أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2














المزيد.....

القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 12:29
المحور: الادب والفن
    


الاثنين 24 / 6 / 1996
من التاسعة مساء حتى الحادية عشرة وهم يحتفلون بالقرب من باب الخليل بمناسبة مرور ثلاثة آلاف سنة على بناء القدس (عمر القدس الكنعانية خمسة آلاف سنة). تابعت الاحتفال على التلفاز. ألقى رئيس البلدية إيهود أولمرت كلمة أكّد فيها على أنّ القدس الموحّدة هي عاصمة إسرائيل إلى الأبد. جاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته الشابّة الضاحكة دائماً، المتلفّتة بحركات مفاجئة جهة اليمين وجهة اليسار باستمرار. ألقى كلمة قصيرة بالعبرية، لم أفهم منها شيئاً مع أنني أتعلّم العبريّة هذه الأيام.
تخلّلت الحفل مقطوعات موسيقية وأغانٍ (لتنسني يميني إنْ نسيتك يا أورشليم)، ثم انطلقت الألعاب الناريّة في فضاء القدس أمام ثلاثين ألف متفرّج إسرائيلي. إنهم يزيّفون تاريخ القدس.

الأربعاء 21 / 8 / 1996
في مثل هذا اليوم من العام 1969 أحرق المحتلّون الإسرائيليون الحرم القدسيّ (أحد صنائعهم قام بذلك). تصدّى آلاف الرجال والنساء من مواطني القدس للجريمة، وأخمدوا الحريق بعد ثلاث ساعات من الجهد المضني. كنت يومها في سجن المسكوبية بالقدس. اعتقلت في حوالي العاشرة والنصف من ليل 28 / 7 / 1969 ، بسبب نشاطي السياسي ضد الاحتلال.
عرفت عن الحريق من الشباب الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال وجاءت بهم إلى سجن المسكوبية. كم هو متجهّم هذا السجن ومقيت!

الخميس 26 / 9 / 1996
اندلعت تظاهرات ومواجهات عنيفة في القدس وبقيّة مدن الضفّة الغربية وقطاع غزة، بسبب قيام الإسرائيليين بفتح النفق الموصل بين حائط المبكى ومنطقة باب الأسباط. آخر إحصائية للشهداء: 65 شهيداً بينهم شهيدة واحدة من غزّة. وعدد الجرحى حتى الآن 1086 جريحاً.
لم أذهب إلى العمل لأنّ الطرق مغلقة. بقيت في البيت ومارست هوايتي في الرسم. رسمت ما يشبه قبّة الصخرة محاطة بطيور جارحة. لم يعجبني هذا الإنجاز لما فيه من سذاجة وتسطيح.

الأربعاء 27 / 11 / 1996
زارني في مكتبي بوزارة الثقافة القنصل السويديّ في القدس ومعه شخصان آخران. حدّثتهما عن رأيي في بعض الكتب السويديّة التي قرأتها مؤخراً مترجمة إلى العربية (قامت دار المنى بترجمتها)، وأبديت إعجابي بروايات استريد ليندجرين التي تكتب للأطفال بأسلوب ممتع، مفسحة في المجال لخيالها كي يشطح بعيداً، ما يسهم في إغناء خيال الطفل الذي يقرأ كتبها.
ذهبت بعد الدوام إلى مركز الواسطي في القدس لمشاهدة معرض الرسم على الحاسوب للفنّان إسماعيل شَمّوط.
غادرت المركز ومضيت نحو شارع صلاح الدين. أوقفت سيّارتي في الفسحة المواجهة لفندق المريديان، بالقرب من مبنى صحيفة القدس. هنا كانت لي حياة حافلة بالتطلّعات. قمت بجولة في شوارع المدينة وبعض أسواقها، لإنعاش الذاكرة، تمهيداً للشروع في كتابة نص طويل عن القدس.

الأحد 8 / 12 / 1996
ذهبت أنا وزوجتي وابنتي أمينة إلى رام الله. استغرقتنا الطريق حوالي ساعتين (عادة أقطع المسافة نفسها بسيّارتي خلال خمس وأربعين دقيقة) لأنّ الجيش الإسرائيلي أغلق بعض شوارع القدس، بسبب محاولة مجموعة من المتطرّفين الصهاينة مهاجمة المسجد الأقصى. السلطات المحتلة لا تريد أن تتحمّل وزر جريمة أخرى ضدّ الأقصى، ولمّا يمض على الجريمة السابقة سوى أربعة أشهر.
اتجهنا إلى بيت حسام وباسمة، وأمضينا وقتاً ممتعاً هناك. بعد ذلك ذهبنا لزيارة محمد أبو شمعة في بيته الكائن في البيرة، وذلك بمناسبة عودته هو وأسرته إلى الوطن قادمين من عمّان.
تقترب الساعة الآن من الثانية بعد منتصف الليل. الطقس بارد إلى حدّ ما في الخارج، والسكون يعمّ المكان.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس كما هي في المشهد اليومي/1
- القدس في السير والشهادات واليوميات
- القدس والنص السردي الغائب
- الفنان عادل الترتير/ البدايات كانت في القدس
- فنان مقدسي اسمه فرنسوا أبو سالم
- القدس والثقافة والتراتب الاجتماعي المقلوب
- القدس وتبدلات شارع صلاح الدين
- ثقافة معزولة في مدينة محاصرة
- تبدلات شارع الزهراء
- العمران وضواحي القدس الآن
- القدس الشرقية تذوي والغربية تزدهر
- مقاهي القدس التي تتناقص باستمرار
- ترييف القدس المعزولة عن ريفها
- شبابيك القدس3 / قالت لنا القدس
- شبابيك القدس2 / قالت لنا القدس
- شبابيك القدس1 / قالت لنا القدس5
- في مديح نساء القدس/ قالت لنا القدس4
- قالت لنا القدس3
- تمهيد ثانٍ/ قالت لنا القدس
- تمهيد أول/ قالت لنا القدس


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2