أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صبيحة شبر - الطبع أم التطبع ؟














المزيد.....

الطبع أم التطبع ؟


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:56
المحور: الصحافة والاعلام
    


في لغتنا العربية ، أمثال عديدة ، بعضها تتخذ جانب المظلومين الطيبين من الناس ، فتحاول ان تغرس في أنفسهم ، شموع النضال ، لتغيير واقعهم المظلم ، وحياتهم البائسة ، والبعض الآخر من الأمثال تحاول ان تبذر بذور الفشل والانهزام في النفس الإنسانية ، وتجعل المرء متشائما من امكانية التغيير ، ومحاولة أن يبدد الظلام المنتشر ، فيبقى نتيجة ذلك في مكانه ، لا يبذل جهدا من اجل ان يبدد الظلم المسيطر ، والجهل المنتشر ، لأنه يظن انه لا أمل موجود في التغيير ، وان ما هو كائن ، سيبقى دائما دون أن يتغير ، ولكن الحقيقة تذكر انه لاشيء يمكن ان يستمر أبدا ، فالظلم المهيمن على الناس لابد ان يزول اذا ما ناضلوا من اجل القضاء عليه او التخفيف منه ، وان المرض يمكن ان يعالج اذا ما وجدنا الطبيب الماهر القادر على تشخيص المرض ، ووصف العلاج المناسب له ، في كل داء يوجد الدواء الذي يقضي على ذلك المرض ،وعلى اسباب انتشاره ، الا بعض الأمراض القليلة التي لم يجد الطب لها دواء حتى الآن
المثل الذي أنا بصدده يقول ( الطبع أم التطبع ؟ ) وهو مطروح على شكل استفهام إنكاري ، بمعنى هل يتساوى من كانت الصفة طبعا فيه مع من يحاول أن يتظاهر ان تلك الصفة موجودة فيه ، ان اغلب الصفات التي يتصف بها الانسان يمكن ان يجعلها قوية فيه بكثرة التدريب والمتابعة ، صحيح ان صفات الإنسان ، تتدخل فيها عوامل عديدة مثل الوراثة ، والثقافة ، والاستعداد النفسي ، والأصدقاء ، والميل إلى المتابعة والمواصلة ، وبذل الجهد ،لنأخذ مثلا صفة الهدوء وضبط النفس ، هل هاتين الصفتين من الطبع ام من التطبع ؟ يمكن للإنسان أن يتحلى بهاتين الصفتين أولا ثم يفقدهما بمرور الوقت لانه لم يعود نفسه على الهدوء عند الاختلاف مع الناس ، او ضبط نفسه حين يتعرف على وجهات نظر الاخرين التي تبدو بعيدة تماما عن وجهة نظره ،
في بلد عريق عرف بتاريخه المجيد ، مثل بلاد الرافدين ، لم يعرف الناس حكما يهمه ان يعرف مارأيهم فيه ، فهم لم يعرفوا الديمقراطية طيلة عهودهم الماضية ، ولقد عاشوا استبدادا غريبا لاهوادة فيه ، لم تعرفه الأمم الأخرى طيلة العقود الماضية ، فهل تعني ذكر هذه الحقيقة ان العراقيين قد جبلوا على سياسة الإذلال وان سياسة الديمقراطية لن تنجح لديهم ، لانهم مهما حاولوا ان يتطبعوا بحكم الشعب ، فإنهم حتما يفشلون لأنه ليس صفة متأصلة فيهم وإنما جاءت إليهم ، وان الطبع الموجود بهم من أنهم امة لا تطيع الا من استعمل القوة معها قول مردود ، لا أساس له من الصحة ، فان عوامل الديمقراطية ان تحققت في بلاد حازت على غنى وتنوع في الثروات والامكانات الهائلة والكبيرة لابد ان تنجح فيها الديمقراطية ان توفرت العوامل المهيئة لها مثل التعليم والثقافة واحترام ألذات ، والنظرة المعاصرة للأمور ، وتقدير التنوع الثر في الكفاءات ، فيمكن ان لاتكون الصفة في الانسان ، منذ البداية ، ثم يحاول ان يزرعها في نفسه ، بإصراره المتواصل ، فكم من جاهل ، في بيئة جاهلة ، استطاع ان يعلم نفسه ويثقفها ، فيصبح بعد سنوات طويلة من العمل الدائب والدراسة المستمرة مثقفا ثقافة واسعة ومتطورة ، وكم من متفوق في مجال معين ، فلم يواصل تهذيب ذلك التفوق ، فضاع تفوقه في معترك الحياة
فلا يهمنا ان تكون الصفة الموجودة في الإنسان طبعا فيه أم تطبعا ، مادام صادقا في اكتساب تلك الصفة ، حريصا على المحافظة عليها ورعايتها



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية المرأة في الزواج والطلاق
- نازك الملائكة : عاشقة الليل والطفولة
- المرأة بين الماضي والحاضر
- وليمة
- الارهاب .... لماذا ؟
- قراءة في ديوان بلند الحيدري - ابواب الى البيت الضيق
- اليك عني ياهمومي :
- المرأة العراقية والحقوق
- عدو لدود اسمه الفقر
- المهجرة
- المساواة خرافة
- أحرام أم حلال؟
- نوع من العنف مسكوت عنه
- الايجابي والسلبي في الاديان
- ثرثرة حول حقوق المرأة
- الامثال والحكم يمثلان الطبقة الحاكمة
- الوشاية : قصة قصيرة
- رسالة الى صديقتي المقتولة
- الطاعون : قصة قصيرة
- استاذتي .... ماعاد لك : قصة قصيرة


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صبيحة شبر - الطبع أم التطبع ؟