أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة إدزني - نكد















المزيد.....

نكد


مليكة إدزني

الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


نَكَدْ
مليكة إدزني
المغرب

قبل تسعة عشر عاما التقى فتى اسمه محمد وفتاة اسمها خديجة، التقيا بمحض الصدفة وأعجب أحدهما بالأخر، لأن محمد كان يشتغل عند جدة خديجة فكانا يريان بضعهما كثيراـ فأعجب بها محمد وقرر أن يفتح معها موضوع الزواج. كان يخجل أن يفاتحها بهذا الموضوع لكنه تشجع أخيرا وصارحها بالأمر .فرحت خديجة بهذا الخبر لكن فرحتها لم تكتمل اذ أن عائلتيهما لم تكونا راضيتين بهذا الارتباط، لكن محمد لم ييأس من رفض عائلته بل حاول كثيرا .وبعد محاولات كثيرة وافقت عائلة محمد على هذه العلاقة، وقرر فورا أن يذهب برفقة أمه ليطلب يد خديجة .كانت عائلة خديجة أيضا عير مقتنعة بهذا الزواج وتحججت بظروف عمل محمد، فهو مجرد عامل عادي لكن خديجة استطاعت أن تقنعهم بأن المال والمظاهر ليست كل شيء في الحياة، بل الأفعال و الأخلاق فوافقت عائلة خديجة على طلب الزواج، تمت الخطبة والزواج في ظروف تملؤها السعادة والفرح .
كانت الأيام الأولى للزوجين أيام هناء وسعادة، إلا أن هذه السعادة لم تدم طويلا لأن أم محمد لم تحب زوجة ابنها ولو مرة واحدة، بل كان قلبها لا يكن لها سوى الكره والحقد الشديد، حتى أنها كانت تقوم بأعمال الشعوذة والسحر الأسود لتبعدها عن ابنها، وكانت تعذبها كثيرا لكن خديجة لم تفقد أملها بالله وصبرت على هذه المعاملة وكتمت حزنها، عل أم زوجها تحبها يوما ما، لكن على ما يبدو أن هذا الأمر مستحيل بالنسبة لامرأة أعمالها بغض وحقد ونيتها أسوء من نيات الشيطان. بعد مرور فترة ليست بالقصيرة ما يعادل سنة تقريبا على الزواج، جاءت فرصة العمر لمحمد وظيفة ميسورة يستطيع بها أن يحقق حاجاته وحاجيات عائلته . قبل محمد الوظيفة وقدم له منزل صغير ليعيش فيه هو وزوجته لكن الصدمة الكبرى أن والدة محمد لم تكن راضية على هذا القرار بل حملت زوجة ابنها ذنب انتقاله و اتهمتها بأنها السبب في ابتعاد ابنها عنها، لكن محمد حاول أن يقنع أمه بأن خديجة ليست السبب إنما ظروف العمل.
انتقل الزوجان إلى منزلهما الجديد وعادت الابتسامة أخيرا إلى الزوجة التي قضت أياما حافلة بالحزن والأسى. بعد عدة أعوام رزق الزوجان بأربع بنات أدخلن البهجة والسرور عليهم، لكن أم محمد لم تكف عن أعمالها بل حاولت أن تسمم أفكار ابنها، متحججة بكون خديجة لم تمنحه الفرصة ليحصل على ولد يسانده في مشاق الحياة، لكن محمد لم يقتنع بكلام والدته وأخبرها أن الأطفال من عند الله وحده وإن كان مقدرا له فسيرزق بولد . فأخبرته أن زوجته قد تمارس السحر وأنه تحث تأثيره لهذا لم يعد يستمع إلى صوت المنطق الذي هو صوتها. لكنه أكد لها أنه يحب زوجته كما يحبها و لا يمكن أن يسيء الظن بها فانقطعت زيارة الأم لابنها لكن أعمالها لم تنقطع بل ظلت تفعل كل ما بوسعها لتفرق شمل هذه العائلة. بدأت صديقات خديجة يزرنها في بيتها ويمدحنه إنه زوج وأب مثالي لأطفاله لكن كل هذا المديح كان وراءه حسد ل خديجة و عائلتها . كانت الأم و صديقتيها يفعلن كل ما بوسعهن ليفرقانهما وقد نجحن في هذا العمل، إذ بدأت تصرفات الزوج تتغير تجاه عائلته أصبح يتعامل مع زوجته بعصبية، يبقى خارج المنزل معظم وقته إلى أن يحين منتصف الليل، وأحيانا لا يبيت في المنزل. استغربت الزوجة من تصرفات زوجها وحزنت من معاملته هذه التي تغيرت بين ليلة و ضحاها، أصبح يصرخ عليها كل يوم وكلما حاولت أن تنصحه انفعل من شدة الغضب . وأكبر أفعاله أنه كان يخون خديجة مع امرأة أخرى فاستغلته أكثر من ذلك و جعلته يقطع المؤونة على زوجته وأطفاله الذين يبيتون جياعا وفي خوف وأبوهم بين أحضان امرأة أخرى.
اختفت المحبة التي كانت بينهما وتلاشت كغبار الرياح، كسرها محمد بتصرفاته التي لم تجد لها زوجته تفسيرا مقنعا .فهو لم يعد إلى أولاده نظرة شفقة حتى يهددهم يضربهم لكن صبر الزوجة لا يجد طريقا إلى النفاد وكلما حاول أولاده أن يكرهوه لم تدع لهم أمهم سبيلا إلى ذلك بل تقول لهم أن أباهم يفعل هذا بدون إرادة أو رغبة منه.
ذات ليلة رجع محمد الى البيت متأخرا، ووجد أهله نائمين فطرق الباب بصوت عالي لكن زوجته لم تسمعه لأن كانت مريضة وغرقت في سبات عميق فكسر النافدة ودخل منها وظل يصرخ عليها ولم يدع لها مجالا للدفاع عن نفسها بل رفع حجرا كبيرا وحاول أن يضربها لولا أن بناته منعنه من ارتكاب هذه المعصيةـ وذهبت إلى غرفتها تبكي وتتحسر على حالتها . ففكرت أن تذهب الى بيت أهلها وتأخذ أطفالها لتجد حلا لمعيشتها السوداء ولما أخبرت أهلها نصحها أخوها الأكبر بأن تقاضيه . لكنها عارضت هذه الفكرة وأخبرته أنه اذا تم حبس زوجها ستتشوه سمعة أسرتها أكثر من ذلك، لاسيما أن لديها بنات في عز شبابهن وهن مقبلات على الزواج، ولن يرضى أحد أن يتزوج فتاة أبوها في السجن، لكنها فكرت أن تهدده عله يرضى أن يصلح أعماله ويصبح واعيا بما يفعله . فقررت أن ترسل إليه شيخ القرية فذهب إليه ونصحه بل أعطاه درسا بأهمية العائلة، انفعل الزوج في البداية لكنه بدأ يقتنع تدريجيا بهذا الموضوع فقرر أن يتسامح مع عائلته. وطلب من زوجته أن تسامحه و تغفر له على أفعاله. فسامحته وعادت إلى عائلتها عادت إلى عائلتها وبيتها وبدأت المياه تعود الى مجاريها تدريجيا وتمر الأيام على خير .
بعد سنة رزق الزوجان بطفل آخر كان ولدا فأثلج صدره بالفرحة وجاءت أمه لزيارتهم فأكملت فرحتهم لكن وراء كل زيارة جديدة نوايا خبيثة كما في هذه المرة أيضا فأخدت ابنها إلى مكان بعيد وحاولت أن تشعل لهيب الصداع من جديد بين الزوجين، فأخبرته بأن ذاك الولد ليس ابنه وأن زوجته تخونه، وملأت رأسه بترهات جعلته ينقلب من جديد على عائلته، اختفت الثقة والحب اختفى معهما الأمل وما بقي لهم سوى تصرفات عصبية وتهديدات أكثر من الأول، أصبحت الأمور أسوأ فأسوأ فقد ابتعد محمد عن عائلته ولم يكمل واجبه بتسمية ابنه فكان يغيب عنهم أسابيع وأشهر بدون أن يترك لهم ولو فلسا واحدا وكلما عاد عادت معه المشاكل، وبعد تفكير طويل من خديجة قررت أن تحاكم زوجها فالصبر قد نفد سجلت شكايتها لدى القاضي. بعد عدة أشهر جاء موعد الجلسة الأولى لكن محمد تغيب عن الجلسة ولم يحضر فألغيت الجلسة أسبوعا إلى الجلسة الثانية، لكنه لم يحضر أيضا فقرر القاضي أنه اذا لم يحضر محمد سيحكم لصالح الزوجة وينزل عليه أشد العقوبات. فقرر محمد أن يحضر الجلسة الثالثة. بدأت الجلسة وبدأت معها الأسئلة لماذا تركت عائلتك يا محمد فأنكر هذا الفعل وقال بأن زوجته هي سبب المشاكل فهي تخونه وطلبت منه أن يبتعد عنهم ففعل، لكن خديجة تشجعت ودافعت عن نفسها أمام ظلم زوجها وأخبرت القاضي أنه هو الذي تخلى عنها وعن أولاده وتركهم يبيثون جياعا . فسأله القاضي عن السبب لكنه أنكر هذا أيضا وقال له أنه ينفق على أولاده من عرق جبينه فجأ هذا الكلام كالصاعقة في وجه خديجة وقالت لزوجها: أوصل بك السوء إلى أن تكذب أمام العدالة فطلب القاضي أن تؤجل الجلسة إلى يوم آخر، بعد أسبوع حل موعد الجلسة الأخيرة التي سيحكم فيها القاضي في هذه القضية فلم يسأل القاضي أي واحد منهما إنما بادر بإصدار حكمه الذي انتظرته خديجة كثيرا . فأمر القاضي محمد أن يدفع كل تكاليف الأعوام السابقة التي ترك فيها أبناءه وهذا في مهلة شهر واحد وإذا لم يدفع سيدخل السجن .
حاول محمد الاعتراض على حكم القاضي فأخبره أن بإمكانه أن يعترض على قراره من خلال الاستئناف بالمحكمة لكن نتائجه ستكلفه غاليا . فرحت خديجة بقرار القاضي لأنها ستجد سبيلا لتنفق منه على أطفالها بدون أن ينقصهم شيء . لكن محمد كان قلقا في نفس الوقت من أين سيجلب مبلغ تسعة ملايين في غضون شهر واحد صحيح أنه شيء صعب لكن يجب أن يتحمل نتيجة أفعاله. مرت أيام وأيام لكن محمد لم يعرف طعم النوم فكر وفكر وقرر أن يطلب السماح من خديجة و تتنازل عن الدعوى القضائية لكنها لم ترضى أن تسامحه خوفا من أن يكرر أفعاله . فظل يحاول ويحاول معها وأخبرها أنه اذا دخل السجن سيذهب راتبه هباء ولن تستفيد شيئا . فكانت في حيرة من أمرها ماذا ستفعل ظلت تفكر وتفكر ماذا ستفعل . فقررت أن تسامحه ماذا نتوقع من قلب طيب حنون سوى هذا التصرف تنازلت عن الدعوى. ورجع محمد إلى عائلته يصرف عنهم ويعاملهم جيدا مرت أشهر قصيرة وتغير محمد من جديد عاد إلى أفعاله الشنيعة من جديد يعذبهم أكثر من الأول يضربها ويصرخ . يئست خديجة و قالت أن هذا قدرها المحتوم حتى الدعوة لن تستطيع رفعها من جديد حتى تمر عامين على الأقل فمتى ستتخلص خديجة من معاناتها هاته
وتحقق السعادة لأولادها



#مليكة_إدزني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة إدزني - نكد