أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الحيدر - انفلونزا المسلسلات التركية - القسم الثاني















المزيد.....

انفلونزا المسلسلات التركية - القسم الثاني


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 20:33
المحور: كتابات ساخرة
    


أمة تُضحِكُ الأمم
ماجد الحيدر
انفلونزا المسلسلات التركية: أعراضها، علاجها والوقاية منها
القسم الثاني

تناولنا في الحلقة السابقة الاستراتيجيات المدروسة التي يتبعها منتجو المسلسلات التركية للوصول الى عقل المواطن الشرقاوسطي والهيمنة عليه، ونكمل اليوم حديثنا بالتعرف على أهم الأعراض وطرق العلاج والوقاية من هذا الداء الذي صار منافساً خطيراً للأنفلونزات الأخرى: الطيور، الخنازير، الأباعر، الدواعش الخ.
الأعراض:
• تشير الإحصائيات الى أن هذا الداء يصيب الإناث أكثر من الرجال. ورغم أن أغلبية المصابين به هم من الفئات العمرية الصغيرة والشابة إلا أن نسبة لا بأس بها هم من متوسطي الأعمار أو حتى كبار السن وخصوصا ذوي الاستعداد المسبق للإصابة بالإدمان التلفزيوني.
• يقضي المصاب 6-10 ساعات يوميا ذاهلا عما حوله متخشباً أمام التلفزيون، مما يؤدي الى تكلس مزمن في الدماغ وأعراض "اثولال" وضعف في المستوى الدراسي والعلمي والكفاءة العقلية والعاطفية. غير أن هناك ملاحظة حيرت العلماء وما زالوا يبحثون عن تفسير لها وهي أن قوة الذاكرة لدى المصاب تزداد رغم ذلك؛ فما أن تسأله عن أحد الأبطال أو عما حدث في الحلقة الماضية حتى يسرد لك بكل أمانة ودقة الـ (C.V.) الخاص بمن سألت عنه وكل صغيرة وكبيرة حدثت في الحلقة السابقة حتى إذا كان المصاب (كما جرت العادة) يتابع نصف دستة من المسلسلات في وقت واحد دون أن يخلط بينها.
• إذا كانت المصابة ربة بيت فسوف نلاحظ زيادة كبيرة في حوادث احتراق الطعام ووضع الملح في الشاي والسكر في "الدولمة".
• أما إذا كان "زلمة" فسوف نلاحظ نقصا حاداً في انتاجية العمل وكفاءته، كما حصل لصاحب "الماركت" القريب من بيتنا حيث صرنا لا نتسوق من محله الذي كان عامرا ذات يوم إلا في حالة الضرورة القصوى، لأننا كلما دخلنا اليه وجدناه فاتحا "حلقه" على المسلسل غير مبال بما يتراكم من فوضى وأوساخ وسرقات، حتى إنه في مرات كثيرة "يتعاجز" من الرد على سؤالك له "عندك ...؟" فيتخلص منك بإيماءة نفي من رأسه حتى قبل أن تكمل السؤال لئلا يفوّت مشهد أم البطل وهي توكّل ابنها المريض "الشوربة" السحرية التي تشفي من كل داء بإذن الله.
• أما الطلبة والطالبات فكان الله في عون معلميهم وأهلهم. فقد ينسى الطفل جدول الضرب الذي سلخ 5 سنوات من عمره الزاهي لتعلمه لكنه لا ينسى كما قلنا سرد أحداث آخر حلقة بالتفصيل الممل.
• يعاني المصابون بمختلف أعمارهم من زيادة في الوزن، زيادة في الشهية، ضعف في البصر، تكلس في مفاصل الرقبة والعمود الفقري علاوة على تكلس الدماغ المشار اليه آنفاً.
• يعاني المصاب في الحالات المستفحلة من انفصال عن الواقع وتقمص شخصيات الأبطال وطريقة كلامهم وحركاتهم وقد يصل الأمر الى التفكير في الانتحار أو ممارسة درجات مختلفة من العدوانية والعنف الجسدي أو الرمزي (على أساس أن الحياة الواقعية في هذه المنطقة المجنونة من العالم مقصرة في الدفع بهذا الاتجاه!)
• وبما أن الأطفال يسهل تأثرهم بما يشاهدون فإننا نلاحظ أن الكثير من الذكور منهم يرغبون باقتناء المسدسات-اللعبة التي يحلو لهم أن يبرزوها بطريقة خاصة من تحت "القبّوط" الأسود (الذي صار يسمى بالقبوط الكوسوفي نسبة الى أحد الأبطال-العصابجية الشعبيين). أما البنات فيكفي أن أروي لكم أن ابنة أحد الأصدقاء (عمرها خمس سنوات ونصف، بشعر أشقر منسرح وسن لبني أمامي ساقط) عندما سمعتْ أن خالتها حامل تساءلتْ بعفوية: حامل من منو؟! مما أدى الى إصابة الأب بنوبة من الجنون العارض دفعته الى نزع حذائه وتحطيم شاشه تلفزيونه الجديد الذي لم تكتمل أقساطه (قياسه 42 بوصة، أسود اللون، بقاعدة بلاستك منقطة بالفضي.. هذه مواصفات التلفزيون لا الحذاء طبعا)
الوقاية والعلاج:
• تقول منظمة الصحة الدولية في أحدث تقاريرها من سوق العورة وبروشكي بأنها لم ترصد حتى الآن طرقا فعالة للوقاية والعلاج، ولكن يعتقد بأنه من الأمراض التي تتوقف تلقائيا بعد فترة أي بعد أن يشبع السيدات والسادة المشاهدون من الضحك على عقولهم وسرقة وقتهم الثمين بانتظار مرض جديد أكثر خبثا وفتكا. ويقول بعض الخبثاء أن المرض قد يتوقف أو يضمحل بعد انتهاء الحقبة الأردوغانية.
• وتنصح المنظمة بتناول بعض الأغذية الغنية بفيتامين (ظاء) وبالرياضة والسباحة والسفر لمن استطاع اليه سبيلا أو تخريب (الرسيفير) أو العبث بمكان (الدش) أو التحول الى مشاهدة أفلام الكارتون وقنوات الطبخ، لكنها تحذر من أن بعض البدائل مثل الفيسبوك ومشاهدة المسلسلات المحلية والبرامج السياسية ربما تكون أكثر ضرراً وتترك عاهات عقلية ونفسية لا شفاء منها!
• اما أنا فاقترح على القارئ الكريم الذي يخفق في علاج نفسه أو أهله وأبنائه أن يشتري مسدسا حقيقيا (مو لعبة) ويلبس القبوط الكوسوفي ويصعد الى سطح البيت و.. "يقوّص حالو" ويخلص ويخلصنا.. أف.. تعبت!
الكلمة معناها:
الإثولال: من ثولَ ثولا اضطرب واستحكم جنونه فهو أثول وهي ثولاء. والأثول: الأحمق البطيء الخير. وكثيراً ما نسمع أحدهم وهو يدعو بالثِوَل على شخص يأتي عملا غبيا أو أخرق.
C.V. : وهو اختصار لمصطلح curriculum vitae ومعناه بيان السيرة وهي الخلاصة التي يقدمها طالب العمل أو الدراسة أو الزواج الخ وتتضمن عمره وجنسه وجنسيته وشهاداته الخ. وقد صار في السنوات الأخيرة من المستلزمات الضرورية للتعيين (رغم أنه غالباً ما يرمى في سلة المهملات إذا توفرت الواسطة المناسبة للمنافس)
القبوط: هو الترجمة العراقية لكلمة coat وهو المعطف الذي قد يصل الى الركبة ويسمى أيضا بالبالطو، فاعلم رحمك الله.
سوق العورة وبروشكي: منطقتان شعبيتان. الأولى في مدينة الثورة ببغداد والثانية بدهوك.
الدولمة: وهي الأكلة الشعبية العراقية المعروفة في بلدان أخرى بالمحشي أو محشي ورق العنب. يقال والعهدة على غوغل أن كلمة "دولما" تعني بالتركية الشيء الذي تجري تعبئته. ويمكن تفسير إطلاقها على الأكلة بكون الخضروات تُعبّأ بالحشو قبل طهوها. ويوجد في إسطنبول، التي لم أرها يوماً، قصر تاريخي شهير اسمه "دولمه باهجه". ومعنى اسمه هو: "الحديقة المردومة"، أي أنّه تمت تعبئة الأرض وردمها قبل بنائه. وقد كان المقرّ الرئيسي لإدارة الامبراطورية العثمانية في وقت ما.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيد هيوز - الغراب تخونه أعصابه
- تيد هيوز - قصيدة خط النسب
- يهودا عميخاي - قصيدة قطر القنبلة
- قبل النهاية - شعر مارك بيري - نيوزيلاندا
- أمة تضحك الأمم - انفلونزا المسلسلات التركية أعراضها، علاجها ...
- من الشعر النيوزيلندي المعاصر - مارك بيري - تاريخ الكذبة
- أمة تضحك الأمم - بالعباس مو آني
- بمناسبة ذكرى مذابح الأرمن - لا أكبر من جرحكم الله - شعر مؤيد ...
- المدرسة الميتا-عشائرية في النقد العراقي الحديث
- من روائع الشعر الغنائي الإيراني المعاصر - انسان - داريوش -مع ...
- في هذه الدنيا - للشاعر الفرنسي رينيه سوللي برودوم
- على جرف الماء - قصيدة للشاعر الفرنسي رينيه سوللي برودوم
- مجرد عابرِ سبيل - أوزوالد متشالي - جنوب أفريقيا
- الكاتبة - للشاعر الأمريكي رتشارد ولبر
- أوزوالد متشالي - مشبوه على الدوام - ترجمة ماجد الحيدر
- طفل عند النافذة - للشاعر الأمريكي رتشارد ولبر - ترجمة ماجد ا ...
- يهودا عميخاي - أريد أن أموت في سريري - ترجمة ماجد الحيدر
- مؤيد طيب -نهايات حزينة - ترجمة ماجد الحيدر
- قتيل آخر - مسرحية من خمسة أسطر
- سلام - شعر شاهين نجفي


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الحيدر - انفلونزا المسلسلات التركية - القسم الثاني