أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - رسالة عشق لميدان!














المزيد.....

رسالة عشق لميدان!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 11:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



ثورة 25 يناير هي الطــُـهر حتى لو تدنس جزء منه، وهي الفضيلة ولو خرج منها بعض العهر، وهي التمرد ضد الطاغية اللعين ولو انفصل عنها ( إحنا آسفين يا ريس )، وهي شباب ثار على ما صمت عليه آباؤهم، وهي روح وطن كادت تخرج منه جراء خرس جمعي لثلاثة عقود.

ثورة 25 يناير هي الأيام التي رفعنا فيها رؤوسنا، وتنفسنا الحياة الحرة، وأثبتنا للعالم أن أم الدنيا لا تلطم وجهها، إنما تصفع مستبديها.

ثورة 25 يناير هي الحب المصري الخالص الذي جعل رؤوساء وزعماء وثواراً ومفكرين ومثقفين في الدنيا بأسرها يقفون مشدوهين أمام بناة الأهرامات الجدد الذين افترشوا جوانب الدبابات، وتقاسموا الطعام، وتساوت الفتاة بالفتىَ، وارتعشت كلاب نهشت لحوم آبائهم لثلاثين عاماً، فجاء الأبناء يحملون مشاعل الحرية قبل سرقتها منهم.

ثورة 25 يناير لا علاقة لها باخوان أو عسكر أو شرطة أو فنانين أو إعلاميين، إلا قلة قليلة،فهي لحظات من التاريخ تكتبها السماء على الأ{ض.

ثورة 25 يناير قدمت أغلى فلذات كبد الأم المصرية، ووعدهم الأب المصري أن يحافظ على دمائهم الـطاهرة، فلما رفعهم الله إليه لينهلوا من جنته ورحمته، انقلبنا عليهم وقلنا بأنهم متآمرون أو .. مسحورون بـمــتآمرين.

ثورة 25 يناير هي أيام رقص فيها أبناؤنا وشبابنا، وغنوا، وبأصواتهم الجميلة رفضوا في ألحانهم أن ( يمشوا قبل أنْ يمشي )، فكان لهم ما أرادوا.

ثورة 25 يناير مَدرسة تعلم فيها العالم لعدة أيام مختصر تاريخ خمسة آلاف عام، فجاء الأوغاد يمزقون الصفحات القليلة النظيفة و.. الطاهرة.

ثورة 25 يناير ستظل، حتى لو انفض عنها أكثر الثوار، أو كبروا، أو ترهلوا، أو تأخونوا، أو تطنطنوا، أو دخلوا في قفص السياسة العفن، فهم الدليل الوحيد الذي يثبت أن التحنيط لم يكن أبدياً، وأن وادي الملوك انتقل إلى ميدان التحرير بكل ذرة تراب فيه.

ثورة 25 يناير هي قصيدة غزل في أمة ووطن وشعب بعنصر واحد، لكن الأنذال جعلوها قصيدة هجاء أو ( أنا أو الفوضى!).

ثورة 25 يناير انصهرت فيها الكنيسة بالمسجد، وأصبح مينا خالداً وأضحى بشاي محمداً، ولم نعد نميز طوال عدة أيام بين جرس المسجد(!) وأذان الكنيسة (!).

ثورة 25 يناير انتصارُ غضب الأبناء على ترهل الآباء، وهي ثورة أو تظاهرة أو تمرد أو عفوية أو أي اسم آخر، لا يهم رونقه وصداه، لكنها وطن في ميدان، وبراعــم تتفتح على أرض ظلت لثلاثة عقود تمتص أحزانها ولا تشكو مواجعها، خوفا أو خشية أو جبنا أو عجزاً!

ثورة 25 يناير لم تكن مؤامرة كما كان يردد ببغاوات الإعلام، إنما كانت تصدياً لمؤامرات أو خدع أو مصائد.
يلعنونها، ويسلطون عليها مصــَّــاصي الدماء في ماسبيرو، ويحبسونها، ويسجنونها، ويعتقلون مفجــِّـريها في زنازين كانت محجوزة لمبارك وولديه وحبيب العادلي وأحمد نظيف وأحمد فتحي سرور وصفوت الشريف وأحمد عز وحسين سالم وكل لصوص وحيتان وشياطين العهد الأغبر!

ثورة 25 يناير ولو سرقوا كل جزء منها، واتهموها أنها مطبوخة في الغرب، ومصنوعة في واشنطون، ومعجونة في دول أخرى، ومحروسة من أعداء مصر، ستظل هي الرسالة السماوية بغير نبي، والكتب المقدسة في خيام الميدان.
أخرس اللهُ لاعنيها، وقطع ألسن مبغضيها، وغضب على الذين اتهموها ظلما وزورا وبغيا بغير حق، فالشرفاء منا ينايريون ولو احتضنهم يونيو و.. عانقهم يوليو!

ثورة 25 يناير كانت رسالة من السماء، قتل فيها الجهل والحقد والتشكيك مرسليها، واتهموهم بأنهم أعداء وطن رغم أن السماء لا ترسل للأرض أعداءها.

ثورة 25 يناير رغم أنف كل منــِّـا هي قلـْـبُ تاريخ وأحشاؤه وروحه وعبقريته وبراعمه وشهداؤه!

ثورة 25 يناير مغضوب عليها لأنها كشفت سوءاتنا وعوراتنا وضعفـَـنا ومهانتـَـنا وسكوننا وصمتنا، فقررنا وأدَها، وتركنا للسلطة الرابعة نهشها، وللسلطة القضائية كتمَ أنفاسِها، وللسلطة التنفيذية حرية اعطاء الضوء الأخضر لمغتصبي أبنائنا.
من كان لديه ذرة شك في قضية دافع عنها شهداؤنا فليبحث له عن أسياد ولصوص وأوغاد جُدد يُعيدون تعليمه مباديء العبودية.
قلبي مفعم بأجمل قصة حب في ميدان ارتفع لعنان السماء، فخسف به كلاب الطاغية الأرض.

لو غضب تسعون مليونا من المصريين على ثورة 25 يناير فيشرفني ويسعدني ويثلج صدري أن أكون العاشق الوحيدَ لها، تماما كما كتبت من قبل أنه لو اعترف 400 مليون عربي بالكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وانتقلت جامعة الدول العربية إلى تل أبيب، فسأكون العدو الوحيد لكيان الاحتلال.

يا شهداء الميدان ومعتـَـقَلي الثورة، لن أنساكم ما حييت!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 7 يوليو 2015



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعة مؤقتة لموقفي من الأردن!
- إذا كنتم تحبّون مصرَ فقاطعوا صحافتَها!
- من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!
- البراءة لمدة عشرين عاماً!
- اضحك فرئيسك يبتسم!
- الصراخ وحده لا يكفي!
- عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!
- الإعلاميون الأُذُنيّون!
- المشهد الجديد لدولة الإمارات!
- الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!
- انتصار المسلمين في موقعة فاطمة ناعوت
- لا تحاول أن تفهم حتى تفهم!
- أيها الأشقاء المغاربة، أعتذر لكم باسم المصريين!
- رسالة إلى سيد القصر!
- قِرَدة مقارنة الأديان!
- لهذا يكرهون السيسي!
- فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
- الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!
- تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
- حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - رسالة عشق لميدان!