ الكئيب الكامن في عقله الباطن ، من التعبير عن رفضه الاتفاق ، واعتبره معادياً ، لتجديد المشروع التاريخي الإسرائيلي ، وتفريطاً تاريخياً بحق إسرائيل في تبوأ مكانتها العظمى في التاريخ .. دون أي احترام للرأي العام السائد في معظم العالم ، حول .. وبعد .. الاتفاق .. الذي يقول : إذ أن الاتفاق يغلق الباب بوجه حروب مدمرة ( العودة إلى تصريح أوباما حول الاتفاق ) لا حصر لها ، التي تهدد السلم والاستقرار .. والحياة .. في كثير من البلدان .. وربما تشمل العالم كله .. بشظاياها وكوارثها .. فهو.. وإن لم يلب كامل الطموحات الإيرانية المشروعة ، هو ليس في مصلحة الشعب الإيراني وحسب .. وإنما في مصلحة الشعوب كافة في العالم .

من طرف آخر ، عندما يربط " نتنياهو " الاتفاق بسيرورة التاريخ ، فإنه يعبر عن الرعب الإسرائيلي الموروث من التاريخ . ويتجاوز .. محتقراً ذاكرة الشعوب .. أن وجود الكيان الإسرائيلي ، كان خطاً تاريخياً بريطانياً ، بني على " وعد بلفور " إبان الحرب العالمية الأولى ( 1914 - 1918 ) ، لكسب دعم وتأييد غلاة الصهاينة ، المالي والعلمي ، لبريطانيا في تلك الحرب ، وأن هذا الكيان منذ وجوده بالدعم البريطاني المباشر ، وبالمجازر الوحشية ، لعب دوراً عنصرياً غادراً مع قوى استعمارية أخرى عريقة ، في استمرار التجزئة القومية العربية ، وفي العدوان المتكرر المدمر على سوريا ولبنان والأردن ومصر ، الذي أخر نمو وتقدم هذه البلدان ، وباستمرار عدائيته المستدامة لشعوب المنطقة ، وبدعمه الإرهاب الدولي المتوحش المستبيح للأراضي السورية والعراقية واللبنانية والمصرية ، وتكريس بقائه العنصري ، على حساب وتهجير الشعب الفلسطيني ، وعلى حساب أمن واستقرار بلدان المنطقة كافة ، وبممارسة كل أشكال الإجرام السياسي والحربي ، لمنع استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه بوطنه وأرضه ، هو خطأ تاريخي أكبر بما لا يقاس ، من أي خطأ تاريخي آخر ..

بل إنه يعنبر " بغطرسة " أن التاريخ إذ يسرد حركة الأقوياء ، وأصحاب الطموحات العظمى ، فهو إذن تاريخ إسرائيل أولاً ، وهو نص تعبث به .. وتكتبه .. وتعيد كتابته .. الإرادة الإسرائيلية ، لمصلحة لإسرائيل " العظمى في الماضي .. والتي ستكون بقيادته .. وقيادة أمثاله .. الدولة الأعظم في الحاضر والمستقبل . ولأن التاريخ يجب أن يعبر عما تريده إسرائيل ، فعلى دول العالم وخاصة الكبرى ، التي تتعامل معها إسرائيل ، أن تكون سياساتها ، وأنشطتها ، منفذة لخرائط ، ومخططات ، وطموحات إسرائيل ، ومحققة لمقتضيات وجودها الأبدي دولة عظمى .. وصانعة لحركة التاريخ . وذلك انطلاقاً من العقيدة الصهيونية ، المشار إليها ، التي أنشأها الصهاينة الأوائلل ، وربوا عليها أجيالاً من اليهود المتطرفين ، المتوهمين ، أنهم يستطيعون ، أن يهيمنوا على العالم ، من خلال " اللوبي الصهيوني " ، والمال ، والاستثمارات ، والتآمر الذكي ، في الدول الكبرى المالكة للنفوذ والقوة الدوليين . وقد دعم هذا الوهم من الوقائع والحروب والمتغيرات الدولية التي شاركت بها هذه " اللو بيات الصهيونية " بهذا القدر أو ذاك .

من هنا كان إقرار الأكثرية العظمى من دول العالم ، بحق إيران النووي السلمي ، صفعة مدوية " لنتنياهو " وكافة المسؤولين الحكوميين والسياسيين الإسرائيليين . وكان إنذاراً جاداً بخسارة " الوهم التاريخي " المتنامي عند القيادات الصهيونية البرجوازية منذ أكثر من قرن .

بل كان الاتفاق بعد عدد من .. التحديات .. والتهديدات .. والاستعراضات .. الإسرائيلية المتغطرسة ، التي أدت إلى منحه تجديد رئاسته للحكومة ، وإلى تحويل معظم القادة العرب .. الخونة منهم ..و الجبناء .. عقيدتهم السياسية ضد إيران بدلاً عن إسرائيل ، وإلى كسب دعم الوسط الدولي التام لإسرائيل خشية اتهامها باللاسامية ، والتي أثمرت نجاح أنصار إسرائيل في مجلسي النواب والشيوخ في أمريكا ، ومكنته من الشعور أنه بات ، أكثر نفوذا ً من " أوباما " في المؤسسات الأمريكية الرئيسية .. وفي البيت البيض ، ما أدى إلى قناعته أن كلمته مسموعة .. وطلباته مجابة عالمياً .. وأن الاتفاق الإيراني الدولي النووي .. لن يمر .. طالما هو .. قد قال مسبقاً لا .. للاتفاق .. كان فشلاً ذريعاً مذهلاً .. للتحديات ، والتهديدات ، والاستعراضات ، والقناعات الوهمية .. بل وصار الاتفاق له ما بعده إزاء مخططات إسرائيل الإقليمية والدولية ، وإزاء زعامته لإسرائيل .

عزاء " نتنياهو " وإسرائيل في توقيع الاتفاق وبعد ذلك باعتماده في مجلس الأمن الدولي ، وبمروره في الكونغرس الأمريكي ، أو بالفيتو الرئاسي ، أنه يلتقي على قدر متساو من القلق والمخاوف ، مع " أرد وغان " حامل مشروع الإمبراطورية العثمانية الإقطاعية المنقرضة ، بطبعة برجوازية شبه ليبرالية ، ومع " آل سعود " حملة مشروع المذهب الوهابي التكفيري القبلي المتخلف في عصر تكنولوجيا الفضاء ، للهيمنة على البلدان العربية والإسلامية ، ومع " آل ثاني " في قطر ، الذين ينفخون بالمال والإعلام والإرهاب ، بحجم قطر ، الجغرافي والسكاني ، لعلها تتحرر من عقدة المحمية ، وتصبح دولة ، وأنه لعله يجد في هذا التلاقي شركاء في عرقلة ، أو تعطيل الاتفاق .. وإعادة الاعتبار لما هو قيد التنفيذ من خريطة المتغيرات الإمبريالية والصهيونية في الشرق الأوسط .

والسؤال المسؤول الآن .. تجاه كل هذا : أين المشروع العربي .. وإلى متى يظل الواقع العربي فاقداً القيادات التاريخية .. القوية .. التقدمية .. القادرة .. على وقف الانحدار المشين .. وعلى تحقيق النهوض القومي الأبي المشرف ؟ ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تريد أمريكا رحيل الرئيس ؟ .
- السلام والأمان والأمل .. بين الممكن والمعجزة .
- الريحان .. والأمير والسلطان إلى ضحايا كوباني
- موسم الغزو البربري المفتوح
- ارتدادات الحرب السورية
- ما ذنبنا .. ؟ ..
- الوحدة الوطنية .. أو الضياع
- المعارضة السورية إلى القاهرة .. ثم إلى أين ؟
- المعارضة في زمن الحرب
- مابين داعش والتحالف السعودي الأميركي
- عاصفة الحزم إلى الشام .. وبلاد الشام
- ياعمال العالم و يا أيتها الشعوب المفقرة اتحدوا
- مقدمات الانهيار .. ومقومات النهوض
- مذبحة اليمن مستمرة و بعدها إلى الشام
- السياسة والحرب والحلقة المفقودة
- الربيع المهزوم وعاصفة الحزم إلى الشعب اليمني البطل
- المملكة إذ تخوض حرب الامبراطورية
- أوراق معارضة ( 2 ) ولادة المعارضة
- أوراق معارضة ( 1) ولادة وطن
- يوم المرأة السورية وحق الحياة والحرية - إلى نائلة حشمة -


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الرعب الإسرائيلي المتجدد من التاريخ