أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب عبد السلام - تأمُلات في المعنى...سبعة مقالات قصيرة في الفلسفة















المزيد.....

تأمُلات في المعنى...سبعة مقالات قصيرة في الفلسفة


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 22:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حظيرة المقدسات
**********************************************
فلنفترض اننا الأن جالسين في غرفه و هذه الغرفة تحتوي على مجموعه من الموضوعات الحسية "طاولة/نافذه/مقعد/ مصباح" و المعنوية "فنان مفضل/ فريق رياضي/ كاتب بعينه".
بأمكاننا الحركة في ارجاء الغرفة بكل حرية و التمتع بكل ما فيها من محسوسات و معنويات ما لم!!
ما لم يدعي احدنا بأن هذا الكرسي مقدس عنده و لا يحق للاخرين اعابة هذا الكرسي او اعابة من صنعه.
في المقابل يقوم الطرف الاخر بتقديس المزهرية او النافذه من دون ان يعترض الطرف الاول لأن اليدين التين ستحولان كل شي الى ذهب و مقدس ليست حكرا لأي منا.
شيئا فشيئا سنجد انفسنا مكتفين في الارض لا نجروء على لمس شي ناظرين بتبله كبير للنافذة التي صارت مقدسه.
و ذات الامر ينطبق على الامور المعنوية حينما يدعي احدنا حرمة انتقاد فنانه المفضل او الادعاء بأن فنان اخر تجاوزه او ان لديه عيوبا في الفكرة اللحنية و هكذا نجد انفسنا مقيدين في الحوار نفسه و صامتين ننظر الى الاخر باعين يتطاير منها الشرر و الترقب و التربص..
الأن كلينا يجلس صامتا على الارض بعد ان الغينا عقولنا و اله كلينا افكاره و ادواته...
الأن لن تعباء بنا المزهرية او الطاولة او لاعب تنسك المفضل "في الغالب الاعم لاعبة"... كل ما حدث اننا اعقنا بعضنا عن الحركة.


2
تأملات في المعنى
******************************************
لماذا نحيا!!
ما المغزى وراء وجودنا طالما ان مسلماتنا اصبحت كالفقاعات في مهب العلم التجريبي و فككت براغيها لقصص و اساطير و تهويلات سايكولوجية ادت لنسج الاسطورة و ديمومتها بأعتبارها حقيقة "لا ريب فيها".
ما هو المعنى!! الذي علينا مواصلة الوجود لاجله! و هل بادراكه علينا الرحيل طوعا! !
حاول فرويد "ارضنة" المعنى و احتياطا لذلك التجسيد اضاف بعضا من التجريد و الميتافزيقيا للامر "الا وعي/ الا شعور/ العقل الباطن".
أن اختصار كامل الدوافع البشرية في لحظة "نشوة جنسية" و التحايل على ربط كل الموضوعات بلحظة النشوة هذه فيه تعامي كبير عن الافق اليوتوبي المزروع في الانسان.
انني اجنح للقول ان المعنى البشري هو تحصيل يوتوبيا الامر و ليس الامر ذاته و قد ناقشنا هذا الامر في مقالينا في الحوار المتمدن "خمس دقائق في عالم الواقع" و "مثل افلاطون و مثل اليوم" و ذكرنا فيه ان صخرة سيزيف انما هي مقاربة المحسوس بالمتخيل و مطابقة اللذة في المخيال باللذة في الواقع و المخيال شرود لأنه يوتوبيا و اليوتوبيا متعالية و مثالية.
أن ربط العقل بالامتناهي و لنفترض انه "المعرفه" يشكل مبررا جيدا للبقاء اطول وقت طمعا في مزيد من الحياة.
و الا متناهي هو عينه اليوتوبي و اليتوبي هو قمة الجبل و الصخرة هي الالحاح على مطابقة الكامن اسفل القمة بما هو في اعلى القمة و القمة ايل شرود.
فلندعي بأن المعرفة هي المعنى و لندعي بأن الوقائع في الحياة هي نوايا للتطابق مع الوقائع في العقل و العقل كل لا متناهي.
أن المشقة صوب لا تناهي المعرفة هي ذاتها المشقة صوب المطابقة بين الوقائع في الحس و الوقائع في المتخيل.


3
تأسيس الموقف البديل
**************************************
يظن الكثيرون ان موقف الرفض للاسطورة و التبريرات الغيبية الا واقعية هو موقف نهائي و قمة ال"بطولة العقلية" و هذا ظن متسرع و خاطئ و غالبا ما يؤدي لنكوص سريع تجاه الظلام لسبب بسيط و هو ان مشروع التنوير بقدر ما هو مزيح ُللقناعات الساذجه فأنه يبني افكارا اخرى اشد تعقيدا و عمقا.
يحل التجرييب مكان التغييب و التجربة مكان الموعظه.
هنا يقع على المستنير مسؤؤلية البحث في كل المعارف التجريبية الحالة مكان افكار الامس الساذجه السهلة لأن موقف الرفض كموقف نهائي و الكسل و الركون اليه هو موقف عاجز عن البناء مكتفيا بتأمل حطام ما هدم.
تحضرني هنا قصة ابراهام الاسطورية حينما هدم الاصنام ثم وضع الفأس على اكبرها! ! لم يكتفي بالهدم بل جاء برد عقلاني جدا وضع فأسه "عقله" عليه.
أن البقاء في موقف الرفض بدون الاحساس بفداحة البديل الذي نحن مطالبون ببرهنته كل لحظة و بشتى الطرق العقلية و التجريبية هو موقف مؤذي و معطل.
لذا تأسيس البديل هو واجب كل مستنير.


4
حول تراجع الديموقراطية
*******************************************
شاهدنا جميعا نتائج الانتخابات الاخيرة في تركيا حينما صعد الي الواجهة حزب الشعوب الديموقراطي و هو حزب كردي بامتياز حرم حزب اردوغان من اغلبية البرلمان.
شاهدنا ايضا المجزرة التي حدثت لحزب الديموقراطيين الليبرالين ببريطانيا حينما خسر مقاعده الثمانية و الاربعين لصالح الحزب القومي الاسكتلندي المعبر عن شعب دولة اسكتلندا الذي لا يجب ان ننسي انه طالب بتقرير مصيره في البقاء او الانفصال عن
المملكة المتحدة و فاز خيار الوحدة بفارق لا يذكر.
هذا الامر في ظني تمظهر لعحز الديموقراطية كنظام في التعبير عن الجميع علي الرغم من انها محصلة لصوت الجميع.
أن تخلي الافراد عن فكرة المواطنة القومية و الانتماء لكيان وطني موحد و الانحياز لاحزاب قومية و عرقية لحماية مصالحهم لا شك انه امر يؤخذ علي الديموقراطية و عليها معالجته عبر السماح بتطوير يمس جوهرها في انها "اصوات الاغلبية" هذه الاغلبية التي يظن بها انها اغلبية ممثلة للجميع و ليست اغلبية طبقه واحدة او فئه بعينها.
هذا تراجع مخجل في ظني حينما تصعد احزاب قومية عنصرية الي السطح عبر الية "صوت الاغلبية".
و لا بد لهذا التراجع ما لم يعالج باصلاح عميق لتعريف الديموقراطية نفسها " من داخل النص" و الا ستجد الاوطان نفسها ذات يوم محض مقهي تلتقي فيه اوطان صغرى اخرى تسمى الطائفة و القومية و الدين.


5
نقاشات ليبراليةـ حول الايدليوجيا
**************************************************
ثار هدا الحوار الودي بين رفيقين من شباب و طلاب الحزب الليبرالي السوداني في افطار مكتبي الشباب و الطلاب حينما قال احد الاخوة في الحزب بأنه تعرف الى "الايدليوجيا" الليبرالية فقاطعه زميل اخر بقوله : الليبرالية ليست ايدلوجيا. "انتهى".
تعليقي علي الامر هو صوابية كلا الموقفين باعتبار ان الليبرالية ليست موقف ايدلوجي حتمي تجاه الوجود او اراء فكرية مسبقة نحوه بل هي وليدة التفاعل بين العقل الحر و الواقع الماثل.
في المقابل فهي موقف ايديلوجي تجاه الايديلوجيا نفسها او موقف اخر تصب فيه افكار بديلة وفقا لمسلمات نهائية لا رجعة فيها كحقوق الاقليات و السوق الحرة او الاجتماعية.
عليه فأنها و علي مضض تصلح لأن تكون ايدليوجيا اكثر انفتاحا و تسامحا لأن لديها افق خاص بها بديل للافاق المغلقة الاخرى.
هي تحتمل ألقولين في ظني بمعني انها ليست موقف مسبق تجاه الواقع و ايضا ليست نظرية هزلية غير ملتزمة بمعايير البرهنة و الجدية.


6
التأويل و التفسير :
يقول القرأن في اية "السارق و السارقةِ فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا" التفسير المباشر للاية هو قطع اليد و باجتهاد علماء الاسلام الافاضل فقد حددوا موقع القطع و نصاب القطع و هو ما لم تصرح به الاية و هم بالتالي فسروا الاية بنص جديد قطعي الدلالة يصادر اي تفسير اخر للاية فقيدوا النص بتفسيرهم كيلا يزيغ الناس عن الصراط الواضح المستقيم.
و التأويل هو ابتكار معني مجازي للنص فيقول المؤؤلون تجاه الاية الفضلى بأن اليد هي مجاز للتعبير عن القدرة و الاستطاعه فيصبح قطع اليد عندهم قطع قدرته و حركته عبر حبسه او نفيه او تغريمه و بالتالي ينفتح النص على تفاسير اوسع من التفسير المباشر المستقيم.


7
حول العلاقة الحرة
********
في هذه الاطروحة ساتواضع كثيرا للحديث حول تصوري للنموذج العقلاني للعلاقات الثنائية من خلال ايضاح بعض الاشياء و تحليلها تحليلا عقلانيا يساعدنا في بناء علاقة ثنائية عقلانية غير خاضعه للتهويل و المبالغه.
الحب هو قيمة يوتوبية مثالية متعالية "الاله الغاضب دوما" لا وجود لها حسي في الواقع!! أن الاهتمام المستمر/صباح الخير المتكررة بين الشريكين/هدايا عيد الميلاد /القصائد المسروقه كل تلك الامور ليست هي الحب!! بل هي افعال قائمة بذاتها تهدف لمجاراة نسق يوتوبي اعلي تمارس هذه التحركات تحت زريعته .التعرف علي واقعية الامر من كونه يوتوبي ان اليوتوبي يولد احساس مستمر بالتقصير و بالمزيد من البذل مما لا يوجد لوجه ما لا ينتهي!!
العلاقه الحرة هي علاقه متفق عليها بين الشريكين تسمح بوجود فضاء حر بينهما يبذل فيه كلا الشريكين ما يستطيعان من مشاعر واقعية قابلة للتحقيق و ليس "قصورا من اكاذيب تكبد كلا الطرفين مزيدا من الرهق و الانهاك! على قول درويش في قصيدته لاعب النرد:
ان كان لا بد من حلم فليكن مثلنا و بسيطا
و اضيف أن كان لا بد من علاقه فلتكن واقعية و عقلانية بعيدا عن ميتفايزيقيا الحب و المثاليات المرهقة التي خلقت لتحيا في عالمها المتعالي لا لأن نتعب للعيش فيها يواقعنا الادمي العادي.
هي العلاقة الحرة و العقلانية المؤمنة بمحدوديتها و قصورها و عيشها العادي! هي العلاقة التي لو ارادت قبلة ليست مضطرة لتفتح بوابة "الجحيم" لتشوي قطعة لحم.
هي الارضية جدا الحداثية و المتحضرة المدركة لأنها ولدت في الارض و ستدفن في الارض.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضاء الليبرالي
- الاسلام و افلام الرعب
- المغرب و أمتحان الليبرالية
- مُثُل افلاطون و مُثُل اليوم
- مقاربة بين الله و الصفر
- خطوات بأتجاهِ ما بعد الحداثة
- لماذا ارتد الأتراك ؟؟
- نظرات جديدة في الميتافيزيقيا
- لاهوت العقل التجريبي
- لا بد ان تبقى و لا بد ان تتمدد
- خمس دقائق في عالم الواقع...مقال في العزلة الجديدة
- الهوية القلقلة
- تثوير الليبرالية
- المرأة و عبودية المنزل
- ليبرالية العقل و ليبرالية النقل
- الاطروحة الحضارية للتقنية
- عيد العمال و ليس عيد الشيوعين
- هتلر الصحراء
- محاولة النفاذ من عنق النص
- على من اُنزلتِ الديموقراطية ؟؟؟


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب عبد السلام - تأمُلات في المعنى...سبعة مقالات قصيرة في الفلسفة