أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تامر وجيه - جيش الوطن؟














المزيد.....

جيش الوطن؟


تامر وجيه

الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 10:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    




ما قلّ ودلّ
جيش الوطن؟

في الإمبراطوريات القديمة، كانت كتير من الجيوش مرتزقة، يعني حاجة زي “المماليك”: ناس محترفين بيحاربوا من غير دوافع عاطفية تربطهم بالهدف من الحرب. طبعا كان فيه جيوش من نوع تاني، دينية مثلا، لكن كان نموذج جيوش المرتزقة منتشر.

مع العصر الحديث اتغير الوضع، وكان من أهم محطات التغيير جيش كرومويل في القرن السابع عشر في إنجلترا اللي خاض الحرب الأهلية ضد الأرستقراطية في الثورة الإنجليزية.

جيش كرومويل اتسمى جيش النموذج الجديد (New Model Army) لأنه كان مختلف عن جيوش المرتزقة. كرومويل، اللي كان بيمثل البرجوازية الإنجليزية الوليدة، عمل جيش من أبناء الشعب وخاض بيه الحرب. وإلى جانب بعض التطورات التنظيمية والتقنية، أهم شيء كان بيميز الجيش ده هو إن الجنود كان عندهم رابطة عاطفية مع الهدف من الحرب اللي هو نصرة الثورة اللي كانوا شايفين إنها هتصب في مصلحة تحريرهم من أوضاع سيئة عاشوا فيها قرون.

من ساعتها بدأ عصر جديد، عصر ما أطلق عليه الجيوش الوطنية.

لكن كالعادة التناقضات بدأت. الجيوش اللي المفترض إنها وطنية، واللي بتغني للوطن، وترفع العلم، كان بيقودها ويديرها ساسة وجنرالات في معظم، إن لم يكن كل، الأحيان ليهم مصالح تختلف عن الجنود الفقرا، الحرب حربهم والسلام سلامهم، وما على الجندي إلا إنه ينفذ، والجندي هنا هو ممثل الشعب الفقير.

يعني اللي حصل هو إن اللي تم الحصول عليه باليمين اتاخد بالشمال. في الوقت اللي انتهت فيه ظاهرة المرتزقة (إلى حد كبير، مش تماما)، وظهرت الجيوش الوطنية، الانقسام الطبقي الكبير خلّى مصالح اللي بيقودوا الجيوش متباينة عن مصالح اللي بيحاربوا فيها، وده السبب طبعا في ظاهرة الهروب من التجنيد والفرار من الجبهة اللي حصلت في جيوش كتير.

وحتى لو فيه اتفاق على الهدف من الحرب، يعني حتى لو الجنود مثلا مليانين بالكراهية للعدو اللي قيادتهم بتقولهم حاربوه، فكتير بيبقى فيه ممارسات في الجيش بتضعف الولاء: الفروق الضخمة في المعاملة بين الضباط والجنود، القهر الجسدي والمعنوي، الإحساس بإن القادة من عالم تاني اللي هو عالم الأغنيا، وبإن لو انتصرنا في الحرب دي إحنا مش هنستفيد حاجة.

في المقابل، الميليشيات العقائدية فيها حال غير اللي وصفناه في الجيوش النظامية. فمهما كانت مشاكل الميليشيات دي، واحد من ثوابتها هو القناعة بالهدف والتماهي معه (سواء الهدف هو الوطن، أو العقيدة الدينية، إلخ). كمان المساحة بين الجنود والضباط بتبقى أقل والعلاقة أقرب.

دي واحدة من الصعوبات الكبرى في المعارك بين جيش نظامي وميليشيا عقائدية، إلى جانب طبعا الصعوبات المتعلقة بالطبيعة التقيلة للجيش النظامي، وحقيقة إن معيار الهزيمة والنصر بيختلف بين الجيش النظامي والميليشيا، حيث أن الميليشيا هدفها إنها توجع عدوها وتستنزف مش تهزمه وتقضي عليه.

الخلاصة إن طبقية المجتمع، اللي بتظهر بشكل حاد في الجيش النظامي، عقبة في وجه همته وحماسته، وأحيانا تماسكه. خوف الحكام من فلتان سيطرتهم بيبقى أكبر من حاجتهم لخلق تماسك في الجيش من خلال تخفيف القهر وزيادة روح التعاون والمساواة، كل ده بغض النظر أصلا عن الاتفاق بين القادة والجنود حوالين الأهداف الاستراتيجية.

مفيش نصر للوطن بدون نصر للمواطنين. والمواطنين في الحقيقة هم الأغلبية من الناس الشقيانة. وعشان كده الحرب العادلة التي تستحق أن تخاض هي الحرب التي يخوضها جيش ما مضطرا للحفاظ على مكتسبات شعبية حقيقية، والتي يتأسس فيها هذا الجيش على العدل، والتي يؤدي النصر فيها إلى توزيع ثمرة النصر بالعدل بين الناس ولأجل الناس. غير كده دي مش وطنية، ده نصب باسم الوطنية.



#تامر_وجيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين انتقاد حماس وخيانة النضال الفلسطيني
- لماذا أرفض هذا الدستور؟
- في البُؤس الإخواني
- الثورة على «كوكاكولا»
- البحث عن رئيس لمصر!
- لماذا أنا متفائل؟
- حي على الإضراب!
- هل أنت مع 23 يناير أم مع 25 يناير؟
- بعد زخم الأعوام السابقة.. ماذا تحتاج الحركة العمالية لكسب مع ...
- اتحاد اليسار من 4 أغسطس إلى 4 نوفمبر
- العنصرية ضد اللاجئين السودانيين: خطر يتهددنا قبل أن يتهددهم


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تامر وجيه - جيش الوطن؟