أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - اسهار بعد اسهار (1): أدينُ بدين الحبّ














المزيد.....

اسهار بعد اسهار (1): أدينُ بدين الحبّ


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


الآن ..

يعود الألم الطرفيُّ إلي المركز ، ويفلت البالونات عامٌ أتمَّ امتلاء خسائري ، وتسقط البالونات في الدقيقة الطليعية من عام ٍ يعد بالكثير من خسائري المؤجلة ، وأمرُّ منحنياً ، لكن بكثافة ٍ شديدة . تحت أقواس خسائري ، وأخلد هذا المنعطف الشهير بسلة ٍ من الشوك المقدس ، والمكدس ، في بهو ٍ سحيق ٍمن الزهور الذابلة ، تكريماً لشبه ِ أبي البشريِّ لا أكثر ، وأسأل كل القوي الإيجابية في الطبيعة أن تجعل من هذا الطقس البسيط أفعالَ وفاءٍ لعابر ٍ يرج قامته المرتفعة في روحي الفردية بتصرفات ٍ مرتفعة ، وأستطيع أن التقط خيوط حميميته بوضوح ٍ أخاذ ، من بين غابة من الخيوط المتشابكة . والمتشابهة أيضاً .

وربما أكون في الطريق إلي إسبوع ٍ مزدحم ٍ باللهجات المتسرعة ، حيث يرتفع القانون عن الأرض بضعة ملليمترات ، أو لهجات الذين يرجمون قابيل بغابة ٍ من اللعنات المزمنة تعقيباً عصبياً علي قتله أخاه ، أو الجريمة الأولي كما يعتقد البالون وأصحاب الحد الأدني ، وربما أراد الرجلُ أن يربِّي في جسد أخيه الألم الشهير لا أن يربِّي في جسد أخيه ، الموت الوافد من أصقاع الصفر .

لا تكترث لهم ، لك قصيدتك أيضاً ، ولك أبوك ، وأبوك تعبيرٌ محميٌّ ، لا يستطيع امرؤٌ أيَّاً كان ، أن يدَّعي صلاحيته للاختصاص باستثنائيته ، حيث لا يوجد تراجع ، سوي الذين ارتجل لهم أًصيصُه ، بفعل استحواذ تسع ٍ من حماقاته المؤدية ، جذوراً .

لكن أباك مات ، وقام القبرُ بهضم عبثيته تماماً ، مات أبوك بتصرفات مرتفعة ، مات صاحبُ المساحة الوحيدة البيضاء في زمن ٍ مكتظٍّ بالمساحات الأخري ، مات الذي كان بوسعي أن أخبئ هزائمي بمأمن ٍ خلف دفئه الطليق .

وكان له أن يحظي بمأتم ٍ يعكس تلك القيم المرتجلة التي واظب علي حراسة جذور الإخلاص لها بعرض العمر وعلي طول التحفظ الصحيِّ تماماً ، وكان عليَّ أن أفسح له سلة ً من قيود الإخلاص لشاعر ٍ لا يميلُ إلي دين ٍ قط ، وأن أوطن نفسي علي مواجهة التقاليد السخيفة بوجه ٍ مطهَّم ٍ بالنفاق والدجل .

وربما بدقة ٍ أكثر ، أن أفسح له سلة ً من قيود الإخلاص لشاعر ٍ ، يدين بدين السيد محيي الدين بن عربي ، ذلك المسخ ُ. ذلك المرجع ، والعلمانيُّ السابقُ لأوانه .

كم هي محيِّرة ٌ تلك الرياضة التي أسلمت ِ الرجلَ إلي قناعته الممتلئة إلي حد بعيد ، وربما إلي مدي أبعد جمال ذلك الشيطان الذي انخرط في سرِّه بإفراط ٍ حين عزف أبياته الشهيرة .

لقد كنت ُ قبل َ اليوم أنكر صاحبي : إذا لم يكن ديني إلي دينه داني

لقد صار قلبي قابلاً كلَّ صورةٍ : فمرعي لغزلان ٍ ودير ٌ لرهبان

وبيتٌ لأوثان ٍ ، وكعبة طائف : وألواح توراة ٍ ومصحف قرآن

أدين ُ بدين الحب ِّ ، أنّي توجهت : ركائبه ، فالحبُّ ديني وإيماني

جدِّف جدِّف . ليست الحياة سوي حلم ، وليس الموضوع في إطاره ، وربما كان تعقيباً سخيفاً علي مشيئة ٍ غامضة ٍ ، لكن تدور حول محور ٍ واضح ، مواصلة التعاسة في لهجات البسطاء انتشارها .

ولأنني لا أتوقع الطاعة ، ولا الصمت َ ، أؤكد أننا في الطريق إلي عالم شامل ليس به موطأٌ لقيم ٍ سوي الاستقلالية والحرية الشخصية ، وليس به أيضاً موطأٌ لمقدَّس ٍ سوي الإنسان .

واقع ليس من الحكمة اختباره ، ولن يواجه أبداً إلغائه .

محمد رفعت الدومي



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبّوت عبد الناصر المزيف
- إعدام الماضي / إعدام المستقبل
- الأردوغانية والأعراب
- النبيُّ ابراهيم.. الزِفَري آخر موضة!
- أوَّلُ المكيدة إنحناءة
- وداعًا فريناز خسرواني
- إن إزاري مُرَعْبل!
- إسم الله عليه.. إسم الله عليه
- حمير مصر
- الأنوثة للرغبة لا المرأة
- حبيبة
- بلطاي - مرسي!
- ويحبُّ ناقتها (بشيري)!
- خمسون درجة من الرمادي.. أو.. رماد النور!
- واذكر في الكتاب إسماعيل!
- وديارٌ كانت قديمًا ديارا
- أمان يا لاللي .. خنفس عُصْملِّي!
- فتِّش عن (الهوسبتاليين) في ليبيا!
- “إيج نوبل” ل “عبد العاطي”.. أو.. استثمار العار!
- جُزُر البحَّار -حمد-!


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - اسهار بعد اسهار (1): أدينُ بدين الحبّ