أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد نجيب وهيبي - اليونان مرّة أخرى : سيريزا تُسْرِعُِ الخُطى حتى لا تفقد وسط العصى . أو صانع الألعاب تاسكالاتوس يُعوِّضُ رأس الحربة فاروفاكيس















المزيد.....

اليونان مرّة أخرى : سيريزا تُسْرِعُِ الخُطى حتى لا تفقد وسط العصى . أو صانع الألعاب تاسكالاتوس يُعوِّضُ رأس الحربة فاروفاكيس


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 03:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اليونان مرّة أخرى : سيريزا تُسْرِعُِ الخُطى حتى لا تفقد وسط العصى . أو صانع الألعاب تاسكالاتوس يُعوِّضُ رأس الحربة فاروفاكيس .

لماذا العودة الى موضوع اليونان ؟ بعد أن حطّ الاستفتاء الشعبي رحاله عن نتيجة إيجابية لصالح جبهة سيريزا اليسارية "الراديكالية " وفق ما توصف به ، إنتصار أبهج يساريي تونس والعالم الثالث ككل ورُبّما حتى أمريكا وروسيا نفسيهما ، أكثر مِمّا أبهج تسيبراس رُبَّما .
هي عودة لهذه التّجربة بحثا في بعض خصوصياتها وإستخلاصا لبعض دروسها بعيدا عن التقييمات الاحتفالية وسياسة الشماريخ .
قدّم اليوم الإثنين وزير المالية اليوناني في حكومة تسيبراس ياني فاروفاكيس إستقالته لِيَخلُفَهُ أوكليد تاسكالاتوس ، رُغم وبعد النتيجة الايجابية جدّا التي حقّقتها جبهة سيريزا وحكومة اليونان في الاستفتاء الشعبي الذي جرى الأحد 05/07/2015 حول مسألة الخضوع لتوصيات بنك النقد والبنك المركزي الأوروبي لإستخلاص الدين العام اليوناني وفوائده وفق خطّة سداد أوروبية مصحوبة ببرنامج إصلاحات يفرض مزيدا من التقشّف على الحكومة اليسارية الفتيّة وشعبها .
هذا التغيير السَّريع في الفريق الحكومي لتسيبراس يقول بوضوح أنَّ جبهة اليسار اليوناني "الموصوفة بالراديكالية" لها من العقلانيّة الشيئ الكثير الى جانب جُرأتها السياسيّة وأنّها تسير بِخُطى ثابتة لتحسين شروطها التفاوضية مع الحفاص على التزاماتها ومُحيطها الاوروبي الذي تعمل من خلاله للخروج من أزمتها بمُساعدته ودون خسارته وفق ما قيل هنا وهناك حول العالم وخاصّة تلميحات موسكو و أنقرة ، إن سيريزا تستغلّ لحظة الالتفاف الشعبي وإنتصارها الديمقراطي الداخلي مع رمزيته عند شرائح واسعة من الاوروبيين الرافضين للوحدة الأوروبية أو غير المُؤمنين بها على أقل تقدير ، بِكُلِّ رشاد ودون نشوة زائدة ، لُتعيد الكرة الى ملعب فرنسا وألمانيا ، فهاهو المُتصلّب ياني فاروفاكيس وزير المالية الذي خاض خمسة أشهر من المُفاوضات الحادّة والشرسة الرّافضة لمُقترحات نُظرائه في منطقة الأورو حول الاصلاحات الواجب تنفيذها وطُرق سداد ديون اليونان وقروضها للحصول على إعانات ودعم مُستقبلي ، فاروفاكيس الذي خاض حملة صاخبة ضدَّ التصويت بنعم ورهن مُستقبل وزارته بنتيجة الاستفتاء ، التي كانت كما أرادها ، ورغم ذاك أخلى مكانه لأوكليد تاسكالاتوس !! نائب وزير الخارجيّة مسؤول ملف الاقتصاد الخارجي والمُكَلّفِ بتعويض وزير المالية المستقيل في تنسيق بعض إجتماعات اليونان مع دائنيها ، وهو تغيير يحمل رسائل مُتعدِّدة الإتِّجاهات :
- أوَّلُها مُوجَّهٌ للشُركاء الاوروبيين وخاصّة فرنسا وألمانيا مَفادُها أنَّ حكومة "اليسار الراديكالي" الفتِيّة لليونان ، عاقلة ، راشدة وغير مُنفلتة وهي لا تسعى لتهديد رمزية الوحدة الأوروبية ،بإن تُمعن في إستغلال رمزية ونشوة الانتصار الديمقراطي الداخلي ، لِفرض نسق يوناني على العلاقات الأوروبية أو على جولة المُفاوضات المُقبلة مع دائنيها طلبا لمزيدٍ من المرونة في التعاطي مع قروضها السّابقة وإقراضها المُستقبلي ، وهي لذلك غَيّرت الاقتصادي المتصلّب و "الصّاخب" كما يوصف بالمرن والسياسي الهادئ ، في رسالة طمأنة تُذيب الجليد اللذي أصاب المُفاوضات ، دون خسارة التلويح بورقة إمكانية تعكير صفو الوحدة الاوروبية لأنَّ الاثنين (فاروفاكيس وتاسكالاتوس) من غير المُتَحمِّسين لكيان الوحدة الاوروبية في راهن العلاقات الدولية الحالية إن لم نَقُل رافضين لها .
- وأمّا الوجهة الثانية للرسالة فتتعلّقُ بالدّاخل اليوناني وتحديدا داخل الطَّبقة السياسيّة اليونانيّة ومجموعات اليسار ، حيثُ أنَّ تاسكالاتوس أقدم وأكثر إنتماءا لجبهة سيريزا تنظيميا وسياسيا وحمل لوائها منذ إنتخابات 2012 وهي تعبيرة عن سعي تسيبراس لِرصِّ صفوف جبهته الداخلية والإعداد لِمعركة قاسية ومُرهقة على المستويين الداخلي والخارجي ، تستوجب إنضباطا عاليا ووحدة واضحة في التوجُّهات .
- إنَّ التعويل على شاغل منصب نائب وزير الخارجيّة على رأس الملف المالي لليونان في أزمته ، يوجِّه الرِّسالة الثالثة ، الى شُركاء اليونان من خارج الاتحاد الأوروبي بأنَّ حكومة اليسار مُنفتحة في إدارة هذا الملفِّ على أوسع وأبعد من الادارة المالية الصّرفة لدائنيها الاوروبيين له والتي لم تجلب طيلة 15 سنة الّا مزيدا من الارتهان وتعمُّقِ الازمة ، وأنّها في المرحلة القادمة قد تُضفي طابعا جريئا أكثر "تسييسا" وتدويلا لمُفاوضتها وأنَّ خيارتها مُتعدّدة تتعاطى مع أزمة ديونها بعقليّة الديبلوماسية لا وفق منطق الحسابات الصّارمة للبنوك ورجالات المال .
إنَّ تجربة اليونان أعلنت صراحة أنَّ سياسة اليمين الليبرالي القائمة على الرّخاء والنموّ الوهميين والتعويل على المؤسّسات والاسواق المالية العملاقة وسياسة الاقتراض و الترفيع في الدين الخارجي عوض التركيز على النموّ الحقيقي القائم على الاقتصاد الوطني المنتج للقيمة المضافة ، مثلها في ذلك مثل الهرولة للاتحاق بتكتُّلات إقتصادية كُبرى غير مُتكافئة العلاقة لا تحقِّقُ سوى مزيد تركُّز وتمركز رأس المال مُسبَّبة إفقارا وإهتراءا في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للأطراف دوما عبر خلقه لأطراف جديدة بإطّراد كُلّما خُلقت أقطابٌ جديدة بتسارُعٍ يُساوي أو يفوق سُرعة تمركز رأسالمال وبنسق إنهيار للأطراف ومعها كل المنظومة الرأسمالية الحديثة متناسب أو أسرع مع نسق تركُّزه.
وَرُبّما تكون سيريزا اليونان قد قدّمت مخرجا للمؤسّسات المالية والمُضاربين وحاملي السّندات ...الخ بأن خلّصتهم من مأزق حتميّة إسقاط أو جدولة جزءٍ من الديون أو فوائضها المُشطّة والكريهة ، دون المساس برمزية المنظومة وقوانينها الصّارمة المُتحكّمة التي تحفظ سُلطتها وإستمراريتها من ناحية ودون ترك اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي عاريا من السيولة أمام أزمته المُستعصية التي تُهدّدُ منطقة اليورو كَكُلٍّ ومن بعدها إستقرار الاقتصاد والنظام العالمي في طوره المُعولم القائم على حمائية الأقطاب .
ولكنَّها وهي تُحَقِّقُ هذا الهدف الجانبي الذي يُرحِّلُ أزمة اليونان ومعها أزمة منطقة الأورو في الزمن ، أنتجت معها وعيا شعبيّا إنتصاريا بِقُدرة المُفقَّرين والشُّعوب عامّة على التوَحُّد لرفض نهم وجبروت المُؤسّسات المالية العالميّة وصلف سماسرتها من تقنيي إقتصاد البؤس والشّقاء وساسة الأنماط والقوالب القانونية والعلاقات النيوليبرالية الصمّاء والصّدئة ، إنَّ إنتصار خيار سيريزا السياسي ورمزيّة الرفض الشعبي اليوناني وإنحيازه لمشروع يسار وُصِف بالرّاديكالي ، صدَّر الأمل ورمزيّة قُدرة الشُّعوب على الوقوف في وجه الإملاءات بشكلٍ مُنظّمٍ وسلمي لكلّ أصقاع الدنيا لِيُمَثّل مع تنامي حركات الرفض والاحتجاج الاجتماعي في العالم موقعة أخرى من مواقع معركة العدالة في توزيع الثروة حقّقَ فيها المُظطهدون وطليعتهم إنتصارا ولو محدودا ، يُمكِنُ المُراكمة عليه وإستثماره ولو بعد حين ، ولو شهد إنتكاسة أو إرتدادا في قادم الأيام .
سيريزا اليونان يسار "راديكالي" يُعقلِنُ جرأته ويكبح جماح نشوته بنصرٍ مُقيّدٍ رُبّما هي عبقريتهم في الاستجابة بحذر لما يفرضه الواقع أو هي "روح "سقراط وأقليدس تُنير لهم الطريق، عسى أن لا تُصيبنا شرارات شماريخ فرحتهم ببعض الحروق هنا وهناك حيث يتطلّعُ كلُّ يساري وكلّ مظلوم بلهفة لاصطورة إغريقية تُعيد للأوليمب بريقا يُشِعُّ أعلى من معابد قانون الرِّبح والاستغلال والهلاك التي إنتشرت في العالم إنتشار الشبكة العنكبوتيّة



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليونان : الانتصار يفتح باب المواجهة الأصعب
- دولة -الربيع- طبقية بإمتياز ولا علاقة لها بالعدالة الاجتماعي ...
- وينوا البترول ؟ بين المؤامرة والمطالبة بحقًّ
- مصر : معارضة حكم الاعدام لا تفتح الباب على تبييض اي من الرجع ...
- ا لأول من ماي : اليوم العالمي للعمال أو عيد اللامعايدة
- طرابلس : ليبيا حُرقة في القلب ، والقُدسُ : فلسطين ألمه الدائ ...
- قِيلِ أنَّ - ثورةً- وُلِدتْ هنا !!!
- لماذا يَجِبُ أن نُعارض الإرهاب ؟ وكيف تتمُّ مُقاومته ؟
- تعليقا على ورقة - الادارة المستحيلة لليورو- : سمير أمين :الح ...
- ام الدنيا -مصر- تعود الى بيت الطاعة العربي !!! او عذرا باريس ...
- ملاحظات سريعة حول مقولة -انهيار الاقتصاد -
- القرآنيون ،التاريخ وحدود العقل : محمد الطالبي نموذجا
- اي وحدة ؟ واي يسار نريد ؟
- رجاءا لا تتلاعبوا بقطاع التعليم الثانوي حتى لا تكسروا شوكته ...
- الذهيبة جرح آخر للشعب التونسي او في مظاهر تهافت السلوك السيا ...
- في - السبسيات - او ما بعد طرطرة -الرئاسة - ... بين المؤقت و ...
- ان 14 جانفي 2011 ليست مهرجانا ، ولا يجب ان تصبح ذكرى...
- ملاحظات حول اضراب اعوان نقل تونس ... الاضراب حقّ مشروع ، دون ...
- السبسي ،الصيد ، النهضة ...انطلقت مسيرة -استكمال - البناء.
- تغريدة : الزقزوقي خارج السرب او -زعيم الوقت الضائع -


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد نجيب وهيبي - اليونان مرّة أخرى : سيريزا تُسْرِعُِ الخُطى حتى لا تفقد وسط العصى . أو صانع الألعاب تاسكالاتوس يُعوِّضُ رأس الحربة فاروفاكيس