أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الحب واللاحب















المزيد.....

الحب واللاحب


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 12:43
المحور: الادب والفن
    


الحبّ واللاحبّ
( الزواج بحر هائج من العادات. تحطم امواجه سفينة الحبّ الهادئة. ـ مراد سليمان علو ـ )
اشعر بوجود فراغ في علاقتنا، كما تشعرين. فراغا نرغب بملئه، ولكننا لن نتفق أبدا على كيفية ذلك. أنت تريدين أن تملئي الفراغ بفيللا، وسيارة فارهة، وزواج شكلي، وأنا أريد أن أمليء الفراغ بالحبّ، والقصائد والورود.
أنت ترغبين في الزواج، وأنا عندي الزواج عادة اجتماعية فاشلة، وهي غير قادرة على سدّ الفجوة فيما بيني وبينك.
يضيع الحبّ في الزواج، ولا نقدر أن نحبّ عند الزواج، ولا تطفو غير الماديات في بحوره المظلمة.
لنتحد مع الطبيعة، ولكن علينا أن نتخلى عمّا نملكه أولا، ولنتمسك بالصدق. الصدق في علاقتنا.
بدلا أن نذهب بعيدا للبحث عن السعادة. لماذا لا نكتفي بما لدينا من حبّ في علاقتنا القائمة. السعادة غزالة شاردة من يبحث عنها تختفي عن أنظاره. لا يمكننا أن نلحق بالسعادة ونحن منهمكان في ملء فراغات مفترضة. الذاكرة مليئة بصور السعادة، وما علينا إلا إشعال شرارتها لنحوّلها إلى حبّ جديد من جديد. اليوم. الآن.
لنشارك ما نملكه من حبّ، وسعادة مع من حولنا ليهتموا بنا بدورهم بدلا من الذهاب بعيدا لاكتشاف ذواتنا. قد نكتشف شيئا نفتقده هنا، ولكن قطعا لن يكون حبّا سعيدا، وخلاصا حقيقيا بل زائفا، وماديا مبتذلا وارما، ومليئا بالتظاهر.
الحبّ مدار لا يدرك جاذبيته الرجل كذكر أو المرأة كأنثى. بل يدركه الإنسان بإنسانيته. بقلبه. بعقله السائر في درب الإنسان الكوني، وأنت لست كونية، وإنما أنثى تبحث لتشبع غرائزها الحيوانية، فكيف سأسد فجوات الشبق لديك بقصائد حبّ، ورسائل غرام.
قدّمت لك الوفاء المستمر، ولم أقل يوما يوجد الكثير من الحزن حوالينا. لم أثر فيك الشجون. زرعت الابتسامة على صحراء شفتيك، ولم اكف يوما عن حبّك.
كنت لغزا يحاول الجميع حلّه دون جدوى. حتّى جاء دوري وصببت شلاّلات من الصدق المشبوب بالحبّ الجارف في روحك التواقة للوصول إلى الصقيع رغم توفر الدفء في تلك الشلاّلات.
صارحتك بما أنت عليه، وبينت لك حجم الفخاخ على الطريق الذي تسيرين فيه، ولكنك كنت تستشهدين بمقولة لرجل خرف يظن إن كلّ الرجال رجال؛ لأنهم ذكور، ولأنك انثى.
عندما تعرضين نفسك كأنثى سيتعامل معك الرجل كذكر، ولكن إن تعاملت معه كانسان لن يجروء على لبس قناع الذئب. هنيئا لك أنوثتك المليئة بالفحيح.
لماذا عليك أن تجري وراء الآخرين بحثا عن الحبّ، والسعادة، والصداقة؟ كيف تتجشمين عناء البحث، وهي موجودة لديك، والآخرين بحاجة إلى أن يأتوا إليك، ولكن عليك أن تقنعي نفسك بالعطاء. العطاء يا صديقتي. العطاء يا حبيبتي. لا تكفّي عن العطاء. فقط تخلي عن الطلب. قولي لا أريد. سأكتفي بما لدي. وسترين أن ما لديك يكفينا جميعا. جميع الذين يحبونك. أصدقاؤك الشعراء، وأحبابك الحكماء، ورفاقك الفلاسفة. لديك كل هؤلاء وتذهبين برفقة ببغاء لملء جيوبك بشهوة رخيصة. لا تذهبي بعيدا. لا تذهبي. ابقي هنا بقربي. ابقي معي.
لو قال لك أحدهم يوما: "البسي جوربا"، فإنه لا يتكلم عن قدميك الحافيتين. يقول لك ذلك لأنه يحبك.
استخلصي الحبّ من كل شيء. حتى من جواربك التي كلمتك عنها. تفوقي على اللغة فهي بالتالي من صنع الإنسان، وهو الذي وضعها ليعبر عن حبه بها. اشعري بهذه الحروف الرائعة، وقوديها لنشر الحبّ بين أصدقاؤك الرائعين الذين تريدين التخلي عنهم، واللغة التي تريدين أن تهينيها بطلبات معيبة من غرباء عن الحروف.
لا تصبح طريدة، ولا تكون صيّادة، وابتعدي عن الشعارات الجوفاء وابحثي اليوم معي عن النقاء. قومي بتنقية عواطفك، وقلبك، وعقلك من الشوائب. من رغبة الهروب والانزواء والتخلي. قومي بتشذيب الزوائد من أفكارك وكأنك تقومين بتنقيح نص جميل لي ليكون جاهزا للنشر. نقِ نفسك قبل الآخرين.
العواطف غزيرة في هذا النص، فأنا أملك الكثير من الحبّ. وحبيَ لك كان من أجمل الصدف يا صديقة صديقي.
لا بأس إن دعوتك للتنزه معي للمرة الأخيرة، ولكن لن نذهب بعيدا هذه المرّة، فقد ملّت أفياء (كرسى) من خطواتنا، وقرى شنكال لن تتحمل ظلالنا بعد بوحنا بالحقيقة. حقيقة حبي لك. وحقيقة هروبك مني.
هذا مؤلم لكلينا، وبعض الحبّ يؤلم.
أنا لا أحبّ المفاجآت. ربّما لأن قلبي جُبل بحبّ رقيق لذلك لم أفاجأك يوما، وأنت تحبين المفاجآت، وتعيشين على المفاجآت، وكل ما تقومين به هي مفاجآت، ولكن حتى الطيران خارج السرب مفاجأة، وأرجو أن تؤلمك هذه الحقيقة.
إنها المرّة الثانية التي تتركيني فيها. إنها المرّة الثانية التي أتركك فيها دون أن نتشارك في قصائدنا، ودون أن أقول لك ما في صدري، ودون أن أقول لك إذا ما قبّلت يوما جبينك فهذا يعني إنني أحبك جدا، وسأحبك أكثر من نفسي لو أعطيتني القليل من الحبّ، فبالقليل منه يتحرك الدم في شراييني. لا تقومي بوداعي. لا تعانقيني للوداع. لا تقبّليني. لا تذرفي الدموع. إذا أردت الذهاب. فقط اذهبي دون وداع، وإلاّ فأبقي للأبد.
لا تزيدي عذابي بقولك في كل مرّة إنك راحلة. هل تعذبينني؛ لأنني لم أحبّك كفاية، أم لأني لا أجيد خداعك مثل هذا الذي ستهرعين إلى أحضانه الزائفة.
قلت لك ما أن ندخل عالم الحبّ حتى يصعب الخروج منه. قلت لك ما أن ندخل عالم الحبّ حتى يصعب السير فيه دون أن نعطي أولا. ابكي يا حبيبتي. ابكي يا صديقتي. ابكي يا غريبة. ابكي كثيرا، فالدموع تغسل الخطايا وترينا الندم، وتلمّع الذكريات الجميلة.
قلتها في البداية أنت مادّية تفضلين المهنة على الحياة. الحياة نفسها مهنة، ولكنها مهنة العشاق، ومهنة الذين يجيدون التعامل معها لأنها تحتوي على أثمن شيء ممكن أن نبحث عنه طوال أعمارنا تحتوي على الحبّ، والحبّ هو الحلّ، وليست مهنة فارغة تجلب حفنة من الدنانير وتفقدنا الكثير من الحبّ. الحبّ وليس الجنس. الجنس جزء من مئة. جزء من الحبّ. إذا كان عن حبّ، وحتّى هذا الجزء الذي قدتِ نحو غدائره خيولك البرية الجامحة لن تهنئي بها عن حبّ. ألا ما أتعسك يا صديقتي فهل هذا هو الذي تريدين أن تملئي به الفجوة التي بيننا؟
وتسأليني: ما هو الحبّ؟
الحبّ: هو عندما ننهض فجرا على صوت المطر، ونفكر بمن نهواه ونرسل له رسالة فنجدة قد أرسل بدوره في نفس تلك اللحظة رسالة لنا. أليس كذلك؟ هنيئا لذلك الفجر يقظتنا فيه، وخفقان قلبينا به، يا رفيقة فجري.

جوهر روح العشاق يأتي من التجارب. تجارب الصداقة والحبّ. تعلمت من التجارب إنها هي التي تأتي لتدخل أرواحنا، وليس لنا أن نذهب لنبحث عنها كالمجانين.
لا نجرب السموم على اجسادنا خوف الموت. وأنت يا صديقتي ما فتأ
ت تبثينه في أرواح أحبابك، وأصدقاؤك لأنك ستقطعين عنهم معونة الحبّ.
لا تجرّبي آلام الولادة، فأمك فعلت، ولا تجرّبي لذّة الحصول على الأطفال فقد كنت طفلة أبيك. احصلي على الحبّ. على الكثير من الحبّ. أمشي بتؤدة فالزمن لا يعود عندما نترك مقاعد الدراسة. الزمن لا يعود عندما نفقد عذريتنا. الزمن لا يعود عندما نتزوج. فقط الزمن يعود عندما ننشر قصّة، وعندما نبني قصيدة. الزمن يعود دوما عندما نعود لمن يحبنا أكثر يا صديقتي.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصدقاء الثلاثة
- أغار عليك
- أصابع أتهام
- أريدك أن ترحلي
- أحزان الحب
- احتلال الحب
- بتلات الورد64
- أحبك
- صديقي القديم96 و97 و98 و99 و100
- صديقي القديم93 و 94 و 95
- صديقي القديم90 و 91 و 92
- صديقي القديم87 و 88 و 89
- صديقي القديم84 و 85 و 86
- صديقي القديم81 و 82 و 83
- صديقي القديم78 و 79 و 80
- صديقي القديم75 و 76 و 77
- صديقي القديم72 و 73 و 74
- صديقي القديم69 و 70 و 71
- صديقي القديم66 و 67 و 68
- صديقي القديم63 و 64 و 65


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الحب واللاحب