أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ثورة المؤمن عبد النار _ قصة قصيرة














المزيد.....

ثورة المؤمن عبد النار _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 16:40
المحور: الادب والفن
    



تمرد وأعلن الثورة في الفراغ الذي يعيشه والحرمان الذي كسر له كل الأجنحة وأخذ يلقي الخطب الحماسية التي يؤازر بها نفسه وأعلن البيان رقم واحد , أنا المدعو (.......) سأكون القائد العام للثورة ومفكرها الأيديلوجي والزعيم الذي سيغير خطوط الطول والعرض في كوكبنا لننماشى مع طموحات الجماهير الكادحة التي أستنزفتها قوى الأمبريالية والرأسمالية الكونية وسأعيد للوجود ساعة البدء التي كان فيها الناس تأكل في صحن واحد وتعمل في حقل واحد وتنام على سرير واحد , سأعيد عصر الجماهير وصوتها الذي يجب أن يسمعه الله وجوقة الرأسماليين والكهنة ....
عند أنهاء الخطبة لم يسمع أحد يهمس ولو بصوت منخفض عاش الزعيم أو حتى تصفيق يسترد فيه أنفاسه المتلاحقة من أثر الإدمان في التدخين , تلفت يمينا وشمالا لم يجد من يعيره الأنتباه فتبين له أن الناس لم تعد تؤمن بالشيوعية فقد أغراها المنجز الرأسمالي وما هذا الترف اللا متوقع إلا واحدا من منجزات رأس المال الحر .... أذن علينا أن نقود الثورة في الأتجاه الأخر ,نزع قميصة الموشح بالعلم الأحمر وأبدله بقميص أزرق مخطط بالأبيض وأررتدى ربطة عنق كلاسيكية وصعد ليخطب من جديد, أيها الناس لقد أفسد عليكم البعض لذة التمتع بالحياة كيفما تحبون بدون حدود ,العالم الجميل سيتحول إلى جحيم دون أن يكون معك مال وعمل حر وصحافة حرة تقول ما تشاء ... سيكون عطاءك بلا حدود وأنت ترى أنك الأهم في الوجود حينما تعمل لتبني لك ولأجيالك القادمة ... ستنسى أيام الفقر والمجاعة والبحث بين الحشائش عن شيء يوكل , أمام الهامبركر والبيبسي كولا وسيارة لا مبركيني لا شي يستحق المقارنة وأنت تتأبط يد فتاتك الجميلة .
كان قليلا من الشباب أستوقفهم منظر الرجل الذي لا تبدو ملامحهه تشبه الخطاب ,قال أحدهم أن حرارة الجو وقلة الغذاء أثرت على مكنونه العقلي ... أستطاع أن يفرزن الكلمات الأخيرة وقد أشفق على نفسه من هذا الحال , الناس تعرف الرأسمالية أكثر من شخص جائع متشرد ,لا بد لي من البحث عما يحب أن يسمع الناس ..... جلس يدخن سيجارته الأخيرة ليعلن بعدها أفلاسه ثم جنونه أو محاولة التقدم نحو فكرة الأنتحار .... ترأت له من بين مخيلاته التي تشبه دخان السيجار أن الدين سيكون عامل جذب مهم ليسمع الناس صوته .
نزع عنه كل شيء يرمز للعلمانية أو لا يتناسب مع وضعه الجديد كداعية إلى الله ,مشط لحيته التي طالت كثيرا وتشابكت لقلة ما في الجيب من مال أو بصراحة لعدم أمتلاكه ثمن شفرة حلاقة ,أسدل على جسده عباءة قديمة ولف رأسه بما يشبه العمامة وأقتنص رجالا ونساء كانوا في طريقهم للمقبرة وصاح مناديا , يا أيها الناس أتقوا الله وأطيعون , اليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل فويلكم ثم ويلكم ثم ويلكم من غضب الجبار ,ويلكم ثم ويلكم ثم ما عساكم أن تقولوا وقد أخرس الله ألسنتكم وأشعل نيرانها ولا من مغيث يغيثكم إلا ما أنتم مقدموه الآن , لقد خلق الله النار وجعلها مثوى للمتكبرين الذين لا ينفقون في سبيل الله ويخزنون الذهب والفضة , يا عباد الله اليوم أمل فأجعلوه عمل ولا تنسوا أن الله لا يقبل منكم إلا ما تصدقتم به ترضون به وجهه ...... الله أكبر ... الله أكبر.
أنقطعت الخطبة على أزيز الدراهم وصوتها المميز وقد سره تلك القبل التي طبعت أثارها على كفيه وهو ينادي يا عباد الله أتقوا الله ,كلما تذكر كلماته عن الله وعن نار جهنم تأخذه رعشة الخوف والخشية ثم يهم أن يبكي فيمسح بطرف رداءه فوق عينيه ليفتحها على مزيد من الدراهم فتنتعش الأمال وتكبر الأحلام وتنتصر الثورة .... نعم لقد أنتصرت ثورة الله المؤيدة بنار جهنم على خليفته الذي جعل وصار من ذلك اليوم زعيما للمؤمنين وناطقا بأسم مالك خازن النار .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حدث هذا الصباح) _ قصة قصيرة
- بذرة لعينة من شجرة العري
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح7
- خلف جدران بكة _ قصيدة نثر
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح6
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح5
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح4
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح3
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح2
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح1
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح2
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح1
- محاولة للتوسل بالرب
- مشتاق للبكاء
- نصائح خشبية لرحلة أبدية
- سر سماوي _ قصيدة نثر
- المال ورأس المال والإشكالية التوظيفية
- قيمة العمل والتشغيل في الفكر الإنساني
- الله مع الخير أم ملتزم الصمت في الصراع البشري ?.
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح1


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ثورة المؤمن عبد النار _ قصة قصيرة