أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل كلفت - حلم الأحزاب الكبيرة














المزيد.....

حلم الأحزاب الكبيرة


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 13:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يحلم كل حزب من الأحزاب اليسارية التى تكوَّنت بعد ثورة يناير بالتحوُّل إلى حزب كبير وقوىّ وفعّال ومؤثر فى قضية التغيير الاجتماعى والسياسى. غير أن كل حزب منها يعانى صعوبة، وربما استحالة إحداث هذا التحوُّل؛ وتكثر تفاسير هذا الوضع.
وتكثر اقتراحات تحوُّل كل حزب صغير إلى حزب كبير.
ونقف هنا قليلا للإلمام ببعض تفاسير الحالة واقتراحات التغيير.
وبدلا من فكرة أنه لا يمكن تفسير أوضاعنا أو تغييرها على أساس مفاهيم عامة، ينبغى أن نحاول التوصل إلى مفهوم ملائم، وأن نحاول تطبيقه، بالمرونة الواجبة.
ويركِّز التفسير الذى أسمعه على نقص التمويل، ونقص الكادر، وعدم الوحدة، ويجرى التأكيد على "ضرورة" الحزب. ويجرى تفسير غياب وحدة أحزاب اليسار باختلاف الرؤَى، ويبدو هذا الاختلاف فيما يتعلق بأحزاب اليسار الرئيسية مُبالَغا فيه.
ويُقال إنه لو كانت هذه الأحزاب موحَّدة فى تنظيم يسارى واحد عند الثورة لكان لدورها شأن آخر. ولا شك فى أن هذه الخواطر مهمة ومترابطة، ولكنْ جزئيا، وجزئيا للغاية فقط.
ويمكن توسيع الموضوع ليشمل كل أحزاب مصر، وهنا نجد نفس المشكلة وإنْ بصورة أقلّ، وأقلّ كثيرا أحيانا.
وترتبط مشكلة حجم الحزب ودوره، ضمن أشياء أخرى، بحالة كلٍّ من المجتمع بمختلف طبقاته والدولة بكل مؤسساتها، وبتاريخ المجتمع والدولة وتأثيرهما فى الحياة السياسية الراهنة.
وتطمح الأحزاب إلى السيطرة على السلطة لإعادة تنظيم الدولة وَفْقَ رؤاها التى تعكس مصالح طبقاتها. والحزب الكبير وحده هو الذى يمكن أن يتولى سلطة الدولة، فيكون حزبا حاكما، أو حزبا من المحتمل أن يكون "قادرا على انتزاع السلطة".
وفى مصر رأينا قبل ثورة يناير حزبين كبيريْن. أحدهما حزب حقيقى وهو حزب الإخوان المسلمين السرى، والثانى، حزب تابع لمؤسسات وأجهزة الدولة وليس له دور حقيقى فى الحكم، وهو الحزب الوطنى الديمقراطى.
ولا يهروِل الناس إلى هذه الأحزاب بمئات الآلاف والملايين إلا عندما يكون الحزب فى السلطة أو مرشحا لذلك، وفى هذه الحالة تنجذب الجماهير إليه بوصفه حزب مغانم قائمة أو محتملة.
ويتبنَّى الحزبان رغم الدعاوى الوطنية عند أحدهما، والدعاوى الإسلامية عند الآخر، الأيديولوچيا الپراجماتية الرأسمالية الأمريكية السائدة فى عالمنا. وإذا كانت جماهير الحزب الوطنى دنيويين ولا علاقة لهم بِقِيَم وطنية إلا عند حدوث تطورات كبرى، فإن جماهير الإسلام السياسى بدورهم دنيويون بالغو الدنيوية.
وليس لدينا الآن حزب مرشح لتولِّى الحكم قريبا، حتى إذا تم القضاء تماما على مشروع الدولة الإخوانية.
وقد ظل الحزب الواحد يحكم مصر طوال عقود منذ حركة 1952، دون رتوش فى عهد عبد الناصر، ثم برتوش التعددية الحزبية الصورية منذ السادات.
وكان الغرب أكثر نجاحا منّا فى التعددية الصورية، لأنه كان أكثر نجاحا منّا فى "حَيْوَنَة" البشر، والحقيقة أن التعددية مع "الحَيْوَنَة" لا تكون إلا صورية.
فلماذا سارت الأمور على هذا النحو؟
وتخضع مسألة وجود وتكوين ونمو وموت الأحزاب لقوانين اجتماعية لا مفرّ منها، وترتبط ارتباطا وثيقا بحالة كلٍّ من الدولة والمجتمع.
ومن خلال تصفية الحريات الحزبية والنقابية والصحفية، تمَّت مصادرة الحياة السياسية، وهذه المصادرة قائمة إلى يومنا هذا.
وكانت الضربة الكبرى التى قصمت ظهر الأحزاب جميعا، وحظرت تكوينها، وأخضعت النقابات لسلطة الدولة، على مدى ستين سنة، تعنى أن إحياء أحزاب قديمة وتكوين أحزاب جديدة لن يتحققا إلا فى إطار التعددية الصورية، فلا تستعيد قوتها الأصلية، ولا تتجاوز معادلة الأحزاب الصغيرة والمقيَّدة، وسيظل محكوما عليها بالضعف والعجز والقزمية، لزمن طويل.
أىْ أن حالة الدولة ومؤسساتها وقوانينها أغلقت باب الحزب الكبير، وظل مغلقا بإحكام.
وفى الأحوال العادية يهرع الناس إلى الحزب الحاكم ليُوفِّر لهم بعض المزايا ويجنِّبهم بعض الشرور، ويكونون سياسيا فى حالة لامبالاة تامة تقريبا. ومع الفقر والإفقار المتواصلين تحلُّ أزمة اجتماعية وسياسية قد تفتح بابا إلى التمردات والانتفاضات وحتى الثورات.
وقد ينمو فى قلب هذه البيئة الاجتماعية-السياسية حزبٌ يضع نصب عينيه الوصول إلى السلطة، ويهرول الناس إليه بحكم معاناتهم وبحكم وعوده بالتغيير، وبحكم قوته المتعاظمة التى تُقنع الناس بقدرته على الوصول إلى الحكم.
وهكذا كان لدينا حزبان كبيران؛ الحزب الوطنى العاجز تماما عن الحكم أو التغيُّر، والحزب الإخوانى الذى امتلك قوة عددية وسياسية وعسكرية هائلة، فأقنع مئات الآلاف من الأعضاء، والملايين من المتعاطفين بأنه الحزب الحاكم القادم.
ونتائج الصراع معروفة جيدا، حيث كانت الدولة بقيادة الجيش هى التى نجحت فى هزيمة الحزب الأقوى، بالارتكاز على وضع خلقته الثورة.
على أن الجدل بين الجماهير والأحزاب ظل كالمقطوع، حيث وضع قسم من الجماهير أمله فى الحزب الإخوانى، ووضع قسم آخر أمله فى دولة بلا أحزاب، ويمكن القول إن الدولة هى التى سعت إلى تحريك الجماهير عندما حاصرها وحاصر الشعب كله خطر مُحْدِق.
والحزب ضرورة؛ غير أنه لا مناص من تأجيل مناقشة حدود تحقيق هذه الضرورة، وما يُوصَف بمشكلة حزب الهدف الواحد.
3 يوليو 2015



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربتى مع الفيسبوك
- عالم جديد الفصل 5 مايور: النساء يُحرِّكن العالم
- المثقفون آخر أجيال المتفائلين
- عالم جديد الفصل 4 مستقبل وسائل النقل الحضري: أكثر أمانا، أكث ...
- عالم جديد مايور و بانديه الفصل 3 تغيير المدينة يعني تغيير ال ...
- عالم جديد الفصل 2 فضيحة الفقر والحرمان مايور و بانديه
- أوقات عصيبة
- عالم جديد الفصل 1 السكان: قنبلة زمنية؟
- عالم جديد مدخل
- حدود الحروب الجوية
- سوريا: اللغز الكبير
- اليسار والجماهير والثورة
- مسارات تراجُع اليسار الماركسى
- الأبنودى معجزة لا تموت
- حروب الدمار الشامل
- أخيرا عاصفة الحزم
- صعود جِدُّوكاب وصعود النوبة للروائى يحيى مختار
- العراق إلى أين؟
- بورخيس كاتب على الحافة 11: بورخيس والأدب الأرجنتينى (فى فصول ...
- بورخيس كاتب على الحافة 10: اليوتوپيا والطليعة: الجديد كأساس ...


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل كلفت - حلم الأحزاب الكبيرة