رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح5

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 14:11
المحور: الادب والفن
    

ماعدى أنا وبعض المشاهدين الذين حضروا متأخرين جدا لم نقتنع بالعذر الذي قدمه السيد أبونا وزوجته المؤمنة الصالحة فقد أخبرنا حسب ما نقل عن بعض أبنائه أنه كان برئ من كل القضية ,وأنه كان لا يعرف تماما شيء أسمه شجرة تعري بل هي شجرة تفاح من بقية شجر الجنة وأن والدتنا قد أغوتها حية كانت في الجنة وأفهمتها أن التفاحة المعلقة في الشجرة هي ما ستعجل من آدم كالخاتم في الأصبع ولا يعص لها أمرا وأن حبه الغالب لزوجته التي أخرجها الرب من ظلعه الأعوج لم تترك طبع الأعوجاج وألحت على أن نتذوق شيئا منها حتى يسري السحر وتفلح الشيخة الساحرة .
أخبرني بعض الجمهور الخرافي لو ترك السيد والدنا أمرأته ولم يطيع لها الأمر ستكون في خيار واحد هو المنتصر فيه فليس لها أم تذهب لها لتشتكي وتفعل ما يفعلن بنا النساء الآن ,أو تذهب إلى مكان أخر لتنعزل قليلا وعندما يحل المساء تشعر بالخوف وتجري مثل المجنونة لحضن بعلها وهنا سيمارس عليها طقوس الزوج المتغطرس ...قد يصفعها بكف ولو أننا لا نحبذ أن تضرب أمنا أمامنا وتسحق كرامتها لكنه يمكن أن يهجرها ثلاث ليال في الفراش كأنها العمر كله فلا تفكر بشيخة ولا يمض معها سحر , أعترض أحد الحاضرين قال مجرد أنها أمنت بالسحرة مرة لا يمكنها أن تنقطع ستجرب معه كل أنواع المسحرات عندها لا نتوقع شكل العلاقة بينهم .
هذا خيال مريض أحيانا يصيب بعض المشاهدين وهم يرسمون سيناريوهات متعددة لمشهد قد تم تمثيله والأنتهاء منه وسجلت مشاهده بتلقائية ودون تدخل , البعض من البلهاء يصر أن يكتب يوميا مشهد مختلف ولا يريد أن يقر بأن المشهد المسجل لا يمكن أعادته وبالتالي أي سيناريوهات مبتكرة مجرد عبث يذهب العقل مثل مسكر قليلا ما تنتشي به لتصحوا على كذبة النشوة.
بعض من حضر المسرح وهو صامت يركز أنتباهه على حركات وتفاصيل مهمة لديه قد لا تصل حد محاولة الفهم إنما هو يتعقل بالبصر دون أن يسمح للصورة أن تمر بالعقل , حدثني بعضهم عن حركة السيدة الأم المعظمة وهي ترى أبونا البابا الأكبر وقد ظهر وبان على حقيقته التكوينية دون أن تلاحظ نفسها أنها كذلك , شيء يثير أستغراب المشاهد وهو يبصر لكن الفعل الأكبر فعلا كان عندها ما هذا الشيء الذي يحرك القلوب دون أن يمتد لها بيد , لماذا هو هكذا وليس شيئا أخر , من سيعلمها كيف تستفيد من هذا الأكتشاف المبهر , بعض المشاهدين يريد أن ينزل إلى أرض المسرح ليشرح للماما معنى ما يجري أو معنى الشيء الذي في الشيء .
أنا وبعض المشاهدين على المدرجات ممن كان مسموحا له المشاهدة أو حتى المشاركة وليس كلاعب رئيسي أو ممثل لثيمة معينة في النص نرغب أن نرى الحقيقة من خلف الجدار وليس من خلال الثقوب ,جالس أنت وأمامك جدار بعرض السموات والأرض وتنتظر أن تستكشف كل ما يجري والحقيقة أن لا شيء يجري كل المشهد متوقف والممثلون صامتون , ما يتكلم فقط الله ليقرر ونحن من وقع القرار نخشى أن يكون هناك أعراض جانبية , لمحت السيد إبليس هو الوحيد الذي يحاول أن يشغل نفسه بعذر أنني فقط عرضت عليه الأمر ولم أمارس الإرهاب معه ولا من معي ولن يقول هو ذلك ولم تصرح السيدة الطينية بأي شيء معارض .
في الجو العام هناك ما يشير إلى حدث بمستوى الخيانة عفوا بمستوى الخطيئة ,رد البعض معترضا:.
_ لا خيانة ولا خطيئة إنها حتمية عودة الطين للطين.
_بل خيانة النار للطين.
_بل خديعة اللؤم والحقد من النار للطين.
_غباء
_مؤامرة
_هذه قضية خارج الخطيئة والخيانة وليس للطين والنار فيها إرادة كما أنها ليست حتمية , إنها الذروة في المشهد رسمتها الظروف وإن كان المقدر يتجه نحو نفس الهدف.
_ إنها المطب الذي وضع للطين كي يحرق بالنار أنتصارا لإرادة حقيقية عرفت معنى السجود وأهمية الساجد وليس قيمة السجدة.
_ لا تعليق.
_نعم ممكن كل الأسباب صاغت المشهد ولكن الرب هو من وضع الأشخاص على منضدة الرمل كي يكمل للجمهور صورة القضية التي أجلها من قبل (أعلم وأنتم لا تعلمون ).
_ لا أظن أنها درس تدريبي.
_ من المؤكد درس تعليمي لكنه من دفع الثمن الطين البرئ.
_ ليس هناك قضية بلا ثمن , باع الجنة مقابل لذة .
_ لكنه ثمن غال .
_وما قيمة الجنة بلا لذة ,الرتابة تقتل حتى الرغبة في البقاء .
_هل تظنون أن الطين سيتمرد على الرتابة بدل التنعم بلا مسئولية .
_من طبع الطين المهادنة ولا أظن أنه سيتمرد ما لم يكن لتمرده معنى .
_جيد إذن السيد الجالس تحت الشجر هو من صاغ المعنى .
_لا ليس تماما هو من كشف سر المعنى .
_ المعنى إذا كان معد من السابق .
_ بحدود .
_ ألم أقل مؤامرة .
_لا بل حتمية مصير الطين أما أن تحرقه النار أو يحتوي اللهب فيطفئها رويدا رويدا .
صراخ ... صراخ ... تعال الجدل وأنتبه السيد أبو الأبالسة الأكبر أن الجميع الذين حضروا المشهد يدافعون عن تبريره أو على الأقل حياديين في فهم القضية ... مد عينيه خارج المكان ليتفحص عن علامات ما ينتظر ..الجمهور على المدرجات يفعلون ذات الشيء وأنا والسيد البابا والسيدة الماما وحدنا لا نملك تفسير ولا نعرف المسارات فقط أخذنا الضجيج والصراخ ولم نخرج بنتيجة ما .... لماذا كل الجمهور الحاضر صامت لا يحرك شيء .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات