أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - زهايمر- تناقضات فى الكتابات المقدسة –جزء12















المزيد.....


زهايمر- تناقضات فى الكتابات المقدسة –جزء12


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 11:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت ( 55 ) .

عندما نقول أن الأديان إنتاج فكر بشرى فلا يكون قولنا هذا إدعاء أو تجنى بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء بدءاً من دراسة الأساطير والقصص التى تنسجها وتتدعى فيها بوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم وذيوع القصص المَروية من خلال ميديا هائلة تروج لها .. كما لا تكتفى بشرية الأديان عند حجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات العلمية التى يفضحها العلم الحديث وهذا يعنى أننا أمام تصورات ورؤى إنسان قديم عن الوجود هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته , كما يضاف إلى ذلك أن الأديان قدمت منظومات تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعها لا تتناسب مع أنساق مجتمعاتنا الحديثة .
فى ظل هذه التضاريس الواضحة المعالم نستطيع أن نؤكد أن الأديان نتاج فكر بشرى له رؤيته وخيالاته وتصوراته وعلاقاته الخاصة لم تفلت من تحقيق رؤية سياسية إجتماعية غلفت نفسها بالمقدس فيكون الإله والطقس رمز الهوية لتحقيق مصالح سياسية نخبوية وقومية تظهر بجلاء فى بعض المعتقدات كما فى التراث العبرانى والإسلامى ليهيأ لك أن المشروع السياسى هو حجر الزاوية الذى تم البناء عليه ليتأسس ما يُعرف بالدين .
سنضيف فى هذا البحث ملمح أخر يُثبت أن الأديان نتاج فكر بشرى لم يفلح بساطة وتواضع مُسطريه الإفلات من التناقض لنجد الإختلاف كامن بين نصوصه حيث الشئ وضده حاضر ,والغريب أن الأمور تفتقد لأى درجة من التركيز العقلى فى تدوين النصوص لتصل إلى تضارب الأخبار والأحكام والتوصيفات فما يقوله هنا كشكل خبرى سردى أو أمر ورؤية إلهية يناقضه فى موضع آخر ليحق لنا القول أن الحالة الذهنية لمؤلف النص قد أصابها الزهايمر .
سنتناول النص الدينى فى الكتب المقدسة لنُبرز التناقضات فى كتاباته ولن يكون سبيلنا الإتكاء على نصوص غامضة أو حالة إلتباس تستنتج التناقض , فالتناقض من الفجاجة والوضوح تجعله لا يقبل أى تأويل أو مرواغة فهى تصريحات إلهية تصرح بشئ فى موضع وتنفيه فى موضع آخر.. سأعرض فى هذا الجزء الثانى عشر مجموعة إضافية من هذه التناقضات والتضاربات والتى تميل للتخبط لتصيب أى عقل موضوعى بالحرج .

* الله ينصر رسله والمؤمنين أم يتقاعس .؟!
فى آية سورة غافر 51 ( إِنَّا لَنَنصُر رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) فهذا تعهد من الله أن ينصر رسله والمؤمنين فى الحياة الدنيا ويوم القيامة , ولكن واقع الحال لا يقول هذا فالمؤمنين يعانون الإضطهاد بالأراضى المحتلة وعلى يد الإستعمار الامريكى والغربى فلا نصر ولا يحزنون بل مهانة وإذلال .!
إذا كان الله يهمل المؤمنين كحال حكامنا الذين لا يعتنون بدماء أبناء الشعب ليخصوا عنايتهم بالنخب والشخصيات المميزة , فالله الذى يعد بنصرة للرسل بنص الآية السابقة " إِنَّا لَنَنصُر رُسُلَنَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ " تقاعس وأهمل وعده للرسل بإعتراف القرآن ذاته فى آيات صريحة بعدة مواضع مختلفة , فاليهود قتلة الأنبياء , لذلك قال فى البقرة: 61 ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) . - وقال فى آل عمران: 21 ( إن الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقتُلُونَ النبِيِّينَ بِغَيْرِ حَق وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) .ولنتوقف فى الطريق أملم القول "وَيَقتلُونَ النبِيينَ بِغيرِ حق" . وقال فى آل عمران: 112( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا ) - وقال فى النساء: 155 ( فبِمَا نَقضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .. فأين نصر الله لرسله فى الدنيا فهل هو زهايمر وتناقض أم فنجرة بق .!

* ولكن عرب الجزيرة لم يأتيهم نذير . !
يقول القرآن فى سورة فاطر آية 24 ( إنا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ) وفى الأسراء 15( مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُول ) وهذا يعنى أن أى أمة من الأمم السابقة قبل محمد آتاها نذير لتقوم الحجة عليهم ولكن القرآن يناقض هذه الفكرة فى سبأ 44( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ) . وفى القصص 46 ( لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) وفى السجدة 3 ( بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) .. وهذا يعنى ان العرب لم يأتهم نذير قبل محمد لذلك فلا حجة عليهم طوال السنين التي سبقت بعثته وعليه ليس له أن يعذب الأقوام السابقة كذلك يظهر التناقض والتخبط مع ما ذكره سابقاً وَإِنْ مِنْ أُمة إِلا خَلا فِيهَا نَذِير و ما كُنَّا مُعَذبِينَ حَتى نَبْعَثَ رَسُول , فأليس هذا زهايمر وتناقض .

* هل يشارك الشيطان فى سرد الآيات أم لا .
يقول القرآن فى البقرة 2: 106 ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) وهذا يعنى أن الله ينزل آيات من القران ثم ينسخها ويلغيها ويأتي بأحسن منها أو مثلها وبالرغم من تحفظنا على فكرة النسخ التى تعنى أن الله متردد لا يعلم الغيب فيغير من آياته حسب الظروف , وبالرغم من تحفظنا أيضا على " ننسها" وعلى " نأتى بمثلها" , لكن سنعتنى بفكرة أن الآيات سواء ناسخة أو منسوخة هي من فعل الله لا يشاركه احد , ولكن فى سورة الحج 22: 52 نجد قوله ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ) وهذا يعنى أن الشيطان يلقي على محمد آيات ثم يلغي الله وينسخ تلك الآيات الشيطانية التي ألقاها الشيطان وهذا يعنى أن الشيطان يتلو أيضاً آيات كقصة الغرانيق العلى , فهل يشارك الشيطان فى سرد الآيات أم لا.

* الفتنة من الله أم من الشيطان .
فى القرآن الفتنة من الشيطان اللعين ويُفترض أن تكون الأمور هكذا كون الشيطان كائن حاقد شرير ,ففى الاعراف7 (يا بني أدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ) وفى الحج 22 ( ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ) فمن الآيتين السابقتين نجد أن الشيطان يفتن الناس ومن هنا يحذر الله بني آدم من فتنته كذلك يتوعد من يفتن المؤمنين كما فى البروج 10( إن الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنم وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) .. ولكن نجد التناقض والتضارب يحل عندما يتم نسب فعل الفتنة للإله وليس الشيطان , ففى الانبياء21 ( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) وفى الاعراف7 ( قال "موسى" رب لو شئت أهلكتهم أن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء أنت ولينا ) وفى طه40 ( وقتلت "موسى" نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا) وفى طه 85 ( قال "الله" فإنا قد فتنا قومك قومك من بعدك ) وفى الاسراء17 (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة ) وفى الفرقان25 ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ) فهو يجعل مرسليه فتنة ويبلو الناس فيما أتاهم كما فى المائدة 5 (لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا) .
حيرتونا فهل الفتنة كشئ قبيح وعمل مُدبر يخدع وينال من الإنسان هو عمل الشيطان أم عمل الله فإذا تعاملنا مع أغلبية الآيات فسنجدها عمل الله وفتنته وليبقى التناقض والزهايمر قائماً .

* الغواية من الله أم من الشيطان ؟!.
فى الحقيقة هذه النقطة لا تحتوى على تناقض فج , فالغواية تصب فى النهاية فى يد الله فهو يحيلها للشيطان ولكن بتوجيهات وتوصيات وتنسيق مع الله ففى الحجر15 ( قال "الشيطان" رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) وفى الاعراف7 ( قال "الشيطان" فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) كذلك فى سورة ص :82 (قال "الشيطان" فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين ) فهنا الشيطان يريد النيل من البشر بالغواية ويفضح الله المتواطئ بقوله رب بما أغويتني .. ولكن الله يكشف عن مخططاته وغوايته بشكل فج فى هود11 (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم واليه ترجعون ) وفى الصف61 ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) .

* الرجس من الله أم من الشيطان .؟!
فى القرآن الرجس من عمل الشيطان تارة و ليناقضه تارة اخرى بكونه عمل الله , ففى المائدة 5 ( إنما الخمر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) - وفى الأنفال8 ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشياطين ) وهذا يعنى ان الرجس من عمل الشيطان ولكن فى آيات عديدة من عمل الله فهو الوكيل الحصرى له ففى الانعام6 (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) وفى يونس10 (ما كان لنفس أن تؤمن إلا بأذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) وفى البقرة2: 59 ( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء ) وفى الاعراف7 (فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون ) .!

* من ينسى ؟ الله أم الشيطان أم الإثنان .!
من يمتلك القدرة على أن يَنسى أو يُنسى لنجد أن الشيطان القدرة على أن يُنسى البشر ففى الانعام6 (أما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) كذلك فى المجادلة58 (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ) .. ولكن الله يشارك الشيطان فى هذه القدرة ففى البقرة2: 106 (وما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) وفى التوبة 67 (نسوا الله فنسيهم ).!

* من يمتلك الوحى الله أم الشيطان أم كلاهما .
يُفترض أن الوحى حكر على الله وهذا مايؤكده فى الانبياء21: 7 (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر ) ولكننا نجد أن الشيطان يشارك الله فى الوحى بل يطول الأنبياء ففى الحج 22: 52 ( وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيتة ) كذلك فى الانعام6: 112(وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفعلون ) وفى الانعام6: 121 (إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم إنكم لمشركون) .!

* من يُضل ؟ هل الله أم الشيطان .!
يُفترض أن الشيطان يضل البشر فهذه هى مهمته ولكننا لن نثير هنا أن تضليل الشيطان يتم بعلم وإرادة الله أم لا .. لنعتنى أن الشيطان يضل ففى النساء4: 60 ( يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ) وفى القصص 28 (قال هذا عمل الشيطان انه عدو مضل مبين ) ولكن التناقض يحل ليصبح الضلال من الله وحكراً عليه ففى النساء4: 88 ( أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) وفى الجاثية45: 23 (أفرأيتم من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه ) وفى المدثر 31 ( يُضِلّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) وفى الانسان31 ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما ) ثم نجد الآية الأغرب فى سبأ34 التى جاءت توصيف لحال محمد ( أنا أو إيكم لعلى هدي أو في ضلال مبين) فمحمد لا يدري إن كان في الضلال أم في الهدى !
هنااك المزيد من التضليل بفعل الله ففى الكهف 57 ( إنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبهِمْ أَكِنةً أَنْ يَفقهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ) فالله جعل على قلوبهم أكنه وفى آذانهم وقراً .. وفى التوبة 87 ( وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِم فَهُم لا يَفْقَهون ).. ويؤكد الله ثانية أنه يطبع على قلوبهم فكيف يفقهون ( ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ) ( وماكانوا ليأمنوا الا أن يشاء الله ) فلا تظن انك تؤمن بقناعات وقبول نفسى وروحى إختيارى فهى مشيئة الإله ( يدخل من يشاء في رحمته) فالمشيئة الإلهية هى التى تختار من يدخلها فى رحمته .. وتأتى الآية العجيبة فى السجدة 13 ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) فالله لن يأتى كل نفس هداها فقد تعهد وألزم نفسه بمزيد من الزبائن يملأ بهم جهنم !..( وماتشاؤون الا أن يشاء الله رب العالمين ) .!

* من الذى يتآمر على الإنسان ويزين له عمل السوء ؟ الله أم الشيطان .!
فى القرآن آيات تعلن ان الشيطان يتآمر على الإنسان ويزين له عمل السوء وهذه الرؤية منطقية إذا إعتبرنا هذا الكائن الشيطانى موجود ففى الانعام6: 43 ( ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) وفى النحل16: 63 (لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم) وفى الانفال8: 48 ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم ) وفى الإسراء 63 (قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ) فهنا نرى أعمال السوء كانت بسبب تزيين الشيطان للناس أعمالهم , ولكن يطل التناقض والزهايمر واللامعقولية عندما نجد ان الله هو من يزين اعمالهم ففى النمل27: 4 ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ) وفى الانعام6: 108 ( كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم ) وفى فاطر35: 8 ( أفمن زين له لسوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ) فهنا الله كما الشيطان يُزين للذين لا يؤمنون بالآخرة أعمالهم ثم جاءت تلك الآية الفجة فى الانعام6: 137 ( كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) ثم نرى التحالف بين الله والشيطان فى مريم 19(الم تر إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ) تؤزهم أزا تعنى تغريهم .!

* من الذى يكيد ؟ الله أم الشيطان .
يُفترض ان الكيد من الشيطان بإعتباره خبيث وحاقد على الإنسان وهذا ما تؤكده النساء4 ( الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) .. ولكن الله لا يترك الشيطان متفرد بالكيد ليصير كيده عظيما ففى الطلاق86 (انه لقول فصل وما هو بالهزل انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) وفى القلم68 ( أملي لهم أن كيدي متين) .!

* من الذى يأمر بالفسق والفحشاء ؟ الله أم الشيطان .
عندما نسأل من الذى يأمر بالفسق والفحشاء فمن المؤكد أن الإجابة ستكون الشيطان ذلك الكائن الشرير وهذا ما ذكره القرآن وحذر منه فى النور24: 21 ( ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر ) وفى البقرة 26( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) ولكن كالعادة يحل الزهايمر والتناقض فلا يترك الله الشيطان متفرداً بإثارة الفسق والفحشاء ففى الاسراء17: 4 ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ) وفى الاسراء17: 16 ( إذا أردنا إن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) فهنا قضاء الله أن يهلك قرية ليأمر مترفيها بالفسق فحقت على القرية إرادة الله بتدميرها وإهلاكها.

* الشيطان المتكبر والله أيضا .
التكبر صفة ذميمة قبحها الله ولعن المتكبرين وأولهم الشيطان ونجد هذا فى مواضع عديدة ففى الاعراف7 قال الله للشيطان ( فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج فأنك من الصاغرين ) وفى البقرة2: 34 ( إذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر) كذلك الزمر 60 فجهنم مثواهم ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) وفى النحل 29 فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ( فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) وفى النحل: 23 (إن الله لا يحب المتكبرين ) وفى لقمان:18 (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) ورغم هذا التقبيح للمتكبرين والوعد بأن يكون مثواهم جهنم نجد أن من أسماء الله الحسنى المتكبر كما فى الحشر 23 (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ليشارك الله الشيطان فى صفة ذمها ووعد المتكبرين بالعذاب فى جهنم .!
دار فى ذهنى فكرة أبرر هذا التناقض فقلت أن الله لا يريد ان يشاركه أحد فى التكبر لتنطلق أسئلة عديدة تواجه هذا التبرير أولها ما معنى التكبر بالنسبة للإله فعلى من يتكبر وعلى من يُفعلها وهل توجد معنى لصفة قبل الخلق فعلى من يُفعلها وما وجه المقارنه بين الخالق والمخلوق ليمارس هذه الصفة ويكون هناك الفارق والنسبه , وإذا كان الله محتكر لصفة التكبر فلماذا يشاركه الإنسان فى صفة العدل والرحمة والكرم ألخ .. وهل من المنطقى أن تكون هذه الصفة متواجدة ولائقة بعد أن ذمها وقبحها كثيرا فى الشيطان وكل المتكبرين .

- أرى أن سبب هذه التناقضات والتخبطات ترجع لعوامل كثيرة فهى أولا رؤية بشرية رسمت الإله وفق تخيلاتها وتصوراتها ولم تخلو الأمور من هوى الفكر وعدم التركيز , فمبدع النصوص تحركه رؤية تريد أن يكون الإله قويا فلا يوجد شئ يحوله عن الفعل والقدرة متصوراً ان القوة والصفات المُفرطة تأتى بالتفرد بكل القدرات والصفات فتستحسن العنيف منها فلا يحتكر الشيطان مفاتيح لبعض قوى البطش لذا أشرك إلهه فى هذه القدرات , وليأتى عامل آخر أنه أراد تبرير عدم قبول عشيرته بما يقوله ومحاولتهم الإنتقاص من زعمه أو قل رسالته , فمعاندتهم لا تأتى من حُسن تفكيرهم ومنطقهم وهشاشة ما يقدمه بل لأن الله أراد لهم الضلال ووضع على قلوبهم أكنة لينال منهم ولكنه لم يفطن أن نهج الهجوم هذا سيأتى بعواقب وخيمة ليحل التناقض والتضارب فى النصوص و يتساوى الإله مع الشيطان أو يشاركه القبح .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحررمن الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعة الحزينة فى تونس والكويت وفرنسا
- كتابات ساخرة ولكن ليست كتاباتى-مشاغبات فى التراث4
- مشاغبات فى التراث3-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- تشويه الحب والجنس على مذبح الأديان
- عن الحب-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- وهم الزمن والإله-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- مصر إلى أين ؟!
- المصارحة والمكاشفة كسبيل لخروج الإسلام من مأزقه
- فى العشوائية والحتمية والسببية-نحو فهم الوجود والحياة والإنس ...
- صفعات – لماذا نحن متخلفون .
- مشاغبات فى التراث2-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- وهم الحرية-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- وهم الغائية-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- تراثنا وثقافتنا الحلوة-لماذا نحن متخلفون
- خمسون حجة تُفند وجود الإله–جزء سادس41إلى47
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة –جزء11
- بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته-كاملا
- الطبيعة ملحدة..العشوائية تنتج النظام
- منطق الله الغريب-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- أخلاقنا وأخلاقهم-فى فلسفة الخير والشر


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - زهايمر- تناقضات فى الكتابات المقدسة –جزء12