أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حفريات توفيق التميمي














المزيد.....

حفريات توفيق التميمي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 01:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل أيام شاهدت حلقة تلفازية عن جارنا في الناصرية آية الله محمد باقر الناصري ضمن سلسلة برامجية جميلة يقدمها صديقي ( توفيق التميمي ) ومع استعادة شيئا من تصاوير الامس لذاكرة محلنا وطقوس بيت الشيخ عباس الخويبراوي والد الشيخ محمد باقر ، وكعادته كان توفيق يمتلك حرفية الاستنباط وشحذ الذاكرة ومحاولة جعل مادته البرامجية فعلا حضاريا لا فعلا يؤدي رسالة ما لمنهج الضيف فقط ، بل أن التميمي يمتلك قدرة لطيفة في ادارة حوار استطعت معه أن استعيد مع ذكريات ورؤى الشيخ الناصري الكثير من تفاصيل حياة محلتنا وطفولتنا وتلك الدشاديش السود التي كنا نشتاق الى ارتداءها ايام عاشوراء كأشتياق ارتداءنا لدشاديش العيد ونحن ندور في باحة بيت الشيخ بدائرة من الانشاد الذي نردده مع ايقاع حنجرة الرادود المرحوم الملا نجم .
توفيق التميمي طينة طيبة في طوب الأبداع العراقي ، هذا الجدار الذي زخرفت عليه الحضارة الرافدينية تدوينات حالميها منذ زمن السلالات والجنائن وشموخ الثور الذي كسرته معاول داعش المجنون .
له نكهة في التعامل تجعلكَ تحس بشيء من حقيقة الذات الفطرية ، التي تخلط الوعي بالبيئة والبساطة والموجود الفطري للذاكرة المجتمعية حتى تحسه يتقصد أن يكون هذا التناول من خصوصية كيانه حتى في بحثه ومحاوراته وطروحاته.
هذا الصديق المتشح بسمرة تشبه الهنود في تفاصيل خيال أساطير شرقهم ، لكنه كان عربيا قحاً في الرؤيا والانتماء أودع لديه ابوه حُلمَ أن يصنع ظلا ساحرا لنخلة احلامه فقال له :أذهب الى ما ينفع جوع أجدادك في بحثهم عن الخبز والتمر وأدخل في كلية الزراعة ،.
دخل كما تمنى الأب وتخرج لكن هاجس المثقف الذي يسكنه جعله بعد 2003 يشهر المكنون الهائل في قلب توفيق ليشكل وجوده ظاهرة فكرية تابعت وعملت في المجال الفكري والصحفي ابتداءً من ملاحق الصباح وصفحاتها الفكرية وانتهاء باهتماماته التلفازية كمقدم ومعد لبرنامج تعتمد على حفريات الذاكرة المنتجة والمؤثرة والمبدعة في التاريخ العراقي المعاصر.
هذا الأنسان المهتم بخصوصيته وتلقائيته وحماسته التي تعرضه مرات للحرج عشت معه ذكريات كثيرة ، وطالما كنت اترك السكن مع من يرافقني من أبناء مدينتي في مهرجانات ومنتديات الزمن القديم المرابد وملتقيات المدى ومهرجانات اتحاد الادباء لأسكن معه في ذات الغرفة اتعلم منه تلك التلقائية وتلك الرؤية الموسوعية وذلك الانسان الذي يحاول أن يصنع حكمته من تفكيره الشخصي ولايتأثر بما حوله عندما يدرك منطقه هو أنَ الأمر ينبغي أن يكون هكذا ، وربما بسبب تلك الخصوصية لم يرتح لطروحاته الكثير وتم ابعاده عن امكنة ومناصب اعلامية كان يستحقها.
أظن أن توفيق التميمي رغم هذا التربص ، ورغم أزمته مع الآخر الذي يرتدي بيروقراطية الثقافة وشعوره بأن ( الأنا ) التي لديه لا تلتقي في المزاج والتلقي مع تلقائية ووضوح وصراحة توفيق التميمي يبقى هذا الشاخص الجميل والمميز بنكهة لا يشبهها نكهة اخرى في المائدة الثقافية العراقية من بعض ما نتمنى أن تكون عليه ثقافتنا في رغبتها لتقوية الجدار المقاوم لكل المتغيرات التي يريد بها الأخر المظلم أن ينال من الثقافة العراقية ( السياسي الفاسد ، وداعش الارهابي ، والطائفي المقيت ، والكاتم الملثم ، والرجعي المُتخلف وسواهم من اصناف اخرى تريك انها ترتدي قميص يوسف وباطنها موغل بالحسد والضغينة و( الكنكنة ).
توفيق التميمي صديقي ، أستحق مني المديح والتكريم أن يكون شمعة هذا العمود اليومي في صحيفتنا ( العالم ) وأعتقد ويعتقد معي ثلاث ارباع مثقفي العراق أنه يستحق ذلك .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسومات بيوت أصيلة
- تغريدة جعفر في تويتر
- بلدية باريس وبلدية الجبايش
- طفولة السميسم الله
- الحبوبة وأيام سانوبه......!
- كاهنة قرية أمُ البْشُوشْ
- النيوزلنديون أعمامنا
- غرق المشحوف ميدوزا
- خواطر قابيل وهابيل
- أطلس أبن بطوطة
- أبو العود والطور الصُبيّْ.!
- مريم وغبار الزقورات
- كيتلي جلجامش
- أجنحة حمام الدوح
- دربيل عفيفة اسكندر
- ثقافة الحاسوب
- قَدرُ دُخانُ السكائرَ
- مندائية بعطر الآس......!
- آدم وحواء في قريتنا
- بهارات فاسكو دي غاما


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حفريات توفيق التميمي