أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ألأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح - محابس الطائفيين ..اضبط من مصباح صلاح الدين














المزيد.....

محابس الطائفيين ..اضبط من مصباح صلاح الدين


ألأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 12:51
المحور: كتابات ساخرة
    


تقوم فكرة حكاية مصباح علاء الدين على سيكولوجيا أن الفقراء يحققون في الخيال ما يصعب عليهم تحقيقه في الواقع.فعلاء الدين شاب فقير جدا ويتيم الأب يتعهده ساحر بانه سيجعله تاجرا ثريا شرط ان ينزل الى كهف العجائب المليء بالمخاطر ويأتيه بالمصباح السحري.يجازف علاء الدين ويدخل الكهف ويحصل عليه، فيحاول الساحر السطو على المصباح وابقاء علاء محاصرا في الكهف.وبحركة عفوية..يقوم الشاب علاء بفرك خاتم سحري كان الساحر قد اهداه له..فيخرج منه (جني) يأخذ علاء الى بيته ومعه المصباح..وحين تقوم والدته بتنظيف المصباح..يخرج منه (جني) اقوى يقول لصاحبه:شبيك لبيك ..عبدك بين يديك..ويحقق له كل ما يطلبه..بما فيه المستحيل!
الذي دعاني لكتابة هذا المقال ليس بعض السياسيين الطائفيين الذين كانوا في السابق يبيعون المحابس الخردة..وحقق لهم (مصباح امريكا)ما هو ابعد من الذي حققه مصباح علاء الدين..وصاروا يلبسون اغلى المحابس المرصعة بالياقوت والزمرّد المستوردة خصيصا لهم من ايران واليمن والهند..بل ما بلغني من ان المدينة الفلانية في بغداد يوجد فيها دكان لتأجير المحابس!.واستوضحت الأمر،فكانت قصة خلاصتها:اذا عصت عندك قضية، عليك بـ(تأجير محبس)! فسيحققها لك باسرع مما يعد به شيخ (افندي!) لديه برنامج اسبوعي في احدى الفضائيات بانه يعيد المطلقة الى زوجها في ست ساعات!.
والمدهش ان محبس عن محبس يفرق..ما اذا كان له "فص" او "خرزه"..وثمن تأجيره يختلف ايضا بحسب منشئه..ما اذا كان "الفص" من ايران،الحجاز،اليمن، الهند..وبحسب نوعه:عقيق،ياقوت،سليماني..وبحسب لونه:أزرق،فيروزي،قهوائي..وبحسب مدة التأجير:يوم اسبوع، شهر..وبحسب نوع القضية وصعوبتها، فان كنت تريده من اجل التعيين..فله سعر،وان اردت كسب قلب "بت حلال" أعجبتك..فله سعر آخر،وان كنت محتارا بين خيارين "أروح؟ ما أروح؟" فله سعر ثالث..وهكذا ،كل قضية بسعرها.
كما ان لطريقة استخدامه تعليمات بحسب كل قضية. فاذا دخلت على المدير بهدف الحصول على وظيفة ،عليك ان توجّه "خرزة" المحبس بطريقة ذكية نحو وجهه. واذا رايح تخطب "الحبيبه- بضم الحاء"وابوها معاند..عليك حين تجلس معه أن تضع يدك على خدك..السبابة الى اعلى والابهام اسفل الحنك والمحبس في البنصر "مهدّف" نحو وجه أبيها!.
واذا كنت تريد ان تخطب ودّ مسؤول او شخص لديك عنده مصلحة ،موافقة على مقاولة مثلا!..أدر "فص" المحبس ليلامس باطن يده حين تصافحه..وزد عليه،ان استطعت،بأن "تحكّه"بظاهر يده وبأسفل كتفه الأيسر قريبا من قلبه!.وان اردت التنبؤ بما سيحصل لك..ضع المحبس تحت الوسادة مع قطعة خبز وعملة معدنية ونم قرير العين ليأتك الصباح بالخبر اليقين.

والحلّ مضمون في كلّ قضية:تعيين،زواج..زيادة رزق، حب، كفخه..وما عليك سوى تأجير محبس!..ليقوم بدور قريب من "شبيك لبيك..التريده بين اديك". واذا اعجبك المحبس وأردت شراءه..عليك أن تأخذه الى "شيخ" اختصاص بالقضية!..يقرأ عليه ويختمه باسمك..والسعر هنا قد يزيد على المليون!
واللافت أن كثيرين صاروا يلبسون المحابس بينهم من ينطبق عليه قول دارمي شاع في الفيسبوك:(عمامه بسبع لفات واربع محابس/وقبل السقوط بيوم زيتوني لابس!)،وبينهم مسؤولون يلبسونها لا بهدف تعيين أو محبّه ،انما التبرّك بها كون "فصوصها" احجار كريمة وفقا لظاهر السبب، مع ان الخفي هو دفع الحسد أو الحماية،او علامة دالّة حين يرفع يده أمام كاميرا التلفزيون..أو لغرض آخر "أفادني" به شيخ في مقابلة تلفزيونة قال ،مؤكدا، أن لديه سبعمائة الف جنّي بخدمته..فردّ عليه رجل دين فاضل: وليش متأخر شيخنا..نزلّهم بالانتخابات واكيد تصير عضو برلمان اذا مو رئيس جمهورية!.
قرة عيون الطائفيين الذين اشاعوا كل انواع الخراب..بدءا بالوطن والقيم والاخلاق وانتهاءا بالتفكير الخرافي. والحق معهم..فما صنعته محابسهم لهو اضبط مما صنعه مصباح علاء الدين..فهذا حقق امنية لواحد فقط فيما محابسهم حققت لمئات منهم ابعد بكثير من امانيهم وما كانوا يحلمون به،فبفضلها..اعيد انتخابهم ثلاث مرات وكفخت الناس عن انتخاب حتى من يحمل دكتوراه في الاقتصاد السياسي!.



#ألأستاذ_الدكتور_قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ألأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح - محابس الطائفيين ..اضبط من مصباح صلاح الدين