|
إمبراطورية -غزة- ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 15:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إمبراطورية "غزة" .. لا ، لم أكُنْ يوما من أنصار حماس ، ولا من أنصار الإسلام السياسي . بل وكتبتُ مقالات منها ما نُشر هنا ومنها ما نُشر في صحيفة ورقية محلية ، تعتبرُ " حماس " ، حصان طروادة الفلسطيني ، وهذا رأيي الشخصي !! ولكي لا ننسى وللتذكير فقط ، فقد تقاطعت مصالح سلطات الإحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مع حركة حماس ، وبإعتراف أخر الحكام العسكريين الاسرائيليين للقطاع ، الذي اعترف علانية بأن سلطات الاحتلال ،ساعدت حماس في نشأتها الأولى وسهّلت لها كل الوسائل والسبل "لإستيراد" أموال البترودولار ، بهدف مقاومة الحركات العلمانية (كفتح ، الشيوعيين ، والجبهتين ) . إذن وُلدت حماس من رحم "تقاطع المصالح " على الصعيد المحلي ، واشتد عود الإسلام السياسي بكافة تنوعاته من تقاطع مصالح الغرب والولايات المتحدة مع الإسلاميين ودول النفط الداعمة والراعية لهم ، تحت شعار محاربة دولة الكفر والالحاد ، وتحرير أفغانستان السليبة !! . والبقية واضحة للجميع . ورغم هذه التقاطعات ، فقد كان لكل طرف من طرفي معادلة تقاطع المصالح (الولايات المتحدة والاسلام السياسي ) ، كان لكل منهما أجندته الخاصة به .. فالولايات المتحدة "ظنّت " بأنها تُربّي لها عميلا مطواعا ، ينفذ الاوامر دونما تردد ، ويسهر على مصالحها ، بينما إعتقد الإسلام السياسي بأن "ولية نعمته " ستكافئه بالجائزة الكبرى ، وهي ، استلام زمام أمور العالم العربي والوقوف على رأس الحكم فيه .. تأتي هذه الديباجة لغايتين ، أولاهما "تبرئة " نفسي وقلمي من "الحمساوية " أو الاسلامية السياسية ، وثانيهما للتذكير بنشأة حماس كفرع للإخوان المسلمين والعوامل التي ساعدت في قيامها ، في ذلك التوقيت والدور الذي لعبته ، في تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني ، ولصالح مَنْ . وأول ما " أنشبت" حماس أسنانها ، فإنها أنشبتها "بزملاء الطريق " و"الشركاء " في الحكم ، عبر إنقلاب عسكري يهدف ألتمكين للحركة الأُم ، في الأساس . وفقط للتوضيح ، فسلطة اوسلو ليست أفضل بكثير ، لكنها في الأونة الأخيرة تُحاول ان تسترد ماء وجهها المهراق على نواصي الشوارع ..!! لكن ، أن تُصبح حماس ، وبين ليلة وضحاها ، إمبراطورية عظمى ، تُدربُ وتُسلح ، تحاربُ وتهزم جيوش المنطقة ،وتحديدا الجيش المصري ،كإنتقام منه على إنقلابه على حكم الإخوان في القاهرة ، فهذه ، وأيم الحق ، نادرةٌ غير مضحكة . ولنفترض جدلا بأن الإرهابيين الذي يُهاجمون وحدات الجيش المصري في سيناء ، قد تدربوا في القطاع ، وحصلوا على الدعم اللوجستي من "حماس " ، بما في ذلك الأسلحة الهجومية ، فهل الجيش المصري هو جيش استعراضات فقط ؟؟ لتسقط الضحايا ، ضباطا وجنودا ، بالعشرات بل وبالمئات ؟؟ أين هذا الجيش ؟ أين تدريبه ؟ أين يقظته ؟ طبعا من السهل جدا ، تحميل التهمة لحماس ، بدلا من البحث عن اسباب هذا الضعف وهذه الهشاشة . حماس في القطاع مشغولة وتخوض مواجهة مع "طلائع " داعش ، بحيث أن الخبراء العسكريين والسياسيين الإسرائيليين ، يدعون الحكومة الى تقديم الدعم لحماس ومساندتها في حربها ضد "داعش " !! وهكذا اصبحت حماس ، حليفا يُعتمد عليه وتَجِبُ مساندته وتقديم العون له في حربه القادمة !! حماس ايها السادة ، هي اداة في ايدي الجميع ..تارة "يضربونها " بالحجارة وتارة "بالزبيب "!! لكن الأمر المؤكد بأنها إبنةٌ للإخوان وللإسلام السياسي ، دعمها "النفطيون " بأموالهم ، حينما كان ذلك ضروريا ، ويقفون الآن ضدها ، ما عدا "الغازِّيون " ، حينما تحولت حركتهم الأُم إلى "البعبع " عند الجميع، بما في ذلك داعميها السابقين !! فحماس في المحصلة ، تتنعم "بخيرات " الحركة الأُم ، وتذوق الويلات مع الحركة الأم !! لكنها ولوحدها لا تستطيع شيئاً ، اللهم إلّا إلحاق الضرر بمصالح الشعب الفلسطيني !! الحل للأزمة في مصر ، ليس حلا أمنيا ، وحتى لو زالت حماس وغَرِق قطاع غزة في البحر ، فلن تُحَّل الأزمة المصرية ، الّا بثورة على كافة الصُعُد ، تُعيد للشعب الفقير حريته وكرامته التي استردها بدمه وعرقه من ايدي الإخوان ومن ايدي عسكر مُبارك ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل خاطر عيون المونوبول ..
-
الميل الجنسي والاداء الوظيفي - تداعيات على مقال الزميل كمال
...
-
رمضان والبطيخ
-
تعزية لزميلنا الكاتب شاكر فريد حسن .
-
الجشع وسِفاح المحارم ..
-
مكانة عرب إسرائيل وواقع الحال ..
-
أُوباما : أسود وخفيف !!
-
الكُنى والأسماء المُستعارة
-
وحَطِّمِ آلأصنامَ تحطيماً ..!!
-
بين الفخر والإزدراء ..
-
ثقافة السرقات الادبية ..!!
-
لآقْعُدْ على دربك ..وآرُدك ..!!
-
-قوميسارة- الادب والفن ..!!
-
المجرم الضحية
-
التطرف القومي والأوغاد ...
-
ألديك والحِمار ..
-
ألبومات النصر ..وذاكرة نكسة ..
-
مِنْ -فضل آلرحمان - ..
-
ألسيوطي والكاماسوترا ..
-
مُجتمع الرجولة ، الكرامة والشهامة ..!!
المزيد.....
-
مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع
...
-
الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف
...
-
انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع
...
-
انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
-
محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
-
هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ
...
-
مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا
...
-
الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ
...
-
ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|