أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - القوى الوطنية الديمقراطية والاستفتاء الشعبي في القبول او رفض مسودة الدستور














المزيد.....

القوى الوطنية الديمقراطية والاستفتاء الشعبي في القبول او رفض مسودة الدستور


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قد يبدو لأول وهلة ان صبيحة يوم 15 اكتوبر يوم الاستفتاء الشعبي على مسودة الدستور العراقي الدائم حلم قد تحقق لأول مرة في تاريخ العراق الحديث بان يكون لهذا البلد الحضاري صاحب القانون الاول في التاريخ الذي دمرته ايدي الشر وجعلته في مصاف الدول المتخلفة، دستور دائم يحدد فيه المستلزمات القانونية التي ستساهم في تعريف مهمات الدولة وواجباتها وحقوقها وكذلك دور الفرد والمجتمع وواجباتهم وحقوقهم المشروعة وهذه مهمة ليست بالسهلة مثلما يراها المتفائلون جداً وكذلك ليست معقدة ومستحيلة مثلما يراها المتشائمون او الذين بالضد من اقرارها ونجاح العملية السياسية، فهي تجمع ما بين الاثنين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وامنياً، وقد تساهم الجماهير الشعبية بدورها الريادي في تحقيق النجاح لها او في رفضها اذا كانت المسودة لا تلبي طموحات الاكثرية وهو قانون ديمقراطي معروف يجب ان تخضع الاقلية له مهما كان موقفها الرافض او غير الرافض تماماً..
مما لا شك فيه ان مسودة الدستور لم تلب جميع طموحات و تطلعات اكثرية ابناء شعبنا العراقي وحملت العديد من المثالب وقد خرجت للنور بعد ولادة عسيرة تخللتها الكثير من الاعتراضات والانتقادات وجرى اضافة او شطب بعض المواد لكي تكون ملائمة بشكل مقبول حتى يخرج العراق من ازمة الفراغ الدستوري وتحقيق المادة( 60 ت ) من قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية، وقد اشرنا واشار الكثير من المثقفين العراقيين الديمقراطيين الى تلك النواقص واعتبروها منافية للديمقراطية واشار البعض منهم بان الثغرات الموجودة في مسودة الدستور قد تؤدي الى نوع من الحكم الاستبدادي مثلما رافقت قبل وبعد الانتخابات الاخيرة ولهذا كان الاتجاه ان تغلق جميع الثغرات لسد الطريق عليه وعلى الهيمنة السياسية بحجته، ووعلى ما اعتقد ان هذا القلق قلق مشروع بسبب سياسة التوجهات للالغاء والاستئثار والفساد الاداري والمالي الذي رافق الحكومتين العراقيتين السيد علاوي والسيد الجعفري.. وكانت الاعتراضات والانتقادات وما زالت حتى في الوقت الحاضر، حول التشريع والدولة وحقوق المرأة وقضايا الديمقراطية والقوميات والديانات غير الاسلامية والفيدرالية والهوية العربية للعراق وبعض القضايا الاخرى التي تعتبر حمّالة اوجه في الاخلال بالطابع المدني الديمقراطي ومن ممكن استغلالها في المستقبل. الا ان ذلك لا يمنعنا من القول ان هذه المسودة الدستورية اذا ما انجزت لن تكون آية قرآنية لا يمكن تعديلها او تغيرها وفق آليات وضوابط الديمقراطية وتكاتف القوى الوطنية الديمقراطية وتحقيق تحالفها القادم للتوجه نحو الانتخابات وبهذا نستطيع القول ان نجاحها سوف يساهم في التعديل والاصلاح وما نعنيه هنا ان انجاز هذا الاستحقاق الذي يعزز نجاح العملية السياسية ويقرب يوم الخلاص من القوات الاجنبية ويحقق للعراق الاستقلال التام ويحد من عمليات الارهاب السلفي الاصولي البعثفاشي سوف يكون القاعدة للانطلاق من اجل اقامة الدولة الديمقراطية وتحقيق طموحات اكثرية ابناء الشعب العراقي . وتقع مهمة نجاح او فشل مسودة الدستور على عاتق جماهيرنا العراقية التي تحتاج في هذه الظروف السيئة الى تحقيق الامن والاستقرار وعدم التجاوز عليها وضرورة تبني الحياد من قبل المؤسسات الامنية، الشرطة والجيش ومنع المليشيات المسلحة ذات الولاءات الطائفية التابعة للاحزاب وبخاصة السياسية الدينية من التدخل وخلق حالة من الرعب والتهديد والوعيد والضغط وكذلك رجال الدين المعممين في قراراتها باعطاء توجهات او فتوات دينية طائفية لتحقيق اهدافاً يروجون لها مثلما فعلوا في الانتخابات السابقة او تزوير اوتزيف ارادتها او اي عمل ينافي الاصول الديمقراطية المتعارفة عليها ولقد فعل عين الصواب اذا ما كانت الاخبار صحيحة السيد السيستاني عندما نأى بنفسه عن الانتخابات ودعى معاونيه والمحسوبين على المرجعية عن عدم ترشيح انفسهم.. بهذا نستطيع القول ان ارادة شعبنا هي التي سوف تتحقق ولا بد للخير ان ينتصر ولو تأخر الى حين والجماهير الشعبية بحسها الوطني الثوري سوف تكتشف حتما آجلاً ام عاجلاً اين تكمن مصلحتها واية قوى وطنية مخلصة تدافع عنها وتعمل من اجلها ومن اجل خير البلاد وتقدمها بدون دوافع ذاتية ضيقة.
ان نتائج يوم الاستفتاء على مسودة الدستور ستكون حاسمة على مستوى الشارع العراقي والمنطقة والعالم وبه سوف تظهر مدى استيعاب العملية السياسية وعدم التوافق مع السياسة الارهابية والقتل العشوائي من الجهتين، التصويت لصالح المسودة او بالضد منها .. فالالولى اذا ما تحققت سوف تؤدي الى خطوة متقدمة نحو تعزيز نجاح العملية السياسية وفي الوقت نفسه تبرز مهمات جديدة امام القوى الوطنية الديمقراطية في مقدمتها ضرورة ترسيخ وحدتها وتحالفها وقد تناولنا هذه المسألة في مقال سابق، اما في الثانية اذا ما رفضت مسودة الدستور فلن ينفجر العالم ولن تكون القيامة قد قامت ولا اتفق مع الذين يروجون بان الرفض سيخلق فوضى شاملة بل سيدفع العملية الى بداية الطريق وهذا يعني، الانتخابات والعودة لكتابة او تعديل المسودة وهنا ايضاً ستصب في مجرى الاتجاه الداعم لنجاح العملية السياسية.. وعلينا عدم الاستعجال والتريث لأن الزمن القصير جداً " حوالي سنتين تقريبا " لا يمكن ان يحقق جميع الطموحات والامنيات التي نرغب في تحقيقها على ارض الواقع فالشوط النضالي امام القوى الوطنية الديمقراطية والجماهير الكادحة شغيلة الفكر واليد مازال طويلاً ولا يكفي التمني والتفاؤل به بل استيعابه وتعريف اولياته وثوابته ومحركاته وآليات العمل لنجاحه والكفاح الدؤوب من اجله.
الا ان التصويت لصالح مسودة الدستور سيكون الافضل بالتأكيد لاختصار الطريق نحو استكمال بناء الدولة الديمقراطية التعددية وتحقيق الامن والاستقرار النسبيين ونجاح الانتخابات القادمة على مبدأ عدم التدخل واحترام الرأي الأخر وارادة المواطنين وحرية اختياراتهم .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولية القوى الوطنية الديمقراطية - اليسار العراقي - في الظر ...
- ثورة السيد بيان باقر صولاغ والدفاع عن ايران بحجة العراق
- هل الحرب الأهلية على الأبواب؟
- الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذك ...
- قانون الخدمة المدنية لسنة 1939 وتقرير لجنة النزاهة عن التجاو ...
- ماذا يريد حكام ايران من العراق؟
- آه.. يا أموال العراق أواه يا أموال الشعب العراقي
- ستسمع لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
- دولة واحدة لا دويلات متداخلة حسب المصالح الحزبية
- التصيد في المياه العكرة ومأساة جسر الأئمة
- الدوائر الانتخابية ورؤية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ...
- عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية
- مواقف سياسية وثقافية أكثر من مريبة
- طارق عزيز بريء كلّ البراءة ونظيف اليدين زيادة
- وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون
- هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم
- لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل
- ايران ــ لماذا الإصرار على القنبلة النووية بحجة الطاقة؟
- فيدراليــة للشيعة أم ضد مطالب الكرد وفيدراليتهم.. يكــاد الم ...
- رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - القوى الوطنية الديمقراطية والاستفتاء الشعبي في القبول او رفض مسودة الدستور