أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - مزج الماديات بالروحانيات لخلق المدنية الإلهية1-2















المزيد.....

مزج الماديات بالروحانيات لخلق المدنية الإلهية1-2


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 16:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاعتماد المتبادل بين الشعوب والتعاون بين الأمم هو الذي سيزداد نطاقه فقط في الأعوام القادمة.
في مقالي هذا والذي اقتبس فيه بعض الفقرات من بيان صدر منذ عام 1996 في مؤتمر الموئل الثاني لهيئة الأمم المتحدة والذي عُقد في استانبول/تركيا في الفترة من 3: 14 حزيران/يونيو 1996 أي منذ 19 عام بالتمام والكمال...
وحينما كنت أقرأ هذا البيان شعرت بغصة شديدة في قلبي لا في حلقي.. لأن ماجاء بالبيان بالمؤتمر كان ولابُد من أن نكون قد حققناه ووصلنا إلى تفعيله وبذلك نكون قد تربّعنا على عرش الدول المتقدمة بل أصبحنا أكثر تقدماً وذلك بمزجنا الماديات بروحانيات الشرق وبذلك كنا على مسار ومصاف الغرب مادياً ومنتعشين أكثر بروحانياتنا.
فمن هنا اُناشد كل كاتب وكل قارئ وكل إنسان في كل مكان بأن نبذل قصارى الجهد في تحقيق ماجاء في هذا البيان الهام حتى نكون بحق إنسان والذي يعيش بفطرته الإنسانية وطبيعته الروحانية.يجب علينا بمزج الماديات مع الروحانيات والتى لا انفصام بينهما فلن تستطيع الماديات بمفردها أن تنجو وتعلو بمجتمعاتها مهما علت فستكون ناقصة وكذلك لن تفلح الروحانيات وحدها في أن تعلو بشعوبها ولكن لابُد من مزج الروحانيات بالماديات كي نرقى بشعوبنا وننهض ونتفوق ونجد التأييدات الإلهية فى النواحي العلمية والروحية-فلا يجب على القارئ أن يقول أن العالم الغربي متقدم ويحتل المرتبة الاُولى برغم من أنه بعيد عن الروحانيات-هذه نظرية خاطئة حينما يعتبر الغرب بأنه لا حاجة إلى الله أو أن يقول قوله بأن الله قد مات والعياذ بالله-نحن الشرق لنا روحانياتنا ولنا حضاراتنا التى تلازمت مع الظهورات وظهور كل دين من الأديان الإلهية ولكن نحن أهملنا هذه الحضارات وأخذها الغرب وبنى عليها ووصل إلى ماوصل حتى أنه وصل إلى مرحله قال فيها نحن الآن فى غنى عن الله والأديان ونستطيع بالعلم أن نصل إلى مانود أن نصل إليه وكأنهم يقولون بأن الله منحنا الأرضية أو الأساس الذى نسير عليه واكتفوا بذلك ولم يعودوا بحاجة إليه.
فلنناشد عالمنا وشعوبنا بمزج الماديات على الأسس الصحيحة والروحانيات التى وهبها لنا العلي القدير ومنحنا إياها ونثبت بالتجربة ماذا ستولّد لنا هذه التجربة من العظمة والتقدم والرخاء والراحة والاطمئنان وننجو بعالمنا ونعلو ونسمو به والتجربة خير اثبات.
ومع شروق شمس القرن الحادي والعشرين، تبذل الحكومات والمنظمات وكافة الشعوب ما وسعها من طاقات هائلة في سبيل تطوير مجتمعات متحدة تنبض بالحياة وتنعم بالرّخاء. فمؤتمر الموئل الثاني ،الذي عقدته الأمم المتحدة في موضوع توطين الإنسان، والذي ارتكزت دعائمه على المؤتمرات العالمية الرئيسية التي عُقدت خلال ذاك العقد من الزمان . إن هو إلا حدث بارز في سلسلة تلك الجهود المبذولة مبشراً بتقدّم كبير على طريق تقدم المجتمعات وتنميتها.

ولن تنجح تلك الجهود في بناء المجتمعات على المدى البعيد إلا بمقدار: ما تصيبه من عنصر الربط بين التقدّم المادي والتطلّع إلى السمو الروحي الكامن في فطرة الإنسان وطبيعته، وتجاوبها للإعتماد المتبادل والتعاون الذي أخذ يزداد بين شعوب الأرض وأممها، وتأسيس نظام يتيح للمستظلين بظله أن يشاركوا في إدارة مجتمعاتهم.

وأمام هذه الأسس الثلاثة التي تشيّد عليها المجتمعات المتآزرة نسوق الملاحظات التالية:

التقدم المادي الذي يجب أن يحمل معه المبادئ الروحية وتحديد الأولويات:

ليس مؤكداً أن يكتب للمجتمعات البقاء والرّخاء المنشود دون أن تأخذ في الحسبان ذلك البُعد الروحاني للحقيقة الإنسانية، والسعي إلى حضارة ترعى تنمية المُ ثل والأخلاق والعاطفة والفكر لدى الفرد وتضعها في المقام الأول. وفي بيئة كهذه يمكن للفرد أن يكون مواطناً صالحاً مؤهلاً للخدمة البنّاءة عاملاً في تحقيق مصالح مجتمعه المادية والروحية، فتتسع رؤيته العامة وينمو بداخله الإحساس بالهدف المشترك.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الميادين المادية في تطور المجتمع مثل: البيئة-الأنظمة الإجتماعية والاقتصادية-الانتاج والتوزيع- أنظمة الاتصالات والمواصلات –العمليات السياسية والقانونية والعلمية يجب أن تقودها المبادئ الروحية والأولويات المحددة، أما في وقتنا الحاضر فإن تنمية المجتمع تقوم إلى حد كبير على اعتبارات مادية بحتة جوهراً وتوجيهاً.

في كل مجتمع يجب أن تُصان حرية العقيدة ومنها الحق في إقامة دور للعبادة لذلك، فإن مايواجهنا من تحدٍ يكمن في إعادة تشكيل مجتمعاتنا وتطويرها تبعاً لمبادئ عالمية تترعرع فيها أسس: المحبة، الأمانة، الاعتدال، التواضع، النخوة، العدل، والوحدة. وتلك هى التي تغذّي عملية التلاحم الإجتماعي، إذ بدونها يعجز أي مجتمع مهما كان مزدهراً اقتصادياً وموهوباً فكرياً أن يحظى بطول البقاء.

وفي سياق المبادئ والاعتبارات التي يجب أن تدعم هذا التوجه وتُغذيه نطرح الأفكار التالية:

• رعاية العائلة والعمل على رفع شأنها هو مايجب أن يكون محور عمليات التطور في المجتمع ومركز اهتماماته. فالعائلة هي المؤسسة الأولى في النظام الإجتماعي والحاضنة الأم للقيم والمواقف والعقائد والسلوكيات. فإذا سلمت صحتها الروحانية أخذت دورها القيم في تنشئة مواطنين ينعمون بالسعادة ويحملون عبء المسؤولية.

• إن الخطط التى يضعها المجتمع للنهوض بالنواحي الجسمانية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والسياسية يجب أن تَطال كل فرد فيه في خدماتها وثمارها لا أن تقتصر على أصحاب الامتيازات. إن مجتمعاً قائماً على العدل والانصاف الحقيقي يلزم أن يدرك أفراده أن مصلحة الفرد وصالح الأمة أمران لا ينفصمان أبداً، وأن تعزيز حقوق الإنسان يستلزم تعهداً كاملاً أمام الواجبات الموازية لها، وأن النساء عندما يُدعين إلى شراكة تامة مع الرجال في جميع الميادين الإنسانية، عندها ستنعم العائلات والمجتمعات والشعوب بالرخاء والازدهار والتقدّم.
• العمل وسيلة الإنسان في كسب رزقه وأسلوب لازدهار المجتمع عامة، وما دام الأمر كذلك، فإن ممارسة العمل تمنح الإنسان معنى لحياته. وعليه، فإن تخطيط المجتمع يجب أن يؤمن قناة تصب فيها قدرات أفراده الخلاّقة بشكل مفيد يستطيعون التعبير عنها، وعلى الفرد-ذكراً كان أم انثى-أن يضطلع بهذه المسئولية . ولاشك ان إحراز تقدّم في هذا المجال سيعطي زخْماً هائلاً نحو محو أقصى غايات الفقر والغنى في العالم.
• "الدين" كما تنص عليه الكتابات البهائية المقدّسة" إنه السبب الأعظم لنظم العالم واطمئنان من في الإمكان". لذا فإنه من الواجب ضمان حرية العقيدة في كل مجتمع ومنها الحق في تأسيس دور للعبادة، إذ هى المكان الذي يوفر للفرد موقعاً للصلاة والتأمل والتعبُّد فيقوي حبل الوصال بخالقه ويزداد تقرباً إليه، وبالخدمة والتضحية تقوى لديه قواه الروحية، عدا عن أن تلك الصروح الشامخة عادة ما تعكس التوجه الحضاري للمجتمع.
• إن عنصر الجمال في الوجود –طبيعياً كان أم من صنع الإنسان –أمر يجب تقديره وترقية أسبابه ليصبح مبدأ له تأثيره الموجّه في وضع الخطط لأن الجمال له تأثيره على القلوب ويهب الأرواح إلهاماً نحو أفعال وأفكار وجدانية نبيلة.
• سيحتاج تطوير المجتمع إلى تبنّي مبادئ المحافظة على البيئة وإصلاحها ليس من أجل توفير نمط مستدام من التنمية أمام حضارتنا فحسب، بل تجاوباً مع الروح الإنسانية في حاجتها الماسة لتعاملها الحميم مع عالم الطبيعة، كما أنه من الواجب مراعاة الدور الأساس للمزارع في توفير الأمن الغذائي والاقتصادي عند وضع جميع خططنا للإسكان.
• قوى العلم والتكنولوجيا الهائلة يجب أن تُسخّر للإحتياجات المادية والفكرية والعاطفية والروحية للأسرة الدولية بكاملها، وهذا يتطلّب إشراك جميع الأفراد في صنع المعرفة العلمية ثم تحديد ميادين تطبيقها. وبازدياد هذه المشاركة فإن التقنيات التي تؤدي إلى تحجير العاطفة وخلق الاختلالات، وتلك التي تسبب فائضاً في المهن المفيدة والمهارات، وأخرى تؤذي البيئة وتدمّرها، أو تتسبب في المرض والعجز أو الموت سيعاد النظر فيها بلاشك من أجل تصويبها أو إهمالها بالكلية.
ونتابع الجزء الثاني والأخير من المقال..................



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميزان الصحيح لإدراك حقائق الأشياء
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (7-7) -عبدالبهاء -
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (6-7) - - بهاءالله -
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (5-7)- - الباب -
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (4-7)- بين القرن التاسع عشر والع ...
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (3-7)
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (2-7) - بشارة يوم الله في كتب ال ...
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (1-7)
- المرأة والرجل: شراكة من أجل كوكب سليم
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية6-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية5-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية4-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية3-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية2-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية1-6
- وقوع دارون في شَرَك أن الإنسان أصله قرد!2-2
- وقوع دارون في شَرَك أن الإنسان أصله قرد!1-2
- هل الفكر الجديد أمر سهل أم أنَّه تَحُفُّه مجموعة من الصعاب و ...
- هل الفكر الجديد أمر سهل أم أنّه تَحُفّه مجموعة من الصعاب وال ...
- هل الفكر الجديد أمر سهل أم أنّه تَحُفّه مجموعة من الصعاب وال ...


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - مزج الماديات بالروحانيات لخلق المدنية الإلهية1-2