أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ليه كده يا أم أيمن؟!














المزيد.....

ليه كده يا أم أيمن؟!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 17:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيها القارئ العزيز، "أوعى تفهمني صح"، وتظنّ أن هذا المقال عن السيدة الإخوانية الفاضلة "أم أيمن"، التي دوّخت العقول بتصريحاتها أيام البرلمان الإخواني التعس، وحتى اليوم، وإلى ما شاء الله. فهناك سيدة فاضلة أخرى من تراثنا الإسلامي تحمل الاسم نفسه: “أم أيمن". على أنني لن أخيّب ظنّك وسوف أتحدث عن "أم أيمنّا" الإخوانية العزيزة، ولكن بعدما أقدّم لك "أم أيمن" التراثية التي دوّنت سيرتَها كتبُ التراث العربي. هي الصحابية التي عاصرت النبيّ عليه الصلاة والسلام، بل كانت حاضنتَه منذ طفولته ومُربيّته التي ورثها عن أمّه كجارية، ثم أعتقها حين تزوّج السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. فلازمته أمّ أيمن طيلة حياته حتى توفاه الله. وكان يقول عنها: “أم أيمن أمي، بعد أمي”. اسمها الكامل: بركة بنت ثعلبة الحبشية. أسلمتْ مبكّرًا، فور إسلام السيدة خديجة، فزوّجها النبيُّ في مكّة من عبيد بن الحارث الخزرجي، فولدت له "أيمن" الذي قُتل يوم حُنين. ولما مات زوجها الأول، زوّجها النبيُّ من الصحابيّ زيد بن حارثة. ثم هاجرت مع المهاجرين إلى المدينة. وفي غزوة أُحُد كانت تسقي المسلمين الماءَ وتداوي جرحاهم، وتذرُّ الترابَ في عيون الفارّين الخائفين، وتقول لواحدهم ساخرةً: “هاكَ المغزل، وهاتِ سيفَك". ثم تمسك السيف وتدافع عن الرسول حينما راح بعض رجاله يفرّون من حوله. وحين مات الرسول عليه الصلاة والسلام رثته أمُّ أيمن بما يشبه النظم الشعري ضعيف البناء، حيث قالت، كما ورد في كتاب “الطبقات الكبرى” لابن سعد الزهري:
"عين جودي فإن بذلك الدمع شفاء فأكثري من البكاء/ حين قالوا الرسول أمسى فقيدًا ميتًا كان ذاك كل البلاء/ وأبكيا خير من رزئناه في الدنيا ومن خصه بوحي السماء/ بدموع غزيرة منك حتى يقضي الله فيك خير القضاء/ فلقد كان ما علمت وصولا ولقد جاء رحمة بالضياء/ ولقد كان بعد ذلك نورًا وسراجًا يضيء في الظلماء/ طيب العود والضريبة والمعدن والخيم خاتم الأنبياء.”

أما "أم أيمنّا" القيادية الإخوانية البارزة التي نعرفها جميعًا، فتلك حدوتة أخرى.
ما الذي ذكّرني بها اليوم؟ وهل نسيتها لأتذكرها؟!
إنما أرسل لي أحد قرّائي تصريحاتها التي أطلقتها على صفحتها بتويتر الأسبوع الماضي وأبدت فيها فرحتها باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، ثم تشفيّها، شأن بقية أضرابها من الإخوان، في شهدائنا الأبطال من جنود مصر الذين قضوا في حادث شمال سيناء الإرهابي الخسيس. معقول؟! سبعة عشر جنديًّا شريفًا من أبناء قواتنا المسلحة النبلاء، مزقوا قلوب المصريين حزنًا، في حين أبهجوا قلب أم أيمن؟ لا أصدق!
وكعادتي في تقصّي الحقائق من مصادرها، وعدم اتّباع ثقافة "قالوا له"، دخلتُ من فوري على حساب أم أيمن في تويتر لأقرأ بنفسي، وأعرف كيف يمكن لإنسان أن يسعد بموت جنود من جيش بلاده! "أيخونُ إنسانٌ بلادَه؟! إن خانَ معنى أن يكونْ، فكيف يمكنُ أن يكونْ؟!" شكرًا بدر شاكر السيّاب.
أعودُ للعزيزة أم أيمن. وجدت حسابها في تويتر تعلوه صورة لبرلمان مصر الإخواني، فهذا مجدُها الآفل. لكنني اكتشفتُ سرًّا خطيرًا وهو آخر ما كنتُ أنتظره من أم أيمن! أم أيمن "عاملة عليّ بلوك"!! "حظرتني" يعني باللغة الفصحى! بحيث لا أقدر أن أسعد بقراءة تغريداتها الغِرّيدة المُغرّدة. طَيب ليه كده يا أم أيمن؟! ألم يكن بيننا عيش و"طوني خليفة"؟!
أتذكّر الآن الحلقة التي جمعتني بالسيدة أم أيمن، وكانت من أكثر حلقات برنامج "أجرأ كلام" كوميدية ومرحًا. سألها طوني خليفة هل تتقبل أن يتزوج أبو أيمن عليها بامرأة ثانية؟ فقالت بحسم: “لا يستطيع. فلن يجد امرأة مثلي.” تعجبني الثقة بالنفس من أم أيمن. وحين أخبرتها برأي عرّابها وعرّاب الإخوان "حسن البنا" في تعدد الزوجات، فوجئتُ بأنها لا تعرف شيئًا عن آراء هذا الرجل الذي يتبعونه حذوَ الحافر.
كتب حسن البنا في مجلة "الإخوان المسلمون" العدد 13 سنة 1944: "إن خيرًا للمرأة وأقرب إلى العدالة الاجتماعية والإنصاف في المجتمع أن تستمتع كلُّ زوجة بربع رجل أو ثلثه أو نصفه من أن تستمتع زوجةٌ واحدة برجل كامل وإلى جانبها واحدة أو اثنتان أو ثلاث لا يجدن شيئًا"! بُهتَت أم أيمن حين قرأتُ عليها ما سبق، ثم قالت من فورها: “ربنا محلل ده، هاتعترضي على كلام ربنا؟" ونسيتْ هي أنها من اعترض على كلام ربنا قبل دقيقة؛ بحجة أن أبا أيمن لن يجد مثلها!!
واكتشفتُ أيضًا أنها لا تعرف رأي حسن البنا ليس في دخول المرأة البرلمان، والعياذ بالله، بل في مجرد خروجها من بيتها للانتخاب! مجرد أن تُدلي بصوتها في صندوق انتخابات! أخبرتُها أن حسن البنا كتب في مجلة "الإخوان المسلمون" عدد يوليو 1947: “منحُ المرأة حقَّ الانتخاب، إنما هو ثورة على الإسلام وثورة على الإنسانية.”!!!
تُرى ماذا كان سيقول حسن البنا إن علم أن أم أيمن دخلت البرلمان، بل ولها صفحة على تويتر، بل وتعلق صورة البرلمان على صفحتها أيضًا!
بُهتت أم أيمن من جديد، لكنها بررت تويترها وبرلمانيتها بأنها: "نموذج المرأة المصرية، ونموذج المرأة العربية، ونموذج المرأة المسلمة.”
لن أقول: حنانيكِ يا أم أيمن، فتواضعي قليلا لأن مَن تواضعَ لله رفعَه. ولن أسألها كيف لنموذج المرأة المصرية العربية المسلمة أن تتشفى في مقتل جنودنا، ونائبنا العام محامي الشعب؟ ولن أسألها كيف تكون إخوانية وتجهل كل آراء حسن البنا عرّابها وسيدها؟! إنما سأسألها سؤالا واحدًا لا غير:
ليه؟ ليه كده يا أم أيمن؟!
Why? Why you do this? Whyyyyy!!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أكتب في -نصف الدنيا-؟
- القرضاوي يفخّخ المصريين بالريموت كونترول
- أصعبُ وظيفة في العالم
- شركات الاتصالات: اخبطْ راسك في الحيط
- السراب
- وسيم السيسي... سُرَّ من رآك
- في مهزلة التعليم.... المسيحيون يمتنعون
- فانوس رمضان
- درجة الإملاء: صفر
- -الحرف-... في المصري اليوم
- هدايا لم تُفتح منذ مولدك
- مصرُ ... وشخصية مصر
- شيخ الكافرين
- رحلتي للسماء
- رسالة من ذوي الإعاقة إلى الرئيس السيسي
- سلطان القاسمي... أحدُ أبناء مصر
- ليس بوسعي إلا السباحة ضد التيار
- قبل أن تُحبَّ صحفية
- عكاشة والسيسي
- النظافة ليست من الإيمان!


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ليه كده يا أم أيمن؟!