أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي/ 4














المزيد.....

القدس كما هي في المشهد اليومي/ 4


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


الجمعة 20 / 6 / 1997
انشغلت بالرسم. أنجزت رسوماً بالألوان الزيتيّة. إنها رسوم عادية غير متميّزة. لن أصبح رسّاماً مهما اجتهدت.
صعدت في المساء إلى سطح البيت. تأمّلت القمر وهو بدر مكتمل. تأمّلت القدس وسورها الذي يبدو مرئيّاً بوضوح تحت الأضواء المسلّطة عليه. خطرت ببالي أطماع الإسرائيليين في مدينتنا، فشعرت بالأسى، ثم عدت إلى غرفتي لقراءة ما انكسر عليّ من صحف الأسبوع الأخير.
الساعة الآن الثانية إلا الربع ليلاً. ثمة سكون ثقيل في الخارج.

الأحد 13 / 7 / 1997
اقترح يحيى يخلف أن نقوم معاً بجولة على بعض مؤسسات القدس الثقافيّة. زرنا المسرح الوطني ومركز الواسطي. كنّا ندرك أهميّة تطوير الحياة الثقافية في القدس بسبب ما تتعرّض له القدس من إجراءات إسرائيلية لتهويدها.
عاد يحيى يخلف إلى رام الله، وأنا ذهبت إلى متحف قلعة داود بالقرب من باب الخليل في البلدة القديمة. في المتحف عملية تزوير لتاريخ القدس.
اتجهت في المساء إلى "قبور السلاطين" في شارع صلاح الدين بالقدس، لحضور حفل غنائي للمطرب التونسي لطفي بشناق. كانت زوجته الفرنسية وابنه الفتى يجلسان على مقربة مني. غنّى ساعتين دون تعب. كانت الساحة تغصّ بالناس (حوالي 800 شخص)، وكنت مسروراً لهذا الحضور الكثيف الذي لا يتكرّر في كلّ الأوقات.

الخميس 17 / 7 / 1997
أوصلني خالد في سيارته إلى "جورة العنّاب" لحضور فيلم "درب التبّانات" لعلي نصّار، الذي يشارك فيلمه مع أفلام أخرى هنا في عروض المهرجان الدولي للسينما. اتّفقت مع خالد على أن يعود إلى هذا المكان في التاسعة والنصف مساء (لم أذهب في سيّارتي الجديدة خوفاً عليها من السرقة. قرأت مؤخّراً في إحدى الصحف أن 21440 سيارة سُرقت في إسرائيل منذ أوائل هذا العام).
يتحدّث الفيلم عن معاناة قرية فلسطينية في إسرائيل العام 1964 بسبب ما يسمّى بالأمن الإسرائيلي وإجراءاته. أثناء عرض الفيلم أصبت بالقلق على خالد، لأنني لن أتمكّن من الخروج في الموعد الذي اتفقنا عليه، فقد تأخّر بدء العرض، واعتقدت أنّ "خالد" سيتعرّض لمساءلة، بسبب وقوفه في شارع مزدحم بالسيارات الإسرائيلية.
حينما غادرت قاعة سينماتيك القدس، وجدته ينتظرني في المكان المحدّد. أخبرني أنه تعرّض لثلاث عمليات مداهمة وتفتيش من رجال الشرطة والمخابرات، ومن رجال مكافحة المخدّرات. فالفلسطيني متّهم أبداً هنا وهو عرضة للتفتيش في كلّ الأحوال.

الخميس 31 / 12 / 1998
سهرت في مقرّ المسرح الوطني الفلسطيني بالقدس، بعد تناول طعام الإفطار بدعوة من جمال غوشة، مدير عامّ المسرح. كنت أنا ويحيى يخلف من وزارة الثقافة. وكان ثمة حشد من الفنّانين والفنّانات، أما الوزير ياسر عبد ربه، فلم يستطع الحضور بسبب وفاة قريب له في عمّان.
أحيت فرقة فلسطينية من الشمال حفلاً فنياً في قاعة المسرح، كانت الفرقة تردّد أغاني بعض المطربات والمطربين المعروفين، كما ردّدت بعض التواشيح الخاصّة بشهر رمضان. كان في عداد الفرقة ضابط إيقاع جيّد، وعازف شبّابة لا بأس بأدائه، وفتاة شابّة من عكّا، قوية البنيان، بادية الأنوثة، غنّت لأم كلثوم وغيرها.
بعد أقلّ من ساعتين يبدأ عام جديد. الطقس بارد في الخارج، وفي ساعات المساء هطل مطر خفيف.

الخميس17 / 2 / 2000
تجوّلت في القدس. جلست في مطعم القلعة بالقرب من باب الخليل، وانهمكت في تأمّل الخلق المارّين من أمام المطعم، وكان أكثرهم من الإسرائيليين (هذه المنطقة من المدينة أكثر عرضة للتّهويد من غيرها). ثم ذهبت إلى كافيتيريا الشرق في حارة النصارى. رأيت علماً اسرائيلياً معلّقاً على حائط إحدى البنايات، ما يعني أنّ ثمة بيتاً في المدينة استولى عليه المستوطنون.
غادرت الكافتيريا وذهبت إلى كنيسة القيامة، ولم تكن بعيدة من هذا المكان. ثمة حشد من السيّاح الأجانب يحملون الشموع ويرتّلون الصلوات بخشوع. هنا يجري نسيان مؤقت للدنيا ومآسيها. قابلت فتاة، قالت لي إنها برازيلية، وهي جاءت لزيارة زوجها الذي يعمل في تل أبيب! لم يعجبني هذا الأمر. تبادلنا الحديث دقيقتين أو أكثر قليلاً. هي الآن في زيارة سريعة للقدس. ودّعتها وانصرفت.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 3
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2
- القدس كما هي في المشهد اليومي/1
- القدس في السير والشهادات واليوميات
- القدس والنص السردي الغائب
- الفنان عادل الترتير/ البدايات كانت في القدس
- فنان مقدسي اسمه فرنسوا أبو سالم
- القدس والثقافة والتراتب الاجتماعي المقلوب
- القدس وتبدلات شارع صلاح الدين
- ثقافة معزولة في مدينة محاصرة
- تبدلات شارع الزهراء
- العمران وضواحي القدس الآن
- القدس الشرقية تذوي والغربية تزدهر
- مقاهي القدس التي تتناقص باستمرار
- ترييف القدس المعزولة عن ريفها
- شبابيك القدس3 / قالت لنا القدس
- شبابيك القدس2 / قالت لنا القدس
- شبابيك القدس1 / قالت لنا القدس5
- في مديح نساء القدس/ قالت لنا القدس4


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي/ 4