أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند نجم البدري - محنة العبادي بين حزبه وضميره














المزيد.....

محنة العبادي بين حزبه وضميره


مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)


الحوار المتمدن-العدد: 4857 - 2015 / 7 / 5 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محنة العبادي بين حزبه وضميره



لاحظ العراقيون في اليومين الماضيين زيارات لرئيس الوزراء للأيتام و النازحين وتابعنا جميعنا كلماته التي لم تتعدى تطيب الخواطر والمواساة ولم ترتقي إلى تحمل المسؤولية واتخاذ حلول آنية لمواضيع لاتحتاج لاعداد القرارات ، فهذه زوجها شهيد ولم تستلم تقاعده وهؤلاء طلبة لم يسمح لهم بإجراء الامتحانات وذلك يحتاج للرعاية الطبية وغيرهم الكثير
الكثير، وبعد كل تلك الصور التي تشاهدها على التلفاز يعود السؤال الذي دائما كان موجود في أذهاننا هل خرج العبادي من عباءة حزب الدعوة أم مازال يعمل بسياسة الحزب التي تتسم بالتقية واللعب بالمشاعر واستغلال الصورة الانسانية
الدكتور حيدر العبادي. رجل درس العلوم الحديثة وآخر مبتكرات التكنالوجيا، وتغرب طويلا في بريطانيا، وتدرج في معاهدها وجامعاتها، وعاش (علميانتها)، ورأى كيف تتحق العدالة في ظل الدولة غير الدينية، وكيف تُحترم العقائد كلها، والأديان كلها، وكيف يعرف فيها رجل الدين دوره ومكانه في هداية الناس وإقناعهم بدينه أو طائفئته، في كنيسته أو مسجده أو حسينيته، دون أن يتدخل في السياسة، ودون أن يفرض على الدولة، وعلى مواطنيها، قوانينه ومقاييسه ومفاهيمه الخاصة حول الإيمان والكفر، والوطنية والشرف والأمانة والصواب.

في حياته التعليمية الغنية لابد أن يكون العبادي قد اكتشف أن الشمس ثابتة والأرض والنجوم تدور حولها، وعرف الجاذبية، والنسبية، وقرأ أو سمع عن قيمة حرية الرأي والعقيدة في حياة إنسان القرن العشرين والحادي والعشرين، وعلم بأن هناك شموسا وأقمارا ونجوما عديدة أخرى، وشاهد الإنسان يحط بركابه على نجوم السماء التي خلقها الله رجوما للشياطين، وفوجيء، مثلنا، بسفن الفضاء ومحطات المراقبة التلسكوبية الأمريكية والأوربية والروسية والصينية واليابانية الجائلة في أرجاء السماء بحثا عن حياة وعن مخلوقات، وربما حضارات، لم تخطر على بال أحد من أجداده وأجدادنا.
لكن حيدر العبادي، برغم كل ذلك، ظل في حزب الدعوة الديني الطائفي، من أول شبابه إلى كهولته، ليس عضوا عاديا فقط، بل قياديا فيه.والعبادي لابد أن يكون قد لمس تعصب حزبه لفكره وعقيدته، وأدرك عمق كراهيته لجميع الأفكار والعقائد الأخرى التي يؤمن بها مواطنون آخرون في وطن متعدد الأطياف والملل والشرائح، وظل رغم كل ذلك عضوا ملتزما فيه ينفذ أوامره وقراراته، بإخلاص.
عاش العبادي إلى أن وجد حزبه يحتكر السلطة، ويضع واحدا جاهلا وأحمق وطائفيا متعصبا وظالما يضع في سجونه ومعتقلاته آلاف المواطنين، بالشبهة، دون تهم ولا محاكمة، ثم يُطلق سراحُهم بعد أن أقرت الحكومة ذاتهُا بأنهم أبرياء، وظل ممسكا بقيادة حزبه، وحاميا له، ومانعا أي قانون وأي عدالة من أن تمس شعرة واحدة من رأس أي واحد من قادة الحزب أو أي أحد آخر في ال؛زاب والمنظمات والمليشيات المستظلة مثله بخيمة الولي الفقيه. 
ولابد أن يكون العبادي قد اكتشف معنا أن أوائل وهم مؤسسي حزب الدعوة إيرانيون متعصبون لقوميتهم الفارسية، أو عراقيون من أصول إيرانية فارسية غير عربية وغير عراقية، ومنهم محمد مهدي الآصفي (مرشد الحزب)، وكاظم الشيرازي الحائري (فقيه الحزب)، وعلي التسخيري، وهو فارسي الأصلوالجنسية، ومرتضى العسكري، و محمد صالح الأديب، وعلي الكوراني، فلم ينسحب من هذا الحزب المؤسَّس والمحتضَن في إيران، والخادم الوفي لمصالح الدولة الإيرانية، دون غيرها، فلم ينسحب.وفي أيام الجهاد السري لحزب الدعوة لابد أن يكون العبادي علم، وهو القيادي المتقدم فيه، أن حزبه اختار الإرهاب والاغتيال وتفجير المفخخات وسيلة لتحقيق أهداف ومكاسب حزبية وطائفية بإشراف ورعاية وتدريب وتسليح من أجهزة الأمن والمخابرات الإيرانية، ولم يغادره على الفور
.
ورغم كل حملات التلميع لرئاسة حيدر العبادي، وكل محاولات إضفاء صفة الاستقلالية والوطنية العراقية عليه لم يشهد المواطن العراقي النبيه، منذ منتصف آب أغسطس الماضي إجراء واحدا حقيقيا وجذريا يجعله يصدق أن حيدر العبادي مؤهل وقادر وراغب حقا في محاربة الإرهاب واجتثاث الفساد وإعادة الهيبة للقضاء وسلطة القانون واحترام السيادة الوطنية للعراق، ومنع أي دولة أو قوة أو مليشيا من العبث بأمن الدولة العراقية وكرامتها ومصيرها.
وعليه فإن كثيرين من العراقيين لم ولن يصدقوا بأن حيدر العبادي يمكن أن يصبح قائدا لما يسمى بـ (التغيير).
فأول قرار كان ينتظره العراقيون من قائد التغيير، بعد خراب الوطن على يد سلفه المالكي، لم يصدر عن حيدر العبادي لحد الآن.
إن تنصيبه، بموافقة إيران ومباركتها، رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة مجرد تخدير للجماهير، وغسل هاديء ومبرمج لتاريخ حزب الدعوة، وحفاظٌ على هيمنته على الدولة، وترسيخ عملي حاذق لاحتلال إيران العسكري والأمني والثقافي والاقتصادي والسياسي
ربما يكون الضمير الوطني لحيدر العبادي قد أفاق من غفوته التي امتدت نصف قرن، ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا حقيقيا وجذريا، حتى لو أراد ذلك، حقيقة، وليس ظاهريا فقط.



#مهند_نجم_البدري (هاشتاغ)       Mohanad__Albadri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد داعش والحلم الكردي بالمنطقة
- الولاية البرزانية باقية وتتجدد!!
- فطوركم سم وزقنبوت
- صدق ديمبسي وكذب العبادي ..تكريت بلسان اهلها
- في فيينا ..أمريكا وإيران يكتبان سيناريو العراق
- شي بي شي ...ثقافة مجتمعنا بيها شي !!!
- هل سنحن «لزمن الغش الجميل» يامعالي الوزير؟!!
- الأيزيديين يصدرون فرمانهم ال75 بانفسهم !!!!
- داعش شبح الموت ...في الجهات الاربعة  
- احتفالات الصحافة ....والرقص على جراحنا .
- هل ينقلب حزب الدعوة على المالكي ؟؟
- هل ينقلب حزب الدعوة على المالكي؟؟
- وان عدتم عدنا ...قراءة في الإصدار الإجرامي لداعش
- قانون العفو العام ..خنجر بظهر المصالحة الوطنية
- صوم سياسينا ..والدولار
- صوم سياسينا ..والدولار
- مناقشة وتحليل قانون الحرس الوطني ..الفرص والمعوقات
- هل يدخل القصبي موسوعة غينس؟
- بسبب داعش وماعش ..العراقيون نازحون ومهجرون
- لفرض سياستها المليشيات العراقية وغيرها سلاح ايران الجديد


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند نجم البدري - محنة العبادي بين حزبه وضميره