أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - حوار الهجرة والتجريب مع أسامة الخوَّاض-محمد نجيب محمد علي















المزيد.....


حوار الهجرة والتجريب مع أسامة الخوَّاض-محمد نجيب محمد علي


أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)


الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


اسامه الخوَّاض في حوار الهجرة والتجريب : أفضـل أن اكـــون مجــربا فاشــلا من أن أعيد تدوير نصــوصــي القديمــة

حوار : محمد نجيب محمد علي

لم يكن الشاعر والناقد أسامه الخواض يتخيل أنه سيغترب عن الوطن يوما / في عام 1986 قادته الخطي الي بلغاريا للدراسة بجامعاتها ، كان يرسم كما قال لي للعودة بعد التخرج إلي الخرطوم ، ولكن قدره كان مختلفا .. وكانت الغربة الطويلة التي طافت به لعوالم أخري وبلاد عديدة حتي نزلت به في الولايات المتحدة مقره الآن ..حيث يعمل ويقرأ ويكتب . و أسامه أحد المبدعين من الشعراء والنقاد في سبعينات القرن الماضي الذين أسسوا لمشروعات ابداعية ما بين التجريب والتجاوز ..له العديد من الإصدارات منها (إنقلابات عاطفية) و( قبر الخواض ) و( لاهوت الوردة ) الذي سيصدر قريبا من مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي نلتقيه في جلسة تناولت الكثير من المحاور والرؤي ..

. نبدأ بملامح من السيرة الذاتية فقد طال غيابكم ؟

_ اعتقد ان الحديث عن سيرتي الذاتية مهم من قبيل تعريف القاريء الذي لم يعرفنا ونحن قد غبنا فترة طويلة عن السودان ، بدأت بكتابة القصة أولا. كان أول ما نشرته القصة القصيرة ووجدت ترحيبا من الملف الثقافي في جريدة الصحافة وبعد ذلك بدأت أنشر شعراوتقدا ثم بدأنا في تجسير المحاولات النقدية في العالم الغربي والعالم العربي والتجربة الثقافية السودانية باعتبارأنها تعاني مما يشبه الانقطاع المعرفي ، وبعدهاذهبت إلي بلغاريا وتخصصت في علم الإجتماع الروحي و كتبت بحثا للتخرج عن المقاربات البنيوية ومفادها في علم الإجتماع المعاصر ثم ذهبت إلي ليبيا و اليمن وعملت مدرسا ومنهما الي لبنان لمدة سنتين وعملت في اعمال هامشية وظهر هذا في قصيدتي (صباحية عامل توظيف ) ثم الي الولايات المتحدة سنة 2000 وبقيت هناك حتي الان واكتسبت اللغة البلغارية وانا فخور بأنني درست هذه اللغة وعشت هذه الثقافة وإستفدت منها كثيرا و جودت اللغة الانجليزية الي حد كبير واكتسبت بعض المعارف في التكنلوجيا التي ظهرت في تجربتي في النص الشعري (الملتميدي) ووجدت ان الاطلاع علي الفكر المعاصر سهل خاصة في دولة متقدمة مثل الولايات المتحدة وساهمت الاسافير والانترنت في حصول الكاتب او القاريء علي كمية من المعارف المختلفة الضخمة

. و تعددت البيئات التي عاشها اسامة الخواض ما اثرها في كتاباتك ؟

اعتقد ان الاثر واضح وهو أنني تعرفت علي ثقافات مختلفة عن الثقافة السودانية وهذا يثري النص الابداعي بالتأكيد والعوالم التي كتبت حولها تختلف شعريا او سرديا …تختلف تماما عن ما كنت اكتبه في السودان

. هنالك مساحة طويلة بين المبدع السوداني في خارج الوطن وساحة الإبداع في داخل الوطن ؟

اعتقد انه بعد الفن وبعد ظهور وسائل الاتصال والانترنت تحديدا .لم تعد المسافات طويلة .. والانترنت اكبر ثورة حصلت في مجال الثقافة بعد المطبعة والمطبعة كان لها دور كبير جدا في الكتابة والثقافة والمعرفة والانترنت ثورة اكبر من ثورة المطبعة وهذا خلق وجسر الهوةالضخمة مابين الجيل الذي هاجر والاجيال الاخري وحتي مع مجايلين ايضا

. انت عملت بدار النشر في السبعينات وكان جيل السبعينات يحتفي بالتجاوز والتجريب .. وانت جزء من جيل السبعينات أين وصل بك التجريب ؟

تجربتي الابداعية علي تواضعها نشأت في السودان وجذرها في السودان واستفدت كثيرا منها وهي المحرك الاساسي لي حتي الان وواصلت التجريب ولكن لا استطيع ان احكم علي مدي نوعية هذا التجريب لان التجريب سلاح ذو حدين ومن الممكن ان تفشل أو ان تنجح و رأيي الشخصي أفضل أن اكون مجربا فاشلا من أن أعيد تدوير نصوصي القديمة واعيد تدوير نصوصي ونصوص الاخرين واضفاء بعض اللمسات عليها وقد تكون هي مقبولة وممتازة وجماهيرية ولكن ليس فيها اضافة وأنا مع التجريب الي آخر مدي

. كيف يقرأ اسامه الخواض الثقافة البعيدة أو ما بعد الحداثة ؟

هناك حوار ضخم في الغرب الذي انتج الحداثة وما بعدها وبعض المفكرين يعتقدون ان مشروع الحداثة لم يفشل حتي يكون هنالك مشروع ما بعد الحداثة ولكنهذا المشروع تم ايقافه من خلال الفاشية والنازية التي هي ليست من مشروع الحداثة لانها تؤسس للشمولية والدكتاتورية وهي ضد الحس النقدي و تم نقد هذه التجربة وبعض الناس سموا هذا النقد للتجربة نتيجة لان مشروع الحداثة انقطع بسبب الفاشية والنازية سموها ما بعد الحداثة واصلا الحداثة ليس لها نموذج كما قال ادونيس وانا تفق معه وهنالك ما بعد الحداثة وبعد بعد الحداثة إلا إذا حدث أن العالم اصبح يؤسس الي تقليد جديد أو إلي فكر تقليدي جديد ولكن لا اعتقد ان هذا سيحدث

. اسامه الخواض كان صوتا نقديا مؤثرا بين ابناء جيله كيف تقرأ المشهد النقدي الان ؟

.. علي مستوي الكتب لا تتوفر لنا هذه الكتب في امريكا او البلاد التي كنت فيها ولذلك لا استطيع ان اقول انني متابع الان ويمكن أن احكم علي المشهد النقدي وأعتقد أن ناقدا مثل احمد الصادق كبير جدا واتمني ان يواصل ابداعاته وأنا لست ملما بكل المشهد النقدي ولذلك لا استطيع ان احكم

. وماذا عن المشهد الابداعي كيف تقرأه الان وهنالك انفجار في الرواية كما يقال ؟

صحيح هنالك انفجار في الرواية واعتقد هذه ظاهرة جيدة وليس هذا في السودان فحسب في العالم كله اصبحت الرواية هي المسيطرة الان علي المشهد وهذا المشهد لكي يتطور وينتج ليكون اكثر اثمارا ان جاز لنا ان نقول ذلك أعتقد بان المتابعة النقدية هي مهمة جدا فهناك اجيال كثيرة ومن ضمنها جيلنا لم يجد متابعة نقدية ولذلك يصبح المبدع هو صاحب دليل ذاته ولا يمكن الاعتماد علي الذات كثيرا و هنالك مشكلة كبيرة وهي ان النقد اصلا في العالم المعاصر مهمةالمؤسسة الأكاديمية ولست علي اطلاع في مايدور في المؤسسة الاكاديمية السودانية و المؤسسة السودانية الاكاديمية كانت مقصرة الي حد كبير ولذلك نلاحظ ان المناهج البنيوية وما بعد البنيويةوالتفكيك كلها نشأت خارج المؤسسة الاكاديمية بشكل اساسي وهذا اعطاها طابع مميز و هذا ايضاهو نقطة الضعف لان النقد في الاساس يحتاج تفرغا كاملا

. ومن تري في الساحة الروائية الان ؟

كما قلت لك انني لست مطلعا وهذه مشكلتي الشخصية وايضا مشكلة انك لا تجد الكتاب حتي لو اردت ان تشتريه

. الهجرات تغيب المبدع عن بيئته ؟

هي ولكن مع وسائل الاتصال الحديثة كما قلت الانترنت جسر الي حد ما و لا اعرف مدي توفر القراء مع الانترنت والامكانية الحصول علي المنتوج بشكل جيد وإذا توفرت هذه الخدمة بشكل جيد اعتقد ان المسافات ليست مهمة أما بالنسبة لمسألة الإبداع الهجرة قد تساهم في أن ترفد الادب السوداني او الخطاب الادبي بمواضيع ومشاهد وبلغة جديدة نتيجة للبيئات المختلفة التي يعيش فيها الكاتب السوداني و علي مستوي السرد في حدود ما قرأت أن الساردين الذين هم خارج السودان وحتي علي مستوي الشعراء يعيدون انتاج الوطن ولا يهتمون بالمكان الذي هم فيه ما عدا بعض الاستثناءات في حدود معرفة قليلة مثل مثلا عفيف اسماعيل وانا كتبت مقدمة نقدية لاعماله الشعرية وقصدت ان اكتب عن المكان لكي اشير الي بعض المكان الشعري الجديد خاصة وان المكان الشعري عند عفيف اسماعيل مكان شعري سوداني هذا من واقع تجربتي وهناك مكان شعري مختلف مثلا في برلين في الاسكندرية في مدن كثيرة اخري وهذا يعطي المكان الشعري نكهة جديدة وينتج مكانا جديدا

. كتابات المبدعين في الشتات لا تصل السودان الا بمجهود فردي ومحدود كيف تقرأ مشهد الابداع السوداني في الشتات ؟

افتكر هناك كثير من النصوص ممكن أن تقرأ عن طريق الانترنت ولكن الانترنت فيه مشكلة تتمثل في انك تجد هناك كمية من البوستات المطروحة وانت لا تستطيع الابعد بحث دقيق الوصول إليها أحيا قد يفوت عليك الكثير من البوستات الابداعية مع قلتها و هنالك ايضا وسائط جديدة في داخل الانترنت يمكن ان تكون موجودة ويمكن ان يستفيد منها الناس مثلا في حدود تجربتي المتواضعة عندي موقع فرعي في الحوار المتمدن وهذا يضم كل النصوص الجديدة التي كتبتها و الكثير جدا من المبدعين لم يستفيدوا من هذه الفكرة أو من هذا الموقع وعندي ايضا قناة في اليوتيوب كتبت حوالي 45 فيديو شعري معظمها لي وحوالي ثلاثة لشعراء اخرين محمد المكي ابراهيم عفيف اسماعيل مصطفي سند وعندي صفحة ايضا في الراكوبة وهذه من الوسائط التي من الممكن ان تساهم وتجسر الهوة بين المبدعين في مختلف انحاء العالم وبين الوطن

. هل اطلعت علي شوق الدرويش التي فازت بجائزة نجيب محفوظ ؟

للاسف لم اطلع عليها

. هذه الرواية اثارت الكثير في الوسط السوداني سلبا وايجابا ؟

نحن عندنا تقصير .اننا نصر ان ننشر فقط في المواقع السودانية انا اعتقد خاصة للكتاب باللغة العربية يجب ان نحاول لابد ان نكتب في الوسائط الاخري العربية باعتبار اننا هامش عربي ثقافي لابد ان نتصل بالمركز ومن هناك من الممكن أن نصل وهذه الرواية تم التنويه لها وتم الاهتمام بها لانها فازت في احد المراكز الثقافية العربية في مصر و قيمتها عند كثير من الناس القيمة المعنوية وهي اكبر من انها رواية مثلا فازت في مركز عبد الكريم ميرغني مع اهميته

. اسامه هل تكتب بلغة خلاف العربية ؟ وهل ترجمت بعض اعماله الي لغات اخري ؟

لا في حدود علمي لم تترجم ولا كلمة واحدة انا اكتب للجمهور العربي لذا اكتب بالعربية

. دعنا نتحدث عن قبر الخواض اخر ديوان شعري لك ؟

الذي يقرأ قبر الخواض من خلال الهوامش يستطيع أن يعرف أن هذه القصيدة متأثرة بفكرة القبر في الفكر الغربي ومن ضمنها قصيدة القبر الفرنسية وتجلياتها في الشعر الامريكي وهي مزيج من فكرة القبر الفرنسية والرثاء في الشعر العربي و لها علاقة كبيرة بقصيدة (العودة إلي سنار )في الاحالات والهوامش الكثيرة وهي فيما أشار الدكتور صدقي كبلو قصيدة مركبة وعنصر التركيب هذا من الممكن أن اكون قد إستقيته من العودة إلي سنار لا شعوريا أو من شاعر أحبه جدا (ت إس إليوت )

. هل هي نقش في الذاكرة السودانية ؟

حقيقة هي نقش في الذاكرة السودانية ومزاوجة مابين السيرة الذاتية والتصوف والقرآن الكريم والختمية والعهد القديم بين قصيدة القبر الفرنسية والقبر في الفكر الغربي

. هل هي بحث عن هوية ضائعة ؟

هي ليست هوية ولكن هي محاولة لرسم أيقونة شعرية للأب وهذه هي المحاولة التي أتمني أن أكون قد حققتها أو بعضا منها

. ما هو التطور الفني الذي حدث للقصيدة مقارنة مع قصيدة السبعينات ؟

بالنسبة لي لا يزال التدوير جزء أساسي وحاولت أن أضيف بعض الأبعاد الدرامية من خلال الحوار وهي كانت موجودة أصلا في القصيدة المعاصرة وبعض الحالات الثقافية التي تكون مرتكزة علي حالات ثقافية واحيانا أركز علي نحت قصيدة تستند علي اللغة وهذا لا يعني أنها ليس لها موضوع والكن المغامرة الكبري تكون في اللغة ومن الممكن أن تجد مثلا في قصيدتي القصيرة ( حامل القات للسيدة ) أو في ( الهنيهات )

. كيف يقرأ اسامه الخواض تجربة من جاءوا بعد جيل السبعينات ؟

أعتقد ان هذه الاجيال الشعرية لها إضافتها المتميزة وهذا يحتاج بالتأكيد إلي بحث نقدي صبور ولذلك لا زالت المناهج الشكلية مثل البنيوية وعلم الدلالة علامات مهمة جدا لتستطيع أن تري المميزات بشكل دقيق أو الإضافات التي قدمها المضمون علي مستوي الخطاب ولي ملاحظة وهي أن كثير ممن يكتبون الشعر متأثرين بسليم بركات وهذا ليس عيبا لأن سليم بركات من الشعراء الكبار و هنالك النزع نحو التجريد اللغوي الذي يكون همه اللغة الي حد كبير ولا تنتبه إلي ما تريد أن تقوله وهذه ملاحظة عامة وتحتاج إلي تأسيس نقدي

. قصيدة النثر هي الغالبة الان ومحمد المكي ابراهيم يري أن قصيدة النثر من الافضل أن تقرأ لا أن تسمع كيف تراها ؟

هنالك حوار طويل دار حول قصيدة النثر خاصة بعد مقالات احمد عبد المعطي حجازي ( القصيدة الخرساء ) وأثارت الكثير من ردود الفعل والقراءة لها أشكال كثيرة والإلقاء ذاته فن والملقي الجيد حتي ولو كان النص سيئا سيبدو بشكل ملفت للمستمع فلا اعتقد ما قاله ود المكي . صحيح أن قصيدة النثر تفتقد إلي الإيقاع الخارجي وذلك ليس مشكلة في إعتقادي لأنك تستطيع أن تقرأ الشعر المترجم وهو ليس شعرا موزونا وليس هناك إشكال في أن تقرأ قصيدة النثر إذا كان من يلقى القصيدة مدربا تدريبا جيدا في الإلقاء فاقصيدة حينها ستكون مقبولة وجيدة حتي للقاريء العادي

. في حوار لي مع الشاعر شابو ذهب الي التمييز ما بين النثر وبين الشعر ؟

أنا كتبت بعض قصائد النثر تجدها في قبر الخواض وفي ديواني الذي سيصدر قريبا (لا هوت الوردة )هما فقط شكلان مختلفان واحيانا تكون قصيدة النثر اسهل لمن لا يجيد الوزن

. وكيف تري المتلقي في كل ذلك ما موقعه ؟

الإشكال هناك هوة عميقة جدا بين الخطاب الأدبي الإبداعي السوداني وبين التعليم ،فإذا تم تدريس الشعر السوداني والشعر العربي بكل أشكاله من قصيدة تفعيلة إلي قصيدة نثر أعتقد ستجد الملايين من الناس كيف يمكن أن يتعاملوا مع هذه القصيدة وكيف يمكن أن يترقي ذوقهم في النقد وحتي الان هناك كثير من القراء الذين يجدون صعوبة كثيرة في قراءة القصائد الموزونة أيضا مثل قصيدة ( العودة إلي سنار ) لمحمد عبد الحي يجب ردم هذه الهوة بتدريس كل اشكال الادب السوداني في كل لغاته العربية وغير العربية ولن يكون بعد ذلك هذا الإشكال الفارق بين الكاتب وبين القاريء

. كيف يعرف اسامه الخواض الشعر ؟

كما قال محمد عبد الحي الشعر جحيمي أكابده باللغة الشعر الاصل فيه اللغة وهذا ما يميزه عن الأشكال الأخري وهنالك إشكال يحتاج إلي دراسة وهو أن كثير من النصوص السردية هي اصلا نصوص شعرية وليست سردية لأن الغالب فيها هي اللغة وليس الوقائع

. هل كتابة القصيدة صناعة ؟

القصيدة تمر بمراحل وهنالك مرحلة أساسية هي ما يسمي بالوحي الإلهام ثم بعد ذلك تأتيك اللغة وهي تحتاج لمراجعات كثيرة من الشاعر حتي تصبح قصيدة كاملة

. أسألك عن مسيرتك النقدية .. ما الجديد فيها ؟

مرت علي فترات كثيرة اسميتها في خطاب المشاء ( الكتابة اللامطمئنة ) عندما تكون متجولا في الريف العربي الصعب وأسميته الجحور العربية الريفية مثلا أن تعمل في عمل هامشي أو في أمريكا نفسها عندما تعمل في أعمال هامشية ويستغرقها الوقت لا تستطيع أن تكتب نقد ولذلك مرت سنوات كثيرة جدا لم أكتب فيها نقدا لعدم توفر الوقت وطقس الكتابة المطمئنة ولكن في الفترة الاخيرة بدأت أهتم بمبحث نقدي غائب وهو( مبحث التأويل ) أنا الان بصدد إصدار كتاب عن التأويل كتبت فيه دراسة مطولة عن القراءة الخاطئة في موسم الهجرة الي الشمال وهذا قادني إلي التأويل وإستخدام النص وبدأت أيضا في دراسة عن إستعمار النص وسيكون هنالك ترجمات عن المؤلف والتأويل

. وماذا عن قراءات أسامه الخواض في بلاد المهجر ؟

أنا أشترك في مكتبة فيها ملايين الدوريات الأكاديمية وملايين الكتب ولكن للأسف هي بالإنجليزية والصعوبة هناك في الحصول علي الكتب العربية وعلي مايكتبه السودانيون مثلا

. قلت أنك كتبت عن القراءة الخاطئة لموسم الهجرة من خلال التأويل ؟

اجل كتبت عن القراءة الخاطئة وهذا مفهوم جديد حتي في النقد الغربي وبعد ذلك تعرفت علي احد الاكاديمين الممتازين في التأول وهو البرت ايكو وهي فكرة تختلف عن التفكيك والذي تفتح المجال للقاري ليقرأ كيفما شاء وعند ايكو تعرفت علي فكرة كنت احسها بشكل هلامي وهي ان النص هو الذي يحكم القراءة وليس القاريء ولذلك حين وجدتها عند ايكو بين القاريءالنموذجي والقاريء الفعلي القاريء الفعلي يقرأ كيفما إتفق له أما القاري النموذجي هو الذي يقرأ في حدود النص لذلك التأويل هو مشاركة تعارضية أو تكافلية بين القاريء وبين النص

. وهل توصلت الي ما هو جديد في موسم الهجرة الي الشمال ؟

توصلت الي أن هناك قراءات يمكن ان تكون لها علاقات بالنص ويمكن ان تكون قراءات لانهائية في بدايات النص ويمكن ان تكون هناك قراءات مغلوطة لانهائية بحسب القراءة التي يقرأبها ولذلك عندما قال إيكو ليس لكل قراءة دائما نهاية سعيدة فهي تتراوح بين القراءة التي تلتزم النص والتي لا تلتزم

. هنالك مقولة سابقة للأستاذ عيسي الحلو أثارت الكثير من أن الطيب صالح هو سقف الرواية السودانية ؟

أن لم اقرأ ما بعد الطيب صالح ، الروايات التي كتبت بعده ولذلك لا استطيع أن أقول هذا حكم صحيح أم لا ولكن الطيب صالح هو من الكتاب العالميين بالتأكيد

• . وهنالك مقولة تذهب الي أن الكتابة السودانية في المهجر ليس فيها إضافة أو تجاوز؟

أنا لا استطيع ان احكم علي تجربتي كما قلت لك ولكن ( قبر الخواض ) فيها إضافة علي حسب رأيي

. هنالك يا اسامه من يرون أن من يتسيدون ساحة الشعر الان هم شعراء الستينات ما قولك؟

هذا سؤال جيد واعتقد ان هذه المسألة ترجع لسبب أساسي نتعلق بطبيعة الخطاب النقدي السائد إلي اليوم وهو خطاب يركز علي المضمون في الستينات مثلا جماعة الغابة والصحراء أو التركيز علي الهوية وهي قضايا سرديات كبري يتم الاهتمام بها ولكن حتي علي مستوي الإضافات حتي علي مستوي شكل القصيدة مثلا ولغة القصيدة لا توجد دراسات كثيرة في هذا المجال والجيل الذي جاء من بعده محمد نجيب ومحمد محي الدين لم يتم الاهتمام بهم وهم كتبوا في مواضيع مغايرة ربما لأن المواضيع ليست من السرديات الكبري فهم تكلموا عن العشق والاحباط وهذا ينطبق علي الاجيال التي جاءت بعدهم وهي ليست قضايا كبري ولذلك لا تلقي الإهتمام لذلك لابد من وجود دراسات نقدية متخصصة في هذه المسألة ومحمد عبد الحي قال ( أنا لست من شعراء الجماعة ) لأن كل هذه الجماعة تم إدماجها في قالب واحد هو قالب الغابة والصحراء وهو قالب الهوية وهذه قضية كبري ووطنية ومهمة ولكن الابداع بشكل عام ليس مرتبطا بشكل وحيد هو مسألة المضمون

. توصل بعض نقاد الغرب الي موت الأيدلوجيا فماذا عن السودان والعالم الثالث بصفة عامة ؟

أنا لست من الذين يؤيدون موت الأيدلوجيا إلا إذا نظرنا إلي الموضوع في إطار له صلة بما سبق أن قلت أنه المواضيع الوطنية والمواضيع البطولية هي التي يجب أن يتم بها وهذه هي المعضلة الأساسية في العالم ولكن لا اعتقد ان الأيدلوجيا ستموت وللأن هناك قضايا كبري خاصة علي مستوي العولمة هي قضايا أساسية والأيدلوجيا فيها شكل من أشكال الأسلحة التي تستخدم في قضايا مثل الهوة الضخمة بين العالم الثالث وبين العالم المتقدم قضايا مثل التعدد الثقافي مثل حوار الأديان والقراءة بين الحضارات هذه كلها قضايا تأخذ طابعا أيدولوجي

. محمد المكي ابراهيم ذكر لي في حوار أن الإنسان كلما كبر به العمر تحول من اليسار إلي اليمين ؟

هنالك قضايا مهمة ربما لا ينتبه لها الإنسان مثل قضايا الموت هذه قضايا تجعل كثير من الناس يتجهوا إتجاهات دينية ولا يعني أنك إذا إتجهت هذا التجاه أنك في داخل الدين نفسه فهناك يسار ويمين ووسط ومتطرفين ومعتدلين والانسان بالعمر يكتسب تجارب اكبر ويعيد النظر في أشياء كثيرة في كثير من المسلمات واعتقد هذه قضية شخصية ولكن العمر والان مع العولمة والإنفجار المعلوماتي هنالك كثير من المسلمات التي كان يحملها الانسان إنتهت وبدأت مرحلة جديدة ولذلك أعتقد أن مسألة الهوية ليست هي المسألة المنجزة الهوية متطورة ومركبة في حالة أنني إكتسبت في هويتي هويتي تطورت من أني سوداني إلي إنسان له علاقة بالثقافة البلغارية وعلاقة بالثقافة الأمريكية وعلاقة بالثقافة الغربية وعلاقة بالإسلام وعلاقة بالعرب وعلاقة بأفريقيا هذه كلها تكون هوية مركبة لم تكن موجودة في سنين سبقت

. قبل أن يهاجر أسامة الخواض هل كانت الهجرة جزءا من الحلم وانت الان في الهجرة هل أصبحت العودة جزءا من الحلم؟

في حياتي لم أفكر أن أطلع من السودان أصلا فكل هذه الهجرة تمت عن طريق الصدفة وعن طريق أشياء لم أكن مخططا لها أبدا وحتي ذهابي لكل البلدان التي ذهبت اليها لم أذهب لها بتخطيط وكل البلدان التي كنت اخطط لزيارتها بعد ذلك لم اذهب اليها حتي الان . وبالنسبة للعودة لم يعد سؤال البعد بالقدر الضخم الذي كان قبل ذلك بعد العولمة ومع العولمة لا يكون المكان هو المحدد

. أمنية لأسامة الخواض ؟

أتمني أن يتم الإهتمام إن أمكن ذلك بثلاث قضايا الأولي مع توفر وسائط الإتصال أن يحاول المبدعون السودانيون داخل السودان وخارج السودان أن يخلقوا علاقة من خلال هذه الوسائط والتفكير في اعمال مشتركة واعتقد هذه من الممكن ان تقود إلي إثراء إبداعي كبير جدا القضية الثانية الذين لهم مواهب وخبرات في مجال الملتيميديا لو استطاعوا تطوير تجربتي المتواضعة في هذا المجال اعتقد انها ستفتح لنا بابا جديدا والمسألة الثالثة النشر الذاتي وتتعلق بوسائل الإتصال الحديثة ونشرت بها ( قبر الخواض) .
__________________________________________________________________________________________________________________________________________
*نشر في جريدة ألوان، بتاريخ 27 مايو 2015.



#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)       Osama_Elkhawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (لاهوت الوردة) لأسامة الخواض.. آفاق الحكمة المنسية-محمد نجيب ...
- عشتُ عصر -سلوى- : قمح اعتذار
- مُقالدة -بوذا-- شعر عامي سوداني
- -قبر الخوَّاض-*: جماليات النص..حفريات الكتابة-قراءة نقدية بق ...
- أكلوني الطفابيع
- كلّ حربْ، و أنتم و نحن جميعاً بخير
- مقدمة: إضاءات خافتة على المكان في خطاب (عفيف إسماعيل) الشعري
- تفكيك خطاب النماذج: -معركة الأفكار- حول الشرق الأوسط ما بعد ...
- الأصوليَّات الدينيَّة في المدينة: تفاكير حول الربيع العربي-ن ...
- (قبْر الخوَّاض) في أمازون دوت كوم
- لاهوت الوردة: شعرٌ لا تخطئه العين الحرّة-
- استعمال للنص أم قراءة خاطئة؟ درس النهاية غير السعيدة للتأويل ...
- سبحانه الثلج! مراثي (بهْنس) الباسفيكيِّة
- مفاتيح -البرنس- النقديَّة: عن -قبر الخوَّاض-تائهاً كالأراميّ ...
- حامل القات للسيِّدة: النصَّان المكتوب و الملتيميدي
- انتظار على بُعْد تأمُّلٍ واحدٍ-النصَّان المكتوب و الملتيميدي
- المفاليك
- استعمال النص -القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...
- استعمال النص -القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...
- استعمال النص -القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - حوار الهجرة والتجريب مع أسامة الخوَّاض-محمد نجيب محمد علي