أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيومي خليل - قَوادوا الدّين














المزيد.....

قَوادوا الدّين


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 00:08
المحور: كتابات ساخرة
    


قَوادوا الدّين
الكاتب :سيومي خليل
---------------------------
دَائِمَا مَا كَان يَقصفُنَا بَعض المُتفيقهين ،والذين ظَنُّوا طِيلة حَياتهم أنهم يمْسكون الأخلاق بيد من نُور ،حين كُنَا تَلاميذا وطَلبة ،بِقَذائف أخلاقية ،كَانت تبدو لنا حينَها بِروعة شمس الصَّباح ،كُنا نُحني الرأس مُتَأطِئينه ، ونحن نَسمعُ أحدهم يَصف أخلاق اليَساريين بالفساد ، ونساء العلمَانيين بالمومسات الأَنيقَات ، اللائي لا غَضاضة عندهن في استقبال أي أَحد على أسرتهن الدافئة ،وكُنَّا نفغر أفواهنا حِين نَسمع أن هؤلاء الشَّياطين لا يَحترمون آباءَهم ،ولا ذمة لهم يَخَافون عليها.

كَان القصف مُكَثفا لدرجة أن أي شَخص سَيقول لنا عكس ما قُصفنَا به سَنراه أحد هؤلاء الشياطين ، وسنَتَخيله يقوم بأَسْوأ الأَفعال التي يمكن لشخص مَريض أَن يقوم بها ، أسْوَأَها على الإطلاق ، فالذين قَصفونا بكثافة ،كانوا يَقُولون لنا ،أَنَّ هؤلاء الشياطين يجيزون أكل الأَجنة ، وزنَا المحارم ،وليس لهم مُشكل في اغتصَاب القَاصرات ،وأَنَّ الشيء المُّشترك بينهم هو الشذوذ والإنحراف ، وأَنَّهم ينامون وهم محتضِنين قنينة خَمر رخيصة .

كَبرنا ،ورأينا أن القَصف الذي كان موجه لنا ،ليسَ إلاَّ لعبة مَقيتة لغسْل الدماغ ،وتَجفيف منابع التَّفكير ،وإعداد جيل من النعاج والذئاب مستَعد لمسح الحياة عن أوجه الناس الذين يَعيشُون بين ظهرانيهم .

كبرنَا واكتشفنَا أنَّ من قَصفونا كانوا يطبقون قَوانين القِوادة الدينية مَعنَا ، وفَهمنا أنَّ هذه القوانين تصير بجرة فتوى حلالٌ مُباح ، وأمر يدخل الجنة .

هَا أنتم ترون أحد قوانين القوادة الدينية ، فَحامي الدين ، عفوا ، قَواد الدِّين ، يُزوج أحمَد منصور مؤذن الجزيرة بمغربية من حزب العدالة والتَّنمية زواجا عرفيا .

حَامي الذين يعرف أن الزواج العرفي غير قَانوني في المغرب ،بالإضافة إلى أنه حَرام في المذهب المَالكي ،ورغم ذلك قام حامي الدِّين بهذه المهمة القذرة ، وأكَيد فإن الأَخوين الطيبين ألبسَا الزَّواج لباس دينيا شرعيا .

فَهمنا بعد مُّدة أن القوادة لها أسماء.
فَهمنا بعد مدة أن القوادة لاَ يُمَارسها العلماني أبدا ،ولا يُمارسها يساري أحب واحدة فقط ،وكَان يُعانقها كلما مرا بشارع عَام، ليقول لَها أَنت لي وأنا لك .
فَهمنا أَنَّ القوادة لا تدخل في فكر حداثي مهما كانت جُرأته ،وأن مَا قَصفونا به سَابقا هُو في الحقيقة حرية فَردية ، فهمنا أن القوادة ليست أَن نُطالب بحرية الملبس ، وحرية المعتقَد ، وليست أن نناقش ونجادل ،ونأتي بما هو جديد .

القوادة فهمنَاها جيدا حين كنَّا نَرى فَتيات قاصرات يرغمن على الزَّواج على سنة الله ورسوله ،ويُربطن بشيوخ كبار في السن ، لأن هُناك من قَال من مهربي الفتاوى يجواز جواز تسع سنوات .

فهمنا القوادة الدينية بشكل كَبير حين كُنَّا نَقرأ فَتوى عن زواج المسيار ، وعن المفاخَضة ،وعن زَواج فراندي ، وعن زواج المتعة ، وهَذه كلها فتاوى أرسلها رجال دين يَقُولون أنَّ مفاتيج الجنة في أياديهم .

فهمنا قوانين القوادة الدينية حين كُنا نقرأ لبعض الموتورين عن السَّبي ، ومَا ملكت الأيمان ، وحين كنا نسمع إصرارهم على أنَّ هذَا الأَمر صالح لكل زمان ومكان ،وأَنه لا بد من سبي كل الكافرات ، وتحويلهن جواري عندنا .

فهمنا القوادةحين كنَّا نرى رجل دين يدعي الورع ، طاهر ، بلحية كثة ،يتلصص على مؤخرة إمرأة ،وبعدما تغيب عن ناظريه،يبدأ بتكفير المُّجتمع لأن الفساد عَمّ البلاد والعباد .

الأخلاق هي كونية عقلية ،وليست دينية ، يَكفي أنْ تَقوموا بعملية مُقَارنة بين الأَخلاق الكَونية التي تصلح للجميع وبين أَخلاَق الأَديان المُّتَضَاربة والمختلفة بعضها بعضا .



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طِينٌ لِعَدَم السُّؤال
- الجنسيَّةُ النَّفسية والجنسيةُ الجَسَدية
- حُب حُكُومي
- بَحر حَليبي أبيض ُ
- بصحبَة قرَاقُوش
- عَزِيزي دونكِيشوط
- مُر عليهم بقَصيدة ابن عَربي
- حِكَايَةُ مُتْعَبْ مَع َالسَّيدَة ميم
- ذِكْرَى
- أحَدُ الرّفَقَاء
- من السيسي إلى مُرسي ،تَغيير إتجاه البَوصلة .
- كذب الحُكومة مُستَمِر
- مَشروع ُ خُفَاش ٍ في الفصل
- بَيْنَ الذَّاكرة وعَمليات الإدراك العقلية
- دفَاعا عن أوزين
- منطقة للكتابة
- خطَل ُ الفُقَهاَء
- بين الإِسْتصقَاء والإستصْحاءِ
- عن الأخلاقِ والكَونِية
- صنَاعَةُ الخوف الثَقيلة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيومي خليل - قَوادوا الدّين