مساهمة في نشر الخزعبلات

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 14:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

اليوم دور البقلة التي نسميها رجيلية
انظروا :صيدلية كاملة في البقلة فهي تداوي من السرطان والكولسترول وفيها مادة كذا ومادة كذا التي تفعل عجائب لا حصر لها
وشفع ذلك بالقول :بأن الأبحاث العلمية اثبتت ذلك .
وكل ينشرون عن مادة فالبصل عجيب العجائب والثوم كذا والبقدونس ينقي الجسم ...
لماذا تنشر هذه المعلومات ؟
أولا - لأنها تلاقي قبولا في ذهنيتنا التي تربت على القبول دون إعمال الفكر والتمحيص
ثانيا - هي مساهمة في نشر السذاجة وفيض من الخزعبلات لتملأ رؤوسنا بدلا من الوعي والثقافة العلمية .
نشر معلومات متواصلة في طب الأعشاب الشعبي بعد أن ساد الطب الحديث والقول بأن العلم أثبت كذا وكذا .
مثلا لو أن نبتة البقلة تعالج من السرطان والكولسترول لكان سعر الكيلو غرام الواحد الآن بآلاف الدننانير ولكان تم تصنيع المادة الدوائية منها .
ثم من اكتشف ذلك ؟
الجواب : حلفوا بالله العظيم ان فلان استعملها وأكلها ، وعمل فحص وتحاليل جديدة ، فتعجب الطبيب ونادى على زملاءه وأخذ الأطباء يعبرون عن تعجبهم .وضحك هو وقال لهم أكلت البقلة والله على ما أقول وكيل .
هذا كرز على رؤوسنا يصاحبه القول بأن من أكلها بنية صافية ودعا ربه بالدعاء كذا وكذا فإن الله سيشفيه وهو قادر على شفائه .
هذا بالإضافة إلى الإستمرار في نشر الأدعية التي ما أن يدعو بها الواحد حتى تتحقق امنيته وحلفوا بالله العظيم أن امرأة كليمة دعت بالدعاء الفلاني من قلب كسير ومخلص وحصل لها كذا وكذا وأن فلان قال : باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وشرب سما زعافا أمام الناس والناس خافوا عليه وحاولوا ثنيه إلا أن شربه كما تشرب عصير السوس ولم يحصل له شيء . وأضاف القائل :المهم أن تكون النية صافية
مع ان كل الناس يجربون الأدعية دون أي تأثير .
وكل الناس يدعون على إسرائيل ومن قلب مخلص دون طائل .
والقول :إن قلت كذا وكذا تدخل الجنة وإن فعلت هذا وذاك غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر .
بالطبع هذه الثقافة ، ثقافة الأدعية والتمائم موروثة من مرحلة قديمة حينما كان لكل قبيلة إله خاص بل أحيانا في كل بيت من بيوت المقتدرين إله خاص مهمته الإستجابة إلى مطالبهم الشخصية بل أنه موجود خصيصا لغرض حمايتهم والإستجابة لأدعيتهم .
واليهود يعتبرون إله موسى هو خاص بهم هو إله اليهود فقط . وأثناء مشكلتهم مع فرعون طلبوا من موسى أن يطلب من ربه مقاتلة إله الفراعنة . وإلاههم كما في التوراه ووفق نظرتهم هو إله القبيلة .
الغاية من التعليق أن هناك عملية نشر متواصلة كانت تتم سابقا بالتداول الشفوي والروايات المدبجة في المجالس واليوم تتم من خلال الفضائيات وأساليب النشر الحديثة وذلك لتكريس عقلية التخلف مستشهدين بالبحوث العلمية زورا أو بالقسم بأغلظ الأيمان عن تجارب أكيدة.
نبتة برية" كيميائية" تقتل السرطان وتقضي نهائيًا على الكوليسترول.
أثبتت دراسة أخيرة أن البقلة أو الرجلة الشائع في محيط بحر الأبيض المتوسط والتي تنبت في فصل الصيف بشكل عشوائي تمنع الإصابة بتصلب الشرايين وبأمراض القلب والسرطان.
كما أنها معروفة أيضًا في الطب الصيني التقليدي ويتم من خلالها مداواة الكثير من الأمراض الخطيرة.
وقد قام العلماء بدراسة تأثير البقلة على مستويات الدهون في الدم حتى توصلوا إلى تعميم فائدة البقلة في خفض نسبة الدهون ومستويات الكوليستيرول الضار (LDL) بنسبة عالية وأيضًا الدهون الثلاثية.
وأفادوا أن تناول البقلة لا يؤدي إلى حدوث أية آثار جانبية, ولها بالتالي تأثير إيجابي على مستويات الدهون وفي اضطراب استقلاب الشحوم. هذا بالإضافة إلى كونها غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة والفيتامينات والفلافودينات التي تدمر كل الخلايا السامة والخطيرة في الجسم.
ومن الفوائد العجيبة الأخرى لهذه العشبة, نقدم لكم من"علاج من هنا وهناك" أبرز النقاط التي أوردتها هذه الدراسة:
-منع التهابات الجهاز الهضمي والقرحة
- طرد الديدان الحلقية من الجسم
- تعزز ليونة المعدة والإسهال البسيط
-إيقاف التقيؤ والوحام
- علاج الثآليل
- إيقاف نزيف الدم
- علاج الصداع والحمى
هكذا إذن هي تنوب عن صيدلية وفي أخطر الأمراض

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات